وتبقى هذه السيدة وأمثالها ذهباً أصلياً
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
(أم عبد اللطيف) سيدة سعودية عرفتها حين كنت مديرة للتعليم الأهلي والأجنبي زوجة الأستاذ (عبدالله) أحد مستثمري التعليم الأهلي في مدينة الغيم والضباب (الطائف) عروس المصايف، فقد كانت تمثل زوجها في حضور الاجتماعات، ومنذ عرفتها، كانت تكن لي احتراماً وتقديراً كبيرين، كما كنت أكن لها ولجميع المستثمرين والمستثمرات وقتها،
وكما كان الجميع يظهر لي ما كانت أم عبد اللطيف تظهره، ولست أشك في تقديرهم، ولم أجامل في تقديري لهم، فقد كانوا جميعاً نخبة طيبة، ومجموعة لازلت أذكرهم بخير، لكن كثيراً منهم انتهت العلاقة بهم مجرد ترجلي عن كرسي إدارة التعليم الأهلي والأجنبي، وهذا أمر طبيعي وسائد في زماننا هذا، فهناك علاقات مرتبطة بالكرسي، أو بالأحرى بالمنصب، وما تمليه المصلحة، تنتهي بانتهاء المنصب، ولا أنكر أن هناك بعض الزميلات حين نتواصل، أجدهن والحمد لله لازلن يعرفن من أنا، ويذكرن بعض المواقف التي لا تنسى، التي تشاركنا المناقحة فيها، والاجتهاد من أجلها، وتوثّقت علاقتنا خلال العمل، إنما أكثرهن بعد تركي للعمل تحولت تلك العلاقات للسطحية أكثر منها للعمق التي كانت عليه أثناء ارتباطات العمل، فقد تكون في المناسبات، أو لا تكون ليست بتلك الأهمية التي كانت عليها ! وهناك من قد ينسى كل ما كان من مواقف أو تأثير إيجاب ي أو غير ذلك من مودة!
وكل ذلك غير مستغرب فهكذا هي الحياة، كم من مسؤولين ومسؤولات الآن هم طي النسيان للأسف، وكثير منهم يستحق الوفاء والذكر الحسن والتواصل الطيب.
(أم عبد اللطيف)، تواصلني، وتعلِّق على مقالاتي، وتتحدث معي باحترام فائق، وثقة مطلقة، وكأن مصالحها كلها بيدي بعد الله، تذكر كل كلمة، وكل موقف، وكل لقاء تحدثتُ فيه، تذكرني بمواقفي يوم كنت على رأس العمل تشهد في حقي شهادة أعتز بها جداً ، أذكرها يوم حفل توديعي الذي أقامته لي زميلاتي في إدارة التعليم الأهلي آنذاك، والذي حضره عدد من الزميلات وأهلي وصديقاتي وثلة من مستثمرات التعليم الأهلي وقتها، أذكر يومها لم تسعني الدنيا من السعادة من التفاف الأحبة والأوفياء حولي وكان من ضمن هؤلاء (أم عبد اللطيف) بتقديرها الجمّ، بحزنها أنني مودعة للميدان، أذكر كلماتها الصادقة، وأذكر كل الكلمات التي قيلت يومها، أذكر كلمة مدير عام التعليم وقتها الأستاذ سالم الزهراني -وفقه الله-، أذكر كل تفاصيل تلك الليلة الجميلة بجمال من أعدوا لها ونظموها، وانتهت تلك الليلة، وغبت عن إدارة التعليم وعن التعليم الأهلي كمسؤولة، وخرجت من تلك الليلة بأهلي وصديقاتي وبعض الزميلات في الإدارة وفي التعليم الأهلي، وأستطيع القول رغم السنوات، إلا أن أم عبد اللطيف السيدة اللطيفة الراقية في خلقها ووفائها، لازالت كما هي في تعاملها معي، لم تتغير أبداً.
هذا النموذج الوفي، قليل في حياة الجميع، فكثيرون مجرد تركهم للمنصب، تتناقص أعداد الذين كانوا حولهم، وهكذا هناك من يرتبطون بالمنصب، وهناك من يرتبطون بالشخص.
عموماً الوفاء سمة الأنقياء، الذين تجاوزوا حدّ المصلحة إلى الوفاء، وحفظ المودة.
ليت كل الناس مثلك يا أم عبد اللطيف. ودمتم.
(اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).
@almethag
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: التعلیم الأهلی
إقرأ أيضاً:
التعليم العالي: إتاحة الموارد اللازمة لتنفيذ السياسة الوطنية للابتكار المستدام
أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي عمل الوزارة على توفير الموارد اللازمة لتحفيز الابتكار، وتحسين بيئة العمل، وتحقيق التنمية المستدامة، وذلك من خلال مجموعة من الإستراتيجيات التي تستند إلى محاور رئيسية تشمل إتاحة المواهب، ونقل التكنولوجيا والمعرفة، وتعزيز التمويل، وتحسين بيئة العمل، والحوكمة وتقييم الأداء.
يأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بدعم الابتكار وريادة الأعمال وربط البحث العلمي بالقطاعات الإنتاجية، وفي ضوء إعلان الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، في فبراير الماضي، "السياسة الوطنية للابتكار المستدام" كإطار إستراتيجي يهدف إلى تحويل مصر إلى مجتمع معرفي مبتكر ومستدام، وذلك ضمن الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي.
وأوضح الوزير أن السياسة الجديدة تركز على إتاحة المواهب وتطويرها عبر تحسين سياسات القبول في الجامعات لتشجيع الطلاب على التخصص في المجالات العلمية والتكنولوجية، وتطوير برامج تعليمية تعتمد على أساليب تفاعلية لتعزيز ثقافة ريادة الأعمال، وكذلك دعم برامج الابتعاث العلمي للخارج، وتوفير برامج تدريب صناعي متخصصة تضمن تخريج كوادر مؤهلة تمتلك المهارات المطلوبة في سوق العمل.
وأشار الوزير إلى أنه في إطار نقل التكنولوجيا والمعرفة، فإن الوزارة تعمل على إنشاء صناديق وطنية لدعم الاستثمارات في التكنولوجيا المتقدمة، وتعزيز التعاون بين الجامعات والمؤسسات البحثية والصناعية، بما يضمن تحويل الأبحاث العلمية إلى منتجات وخدمات قابلة للتسويق.
وأشار الدكتور أيمن عاشور إلى أن إستراتيجية السياسة الوطنية للابتكار المستدام تشمل العمل على تمويل اقتناء التقنيات والملكية الفكرية من الخارج، ودعم الشركات الناشئة عبر برامج وطنية متخصصة توفر التمويل والإرشاد اللازمين لنموها واستدامتها.
وأوضح أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بـتعزيز التمويل والموارد، حيث تم وضع خطط لتأسيس صندوق وطني للاستثمار في الابتكارات والمشاريع الناشئة، بالإضافة إلى تقديم حوافز للشركات المتميزة، وتطوير بدائل تمويلية محلية ودولية لدعم الابتكار، بما في ذلك التمويل من وكالات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية.
وأكد الدكتور أيمن عاشور أهمية الاهتمام بدعم الابتكارات الخضراء والمشاريع المستدامة التي تهدف إلى تحسين كفاءة استخدام الموارد وتقليل التأثيرات البيئية الضارة.
وفيما يتعلق بتحسين بيئة العمل، أفاد الدكتور حسام عثمان نائب الوزير لشئون الابتكار والبحث العلمي أن الوزارة تعمل على مراجعة وتحديث التشريعات الخاصة بالابتكار وريادة الأعمال، لتعزيز بيئة تنظيمية داعمة للاستثمار في البحث والتطوير، بالإضافة إلى التركيز على التحول الرقمي في الجامعات والمراكز البحثية، بما يسهم في توفير البنية التحتية الرقمية اللازمة لتعزيز تبادل المعرفة وتسريع عجلة الابتكار.
وأوضح أنه سيتم العمل على إنشاء مجلس وطني للابتكار ضمن محور الحوكمة وتقييم الأداء، حيث يتولى هذا المجلس متابعة تنفيذ السياسات وضمان تحقيق الأهداف الإستراتيجية، إلى جانب تفعيل مرصد مصري للعلوم والتكنولوجيا والابتكار لمراقبة الأداء البحثي والابتكاري وتقديم التوصيات اللازمة لتحسينه.
وأكد الدكتور عثمان مراعاة السياسة الوطنية للابتكار المستدام في عملها وضع آليات واضحة لقياس الأثر التنموي للابتكار، من خلال مؤشرات أداء تقيس مدى تأثير السياسات المتبعة على الاقتصاد والمجتمع، مع التأكيد على أهمية تعزيز الشفافية والمساءلة لضمان الاستخدام الأمثل للموارد وتحقيق أقصى فائدة ممكنة.
ومن جانبه أكد الدكتور عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة تكثيف الاهتمام بنشر الثقافة العلمية والابتكارية في المجتمع، من خلال حملات توعوية وبرامج إعلامية، تبرز أهمية الابتكار وريادة الأعمال، وإنشاء أطر حوكمة تدعم الأنشطة الابتكارية، مثل تأسيس حاضنات الأعمال ومسرّعات الشركات الناشئة.
ونوّه المتحدث الرسمي إلى أن هذه المحاور التي تم وضعها تضمن توجيه عمل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خلال تنفيذ السياسة إلى بناء بيئة مواتية للابتكار والتطوير؛ لتحقيق الهدف العام منها وهو تحويل مصر إلى مركز إقليمي للابتكار وريادة الأعمال، مؤكدًا التزام الوزارة بتوفير الموارد البشرية والتكنولوجية والمالية اللازمة، وتعزيز الشراكات بين القطاعات المختلفة، وإرساء منظومة تشريعية وتنظيمية مرنة وداعمة، بما يحقق التنمية المستدامة ويعزز مكانة مصر على خريطة الابتكار العالمية.