بين الانتظار ومحاولات كبح جماح الرد: العمل جارٍ من أجل تأديب العدو والتأخر «تكتيك» وأمريكا تحاول إنقاذ الكيان
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
كشف مشهد التصفيق في 24 يوليو داخل الكونغرس الأمريكي لمجرم الحرب رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو النفاق الأمريكي وفضحه أكثر للعالم، فأمريكا تقف وراء مقتل وجرح أكثر من 150.000 فلسطيني دعماً للكيان المجرم بأفتك الأسلحة وبالمال وبالغطاء السياسي، ولم يعد هناك أي شك بهذا الشأن، إذ ضجت الولايات بالمظاهرات والاحتجاجات ضد الدعم الأمريكي للعدوان على غزة.
الثورة /عبدالجليل الموشكي
مجدل شمس
أيام مرت التقى فيها نتنياهو ببايدن وهاريس وترامب وتم فيها التخطيط لمؤامرات سيقدم على تنفيذها برعاية أمريكية، حيث يتقرب معظم المسؤولين هناك للوبي الصهيوني بخدمة الكيان الذي باتت صورته مكشوفه للعالم وملطخة بدماء الأطفال والنساء.
مساء السبت 27 يوليو ارتكب الكيان الصهيوني المجرم مجزرة بحق الدروز في مجدل شمس بالجولان السوري المحتل، إثر سقوط صاروخ اعتراضي على ملعب كرة قدم، ليسفر ذلك عن مقتل 12 من الفتية وإصابة 30 آخرين، ليقطع نتنياهو زيارته ويعود مهدداً لحزب الله بالرد، وكان حزب الله نفى أي صلة له بما جرى، مبلغاً الأمم المتحدة بأن المجزرة ارتُكبت بصاروخ اعتراضي «إسرائيلي».
الإقدام على الاغتيالات
حيكت المؤامرات في واشنطن، وكانت تلك كانت ذريعة أزبد بها نتنياهو وأرعد وعاد للاجتماع بالمجلس الأمني المصغر تمهيداً للعدوان على ضاحية بيروت والإقدام على اغتيال القائد الجهادي الكبير في حزب الله السيد فؤاد شكر في بناية مدنية مساء الثلاثاء 30 يوليو، في حين أبطل أهالي مجدل شمس ذرائع نتنياهو وأفشلوا خططه لإشعال الفتنة الطائفية.
فجر الأربعاء، 31 من يوليو، أقدم الكيان المجرم على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس بالعاصمة الإيرانية طهران، وهو ضيف على الجمهورية الإسلامية بمناسبة حضوره بدعوة رسمية لمراسيم تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب.
وحتى ما بعد ساعات الاغتيال لم تتعالَ تصريحات المسؤولين الأمريكيين والغربيين المطالبة بضرورة ضبط النفس والمضي في اتفاق تبادل الأسرى وعدم توسيع دائرة الصراع وإشعال الحرائق في المنطقة، بل جرى تصوير تلك الحماقات التي ارتكبها نتنياهو كانتصارات تحسم الصراع والمواجهة لصالحه.
العمل من أجل الرد
لم يكن لجريمة بهذا المستوى من الخطورة أن تمر بدون رد، حيث تمس بسيادة وهيبة وشرف الجمهورية الإسلامية، ولذا سارعت أعلى المستويات القيادية الإيرانية وعلى رأسها المرشد الأعلى السيد علي خامنئي وقيادات الحرس الثوري للتأكيد على حتمية الرد القوي والمناسب على هذه الجريمة التي لا يمكن التغاضي عنها، ولذا فإن على المجرم انتظار العقاب القاسي.
الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في إطلالته خلال تشييع الشهيد القائد الجهادي فؤاد شكر توعد الصهاينة المجرمين بالرد مخاطباً لهم: «ستبكون كثيراً لأنكم لا تعلمون أي خطوط حمراء تجاوزتم، وعلى العدو ومن يقف خلفه أن ينتظروا ردنا الآتي حتماً إن شاء الله».
وأضاف الأمين العام لحزب الله أنه «لا نقاش في هذا الموضوع ولا جدل، وبيننا وبينكم الليالي والأيام والميدان»، مؤكداً أن القرار في يد الميدان وظروفه وفرصه، وأنه « نبحث عن رد حقيقي ومدروس جداً، وليس عن رد شكلي».
السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في إطلالته الأولى بعد اغتيال الشهيد القائد إسماعيل هنية أكد أن موقف محور القدس والجهاد والمقاومة واضح، حيث لا بد من الرد عسكرياً على الجرائم الخطيرة والتصعيد الإسرائيلي الكبير، وأن العمل يجري من أجل الرد، مشدداً على أن «المتغيرات ستأتي» بما يسوء العدو الإسرائيلي ويسوء الشامتين ويخزيهم جميعاً.
البيان الثلاثي ومذبحة الفجر
فجر الجمعة التاسع من أغسطس، أصدرت الولايات المتحدة الأمريكية وقطر ومصر بياناً مشتركاً بشأن ما يسمى «وقف إطلاق النار في قطاع غزة»، وجاء في البيان «أن الوقت حان لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الأسرى والمحتجزين».
على أن تُستأنف المناقشات العاجلة الأربعاء أو الخميس 15 أغسطس في الدوحة أو القاهرة لسد كافة الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق دون أي تأجيلات جديدة، وعلى غير العادة يبادر المجرم نتنياهو بالموافقة على إرسال وفده المفاوض في الموعد المحدد.
يأتي البيان في خضم المناورات الأمريكية للتخفيف من مستوى رد محور المقاومة على تصعيد العدو باغتيال القادة، في حين كانت حركة حماس أبدت مرونة في عدة مراحل للمفاوضات وقبلت بالمقترح الأخير لوقف إطلاق النار، بينما استمر الكيان في العربدة والإجرام إلى أن وصل بالأمور إلى هذا المستوى.
وهنا جاء البيان الثلاثي بعد الفشل في الضغط على إيران بكل الوسائل، وهو في سياق الحرص الواضح على ألا يُعاقب الكيان اللقيط، وهيهات ذلك، بحسب تأكيد قادة محور القدس والجهاد والمقاومة، لتفشل على إثر ذلك كل المحاولات الأمريكية للخداع واللعب على وتر المفاوضات إذ لا اختراق جديد على صعيد إمكانية قبول العدو بشروط المقاومة الفلسطينية.
سياسيون يرون في البيان الثلاثي محاولة أمريكية لتحميل المحور مسؤولية فشل ما يدعون أنها مفاوضات نهائية لوقف إطلاق النار، لكن هذا وأي مزاعم وادعاءات أخرى لا يشكل عائقاً للرد القادم لا محالة بحسب ما تقتضيه ظروف الميدان.
وفجر أمس أقدم العدو الإسرائيلي على ارتكاب مجزرة الفجر المروعة بحق مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين في حي الدرج بمدينة غزة، وذلك بثلاثة صواريخ يزن كل واحد منها ألفي رطل من المتفجرات، بحسب الإعلام الحكومي في غزة، ما أدى لارتقاء أكثر من 100 شهيد وعشرات المفقودين والمصابين، بما يكشف ادعاءات أمريكا وتسويقها للوهم الكاذب بشأن مفاوضات إطلاق النار، حيث ما يزال الأطفال والنساء في غزة يُقتلون بأسلحة أمريكية.
»مسألة تكتيكية بحتة«
صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أشارت إلى وجود مخاوف تسود «إسرائيل» بشأن «قوة التحالف بقيادة الولايات المتحدة وقدرة أنظمة دفاعها الجوي على صد هجوم معقد»، يعتقد المسؤولون أنّه «قد يكون مفاجئاً وأوسع نطاقاً وأطول ومنسقاً من اتجاهات متعددة».
يشغل تأخر الرد على عربدة العدو باغتيال القادة اهتمام معظم وسائل الإعلام العربية والعالمية، ولا تبرح القنوات الصهيونية الحديث عن الرد وطبيعته، ويعترف الكثير من قادة الكيان بأن الانتظار هو جزء من الرد، ويقول وزير الدفاع الأسبق في جيش العدو الإسرائيلي موشيه يعلون: «نفس جلوسنا متوترين هو جزء من رد الطرف الثاني».
