الجامعات تُخرّج والحكومة تعجز: الشهادات الطبية تتحول إلى أوراق بلا قيمة
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
12 أغسطس، 2024
بغداد/المسلة: في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية المضطربة التي يعيشها العراق، يواجه خريجو الكليات الطبية والصيدلة والأقسام الصحية أزمة حادة بسبب توقف التعيين التلقائي الذي كان يُعد ضمانًا لمستقبلهم المهني.
ولطالما كان هذا القطاع يشكل وجهة مفضلة للطلاب العراقيين، حيث كان يُنظر إليه كطريق سريع نحو التوظيف المباشر بعد التخرج.
الجامعات الأهلية كانت جزءًا من هذه المشكلة، إذ إنها تواصل تخريج أعداد كبيرة من الطلاب دون أن تواكبها خطط توظيف حكومية تتناسب مع هذا النمو.
وقد أدى ذلك إلى تراكم أعداد كبيرة من الخريجين العاطلين عن العمل، الذين يجدون أنفسهم عالقين بين الأمل في التوظيف وبين واقع مرير من البطالة. المؤسسات الصحية ببساطة غير قادرة على استيعاب هذا الكم الهائل من الخريجين، الأمر الذي أثار موجة من الاحتجاجات في مختلف محافظات العراق.
المئات من هؤلاء الخريجين خرجوا إلى الشوارع، مطالبين وزارة الصحة ومجلس الوزراء بإصدار أوامر لتعيينهم، بعد أن مضى على تخرجهم أكثر من عامين دون أي بوادر للتوظيف. مشاعر الإحباط والغضب تتصاعد بين صفوفهم، حيث يرون أن مستقبلهم المهني أصبح رهينة لقرارات حكومية غير واضحة.
وفي محاولة لتهدئة الأوضاع، أصدر مجلس الوزراء قرارًا بتخصيص 29 ألف درجة وظيفية لوزارة الصحة هذا العام، وهو رقم لا يغطي حتى نصف عدد المتقدمين الذين يقدر عددهم بحوالي 61 ألفًا. هذه الفجوة الكبيرة بين عدد الخريجين المتقدمين والدرجات الوظيفية المتاحة تكشف عن عمق الأزمة التي تواجهها الحكومة في إدارة ملف التوظيف.
رئيس لجنة الصحة والبيئة النيابية، ماجد شنكالي، صرح في لقاء مع وسائل الإعلام أن اللجنة قدمت مقترح التعديل الرابع لقانون التدرج الطبي رقم 6 لسنة 2000. وأوضح أن “من أهم بنود هذا المقترح تعيين الطلاب الجدد حسب الحاجة الفعلية في المؤسسات الصحية، مع الاستمرار في تعيين خريجي السنوات السابقة وفقًا للقانون الحالي الذي يلزم الحكومة بتعيين جميع خريجي الكليات الطبية والمعاهد الصحية.”
وأضاف شنكالي: “نحن ندرك تمامًا حجم المشكلة وتأثيرها على الشباب العراقي ومستقبلهم، ولذلك نعمل على إيجاد حلول متوازنة تلبي احتياجات المؤسسات الصحية دون إغفال حقوق الخريجين.”
التحديات التي تواجه خريجي الكليات الطبية والصحية في العراق تعكس أزمة أوسع في التخطيط الحكومي والإدارة التعليمية. فغياب التنسيق بين مؤسسات التعليم العالي واحتياجات سوق العمل خلق فجوة كبيرة تركت الآلاف من الشباب في مواجهة مع البطالة والضياع المهني.
ما يضيف تعقيدًا للوضع هو عدم وجود رؤية واضحة من الحكومة لكيفية التعامل مع هذه الأزمة على المدى الطويل، فمع استمرار الجامعات الأهلية في تخريج أعداد كبيرة من الطلاب، تبقى أزمة التوظيف مرشحة للتفاقم ما لم تتخذ خطوات جذرية لإعادة النظر في سياسات التعليم العالي والتوظيف.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: المؤسسات الصحیة
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: حرب ترامب على الجامعات تضع الولايات المتحدة في خانة الاستبداد
قالت صحيفة واشنطن بوست إن اعتقال الطالبة رميسة أوزترك يعكس توجها عالميا أوسع نطاقا للقادة القوميين الذين يستهدفون الجامعات باعتبارها بؤرا للتطرف، وأشارت إلى أن قمع حرية التعبير بين الطلاب الأجانب ليس سوى خطوة أولى.
