تجددت معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة بعد أن أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر جديدة بإخلاء المناطق الإنسانية في الوسط والشرق والغرب في خان يونس جنوب القطاع، بما في ذلك حي الجلاء الذي كان يضم الآلاف من النازحين الغازيين، الذين اضطروا إلى المغادرة مسرعين وسط القصف الإسرائيلي الغاشم، بحسب وكالة رويترز.

يأتي ذلك بعد إعلان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" على موقعه الرسمي، بأن حوالي 60 ألف فلسطيني انتقلوا للعيش نحو غرب خان يونس خلال الأسبوع الماضي، بعد إصدار جيش الاحتلال أوامر لسكان أجزاء من الوسط والشرق بإخلاء المنطقة مرتين يوم الأربعاء الماضي، وأن أكثر من 80% من قطاع غزة تم أمرهم بالإخلاء منذ أكتوبر الماضي.

الإعلان الجديد لأوامر إخلاء

نشر المتحدث لجيش الاحتلال الإسرائيلي باللغة العربية منشور على موقع إكس كتب فيه: "نخبر كل السكان والنازحين الذين ما زالوا متواجدين في حي الجلاء، بأن الجيش سوف يعمل بقوة هناك"، مضيفا: "من أجل أمنكم، عليكم الإخلاء بشكل فوري إلى المنطقة الإنسانية المستحدثة".

وبرر لتلك الأوامر بأن: "على خلفية استغلال المنطقة الإنسانية لأعمال إرهابية وإطلاق صواريخ متواصلة نحو دولة إسرائيل من بلوك 36 - حي الجلاء - فأصبح البقاء في هذا البلوك خطيراً، ولذلك لن يعد ذلك البلوك جزء من المنطقة الإنسانية اعتبارًا من الآن".

تعليق الأونروا علي الإخلاء

قال فيليب لازاريني رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إن الأهالي في قطاع غزة محاصرون وليس لديهم أي أماكن أخرى ليذهبوا إليها، بحسب رويترز.

"النزوح المستمر واللانهائي للشعب الفلسطيني
من مخيم اليرموك في سوريا إلى خان يونس في #غزة هذا الأسبوع.

على مدار العقود، وجد المدنيون الفلسطينيون أنفسهم عالقين في الحروب والصراعات مرارًا وتكرارًا.

في الأيام القليلة الماضية فقط، تم تهجير أكثر من 75,000 شخص في جنوب غرب غزة. وخلال… pic.twitter.com/r9zVepDw4I

— الأونروا (@UNRWAarabic) August 11, 2024

وكتبت الأونروا في منشور على موقع إكس: "في الأيام القليلة الماضية فقط، تم تهجير أكثر من 75,000 شخص في جنوب غرب غزة وخلال الليل، أصدرت السلطات الإسرائيلية أوامر إضافية أجبرت المزيد من الناس على الفرار مرارًا وتكرارًا".

وأضافت: "بعضهم لا يستطيع حمل سوى أطفالهم، والبعض الآخر يحمل حياته كلها في حقيبة صغيرة يتوجهون إلى أماكن مكتظة بالفعل، حيث الملاجئ مليئة بالعائلات" موضحة: "لقد فقدوا كل شيء ويحتاجون إلى كل شيء".

مجزرة مدرسة التابعين

تأتي تلك الأوامر بعد تنفيذ مجزرة جديدة على يد جيش الاحتلال بثلاثة صواريخ في غارة أول أمس السبت، والتي استهدفت مدرسة التابعين التي كانت تؤوي الأسر النازحة، وذلك خلال تأدية الأهالي صلاة الفجر.

وتم استشهاد أكثر من 130 شخصا بينهم أطفال، وسقوط عشرات الجرحى في حصيلة لا نهائية، وتعتبر تلك المجزرة أبشع جريمة منذ اندلاع حرب 7 أكتوبر، والتي أخلفت كومة من الأشلاء حيث تم تجميعهم في أكياس حتي يتم التعرف علي أصحابهم، مما أثار الغضب العالمي من وحشية الفكر الإسرائيلي الذي يقصف المدنيين خلال تأدية الصلاة، وفقا للقاهرة الإخبارية.

وكالعادة خرج جيش الاحتلال بتبرير معتاد لتلك المجزرة، حيث قال إنه كان يهاجم مسلحين يستخدمون تلك المدرسة والمناطق الإنسانية لشن هجمات وإطلاق صواريخ على إسرائيل.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أوامر إخلاء الأونروا الاحتلال الإسرائيلي مدرسة التابعين خان يونس المنطقة الإنسانیة جیش الاحتلال أکثر من

إقرأ أيضاً:

منظمة حقوقية: مجزرة مواصي خان يونس الإنسانية يغذيها الصمت الدولي

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: إن المجزرة المروعة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد النازحين في خيام بالية ضمن المنطقة التي أعلنها إنسانية في "مواصي خان يونس" جنوبي قطاع غزة، دليل إضافي على أن الصمت الدولي على جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين منذ 11 شهرًا، وعدم إبداء مواقف مناسبة مع جرائم القتل الجماعية، تشجع إسرائيل على ارتكاب المزيد من هذه الجرائم.

