(نجوم في الحرب)
سلسة حوارات يجريها:
محمد جمال قندول
الأمين العام لتنسيقية القوى الوطنية محمد سيد أحمد الجاكومي لـ”الكرامة”:
مفضل ابلغ هؤلاء بتخطيط حميدتي لانقلاب قبل ( 10) ايام من الحرب…

الأحداث بدات منذ ان تم شحن الميليشيا كـ”الخراف” للخرطوم
البرهان أعظم قائد عسكري

كباشي (قائد محنك) و(العطا فى قلوب الشعب).

. وابراهيم جابر يذكرني الشريف الهندي
حين اندلعت الحرب كنت فى هذه (….) الدولة
“حميدتي” منافق والجنجويد (حشاشين) هذا العصر
لدي حالة تعد واحدة بـ”اليد” داخله المعتقل إبان الثورة..
الحرب ستحسم عسكريًا وعبر التفاوض ..

حقبتي بالمريخ كانت من أخصب الفترات وانتزعنا سوداكال انتزاعًا
(…) هذا أول قرار سأتخذه بعد نهاية الحرب
لن يكون لحميدتي و”تقدم” العميلة أي مكان في السودان

ربما وضعتهم الأقدار في قلب النيران، أو جعلتهم يبتعدون عنها بأجسادهم بعد اندلاع الحرب، ولكنّ قلوبهم وعقولهم ظلت معلقةً بالوطن ومسار المعركة الميدانية، يقاتلون أو يفكرون ويخططون ويبدعون مساندين للقوات المسلحة. ووسط كل هذا اللهيب والدمار والمصير المجهول لبلاد أحرقها التآمر، التقيتهم بمرارات الحزن والوجع والقلق على وطن يخافون أن يضيع.

ثقتي في أُسطورة الإنسان السوداني الذي واجه الظروف في أعتى درجات قسوتها جعلني استمع لحكاياتهم مع يوميات الحرب وطريقة تعاملهم مع تفاصيل اندلاعها منذ البداية، حيث كان التداعي معهم في هذه المساحة التي تتفقد أحوال نجوم في “السياسة، والفن، والأدب والرياضة”، فكانت حصيلةً من الاعترافات بين الأمل والرجاء ومحاولات الإبحار في دروبٍ ومساراتٍ جديدة. وضيف مساحتنا لهذا اليوم هو الأمين العام لتنسيقية القوى الوطنية محمد سيد أحمد الجاكومي، فبماذا أجاب:

*أول يوم الحرب؟
كنت في مصر مستشفيًا، حيث أجريت عمليتيْن واحدة لـ”المرارة” وأخرى لـ”الزائدة المنفجرة”.
*متى وصلت القاهرة؟

وصلت يوم 21 مارس قبل رمضان بثلاثة أيام ومعي الأسرة لإجراء عمليتيْن وصوم رمضان، وتم تحديد عملية جراحية لي في فبراير حينما زرت مصر مشاركًا في ورشة “السودان يسع الجميع” بالعاصمة الإدارية.

*كيف تلقيت نبأ الحرب؟
كنت متابعًا خلال الأيام الأخيرة للأحداث بدقةٍ منذ أن تم شحن الميليشيا كالخراف بالشاحنات ونقلهم للخرطوم، ثم بعد ذلك احتلال مطار مروي، وخروج الناطق الرسمي ببيان وإمهالهم للخروج من مطار مروي، وحين اندلاعها كنت جالسًا أمام التلفزيون.

*هل كانت لديك معلومات فيما يخص الحرب؟
لم تكن لدي أي معلوماتي لأنني كنت طريح الفراش وكانت المسألة واضحة بعد أن أخطر جهاز المخابرات كل القوى السياسة خلال اجتماعاتٍ رسمية عقدها الفريق أول مفضل بحضور عرمان وسلك و قيادات من المجلس المركزي، وقال لهم بإنّ هذا المتمرد يخطط لانقلاب ولن ينجح هذا الانقلاب وسيدخل البلاد في مأزق، كما اجتمع جهاز الأمن بالكتلة الديمقراطية.

*متى كانت تلك اللقاءات؟
كانت قبل الانقلاب بعشرة أيام حيث كانت المؤشرات واضحة.

