واشنطن لإسرائيل: حان وقت «الهدنة».. وطهران: سنرد في «الموعد المحدد»
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
يستمر ترقب رد إيران على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة ««حماس» إسماعيل هنية في طهران والذي تتهم إسرائيل بتنفيذه، تزامنا مع ارتفاع منسوب التفاؤل بالتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والأسرى في قطاع غزة بعد البيان «القطري – المصري – الأميركي».
وأكد متحدث باسم الحرس الثوري الإيراني أن «الكيان الصهيوني سيتلقى الرد على حماقة اغتيال هنية في الموعد المحدد».
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، أمس أن الحرس الثوري يجري تدريبات عسكرية في المناطق الغربية من البلاد تستمر حتى الغد.
وقال مسؤول بالحرس الثوري لوكالة «إرنا» إن التدريبات التي بدأت الجمعة الفائتة مستمرة في إقليم كرمانشاه غربي البلاد قرب الحدود مع العراق «لتعزيز الجاهزية القتالية واليقظة».
على صعيد غير بعيد، قال مصدر إسرائيلي مطلع على المفاوضات، لشبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأميركية، إن زعيم «حماس» يحيى السنوار يريد اتفاقا لوقف إطلاق النار، موضحا أن هذه هي الرسالة التي نقلها الوسطاء المصريون والقطريون إلى المسؤولين الإسرائيليين في الأيام الأخيرة، قبل الاجتماع الحاسم لفرق التفاوض الخميس المقبل.
ولا يزال عدم اليقين يكتنف ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد ذلك الاتفاق، على الرغم من أن حلفاء له يقولون إنه مستعد لإبرام صفقة التبادل، بصرف النظر عن تأثيرها على ائتلافه الحاكم.
لكن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لاتزال أكثر تشككا إلى حد كبير بشأن استعداد نتنياهو لإبرام الصفقة، نظرا للمعارضة الشرسة من وزراء اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم.
وأشار المصدر الإسرائيلي إلى أن المسؤولين الأميركيين أوضحوا لنظرائهم الإسرائيليين أنهم يعتقدون أن الوقت قد حان للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار الآن من أجل تجنب حرب إقليمية أوسع.
ومن المقرر أن يجتمع الوسطاء مع فريقي التفاوض من إسرائيل وحماس في القاهرة أو الدوحة، الخميس المقبل، لكن المصدر الإسرائيلي قال لشبكة «سي.إن.إن» الإخبارية إن المفاوضات جارية بالفعل حيث تعمل الوفود الفنية «على مدار الساعة» على التفاصيل الرئيسية قبل الاجتماع المرتقب.
في هذه الأثناء، أكد ملك الأردن الملك عبدالله الثاني أن بلاده «لن تكون ساحة حرب»، وسط مخاوف من تصعيد عسكري بين إيران وإسرائيل.
ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي عن الملك عبدالله الثاني قوله خلال اجتماعه مع وفد من مساعدي أعضاء الكونغرس الأميركي في عمان أمس، تناول التطورات الراهنة بالمنطقة، إن «الأردن لن يكون ساحة حرب، ولن يسمح بتعريض حياة شعبه للخطر».
وأكد «ضرورة بذل أقصى الجهود لخفض التصعيد في المنطقة والتوصل إلى تهدئة شاملة، تجنبا للانزلاق نحو حرب إقليمية».
ورأى أن «المنطقة ستبقى عرضة لتوسع دائرة الصراع الذي يهدد استقرارها، مادامت الحرب على غزة مستمرة، ما يستدعي تكثيف الجهود الدولية لوقف الحرب من خلال التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار».
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مقابلة مع قناة «العربية» الفضائية إن «الأردن أبلغ إيران وإسرائيل بشكل واضح وصريح بأنه لن يسمح لأحد بأن يخترق سماء المملكة ويعرض حياة الأردنيين للخطر». وأضاف أنه «سيتم إسقاط أي هدف في سماء الأردن، الذي لن يسمح باستخدام أجوائه. وسيتم التصدي لأي شيء يمر فوق أجواء الأردن نعتقد أنه خطر علينا وعلى شعبنا».
من جانبه، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن قلقه إزاء التصعيد الإقليمي لحرب غزة. وأكد شولتس في اتصال هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن الوقت حان لإتمام الاتفاق على إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار، مشددا على أن «إنهاء الحرب في غزة سيكون خطوة حاسمة نحو خفض التصعيد الإقليمي».
على الصعيد الميداني، أصدر جيش الاحتلال أوامر بإخلاء عدد من المناطق قبل قصفها، بعدما أوقعت غاراته مزيدا من الشهداء في الساعات الماضية، في حين تواترت ردود الفعل المنددة بمجزرة مدرسة «التابعين» التي كانت تؤوي نازحين، والتي خلفت أكثر من 100 شهيد وعشرات الجرحى والمصابين. وفي تطورات ميدانية أخرى، أعلنت كتائب «القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» عن معارك ضارية خاضتها مع قوات الاحتلال في رفح جنوبي القطاع، وقالت إنها أوقعت جنودا إسرائيليين قتلى وجرحى.
بدورها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية «قصفنا مقر قيادة تابعا لجيش العدو الصهيوني في محيط تبة الـ 86 (الكرد) شمال شرق خان يونس».
وفي الضفة الغربية، دارات اشتباكات مسلحة إثر اقتحام قوات الاحتلال مدينتي نابلس وجنين كما قتل شخص وأصيب آخر بإطلاق نار في غور الأردن في الضفة المحتلة.
وأشارت القناة الـ 13 الإسرائيلية إلى أن عملية إطلاق النار استهدفت سيارتين على شارع 90 قرب «مستوطنة محولا».
