بعد أعمال الشغب في بريطانيا.. مسلمات ومن أقليات عرقية يتعلمن الدفاع عن النفس
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
وقفت مايا حسن وهي تنظر بفخر إلى نحو 30 امرأة، تجمعن في إحدى الساحات الرياضية في لندن، كانوا جميعهن تقريبا مسلمات ومن أقليات عرقية؛ وهن ينضممن إلى دورة نظمتها في مجال الدفاع عن النفس، وذلك عقب اندلاع موجة من أعمال الشغب، تعرض خلالها عدد من المسلمين ومهاجرين لهجمات وصفت بـ"العنيفة والعنصرية".
وقالت مايا، ذو 28 عاما، وهي خبيرة في الفنون القتالية، إنها أرادت مساعدة النساء على تعلم كيفية التعامل مع كافة الإساءات، واكتساب الثقة، بعد الاضطرابات التي استهدفت مساجد وفنادق طالبي اللجوء والشرطة على مدى أسبوع.
وأوضحت الخبيرة في الفنون القتالية أن: "الفنون القتالية تمنحك قدرا أكبر من الثقة"، مردفة خلال حديثها للنساء: "أنتم تتعلمون الشّيء الذي تبحثون عنه إلى حد ما، وكيفية التحوّل لشخص واع اجتماعيا ورصد الأشياء والخروج من أي موقف سيئ قد يصادفكنّ حقا".
وفي السياق نفسه، عبّرت جاليات مسلمة وأخرى تنتمي إلى أقليات عرقية عن صدمتها، إزّاء الاضطرابات التي اندلعت، بسبب معلومات زائفة عبر شبكة الإنترنت، والتي كان مفادها أن "المشتبه به في قتل ثلاث فتيات صغيرات في هجوم بسكين في ساوثبورت، شمال غرب إنجلترا، هو مهاجر مسلم".
بدوره، قال ستيوارت ماكجيل، وهو مدرب الفنون القتالية، إنه قد لاحظ زيادة في عدد النساء اللائي يردن التسجيل في الدورات، منذ بدء الاضطرابات. فيما قالت إحدى المشاركات، تدعى إيلزا عنان (24 عاما) إنها تشعر بثقة أكبر.
وتابعت: "بالتأكيد أنا لا أريد أن أضطر إلى استخدام هذه الأساليب ولكن من المفيد والنافع أن نكتسبها؛ خاصة بسبب الأحداث التي وقعت في الآونة الأخيرة وشهدت استهداف عنصريين من اليمين المتطرف للأشخاص الملونين".
قالت جماعة "تِل ماما" التي تراقب الحوادث المناهضة للمسلمين في المملكة المتحدة إن "كراهية المسلمين قد تزايدت منذ فترة، ولا سيما منذ بدء أحدث موجة من الصراع في غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي".
الوضع في #بريطانيا يتدهور جراء ما يفعله اليمينيين المتطرفين
اليوم اضرموا النار في بيت صاحب مطعم عراقي في #لندن و احرقوه بالكامل
الناس اصبحت غير آمنه في بريطانيا
الوضع غير مسيطر عليه بالرغم من الاجراءت التي قامت بها الحكومة البريطانية مؤخراً pic.twitter.com/t8cuWqxqfI — LABNAN (@ATRAKTCHI) August 9, 2024 هجمات عنيفة طالت مهاجرين أجانب في #بريطانيا يشنها اليمن المتطرف لم تهداء منذُ أسبوع.
هددت الحكومة البريطانية قبل قليل بأنها لن تسمح لليمن المتطرف الى جر البلاد الى الفوضى وتعهدت بالضرب بيد من حديد.
لم تتمكن قوات الامن من السيطرة على الوضع حتى الساعه.
هنا يحاولون اقتحام احد… pic.twitter.com/5kL7pNBZee — Mithoon | ميثون (@mithoon_sa) August 4, 2024 ⭕تجددت أعمال العنف في شوارع #بريطانيا، متسببة بتلف في الممتلكات وإصابة عدد من أفراد الشرطة خلال محاولتهم التصدي للاضطرابات المستمرة منذ 4 أيام في أعقاب مقتل 3 فتيات صغيرات وانتشار معلومات عبر الإنترنت عن أن مهاجرا من المسلمين المتشددين يُشتبه في أنه نفذ الهجوم #جسور_بوست pic.twitter.com/advgqtCx1s — جسور بوست - Jusoor Post (@Jusoorpost) August 4, 2024
وأضافت "تِل ماما"، عبر بيان لها، أنها تلقت أكثر من 500 مكالمة وبلاغ عبر الإنترنت، بخصوص سلوكيات معادية للمسلمين في أنحاء بريطانيا، وذلك منذ بدء أعمال الشغب.
