صحيفة البلاد:
2024-09-10@14:52:19 GMT

الكراهية بدون مبرر

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

الكراهية بدون مبرر

في عالمنا المترابط، يُعد تنامي العداء غير المبرر بين الناس، لغزًا محيرًا ومؤلمًا في آن واحد. لماذا يحمل بعض الأفراد ضغينة غير منطقية تجاه الآخرين؟ من المفهوم أن نغضب من شخص أساء إلينا أو ألحق الضرر بأحد أحبائنا، ولكن أن نكون مكروهين من شخص لم نلتق به من قبل، أمر لا يدركه العقل. هذه الظاهرة من الكراهية غير المبررة ليست محيرة فحسب، بل إنها مقلقة للغاية.

لقد صادفت مثل هؤلاء الأشخاص في حياتي حيث كانت الكراهية بادية على لغة جسدهم ونظراتهم المزدراة وسخريتهم اللاذعة. وكنت دائماً أحاول جاهدًا أن أتذكر أي تفاعلات سابقة قد تفسر عداءهم ولكن كنت دائمًا أفشل في العثور على أي سبب، فأنا مكروه لسبب غير واضح.

هذا السلوك لا يقتصر على التفاعلات البشرية؛ إنه منتشر بشكل مخيف في القطاع التجاري، وقد يبدأ في وقت مبكر مثل المدرسة الابتدائية. ما يبدأ ككراهية غير مبررة سرعان ما يتحول إلى تنمُّر، حيث يتم استهداف الضحية لأسباب لا يمكن فهمها.
غالبًا ما تكون الكراهية غير المبررة مدفوعة بمخاوف نفسية كامنة. وفقًا للمتخصصين في هذا المجال، الخوف هو دافع أساسي، شعور إذا لم يتم كبحه، يمكن أن يتحول بسرعة إلى كراهية. قد ينظر الناس إلى الآخرين على أنهم تهديدات لأنهم يخشون المجهول أو التغيير أو فقدان هويتهم أو مكانتهم. يؤدي هذا التفاعل القائم على الخوف إلى تنشيط آليات الدفاع، ممّا يدفع الناس إلى التقليل من شأن الآخرين المختلفين.

عنصر نفسي آخر هو الحاجة إلى كبش فداء. عندما يواجه الأفراد إخفاقات شخصية أو صعوبات اجتماعية، قد يعرضون غضبهم على الآخرين كاستراتيجية للتكيف إذ يساعدهم هذا التضليل على تجنب الاعتراف بعيوبهم. يصبح “الآخر”، سواء تم تعريفه بالعرق أو الدين أو الجنس أو المعتقدات السياسية، هدفًا سهلاً للغضب الذي أسيء توجيهه.

إلى جانب علم النفس الفردي، تساهم العوامل الاجتماعية بشكل كبير في الكراهية غير المبررة.
إن انتشار “غرف الصدى” أو ما يعرف بـ “Echo Rooms”، وهي البيئة التي يتعرض فيها الإنسان لأفكار تعزّز أفكاره ووجهات نظره، خاصة على منصّات التواصل الاجتماعي، يفاقم المشكلة. غالبًا ما تعزِّز هذه المنتديات الرقمية التحيزات الموجودة مسبقًا، ممّا يخلق بيئات يمكن أن تزدهر فيها الكراهية دون رادع. عندما يتعرض الأفراد فقط للمعلومات التي تدعم آراءهم، فإنهم يصبحون متطرفين بشكل متزايد ومعادين لوجهات النظر البديلة.

علاوة على ذلك، الاستقطاب الاجتماعي، الناجم عن الانقسامات السياسية والاقتصادية والثقافية، يزيد من تنامي العداء غير المبرر. عندما تتفتت المجتمعات، تتفوق الهوية الجماعية على الهوية الفردية. هذه العقلية “نحن ضدهم” تشيّطن الأفراد الذين لا ينتمون إلى المجموعة الخاصة بالفرد، ممّا يديم حلقة من عدم الثقة والكراهية.

في حين أن أسباب الكراهية غير المبررة معقدة، إلا أنها ليست جانبًا لا يمكن حله من التجربة الإنسانية. التعليم هو مفتاح مكافحة هذه المشاعر السامة. فمن خلال تشجيع التفكير النقدي والمعرفة والحوار، يمكن للتعليم أن يساعد الناس على رؤية ما وراء تحيزاتهم وأحكامهم المسبقة. إن تدريس التاريخ بدقة، وتسليط الضوء على إنسانية جميع الناس، وتحدي الصور النمطية، هي خطوات حاسمة نحو إنهاء دائرة الكراهية.