يرى خبراء أن قادة محور المقاومة قد انتصروا على الكيان الصهيوني بالضربة القاضية في الحرب النفسية إذ استطاعوا إبقاء أعين نحو تسعة ملايين مستوطن صهيوني مفتوحة تجاه الملاجئ.
أبعد من أن يكون انتظار الرد هو جزء من الرد نفسه، جاء في إطلالة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي الخميس الماضي ما يكشف أن تأخر الرد يعود إلى التحضير للرد نفسه، إذ يؤكد أن تأخر رد المحور بشكلٍ عام، مقابل تصعيد الإسرائيلي باغتيال القادة وقبله العدوان على الحديدة «هو مسألة تكتيكية بحتة، وبهدف أن يكون الرد فعلاً مؤثراً، في مقابل استعدادات الحماية التي يحاول العدو الإسرائيلي توفيرها بإشراف أمريكي، وتعاون غربي، ومن بعض الأنظمة العربية؛ ليخفف على الأقل من أضرار هذا الرد».
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يعترف : محور الجهاد والمقاومة هاجس إسرائيل الوجودي وليس غزة
الحرب الأمريكية على اليمن لا تنفصل عن هدف تفكيك وحدة الساحات الذي تحدث عنه نتنياهو
تقرير / إبراهيم الوادعي
في خطاب المواقف الساخن الذي ألقاه رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو مساء الاثنين الماضي بعد عام من الحرب على قطاع غزة وفتح جبهة أخرى من الحرب على لبنان، كشف نتنياهو عن استراتيجية الكيان الأساسية وأهدافه من الحرب .
وقال إن هدف الحرب المستمرة في غزة هو تفكيك محور الجهاد والمقاومة، معترفا بأن هذا المحور عمل ويعمل على تطويق الكيان بحلقة من نار تمتد من غزة إلى لبنان إلى سوريا وأماكن أخرى ..
يتحدث نتنياهو عن أن الكيان يسعى لتحقيق هذا الهدف، بينما تجاهل الحديث عن الجبهة اليمنية، مع إيراده إياها في خطابه كتهديد جديد، وفي ذلك إشارة إلى أن الطرف الأمريكي هو من سيتولى التعامل مع هذه الجبهة ..
خلال الأسبوع المنصرم أكدت صنعاء إحباطها هجوما أمريكيا كبيرا كاد يستهدف العاصمة صنعاء بنحو 185 غارة- وفق مصدر عسكري محلي- وأجبرت المواجهة التي امتدت ثماني ساعات حاملة الطائرات إبراهام لنكولن على الابتعاد عن بحر العرب، ومن ثم اعلن الأمريكيون بالأمس مغادرتها منطقة القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط متوجهة نحو شرق المحيط الهادئ.
وأشار المصدر إلى أن الولايات المتحدة كانت تنوي بدء عمل عسكري ضد صنعاء على خلفية الموقف المساند لغزة ورفضها الإغراءات الأمريكية والسعودية لتسوية ملف العدوان الممتد منذ مارس 2015م مقابل التخلي عن غزة، وربط توقيت الهجوم أيضا بالصدام الحاصل بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري على خلفية فوز ترامب بالانتخابات، ومحاولة الديمقراطيين كسب ورقة على حساب ترامب الذي سيدخل البيت الأبيض في 12 يناير المقبل .
وأيا يكن، فالهجوم الأمريكي على اليمن حصل قبلا أو بعد أسابيع كما هو متوقع ما لم تحصل متغيرات أخرى فهو يرتبط بالهدف الأمريكي الإسرائيلي وهو تفكيك ساحات المحور وإنهاء ما عرف بوحدة الساحات التي يعمل في إطارها المحور من اليمن إلى العراق، فلبنان وغزة.
المواجهة القائمة في المنطقة هي مواجهة أمريكية بامتياز، « إسرائيل « ذاتها احدى أدواتها، وبالعودة إلى خطاب نتنياهو يمكن تلمس تلك الحقيقة بوضوح ، وإن كان الرجل يتهكم على العلاقة معها ويحاول أن يظهر كيانه بشكل مستقل في أجزاء من الحرب عند الحديث عن اغتيال سماحة الأمين العام لحزب الله السابق السيد القائد حسن نصر الله، أو الدخول إلى غزة بريا ، لكن نتنياهو يعترف بأن كل الجوانب الأخرى يحضر الأمريكي فيها بالتفاصيل ..