*من هو أول قيادي اتصلت به أثناء اندلاع الحرب؟
لم اتصل بأحد وكنا في القاهرة تواصلنا مع قيادات “الكتلة الديمقراطية” ثم عقدنا اجتماعا للحزب الاتحادي الديمقراطي برئاسة جعفر في شقتي بالقاهرة بحضور حاتم السر وبابكر عبد الرحمن، وصغنا بيانًا للحزب الاتحادي اعلنا الوقوف مع الجيش، وكنت أحد الذين اشتركوا في صياغة هذا البيان.

*الحرب طالت؟
هذا ليس انقلابًا عاديًا، هي ميليشيا جيش داخل جيش، وهي واحدة من موروثات العهد البغيض الديكتاتوري الذي فصل الشمال والجنوب، وساعدت هشاشة الفترة الانتقالية في تمدد الميليشيا وابتلاعه للدولة، ولذلك أصبح لديه أكبر من إمكانيات الجيش.

*هل تتوقع بأن تحسم الحرب عسكريًا أم بتسوية سياسية؟
الحرب ستحسم عسكريًا ولكن عبر التفاوض.

*كيف عسكريًا عبر التفاوض؟
لأنّ الجيش في أفضل حالاته، ولعل صمود الفاشر اليوم دلالة على ذلك ، ولكنّ من المعلوم بأنّ أي حرب تحسم بالتفاوض وحتى هذه اللحظة التقيتُ بقيادات نافذة بالدولة السودانية وحتى الآن لم تعطي أي صكٍ للتفاوض بجنيف وهي في انتظار إجابات الجانب الأمريكي في مشاورات جدة الآن.

*الجاكومي كثير الحركة وبواجهات متعددة مرة اتحادي ومرة مسار الشمال ومرة تنسيقية القوى الوطنية، البعض يرى بأنّك لم تنجح سياسيًا؟

الواجهات المتعددة أتت من وجود الجاكومي في الجبهة الثورية عبر كيان الشمال الذي أترأسه وهو عضو فى الجبهة الثورية، والثورية موجودة بنداء السودان، ولذلك أصبحت مقررًا لذلك التحالف وأنا عضو هيئة قيادة بالحزب الاتحادي فكيف تقول لي فشلت سياسيًا!
*يعني أنت أكثر سياسي حامل للألقاب؟
حامل ألقاب عديدة ولكن كلها جاءت عبر الجبهة الثورية.
*ظللت تتعرض لانتقادات وصفتك بأنّك مثيرٌ للمشاكل منذ خلافاتك في الوسط الرياضي؟
إذا كنت مثيرٌا للمشاكل ما كنت ساكون رئيسا لمريخ الحصاحيصا 5 سنوات، ثم رئيسا لاتحاد الحصاحيصا 6 سنوات، ثم نائبا لرئيس كتلة الوسط ومساعدًا لرئيس اتحاد كرة القدم ورئيس اتحاد الكرة المكلف، ثم رئيس نادي المريخ ثم الآن مستشارٌا للاتحاد.

*ولكن لديك حالات تعد باليد؟
غير صحيح أبدًا، لدي فقط حالة تعد واحدة في المعتقل إبان الثورة.
*(يعني أخلاقك ما ضيقة)؟
(كان أخلاقي ضيقة كان بكون ماسك الحاجات دي كلها).
*حقبتك في المريخ البعض أو الأغلبية وصفها بالفاشلة؟
أبدًا.. كانت من أخصب الفترات بعد بوار وكساد بسبب سوداكال، ونحن انتزعنا سوداكال انتزاعًا واستطعنا تحرير الاستاد الذي ظل يسيطر عليه لمدة 5 سنوات.

*أول قرار ستتخذه قبل انتهاء الحرب؟
دا قرار عجيب.. (كدي خلي الحرب تنتهي أول حاجة).

*البرهان؟
هو أعظم قائد عسكري يمر على القوات المسلحة السودانية، واستطاع أن يدير ملف الحرب بكل قوة واقتدار.

*الكباشي؟
قائد عسكري محنك واليوم تشرفت بلقائه لساعاتٍ طويلة رفقة أخونا أحمد ربيع رئيس تجمع المهنيين السودانيين، والأمير حسن عبد الحميد أمير قبائل الدلنج.

*العطا؟
يكفيه فخرًا توسده في قلوب الشعب السوداني والتحية عبره لـ”اللواء” طلال علي الريح ابن الأستاذ علي الريح المذيع المعروف، والذي دك حصون الجنجا في اليوم الاول والتحية لـ”اللواء” حافظ التاج وكل قيادات منطقة كرري العسكرية، والتحية لرئيس الأركان والشامي والفريق صبير وكل الكوكبة التي تدير المعارك الآن، والتحايا لجهاز الأمن والمخابرات بقيادة مفضل واركان حربه ولكل المقاومة الشعبية.