التعاطف هو أداة أخرى قوية للتغلب على العداء غير المبرر. عندما يتعلم الناس وضع أنفسهم مكان الآخرين، يصبحون أكثر عرضة للتعرف على التجارب والمشاعر المشتركة التي نتشاركها جميعًا. يمكن للتعاطف أن يكسر عقلية “نحن ضدهم” ويستبدلها بشعور بالإنسانية المشتركة.
بغض النظر عن مدى “لطفك”، سيجد شخص ما دائمًا سببًا ليكرهك، لذلك لا داعي للقلق أو بذل جهد كبير للتغيير من أجل إرضاء أولئك الذين يكرهونك. فقط تجاهل هؤلاء الأشخاص.

jebadr@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي التوليدي: هل يمكن للروبوتات طلب المساعدة مثل البشر؟

في ظل الانتشار المتزايد للذكاء الاصطناعي التوليدي في مختلف المجالات، من الصحة إلى الصناعة، أصبحت الشركات تعمد بشكل متزايد إلى استخدام هذه التكنولوجيا لتوفير الجهد والمال. 

وفي هذا السياق، أعرب فيك سينج، نائب رئيس شركة مايكروسوفت، عن أهمية تطوير روبوتات الدردشة لتتعلم طلب المساعدة عندما تكون غير قادرة على أداء المهام الموكلة إليها.

هل يمكن للروبوتات طلب المساعدة؟

وفقًا لما ذكره سينج، فإن أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل الروبوتات الذكية، يجب أن تكون قادرة على الاعتراف عندما لا تتمكن من تنفيذ مهمة معينة وطلب المساعدة.

يساهم هذا في تحسين فعالية هذه الأدوات ويقلل من الأخطاء التي قد تحدث عند محاولة تقديم إجابات غير دقيقة أو "هلوسة" - وهي ظاهرة حيث يخترع الذكاء الاصطناعي إجابات غير منطقية أو غير صحيحة.

مشكلة "الهلوسة" في الذكاء الاصطناعي

على الرغم من التقدم الكبير في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لا تزال هناك مشاكل تتعلق بـ "الهلوسة" أو تقديم إجابات خاطئة. 

كما أشار مارك بينيوف، الرئيس التنفيذي لشركة Salesforce، إلى أن العديد من العملاء يشعرون بالإحباط بسبب تعقيدات البرامج مثل "Copilot" التابعة لمايكروسوفت.

جهود البحث لتحسين الذكاء الاصطناعي

أوضح سينج أن الباحثين يعملون على تحسين قدرة روبوتات الدردشة على طلب المساعدة عند الحاجة. 

حتى إذا كان النموذج بحاجة إلى اللجوء إلى الإنسان في نصف الحالات، فإن هذا لا يزال يوفر الوقت والمال للشركات.

تأثير الذكاء الاصطناعي على الأعمال

في ذروة الاهتمام بالذكاء الاصطناعي، كانت الشركات الناشئة وعدت بأنظمتها المتقدمة سترتقي بالإنسانية. 

كما أشار سام ألتمان، رئيس OpenAI، إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير.

من جهة أخرى، أكدت شركة مايكروسوفت أن برنامج "Copilot" يمكن أن يجري الأبحاث نيابة عن مندوبي المبيعات، مما يوفر الوقت والجهد في الاتصال بالعملاء.

وذكر سينج أن شركة Lumen للاتصالات، على سبيل المثال، قد وفرت نحو 50 مليون دولار سنويًا بفضل استخدام هذه التكنولوجيا.

مستقبل الذكاء الاصطناعي في مراكز الاتصال

أعلن بعض قادة الشركات الكبرى، مثل كيه كريثيفاسان، رئيس شركة TCS الهندية، أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يقضي على الحاجة لمراكز الاتصال التقليدية.

مقالات مشابهة

  • غير مبرر.. بلينكن يندد بمقتل أمريكية في الضفة الغربية على يد إسرائيل
  • تنفيذي النهود يدعو لمساندة الاجهزة الأمنية ونبذ خطاب الكراهية
  • الذكاء الاصطناعي التوليدي: هل يمكن للروبوتات طلب المساعدة مثل البشر؟
  • إِنَّا أرسلنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا
  • غزة والمرجفون في المدينة!!
  • طبيب: تصلب الشرايين يمكن أن يحدث بدون أعراض
  • نصيحة
  • الزنان
  • "وقولوا للناس حُسنًا"
  • النفاق كما عرفته!