بحضور نائب رئيس هيئة الأركان تدريب “الفريق ركن عبد المحمود حماد”: ختام مؤتمر التحول الرقمي في السودان
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
اختتم مؤتمر مايكرولاند للتحول الرقمي في السودان فعالياته بعد أن استمر لمدة يومين، وشرّف الختام الفريق ركن عبد المحمود حماد نائب رئيس هيئة الأركان للتدريب بالقوات المسلحة السودانية.
وتم تقديم مجموعة من الأوراق في اليوم الثاني شملت: ورقة الأمن المستندي بين الواقع والتطبيق، تقديم الأستاذ محمد عبدالعزيز عبدالرحيم، ورقة التحول الرقمي في السودان بين الواقع والمأمول، تقديم دكتور مصطفى أحمد على أحمد، ورقة صناعة المحتوى الرقمي وتوجيه الرأي العام، تقديم دكتور أمين علي، ورقة أثر تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجال الإنتاج الحيواني، تقديم مهندس رونق عثمان إبراهيم، ورقة الإنتاج الزراعي والزراعة الذكية، تقديم مهندس زهراء حامد آدم، ورقة تقنيات الذكاء الاصطناعي، تقديم دكتور محمد مصدق البدوي، وورقة القيادة الرقمية ووظائف المستقبل الرقمي، تقديم مهندس نزار حسن حسين.
وخاطب الفريق عبد المحمود جلسات المؤتمر الختامية، مُشيداً بأهمية قيامه في هذه المرحلة الاستثنائية في السودان، وحيّا القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمستنفرين لبسالتهم في الدفاع عن السودان وأمنه وأمانه.
وقال نائب رئيس الأركان تدريب بأن هذا المؤتمر جاء كإضافة ونقلة حقيقية، ونحن نحتاج لهذا النوع من المؤتمرات ونهتم لكل ما يطوّر القوات المسلحة والسودان.
وعبّر الفريق عبدالمحمود حمّاد عن تقديره لكل ما تم تقديمه من أوراق ستساهم في تطوير عدد من القطاعات الحيوية، وقال بأنه سيكون لهذا المؤتمر ما بعده.
وتحدث رئيس المؤتمر المهندس نزار حسن حسين في ختام المؤتمر، الذي انعقد في يومي 11-12 أغسطس 2024، عبر قاعة إلكترونية تفاعلية، حيث قدّم شكره للفريق ركن عبد المحمود حماد نائب رئيس هيئة الأركان تدريب، ولوزير الاتصالات والتحول الرقمي الدكتور عادل حسن محمد الحسين، ووالي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة، ووزيرة الثروة الحيوانية بولاية نهر النيل دكتورة نجدة، لاهتمامهم برعاية وتشريف جلسات المؤتمر، وشاكراً كذلك لمقدمي الأوراق بمختلف تخصصاتها، وشركاء النجاح من الرعاة ولكل الحضور الكريم.
وتخوض القوات المسلحة السودانية حرباً مفروضة لإنهاء تمرد قوات الدعم السريع المستمر منذ 15 أبريل من العام 2023، ويساند القوات المسلحة مجموعات كبيرة من المستنفرين وحركات الكفاح المسلح، وتوقفت العديد من الأعمال، ولجأت الكثير من المؤسسات لتحويل أنشطتها إلى خدمات رقمية.
شاهد تفاصيل وصور المؤتمر:
رصد وتحرير – “النيلين”
إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: القوات المسلحة عبد المحمود فی السودان نائب رئیس
إقرأ أيضاً:
“خطورة الميليشيات الإسلامية المسلحة: بين إرث الماضي وتحديات المستقبل”
كل ما يجري في السودان اليوم هو نتيجة مباشرة لصنيع قادة الحركة الإسلامية الذين يتحملون مسؤولية كبرى عن الانتهاكات المرتكبة من قبل طرفي القتال. هذه الأزمة التي تفاقمت منذ عام 1989، تعتبر تجسيدًا لعقود من البراغماتية السياسية للإسلاميين، حيث قادت مغامراتهم للاستيلاء على السلطة البلاد إلى شفا الانهيار.
لقد بدأت ملامح عدم التعافي السياسي مع حادثة معهد المعلمين في الستينيات، والتي رسّخت وجود الإسلاميين في المشهد السياسي بدعم من قوى حزبية مدنية تعرضت للمزايدة والإرهاب. وكان تبني الدستور الإسلامي بمثابة الشرارة الأولى التي عمّقت الصراع مع الجنوب، وزادت من تعقيد العلاقات بين التيارات السياسية المختلفة.
الإسلام السياسي وجذور الأزمة
منذ استقلال السودان، هيمنت قضايا الإسلام السياسي على المشهد، مما استنزف طاقة النخبة السياسية وأدخل المجتمع في دوامة من التشظي والانقسام. أما ظهور الحركة الإسلامية في السلطة عبر انقلاب 1989، فقد عمّق الصراعات السياسية والاجتماعية وأوصلها إلى مستوى غير مسبوق من التعقيد.
وبرغم سقوط نظام الإنقاذ، فإن الإسلاميين استمروا في التحكم بمفاصل الدولة من خلال اختراق القوات النظامية، وتحويل الخدمة المدنية إلى أدوات لخدمة أجندتهم. تساهلت حكومة الفترة الانتقالية في معالجة إرث المشروع الحضاري، مما سمح للإسلاميين بإعادة تنظيم صفوفهم والتخطيط لاستعادة السلطة.
الميليشيات الإسلامية في المشهد الحالي
في ظل الحرب الحالية، تسعى الميليشيات الإسلامية المسلحة لإعادة تموضعها في المشهد السياسي. تنظيمات مثل "البراء بن مالك" تُذكرنا بسنوات ازدهار داعش في الشرق الأوسط، حيث تمارس الأساليب ذاتها من الترهيب والقتل والتطرف الدموي.
ما يثير القلق هو أن هذه الميليشيات تُسهم في استدامة الحرب بممارسات تعيدنا إلى زمن استبداد الإسلاميين في عهد المؤتمر الوطني. تلك الحقبة شهدت تعذيب المعارضين، واغتصاب النساء، وقمع الحريات، وهي ذات السياسات التي تسعى هذه الجماعات لتكرارها تحت مسميات جديدة.
التحدي الديمقراطي
النخبة السودانية المستنيرة تواجه اليوم تحديًا وجوديًا: إما بناء سودان موحد وديمقراطي، أو الخضوع لهيمنة الإسلاميين ومتطرفيهم. إن بروز تيارات داعشية جديدة داخل الحرب يعكس خطرًا كبيرًا يتمثل في تحول السودان إلى بؤرة للإرهاب والتطرف.
ولذلك، فإن تشكيل رأي عام مدني وديمقراطي قوي، يعارض استمرار الحرب ويدعم السلام الشامل، يمثل السبيل الوحيد لمنع السودان من الوقوع في قبضة التطرف مرة أخرى.
الحرب الحالية ليست سوى حلقة جديدة في مسلسل الصراع الذي قادته الحركة الإسلامية منذ عقود. إذا لم تُتخذ خطوات حاسمة لإنهاء الحرب، وتفكيك البنية الفكرية والتنظيمية للإسلام السياسي، فإن مستقبل السودان سيظل رهينة لمشاريع متطرفة تهدد وجوده كدولة حرة ومستقلة.
زهير عثمان
zuhair.osman@aol.com