*الفريق إبراهيم جابر؟
هذا يذكرني بالشريف حسين الهندي الزاهد والذي ظلم كثيرًا.

*المتمرد حميدتي؟
قاتله الله أين ما كان هو ومن معه من هذه الفئة الباغية ولن يكون له ولا هو ولا مجموعة تقدم العميلة أي مكان في السودان لأنهم ماتوا في قلوب الشعب السوداني. هذا الهالك جعلهم ما بين مشردٍ ونازحٍ ولاجئٍ، وميليشيا حميدتي ،(حشاشي,) هذا العصر والذين ظهروا بعد استشهاد الخليفة علي ابن أبي طالب.

*هل كنت تتوقع بأن يُضمر هذا المتمرد حميدتي الشر؟
أبدًا.. حينما كنت تشوف صلواته الخمسة وسبحته لم يكن أحد يتوقع منه الغدر خصوصًا الرئيس البرهان الذي أولاه ثقته. وهذا الهالك حميدتي رجل منافق.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: عسکری ا

إقرأ أيضاً:

مستشار حميدتي السابق اللواء نورالدين عبد الوهاب: صبيحة تحرير المصفاة كان اليوم المقرر لإعدامي

مستشار حميدتي السابق اللواء نورالدين عبد الوهاب لـ (ألوان): 2/2

صبيحة تحرير المصفاة كان اليوم المقرر لإعدامي

حرمت من الأكل والشرب في زنزانة ضيقة

650 ألف جنجويدي هلكوا في معركة الكرامة

حميدتي مصاب وإنتهى سياسيًا وعسكريًا

++++++

يواصل اللواء نور الدين عبد الوهاب في هذه الحلقة الثانية والأخيرة من حوار كشف الأسرار الذي أجرته معه “ألوان” في مكة المكرمة حيث وصل إليها معتمرًا شاكرًا لأنعم الله بعد خروجه المعجزة من غياهب سجون حميدتي الجبلية شرق مصفاة الجيلي بالخرطوم بحري.
حاوره: عبداللطيف السيدح

ما الذي حدث لحميدتي بعد 25 أكتوبر؟

بدأ يهاجم الناس الذين وقفوا معه وساندوه قبل وبعد قرارات 25 أكتوبر الشهيرة والتي كان هو عرابها والممول الرئيسي لها، وهو ما يسميه قادة الحرية والتغيير اعتصام الموز ويسميه رئيس مجلس السيادة ونائبه بالقرارات التصحيحية، ومن خلال خطابات غريبة وغير مألوفة عنه بدأت تظهر في عباراته أحاديث مؤيدة ومنحازة للتيار اليساري المتطرف وظهر ذلك جليًا في خطاب الأسف والاعتذار عن الانقلاب ومن خلال الرصد والمتابعات تأكد أن الرجل وقع تمامًا في مصيدة الاستخبارات الأجنبية وإلتفت حول عنقه حبال مخابرات الدولة التي أيدته ودعمته في حربه ضد الجيش السوداني.

متى تقدمت بإستقالتك من الدعم السريع؟

قدمتها قبل نشوب الحرب بأشهر وذلك بعد أن لاحظت أن تغييرات عديدة بدأت تظهر على تصرفات الرجل، وهذا طبعًا كان بعد قرارات 25 أكتوبر، وكانوا يسمونها هو والفريق البرهان تصحيحية وتسميها أحزاب الحرية والتغيير إنقلابًا، وأذكر في ذلك الوقت أنه أصبح يستقبل يوميًا في مكتبه ياسر عرمان ومحمد التعايشي ويجلسان معه الساعات الطوال، وعندما تكررت هذه الزيارات غير المرتبة وغير العادية والمريبة في ذات الوقت دخلت عليه ناصحًا وقلت له بما أنك تمثل الرجل الثاني في الدولة يجب أن تقف على مسافة واحدة من جميع مكونات الشعب السوداني، وأكدت له أن هؤلاء يمثلون التيار الملحد المتطرف وانحيازك لهم يعني الوقوف ضد الفطرة السودانية السليمة، وعليك ألا تنحاز لطرف على الآخر ولاتعادي شخصًا حتى تصل البلاد إلى مرحلة الانتخابات ويختار الشعب من يمثله.