وأوضح المرصد الأورومتوسطي، في بيان له اليوم أرسل نسخة منه لـ "عربي21"، أن تحقيقاته الأولية أظهرت أن طائرات حربية إسرائيلية ألقت ثلاث قنابل من نوع MK-84 الأمريكية الصنع، بعد منتصف ليل الثلاثاء، 10 سبتمبر/أيلول، على تجمع لخيام النازحين في منطقة "مواصي خان يونس"، وهم نيام، ما أحدث ثلاث حفر بعمق وقطر عدة أمتار، تسببت بدفن نحو 20 خيمة بالعائلات التي بداخلها.

وأشار إلى أن المنطقة التي تواجدت بها خيام النازحين عبارة عن كثبان رملية، وبالتالي فإن العديد من الخيام بمن فيها من عائلات كاملة دفنت تحت الرمال.

وذكر أن الحصيلة الأولية للضحايا تجاوزت 60 شخصًا بين قتيل وجريح، مشددًا على أن استخدام هذا النوع من القنابل الأميركية ذات الأثر التدميري الواسع في منطقة مليئة بالخيام والنازحين مؤشر على نية الجيش الإسرائيلي قتل أكبر عدد من المدنيين، علمًا بأنه لم يسبق القصف أي إنذارات إخلاء.

ونبه الأورومتوسطي إلى أن هذه المجزرة تأتي بعد شهر من المجزرة الدامية التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي عندما قصف مدرسة "التابعين" في مدينة غزة، وقتل أكثر من 100 فلسطيني.

وشدد الأورومتوسطي على أنه حتى في حال صحت الادعاءات بتواجد أفراد من فصائل مسلحة في المنطقة، فإن استخدام عدة قنابل ذات قدرة تدميرية كبيرة وإسقاطها في منطقة تعد من أكثر المناطق اكتظاظًا بالنازحين المدنيين في قطاع غزة، وارتكاب مجزرة ضد المدنيين خلال نومهم لا يمكن تبريره بأي حال.

وأشار إلى أن إسرائيل تبقى ملزمة دائمًا وبجميع الأحوال بقواعد القانون الدولي الإنساني، وخصوصًا مبادئ التمييز والتناسب والضرورة العسكرية واتخاذ الاحتياطات اللازمة، والالتزام بحماية المدنيين. ويشمل ذلك اختيار الأسلوب الذي تُنفذ به العمليات العسكرية ونوع الأسلحة المستخدمة، بحيث يؤدي إلى الحد الأدنى من الخسائر والإصابات بين المدنيين.

وشدد على أن حالة الصمت والتجاهل التي تمر بها مثل هذه المجازر غير المسبوقة في تاريخ الحروب كونها تستهدف المدنيين بشكل صرف ومتكرر، مخزية ويندى لها الجبين، وتشكل ضوءًا أخضر لإسرائيل للاستمرار في ارتكابها ضمن نهج واضح لقتل الفلسطينيين جماعيًّا والقضاء عليهم.

وأكد الأورومتوسطي أن الولايات المتحدة الأمريكية شريكة في هذه الجريمة، كونها تزود الجيش الإسرائيلي بالأسلحة والقنابل المدمرة رغم علمها باستخدامها في قتل مئات المدنيين في كل مرة.

وبيّن أن تتبع منهجية القتل الإسرائيلية تشير إلى وجود سياسة واضحة ترمي إلى القضاء على المدنيين الفلسطينيين في كل مكان في قطاع غزة، وبث الذعر بينهم، وحرمانهم من الإيواء أو الاستقرار ولو لحظيًّا، ودفعهم للنزوح مرارًا وتكرارًا، وإهلاكهم وإخضاعهم لظروف معيشية قاتلة، مع استمرار القصف على امتداد القطاع واستهداف المناطق المعلنة كمناطق إنسانية، والتركيز على استهداف مراكز الإيواء، بما في ذلك تلك المقامة في مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وشدد المرصد الأورومتوسطي على أن المدنيين في قطاع غزة يدفعون ثمن الهجمات العسكرية الإسرائيلية التي تنتهك على نحو جسيم قواعد القانون الدولي الإنساني، وبخاصة مبادئ التمييز والتناسبية والضرورة العسكرية.

وجدد الأورومتوسطي مطالبته لجميع الدول بتحمل مسؤولياتها الدولية بوقف جريمة الإبادة الجماعية وكافة الجرائم الخطيرة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وحماية المدنيين هناك، وضمان امتثال إسرائيل لقواعد القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية، وفرض العقوبات الفعالة عليها، ووقف كافة أشكال الدعم والتعاون السياسي والمالي والعسكري المقدمة إليها، بما يشمل التوقف الفوري عن عمليات بيع وتصدير ونقل الأسلحة إليها، بما في ذلك تراخيص التصدير والمساعدات العسكرية، وضمان مساءلتها ومحاسبتها على جرائمها ضد الفلسطينيين.