من جانبها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن إطلاق النار وقع في موقعين بغور الأردن.
إلى ذلك، كشف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عن أن قرابة ربع القتلى الذين لقوا حتفهم في قطاع غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي في 7 أكتوبر الماضي، من الشباب.
وأوضح جهاز الإحصاء، في بيان له بمناسبة اليوم العالمي للشباب الذي يوافق 12 أغسطس من كل عام، أن 24% من إجمالي قتلى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة من الشباب.
وأضاف التقرير ان هناك نحو 3.500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء، في حين بلغ عدد الجرحى أكثر من 95 ألفا، 70% منهم من النساء والأطفال، إضافة إلى نحو 10 آلاف مفقود.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
إدانات عربية لوقف إسرائيل المساعدات لغزة
أدانت دول عربية، الأحد، وقف إسرائيل المساعدات لغزة، معتبرة ذلك "انتهاكا صارخا لاتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع بين حركة حماس وتل أبيب، والقانون الدولي".
جاء ذلك حسب مواقف رسمية صادرة عن كل من السعودية ومصر والأردن وقطر.
وعند منتصف ليل السبت/الأحد، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بقطاع غزة رسميا، والتي استغرقت 42 يوما، دون موافقة إسرائيل على الدخول في المرحلة الثانية، وإنهاء الحرب، وسط عراقيل من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.
وقبل ساعات، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، إن "رئيس الوزراء قرر أنه ابتداء من صباح اليوم (الأحد) سيتوقف دخول كل البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة".
وقوبل موقف نتنياهو، بانتقاد شديد وهجوم من أهالي الأسرى وسياسيين إسرائيليين، إذ اتهموه بالتهرب من مفاوضات المرحلة الثانية وتعريض حياة الأسرى للخطر.
وعقب قرار إيقاف المساعدات، قالت حركة حماس، في بيان، إن وقف المساعدات الإنسانية يعد "ابتزازا رخيصا، وجريمة حرب، وانقلاب سافر على الاتفاق".
ودعت الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) والمجتمع الدولي إلى "التحرك للضغط على الاحتلال ووقف إجراءاته العقابية وغير الأخلاقية بحق أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة".
** السعودية
أدانت السعودية قرار الحكومة الإسرائيلية وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستخدامها "أداة للابتزاز والعقاب الجماعي"، مؤكدة أن ذلك "يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي".
وقالت الخارجية السعودية، في بيان: "المملكة تعرب عن إدانتها واستنكارها قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستخدامها أداة للابتزاز والعقاب الجماعي".
وأوضحت أن ذلك "يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي ومساسًا مباشرًا بقواعد القانون الدولي الإنساني، في ظل الكارثة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني الشقيق".
** مصر
كذلك، أدانت مصر قرار إسرائيل بوقف إدخال المساعدات الإنسانية لغزة، مؤكدة أن ذلك يعد "انتهاكا صارخا لاتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع" بين حركة حماس وتل أبيب.
وقالت الخارجية المصرية، في بيان، إنها "تدين القرار الصادر عن الحكومة الإسرائيلية بوقف إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، وغلق المعابر المستخدمة في أعمال الإغاثة الإنسانية"، حسب البيان ذاته.
وأكدت أن "تلك الإجراءات تعد انتهاكا صارخا لاتفاق وقف إطلاق النار، وللقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة، وكافة الشرائع الدينية".
واتفاقية جنيف الرابعة، هي إحدى المعاهدات الأربع لاتفاقيات جنيف، اعتمدت في أغسطس/ آب 1949، وتحدد الحماية الإنسانية للمدنيين في منطقة حرب.
وشددت مصر على "عدم وجود أي مبرر أو ظرف أو منطق يمكن أن يسمح باستخدام تجويع المدنيين الأبرياء وفرض الحصار عليهم، لاسيما خلال شهر رمضان، کسلاح ضد الشعب الفلسطيني".
وطالبت القاهرة "المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف جميع الممارسات غير الشرعية وغير الإنسانية، التي تستهدف المدنيين، وإدانة محاولات تحقيق الأغراض السياسية من خلال تعريض حياة الأبرياء للخطر".
** الأردن
وفي خطوة مماثلة، أدانت وزارة الخارجية الأردنية بأشد العبارات قرار إسرائيل وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإغلاق المعابر المستخدمة لهذه الغاية.
واعتبرت الخارجية الأردنية، في بيان، قرار تل أبيب وقف إدخال المساعدات لغزة "خرقا فاضحا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ولاتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين في وقت الحرب لعام 1949".
وشدد الناطق باسم الوزارة سفيان القضاة، أن "قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع".
وأكد القضاة، على "ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصا خلال شهر رمضان المبارك".
كما دعا المجتمع الدولي لـ"تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل الاستمرار باتفاق وقف إطلاق النار وضمان تنفيذ مراحله كافة، وفتح المعابر المخصصة لإرسال المساعدات الإنسانية إلى مختلف أنحاء القطاع، الذي يعاني من كارثة إنسانية غير مسبوقة".
** قطر
وفي معرض إدانتها لوقف إسرائيل إدخال المساعدات لغزة، أكدت الخارجية القطرية، في بيان، "الرفض القاطع استخدام إسرائيل الغذاء كسلاح حرب (بغزة) وتجويع المدنيين".
ودعت المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع.
وجاء في البيان: "قطر تدين بشدة قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتعده انتهاكا صارخا لاتفاق وقف إطلاق النار، وللقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة، وكافة الشرائع الدينية".
وجددت خارجية قطر موقفها الثابت من "عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، يتضمن 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.