أبو حمد والتعدين «المآلات والحلول»
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
أبو حمد والتعدين «المآلات والحلول»
* د. الفاتح يس
مدينة أبو حمد بولاية نهر النيل تعاني من آثار التعدين العشوائي منذ زمن؛ إلا أن هطول أمطار هذا العام زاد الحال سوءاً وفاقم من الأزمة البيئية.
في البداية لابد من التعريف بطريقة التعدين العشوائي، وأنه يتم في موقعين: الأول يكون في مناطق بعيدة إلى حد ما عن المناطق السكنية وفيه تتم عملية حفر الأرض بآليات وأدوات ومعدات الحفر الكبيرة والصغيرة واستخراج الذهب مخلوطا بالتراب، وبعده تجري عملية استخلاص الذهب وفصله من هذا التراب بمادتي السيانيد والزئبق.
عملية الاستخلاص لا تتم بصورة كلية ويتبقى جزء من الذهب في هذا التراب؛ الذي يُسمي بــ(الكرتة)، ويتم بيعه إلى شركات تعدين أصغر ومعدنين آخرين؛ لإعادة استخلاص الذهب مرة أخرى، ومن هنا تكون المرحلة الثانية وتبدأ رحلة التلوث بنقل هذه (الكرتة) إلى مناطق قريبة من المساكن والمناطق الحيوية (منازل، أسواق، مزارع، منخفضات ومجاري ومصادر للمياه ثم تدخل السلسلة الغذائية وتسبب ضرر صحي للإنسان). معروف أن السيانيد والزئبق مواد لها اضرارها الصحية والبيئية على النبات والحيوان ومن ثم الإنسان.
هذه هي عمليات التعدين باختصار والتلوث يأتي بفعل الرياح التي تحرك هذه المواد إلى المناطق الحيوية (مساكن ومزارع ومراعي ومصادر ومجاري مياه ومنهم تدخل إلى السلسلة الغذائية)، والأمطار تلعب دوراً كبيراً في نقل مخلفات التعدين من سيانيد وزئبق من مواقعها إلى الأماكن الحيوية لتدخل عبر السلسلة الغذائية إلى الإنسان، وهو ما حدث الآن في مدينة أبو حمد التي تلوثت باختلاط مخلفات التعدين بمياه الأمطار.
كإجراء إسعافي آني ولمنع التلوث الآن؛ لابد من حجر وعزل مناطق التعدين لوحدها، وعزل مياهها؛ بعمل خيران وحفائر لنزول مياه التعدين الملوثة فيها. ثم معالجته بعد نهاية الخريف.
التعدين العشوائي أصبح منتشراً ومستقبلاً يجب تقنينه وتحديد مناطق تعدين معينة بعيدة عن الأماكن الحيوية (مصادر مياه وأراضي رطبة)، ولابد من تقنين شركات التعدين برخص وتسجيلها في وزارة المعادن وفقاً للالتزام بشروط السلامة والصحة المهنية والبيئية، ولابد من تقنين عمل المعدنين والكادر الفني بإنشاء معهد المعدنين (تحت إدارة وزارة المعادن) ولا يسمح للعمل في قطاع التعدين إلا بعد التخرج والتدريب في هذا المعهد التعديني.
والأهم من ذلك إلزام شركات التعدين بضوابط السلامة البيئية والعمل بنظام البيئة العالمي (أن يدفع المتسبب في التلوث تكاليف المعالجة البيئية)
Pollutor pay principle system
ولابد من فرض رسوم مالية لهذه الشركات؛ يعود عائدها للتخلص الآمن من المخلفات ولرفاهية إنسان المدينة، وهذا لا يعفيها من تقديم خدمات للمدينة؛ تحت بند المسؤولية المجتمعيـة، وكل هذا ينطبق على أبو حمد وكل مناطق السودان التعدينية.