تجدر الإشارة إلى أن معظم أعمال الشغب قد استهدفت المهاجرين والمسلمين والآسيويين، ممّا نشر الخوف بين الجماعات التي تنتمي للأقليات العرقية، فيما سلط الضوء على سجل بريطانيا في الاندماج.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الدفاع عن النفس بريطانيا بريطانيا الدفاع عن النفس المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الفنون القتالیة أعمال الشغب
إقرأ أيضاً:
“الدموية في نظام بشار الأسد: قراءة في ضوء علم النفس السياسي”
“الدموية في #نظام_بشار_الأسد: قراءة في ضوء #علم_النفس_السياسي”
بقلم الكاتبة #هبة_عمران
لطالما كان علم النفس السياسي أداة لفهم السلوكيات القمعية للأنظمة الدكتاتورية، ولا يمكن تجاوز شخصية بشار الأسد دون تحليلها ضمن هذا الإطار. فمنذ وصوله إلى السلطة، طبع الأسد نظامه بالدموية والعنف الممنهج، ما يثير تساؤلات حول العوامل النفسية والسياسية التي تغذي هذا السلوك.
الأسد: الشخصية السلطوية وآليات الدفاع النفسي
مقالات ذات صلة ما بعرفن ! 2025/02/03يظهر بشار الأسد كحاكم سلطوي، تتجذر في شخصيته ميول نرجسية واضحة. يحرص دائمًا على تصدير صورة الحاكم القوي الذي لا يتزعزع أمام الضغوط. لكن خلف هذه القشرة، يمكن رصد انعدام أمان داخلي مرتبط بعقدة الخوف من فقدان السيطرة، وهي سمة تتكرر في الشخصيات التي تصل إلى السلطة دون شرعية شعبية حقيقية.
وفقًا لعلم النفس السياسي، يميل القادة الذين يعانون من انعدام الثقة بالنفس إلى التعويض عن ذلك بالعنف المفرط لإخضاع الخصوم وبناء ولاء قائم على الخوف.
الدموية كوسيلة للبقاء في السلطة
يتجلى السلوك الدموي للأسد في السياسات التي تبناها خلال الثورة السورية، حيث اعتمد على القتل والتدمير كوسائل لإسكات المعارضة. هذا السلوك ليس مجرد استراتيجية سياسية باردة؛ بل هو انعكاس لتراكمات نفسية تتسم بالبارانويا والخوف المستمر من المؤامرات.
علم النفس السياسي يفسر هذا السلوك باعتباره وسيلة لحماية الذات من تهديدات حقيقية أو متخيلة، حيث يصبح العنف هو الحل الوحيد للتخلص من أي مقاومة محتملة.
الإرث الأسري وتأثير البيئة المحيطة
لا يمكن فهم شخصية الأسد دون الرجوع إلى إرث والده، حافظ الأسد، الذي أسس نظامًا قائمًا على الرعب والولاء الأعمى. بشار، الذي نشأ في هذا المناخ، تشرب أساليب الحكم القائمة على القوة المطلقة. هذه التنشئة انعكست في سلوكه، حيث يرى في القمع المفرط وسيلة “طبيعية” لضمان الاستقرار.
النتائج النفسية على المجتمع السوري
علم النفس السياسي لا يكتفي بتحليل شخصية الحاكم، بل يمتد إلى دراسة تأثير سلوكياته على شعبه. النظام الدموي للأسد خلق مجتمعًا مثقلًا بآثار الصدمة الجماعية، حيث يعيش السوريون في حالة من القلق المستمر، تفكك النسيج الاجتماعي، وتراكم الكراهية بين الطوائف.
خاتمة
من خلال قراءة دموية بشار الأسد في ضوء علم النفس السياسي، يتضح أن العنف الذي ينتهجه ليس مجرد أداة حكم، بل هو انعكاس لأزمة نفسية عميقة. سلوك الأسد يوضح كيف يمكن للجوانب النفسية لشخصية القائد أن تشكل مصير أمة بأكملها، محولة السلطة إلى مصدر رعب وعنف بدلًا من أن تكون أداة لخدمة الشعب.