وأوضحت الصحيفة -في مقال بقلم إيشان ثارور- أن فيديو اعتقال رميسة أوزترك (30 عاما)، يظهر مشهدا قاتما، حث يواجه ضباط بملابس مدنية وبعضهم ملثمون، طالبة في إحدى ضواحي بوسطن ويقيدونها ويدفعونها نحو سيارة بدون أرقام، مع أنها مواطنة تركية حاصلة على تأشيرة طالب، وتعمل على رسالة دكتوراه في جامعة تافتس.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة أميركية: ضربات ترامب أضعفت الحوثيين لكنها لم تدمرهمlist 2 of 2وول ستريت جورنال: ما سر كراهية تيار ماغا لأوروبا؟end of listوقد أكد مسؤولون أميركيون إلغاء تأشيرة أوزترك الدراسية، وقالوا إن إجراءات ترحيلها قيد التنفيذ، وهي الآن واحدة من رعايا أجانب مقيمين بشكل قانوني، ألغت إدارة الرئيس دونالد ترامب تأشيراتهم بزعم مشاركتهم في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات.
جزء من هجوم أعمق
وانتقد وزير الخارجية ماركو روبيو الطلاب الأجانب، وقال إنهم "يثيرون ضجة" في الجامعات، وقال إن وزارته ألغت بالفعل حوالي 300 تأشيرة طالب، وأضاف "نفعل ذلك كل يوم، وفي كل مرة أجد فيها أحد هؤلاء المجانين ألغي تأشيراتهم"، ولكنه لم يوضح هو ولا غيره من المسؤولين ما فعلته أوزترك لتبرير إلغاء تأشيرتها.
إعلانوقالت وزارة الأمن الداخلي في بيان إن "تحقيقاتها وتحقيقات دائرة الهجرة والجمارك وجدت أن أوزترك شاركت في أنشطة تدعم (حركة المقاومة الإسلامية) حماس"، وأضافت أن "دعم الإرهابيين" يعد سببا لإنهاء التأشيرة، مع أنه لا يوجد دليل واضح على أن أوزتورك "تدعم الإرهابيين"، إلا إذا كان التعبير عن أي شكل من أشكال التضامن مع الفلسطينيين أو انتقاد إسرائيل يعادل دعم حماس، حسب الكاتب.
وبالفعل شاركت أوزترك في مارس/آذار من العام الماضي، في كتابة مقال رأي في صحيفة الجامعة تحث فيه إدارة الجامعة على الاستجابة لقرار مجلس الطلاب الذي يدين الحرب في غزة، والاعتراف بـ"الإبادة الجماعية" التي تحدث في القطاع، وسحب الاستثمارات من الشركات المرتبطة بإسرائيل، وهي دعوات ترددت أصداؤها في جميع أنحاء الجامعات الأميركية على مدار الأشهر الـ17 الماضية من الحرب.
وفي أعقاب فوز ترامب، أصبح مواطنون أجانب مثل أوزترك والناشط الطلابي المعتقل في جامعة كولومبيا محمود خليل، من بين المتضررين من رد الفعل العنيف ضد النشاط المؤيد للفلسطينيين -كما يقول الكاتب- وهو جزء من هجوم أعمق تشنه إدارة الرئيس على الجامعات الأميركية التي كانت دائما هدفا لليمين.
كولومبيا بمثابة تحذيرومما أثار غضب العديد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب، رضوخ جامعة كولومبيا التي شهدت بعضا من أكثر الاحتجاجات سخونة العام الماضي، لتهديدات إدارة ترامب بسحب التمويل الفيدرالي إذا لم تجر تغييرات معينة، مثل فرض المزيد من القيود على الاحتجاجات في الحرم الجامعي، وإشراف جديد على المناهج الدراسية والتوظيف في قسم دراسات الشرق الأوسط بالجامعة.
ويرجح المراقبون أن حملة الضغط لن تتوقف عند هذا الحد، حيث يخشى الباحثون على حرياتهم الأكاديمية، ويلجأ الطلاب إلى الرقابة الذاتية، وقد أعلن جيسون ستانلي، الفيلسوف البارز في جامعة ييل ومؤلف كتاب "كيف تعمل الفاشية: سياساتنا وسياساتهم"، أنه سيغادر قريبا ليعمل في جامعة تورنتو، وأوضح أن السبب الرئيسي هو رغبته في تربية أبنائه "في بلد لا يتجه نحو ديكتاتورية فاشية".
إعلان
وقال ستانلي لصحيفة غارديان "كانت جامعة كولومبيا بمثابة تحذير. شعرت بقلق بالغ لأنني لم أرَ رد فعل قويا في الجامعات الأخرى ينحاز لجامعة كولومبيا. أرى جامعة ييل تحاول ألا تكون هدفا. وهذه إستراتيجية خاسرة"، وأضاف أن قمع حرية التعبير بين الطلاب الأجانب ليست سوى خطوة أولى، متسائلا "متى سيأتون لملاحقة المواطنين الأميركيين؟".
وذكر إيشان ثارور بأن عداء ترامب للجامعات يعكس اتجاها عالميا أوسع، حيث يستهدف بعض القادة القوميين غير الليبراليين في عدد من الأنظمة الاستبدادية الانتخابية، جامعات النخبة باعتبارها أعداء للدولة وبؤرا للتطرف.