ودعا الأورومتوسطي إلى مساءلة ومحاسبة الدول المتواطئة والشريكة مع إسرائيل في ارتكاب الجرائم، وأهمها الولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها من الدول التي تزود إسرائيل بأي من أشكال الدعم أو المساعدة المتصلة بارتكاب هذه الجرائم، بما في ذلك تقديم العون والانخراط في العلاقات التعاقدية في المجالات العسكرية والاستخباراتية والسياسية والقانونية والمالية والإعلامية، وغيرها من المجالات التي تساهم في استمرار هذه الجرائم.

إقرأ أيضا: الاحتلال يمعن بارتكاب المجازر بغزة.. وتحذيرات من "حرب ممنهجة" على المنظومة الصحية

وأقر جيش الاحتلال، اليوم الثلاثاء، بقصف خيام لنازحين بمنطقة المواصي المصنفة "آمنة" في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، ما تسبب باستشهاد 40 فلسطينيا وإصابة 60 آخرين.

وذكرت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن بيان للجيش، أن "طائرات سلاح الجو هاجمت عناصر لحركة حماس كانوا يعملون في مجمع قيادة وسيطرة متنكر في المنطقة الإنسانية في خان يونس".

ورغم العدد الكبير للضحايا، زعم جيش الاحتلال "اتخاذ العديد من الخطوات لتقليل احتمالية إلحاق الأذى بالمدنيين، بما في ذلك استخدام الأسلحة الدقيقة والمراقبة الجوية والمعلومات الاستخبارية الإضافية".

من جانبها، أكدت حماس أن "مزاعم جيش الاحتلال وجود عناصر من المقاومة في مكان الاستهداف هي كذب مفضوح، يسعى من خلاله لتبرير هذه الجرائم البشعة".

وأضافت أن "المقاومة أكدت مرارا نفيها وجود أي من عناصرها بين التجمعات المدنية أو استخدام هذه الأماكن لأغراض عسكرية".

وشددت على أن "هذا الاستهداف الوحشي للمدنيين العزل من نساء وأطفال وشيوخ، في منطقة كان جيش الاحتلال أعلنها آمنة؛ هو تأكيد على مضي حكومة الاحتلال النازية في حرب الإبادة ضد شعبنا، وذلك بغطاء كامل من الإدارة الأمريكية".

من جهته، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، فجر الثلاثاء، استشهاد 40 فلسطينيا وإصابة 60 آخرين في المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد خيام نازحين في منطقة المواصي.

وأوضح أنه "في المنطقة المستهدفة أكثر من 200 خيمة وقد تضرر جراء القصف أكثر من 20 إلى 40 خيمة بشكل كامل".

وبشكل متكرر، يستهدف جيش الاحتلال خياما ومراكز إيواء تضم آلاف النازحين، ما يسفر عن مقتل وإصابة العشرات منهم.

وفي يوليو/ تموز الماضي، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة في المنطقة ذاتها، أسفرت عن استشهاد 90 فلسطينيا وإصابة 300، في سلسلة غارات استهدفت خيام وأماكن نزوح فلسطينيين.

كما استهدف جيش الاحتلال في أغسطس/ آب الماضي، مدرسة التابعين التي تؤوي مئات النازحين بمدينة غزة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 100 فلسطيني وإصابة عشرات بينهم أطفال ونساء.

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة خلفت نحو 140 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

إقرأ أيضا: هذه الحصيلة الأولية لمجزرة الخيام في خانيونس.. انتشال متواصل (شاهد)

مقالات مشابهة

  • «القاهرة الإخبارية»: جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة جديدة في خان يونس
  • بصواريخ ارتجاجية ثقيلة.. أكثر من 100 شهيد وجريح في مجزرة لجيش الاحتلال بحق النازحين في مواصي خانيوس بغزة
  • أكثر من 100 شهيد وجريح كحصيلة غير نهائية بمجزرة جديدة للعدو الصهيوني بحق النازحين في المواصي بغزة
  • منظمة حقوقية: مجزرة مواصي خانيونس الإنسانية يغذيها الصمت الدولي
  • فتح: مجزرة مواصي خان يونس تضع العالم أمام مسؤولياته لوقف جرائم الاحتلال
  • منظمة حقوقية: مجزرة مواصي خان يونس الإنسانية يغذيها الصمت الدولي
  • فقدان 100 فلسطيني على الأقل جراء المجزرة الإسرائيلية في مواصي خان يونس
  • الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة شمال غرب غزة
  • غزة.. ارتفع عدد القتلى إلى نحو 41 ألفا وأوامر إخلاء جديدة
  • الجيش الإسرائيلي يُصدر أوامر إخلاء لمناطق في غزة