هل استمع لنصيحتك؟

طبعا لا ضرب بها عرض الحائط ووضع يده في أيدي عرمان والتعايشي، وهما يمثلان التيار الملحد المتشدد حتى في مكون الحرية والتغيير، فبدأت العلاقة تفتر بيني وبينه حتى أصبحت لا أحضر إلى المكتب، حتى أنه إتهمني بالتمرد عليه وقال لي “مالك إيه الحاصل عليك” فقلت له يا أخي الآن أنت ماشي في طريق غلط أنا نصحتك أنت لم تقبل النصيحة وما عدت أصلح أن أكون مستشارًا لك دون فائدة.

هل تعتقد أن عرمان والتعايشي هما من أوغرا صدره ضدك؟

ما من شك في ذلك بل إن المعلومات التي توفرت لدى أنهما ذكرا له أنني أعمل ضده ولا زال ولائي للبشير والمؤتمر الوطني، وهكذا بل هو قال لي ذات مرة نفس هذا الكلام، وقلت له هات ما يؤكد أنني أعمل ضدك، فلم يستطع الإتيان بدليل واحد، بل قلت له نحن تعاهدنا داخل الحرم المكي أن نعمل جميعًا بإخلاص من أجل السودان الوطن الواحد وألا نعمل لأي جهة أخرى سواء كانت داخلية أو خارجية، لكنه للأسف انقلب على عقبيه وتمكنت المخابرات الأجنبية وبواسطة عملاء الداخل من استقطابه لصالح المشروع التدميري.

كيف تمت عملية الفراق؟

ابتعدت عنه تمامًا لدرجة أن السلام لم يعد بيننا، لأن مدير مكتبه العميد حسن محجوب أبلغني أن الرجل أصبح يتخوف مني أو “أبى جيهتي” على قول المثل الدارجي، لدرجة أنه وضع كاميرات لمراقبة تحركاتي داخل منظومة المكتب. وفي يوم من الأيام ناداني وقال لي “إنت ما داير تشتغل معانا؟ قلت له نعم، فقام على طول أعطاني متحرك لي ناس الجهاز وقلت له الجهاز ذاتو ما عايز اشتغل فيه” فقال لي خلاص أنا بكلم مفضل ينزلك. قلت له جدًا. فأخذت أمر تحركي ونزلت بنفس رتبتي.

متى نشب الخلاف بين البرهان وحميدتي؟

الخلاف بدأ يظهر بصورة واضحة بعد الخطابات التي ظل يقرأها كل مرة وفي كل مناسبة عبد الرحيم دقلو. وطبعًا هي مكتوبة بأيدي عرمان والتعايشي الحليفان السياسيان للدعم السريع، وذلك بتنسيق شامل وكامل ورعاية من مخابرات وسفارة الدولة التي تكفلت بتوفير السلاح والمرتزقة بعد نشوب الحرب، وخطاب عبد الرحيم الشهير في قاعة الصداقة الذي قال فيه لرئيس مجلس السيادة القائد لقوات الشعب المسلحة ” سلم السلطة من غير لف أو دوران” وهذا الخطاب كان بداية التمرد الحقيقي، فأنت كعسكري تتبع للقائد العام، فكيف تحذره وأمام الملأ ففي كل الدنيا هذا اسمه تمرد، والتمرد الثاني بدأ بتحريك قوات من الزرق عبارة عن دبابات، وناقلات جنود حركوها من هناك وجابوها الخرطوم بدون علم القيادة ثم أدخلوا 65 ألف متدرب في المعسكرات في عموم ولايات السودان في معسكر قري لوحده أدخلوا 18 ألف وأدخلوا 16 ألف في معسكر فتاشة وأدخلوا تقريبًا نفس الكمية في معسكر طيبة، ووزعوا باقي المتدربين على المعسكرات الموجودة في باقي ولايات السودان.

هل تعلم شيئًا عن جنسيات هؤلاء المجندين؟

هؤلاء الـ 65 ألف متدرب هم من تحدثت عنهم المجالس والاعلام بأن الغالبية العظمى منهم غير سودانيين، وتم إدخالهم إلى السودان واستخرجوا لهم أرقامًا وطنية وجوازات والغريبة لم تكن هذه العملية سرية والأجهزة الأمنية رصدت ذلك وأبلغت الجهات ذات العلاقة في موضوع التجنيس وعلى رأسها وزارة الداخلية بل إن الاتهام الأكبر كان موجهًا للشرطة لكن لم تتحرك الدولة وتحسم الأمور في وقتها حتى وقعت الفأس على الرأس.

