مرّة أخرى، أظهرت كارثة فيضانات سيول الأمطار- التي ضربت مؤخرا مناطق واسعة من البلاد، وخصوصا سهل تهامة الغربي- الحاجة الماسة والملحة، لتبني الدولة، مشاريع إنشاء سدود عملاقة، وبناء حواجز وخزانات مياه كبرى، وفق أحدث المواصفات العالمية، وبأياد وعقول يمنية خالصة، لا الاستعانة بآخرين يضمرون لهذا البلد، الكثير من النوايا الشريرة والأهداف الخبيثة، كما ظهر في سياق اعترافات خلايا التجسس والتخريب الممنهج للقطاع الزراعي والتربة والمحاصيل وعرق ودماء المزارعين، والتي طالما نُفذّت وغلّفت بعناوين براقة من قبل الجناة الأجانب وأدواتهم المحلية الرخيصة.
-مشاهد مرعبة، بثتها وسائل إعلام وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، لتسونامي السيول في تهامة، وهي تدمر وتغرق وتجرف البشر والحجر والشجر والمواشي، وتغمر البيوت على من فيها وتأتي على كل شيء أمامها لتحيله إلى أثر بعد عين، وكيف تتدفق بشكل مهول في القرى الآهلة بالسكان، محطمة كل ما في طريقها، قبل أن تسلك رحلتها الأخيرة إلى البحر الأحمر.
-أكاد أجزم، لو أن ثلث أو ربع الكميات من هذه السيول، تدفقت إلى سدود وخزانات عظيمة، معدّة جيدا لاستيعابها، لشهدت اليمن نهضة زراعية وصناعية عظيمة، ولكان تحقق الاكتفاء الذاتي والأمن الغذائي، للوطن وشعبه كأحسن ما يكون، ولعقود من الزمن ولرأينا تهامة تكسوها الخضرة من أقصاها إلى أقصاها عوضا عن الرمال والغبار والرياح، والكثير من مشاهد البؤس والشقاء المستشري بقوة بين الناس، في تلك المناطق الزراعية المترامية الأطراف.
– الأضرار والخسائر، في أرواح وممتلكات المواطنين، ومواشيهم وبيوتهم، وفي الطرقات والأراضي الزراعية و مرافق البنى التحتية العامة والخاصة، كانت جسيمة وفادحة، وتصدرت محافظات الحديدة وحجة وتعز، قائمة المناطق الأكثر تضررا من سيول الأمطار، التي وُصفت بأنها الأكثر غزارة منذ عقود، مخلفة خسائر مادية قدرها مختصون بملايين الدولارات.
-استنفرت السلطات في صنعاء، والجهات المعنية في حكومة تصريف الأعمال السابقة مشكورة، كل طاقاتها لتقديم ما امكن، من المساعدات الإغاثية الطارئة، للتخفيف من معاناة المتضررين، ولأجل إيصال المساعدات والخيام للأسر والعائلات المتضررة وباشرت في مناقشة وبحث المهام التي سيتم اتخاذها لمعالجة الأضرار بما يمكّن من عودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق المنكوبة، وكل ذلك من الخطوات والإجراءات اللاحقة للكارثة، لا تعني الكثير، بدون أن يتم عمل دراسات معمقة، لتلافي آثار مثل هذه الكوارث قبل وقوعها، وكيف يمكن تحويل هذه التحديات والمصاعب الناجمة عن هذه الظواهر الطبيعية -كما يؤكد على ذلك السيد القائد دائما- إلى فرص للنجاح والإبداع والتميز، ولن يكون ذلك إلّا من خلال التفكير الجدي، في إنشاء السدود والحواجز والخزانات الكبيرة، في مساقط ومنابع الأودية ومجاري السيول وإيجاد قنوات ري حديثة، لتحقيق نهضة زراعية تعتمد على مخزون السيول.
-نأمل أن تكون هذه المهام العظيمة، ضمن برنامج حكومة التغيير والبناء الوليدة، برئاسة أحمد الرهوي، إلى جانب العديد من المسؤوليات التي ينتظرها الشعب الصابر، وعلى رأسها انتظام صرف ما أمكن من المرتبات، وغير ذلك من الخدمات الأساسية “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون»
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
محافظ المنيا يوجه بتكثيف تطهير مخرات السيول ورفع المخلفات بشكل مستمر
في إطار الاستعدادات لموسم الأمطار والسيول، وجه اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، بضرورة تكثيف أعمال تطهير مخرات السيول بشكل دوري ومستمر، ورفع أي مخلفات أو عوائق تعيق جريان المياه، لضمان الجاهزية التامة لمواجهة أي طوارئ قد تنجم عن التقلبات الجوية.
وأوضح المحافظ أن المحافظة تضم 34 مخرًا للسيول، تتنوع بين مخرات طبيعية وصناعية، مما يجعلها عنصرًا أساسيًا لحماية القرى والمدن من خطر السيول، مشددًا على أهمية القيام بعمليات الصيانة الدورية لتلك المخرات، لضمان كفاءتها في تصريف المياه ومنع تجمعها أو تسببها في أضرار للبنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة.
كما كلف المحافظ رؤساء المراكز والمدن والوحدات المحلية بمتابعة الأعمال ميدانيًا والتنسيق مع الجهات المعنية، مثل الري والحماية المدنية، للتأكد من تنفيذ أعمال التطهير بانتظام ووفقًا للخطط الموضوعة، مؤكدا على ضرورة اتخاذ كافة التدابير الوقائية، بما في ذلك صيانة المعدات والآلات المستخدمة في إدارة الأزمات، ووضع خطط استباقية للتعامل مع أي حالات طارئة.
وأشار اللواء كدواني إلى أن المحافظة تحرص على التعاون مع الأجهزة التنفيذية للتأكد من رفع كفاءة مخرات السيول وتوفير فرق عمل جاهزة للتدخل السريع عند الحاجة، مضيفًا أن هناك غرفة عمليات رئيسية بديوان عام المحافظة وغرف فرعية بجميع المراكز تعمل على مدار الساعة لمتابعة الحالة الجوية وأي مستجدات تتعلق بالسيول أو الأمطار.
وأكد المحافظ على أهمية رفع وعي المواطنين بالمخاطر المحتملة، داعيًا الجميع إلى التعاون مع الأجهزة التنفيذية والالتزام بالتعليمات الصادرة لضمان سلامتهم وسلامة ممتلكاتهم.