* أستاذ جامعي وباحث في قضايا البيئة والاستدامة
alfatihyassen@gmail.com
الوسومأبو حمد الأمطار التعدين الذهب الزئبق السيانيد السيول الكرتة د. الفاتح يسالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أبو حمد الأمطار التعدين الذهب الزئبق السيانيد السيول د الفاتح يس أبو حمد
إقرأ أيضاً:
استعراض الفرص الاستثمارية البيئية في البريمي
البريمي- ناصر العبري
ناقش المجلس البلدي لمحافظة البريمي عددًا من الموضوعات التنموية والخدمية المدرجة على جدول أعماله، ومن أبرزها استثمار الموارد الطبيعية لتعزيز السياحة البيئية، ومستجدات مشاريع البنية الأساسية في المحافظة.
جاء ذلك خلال الاجتماع الرابع للمجلس لهذا العام، الذي ترأسه سعادة السيد الدكتور حمد بن أحمد البوسعيدي محافظ البريمي رئيس المجلس، بحضور الأعضاء. وأشاد سعادة رئيس المجلس بالجهود المبذولة من قبل القطاعات وما تحقق من مؤشرات إيجابية في مختلف المجالات، مؤكدا أهمية متابعة تنفيذ كافة المطالبات الخدمية بأسرع وقت ممكن.
وأشار سعادته إلى أن مشروع المحطة الواحدة (قاعة إنجاز) في طور التصميم النهائي، والتي ستسهم في تسريع إنجاز الأعمال صح المعاملات وتسهيل الوصول إلى الخدمات.
واستعرض محمد بن علي البادي عرضا مرئيا تناول الفرص الاستثمارية البيئية وأهمية الاستفادة من المقومات الطبيعية لدعم السياحة المستدامة في المحافظة، مع طرح فكرة تطوير واستثمار منطقة مضبة كمشروع سياحي بيئي، ومقترح تشجير المناطق المحيطة بالمحاجر والكسارات وإنشاء (حزام أخضر) بالأشجار المحلية المعمرة لدعم الغطاء النباتي الطبيعي، بالإضافة إلى مقترح استثمار مدخل ولاية البريمي لما تتمتع به المنطقة من مقومات طبيعية مميزة قد تسهم في تعزيز الجذب السياحي.
وتناول الاجتماع أيضًا عرضاً مرئياً قدمته إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة البريمي، استعرضت خلاله خطتها للعام 2025م ومشروع إنشاء المبنى الجديد للإدارة، الذي يهدف إلى تحسين بيئة العمل وتطوير الخدمات المقدمة.
واطلع المجلس ضمن جدول أعماله على أبرز المنجزات التي حققتها المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة البريمي خلال عام 2024م، والتي شملت رفع كفاءة الإنتاج الزراعي، وتطوير أنظمة الري الحديثة، وتعزيز استدامة الموارد الطبيعية في ولايات المحافظة.
وتناول المجلس مستجدات الدراسة الاستشارية الجارية لمشروع تصريف مياه الأمطار في ولاية البريمي التي تنفذها شركة مختصة في هذا المجال، مؤكدين أهمية تحسين نظام تصريف المياه لضمان حماية الممتلكات العامة والحد من المخاطر الناتجة عن الفيضانات.
وأكد سعادة السيد الدكتور رئيس المجلس أن مشروع المركز الترفيهي بولاية البريمي سيسهم في توفير مرافق ترفيهية لجميع فئات المجتمع، مما يعزز جودة الحياة ويستقطب السياحة من داخل وخارج المحافظة، مصيفا أن هذه المشاريع ستفتح المجال أمام المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتطوير أعمالها، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لأبناء المحافظة، مما يعزز الاقتصاد المحلي ويخدم المجتمع بشكل عام.
واعتمد المجلس خلال الاجتماع عددًا من محاضر اللجان، شملت لجنة تطوير وتنمية المحافظة، ولجنة الشؤون الصحية والبيئية، ولجنة الشؤون الاجتماعية، كما استعرض المجلس رد مدير عام البلدية بشأن مقترح تجميل جانبي الطريق من دوار النهضة إلى بوابة البريمي، ورصف شارع اسفلتي بالولاية، إضافة إلى إمكانية زيادة المعدات والآليات بدوائر البلدية لتعزيز الخدمات.