أين كنت يوم الإنقلاب؟

كنت في منزلي بحلفاية الملوك، حاولت الاتصال بعدد من الضباط قيادات الدعم السريع بحكم الزمالة السابقة لكي يوقفوا هذه الحرب لكن للأسف كانت جميع الهواتف مغلقة وأصبحنا نراقب التطورات العسكرية، وبعد أن حمى الوطيس وتوسعت رقعة الحرب قررت إجلاء أسرتي إلى منطقتنا وبيت الأسرة الكبير في قري.

كيف ولماذا تم اعتقالك؟

بدون أي سابق إنذار أنا موجود في بيتي ومع أسرتي في “قري” تم اعتقالي وذلك بعد 6 أشهر من اشتعال الحرب، أما لماذا فأعتقد أن وشاية أطلقتها قيادات قحط كانت خلف اعتقالي وذلك عندما روجوا أن مستشار الدعم السريع السابق قد انضم للقوات المسلحة وبدأ في تنفيذ خطة لزرع ألغام في المنطقة لكي تقتل عناصر الدعم السريع الذين احتلوا كل المنطقة شمال الجيلي، وأعتقد أن سبب اعتقالي سياسي وليس عسكري هذا ما اتضح لي فيما بعد.

أين ذهبوا بك؟

داهمت المنزل ثلاث “تاتشرات” مدججة بالسلاح والجنود أشهروا أسلحتهم في وجهي وأمام زوجتي وأطفالي أمروني بالركوب وصلت مكان الحبس لم يكن بعيدًا عن منطقتي جوار المصفاة أدخلوني في بدروم جلست ثلاثة أشهر دون أي تحقيق. بعد ذلك نقلوني إلى الخرطوم شارع عبيد ختم جوار الأدلة الجنائية وجدت عددًا كبيرًا من المعتقلين منهم مهندسين في سوداتل، أجلسوني في أسوأ مكان والوضع مزري للغاية، طالبتهم بتقديمي لمحاكمة بسبب التهم الموجهة لي في النهاية أتوا بي لضابط يعرفني تمامًا اسمه عيسى بشارة قلت له لماذا تم حبسي كل هذه المدة دون توجيه أي تهمة فقال لي ملفك معي واطلعت عليه ولم أجد مبررًا لاعتقالك وسنطلق سراحك ، وقد كان أعادوني إلى منزلي ووضعوني تحت المراقبة والبيت محاط بالتاتشرات من جميع النواحي ولا يسمح لي بالخروج، لكن تمكنت من إجلاء أسرتي إلى عطبرة رغم الحصار، وعندما علموا بذلك أخذوني مرة أخرى إلى المعتقل.

أعادوك للخرطوم مرة أخرى؟

لا هذه المرة كان في موقع داخل التصنيع الحربي، وجاءني ضابط منهم وقال لي نحن نعرفك ونعرف خدماتك الجليلة التي قدمتها للدعم السريع ولقائده ونريد منك المواصلة حيث تتولى مهمة قيادة الدعم السريع في هذه المنطقة ونحن جميعًا جنود تحت إمرتك وتوجيهاتك ونعتذر لك عما حدث لك في الأشهر الماضية، فقلت له أعتذر عن تولي هذه المهمة ولن يجدي معي ترغيب ولا ترهيب فأرجوكم أبحثوا عن شخص غيري، وتحاججنا كثيرًا في هذا الموضوع وغادر.

ماذا حدث بعد رفضك للعرض؟

بعد ذلك تم إخراجي من التصنيع الحربي وتحويلي إلى معتقل ” الكاراكون” شرق مصفاة الجيلي منطقة جبلية سيئة جدًا والموقع من أسوأ أماكن الحبس وجدت هناك أعدادًا كبيرة من النظاميين والمهندسين والمواطنين العاديين خاصة الذين يملكون النقود يأتون بهم لتعذبيهم حتى يعترفوا بأماكن الذهب والمدخرات وأرقام حساباتهم في البنوك ليتم التحويل الفوري منها إلى حسابات أفراد المليشيا.

كيف وجدت المعاملة ممن كنت ترأسهم في يوم من الأيام؟

بعد أن اعتذرت عن العمل معهم، ويبدو أنهم تلقوا تعليمات عليا بأن يتفننوا في تعذيبي فنقلوني إلى زنزانة ضيقة جدًا لا أخرج منها إلا كل 12 ساعة لدورة المياه وأحيانا يمر يوم كامل لا يخرجوني وحرمت من الأكل والشرب وبقيت على هذا الحال عامًا وثلاثة أشهر، وتأكد لي أنهم يريدون قتلي من خلال هذه المعاملة وذلك تنفيذًا لتوجيهات ربما تكون من قيادتهم العليا.

ألم تجد من يتعاطف معك وأنت ضابط سابق معهم؟

نادر جدًا لأن معظم القوات الموجودة في منطقة المصفاة والتصنيع الحربي وقري والمعسكرات الجبلية أو 85% أجانب تشاديون، وجنوبيون، وأعداد كبيرة من قبيلة “التبو” الليبية الذين دعم بهم حفتر حليفه حميدتي وهم متدربون أشداء أقوياء، قتلة، لكن الحمد لله من بين كل هؤلاء الأجانب الأنجاس أجد شخصًا أو شخصين يأتيان إلى زنزانتي من أبناء الدعم السريع السودانيين والذين قد أكون أحسنت إليهم في يوم من الأيام، فيعطفان علي ويسربان لي “ماء معبأ في أكياس إضافة لقطع العصيدة اليابسة في تكك سراويلهم”.

كيف ومتى خرجت من المعتقل؟

سبحان الله، كتب الله أعمارًا جديدة بعد أن حكموا علينا بالإعدام، أذكر أنه في الليلة التي سبقت تحرير المصفاة أوقفوا سيارة كبيرة بطاح وأخرجونا من الزنازين وأخبرني أحد السجانين أننا ذاهبون إلى دارفور وفعلًا تم شحننا في البطاح ومع مغيب الشمس تعطل في شرق النيل وباءت جميع محاولات الإصلاح بالفشل، فأعادونا إلى معتقلاتنا مرة أخرى وعرفنا أنهم قرروا تصفيتنا صباحًا رميًا بالرصاص، ومع بزوغ الفجر سمعنا أصوات التكبير والتهليل ورأينا الجيش يقتحم المعسكر وهرب كل الجنجويد وتم تحريرنا الذي كان أشبه بالمعجزة وشاهد السودانيون جميعًا الحالة التي كنا عليها.

من خلال متابعاتك هل الدعم السريع قادر على مواصلة الحرب؟

طبعا لا لأن القوة الصلبة التي أعرفها وتم تدريبها جيدًا على أيدي الجيش السوداني قد تم سحقها تمامًا خلال الشهرين الأولين من الحرب، وبكل ثقة ومعلوماتي المؤكدة أن 650 ألف من قوات الدعم قد هلكوا، والقيادات المتبقية هربت إلى دارفور عثمان عمليات وعصام فضيل وغيرهما.

أين حميدتي؟

شوهد أخر مرة بعد ثلاثة أيام من إندلاع الحرب يحمل جنزيرًا قال “سيكلبش” به البرهان بعد إلقاء القبض عليه وإيداعه السجن مع البشير ورفاقه، لكنه اختفى فجأة عن مسرح العمليات. التقارير الاستخباراتية تقول أنه معاق إعاقة يصعب برؤها، وربما يكون موجودًا في منطقة شدة خلوية أو بين حاضنته، وفي كل الأحوال إنتهى عسكريًا وسياسيًا.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بيباس مخاطبًا ترامب: “أرجوك أنهِ الحرب وأعد الأسرى”
  • حميدتي يتوعد: سنعود إلى الخرطوم “أشد قوة”
  • قال الحرب لم تنتهِ بعد و مازالت في بداياتها .. حميدتي يعلن للمرة الأولى انسحاب قواته من الخرطوم
  • شاهد بالفيديو.. الكشف عن قبر مجهول وبقايا صواريخ ومحاليل وريدية وسرير طبي داخل منزل “حميدتي”
  • الجيش خاض أربع معارك رئيسية كانت سببا في انهيار الميليشيا في وسط السودان
  • البرهان: السبيل الى وقف الحرب هو أن تضع المليشيا المتمردة السلاح أو “على الباغي ستدور الدوائر”
  • حميدتي: الحرب في السودان لم تنته وسنعود إلى الخرطوم أشد قوة
  • المجدد علي عزت بيجوفيتش
  • مستشار حميدتي السابق اللواء نورالدين عبد الوهاب: صبيحة تحرير المصفاة كان اليوم المقرر لإعدامي
  • شلقم: علي عبد الله صالح “عريف” حكم اليمن في انقلاب عسكري ومات مقتولاً كسابقيه من الرؤساء