وفي الجبهة اللبنانية أقر رئيس حكومة العدو بأن حزب الله كان على وشك كشف مخططات « إسرائيل» ما أضطر حكومة العدو ومجلس حربه المصغر إلى تقديم موعد العملية من أكتوبر إلى سبتمبر .
وهنا تصدق المعطيات التي تحدثت أن الحزب كان على بعد خطوة واحدة من كشف اختراق أجهزة البيجر واللا سلكي، فعمدت إسرائيل إلى تفجيرها قبل ساعة الصفر التي كانت تخطط لها ، وهي تفجيرها عقب اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد نصر الله وسلسلة القيادة ، ما كان سيحدث تأثيراً اعظم مما حدث في ظل وجود السيد نصر الله الذي نجح بحكمته وخبرته وقيادته والثقة التي يوليها المجتمع له في احتواء ضربة كتلك التي بإمكانها أن تقصم ظهر جيوش وليس مقاومة .
وفي هذه النقطة تتجلى رعاية الله للمجاهدين الصادقين، وتؤكد حقيقة أن دخول الحزب معركة طوفان الأقصى كان بمثابة وقاية له من التدمير الشامل، وينافي القول إن المقاومة ورطت لبنان في حرب ليست حربه، كما روجت لذلك اطراف لبنانية للأسف ثبت ارتباطها بالسفارة الأمريكي في عوكر والمشروع الأمريكي في المنطقة للتطبيع .
ونتيجة لهذا الإرباك في الخطة الصهيونية «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين» استطاع حزب الله امتصاص الضربة الإسرائيلية وفي اقل وقت مما كان الوضع عليه لو جرت عقب اغتيالات القادة ، وهو اليوم يمتلك عزيمة اقوى مما كانت، ويعكس ذلك تنامي عملياته في الميدان وعجز الجيش الإسرائيلي عن تحقيق هدف الاجتياح البري، رغم مرور ما يقرب من 4 أسابيع على بدء ما سماها العدو المناورة البرية .
في المفاوضات التي يجريها الأمريكي، وصل مبعوثه أموس هوكشتاين الى لبنان بالأمس لإجراء جولة جديدة من التفاوض، وبالمناسبة فـ «هوكشتاين» ضابط سابق في الجيش الإسرائيلي وشارك في اجتياح لبنان عام 1982م، يضغط الأمريكيون لوقف اطلاق نار منفصل عن غزة وتصر المقاومة على مواصلة عمليات الإسناد، ما يجعل نجاح الأمريكان في الضغط صفرياً ..
وفي هذا الشأن فإن ثبات حزب الله الذي فاجأ الصديق قبل العدو أجبر الأمريكيين على تعديل مسودة خطتهم اكثر من مرة مقارنة بالمسودة الأولى والتي قدمت لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ، وتضمنت حرية العمل للجيش الصهيوني داخل لبنان.
خلال إلقاء الخطاب وجلسة الكنيست العاصفة التي شهدت طرد ما يقرب من ثلث أعضاء الكنيست، جرى تبادل الشتائم، وحذرت المعارضة من أن نتنياهو يقود الكيان الإسرائيلي نحو النهاية بإشعال المنطقة من حول الكيان ظنا منه انه يستطيع إخمادها، ووصفه زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد بزعيم الخراب وليس زعيم النهضة كما يروّج لحربه التي يخوضها منذ أكثر من عام وفق توصيفه.
في خطابه يعترف بنيامين نتنياهو- رئيس حكومة العدو ضمنياً بأن الكيان الإسرائيلي كان يعد للحرب الشاملة في المنطقة وتصفية القضية الفلسطينية على اعتبار أن ذلك هو المسار الوحيد أمام المضي في مسار التطبيع والسلام مع جيران « إسرائيل « وفق زعمه.
لم تنجح إدارة ترامب الأولى في تمرير صفقة القرن بالوسائل الناعمة، فكان لا بد من استخدام الوسائل الخشنة، وهذه الحرب هي أبرز تجلياتها، وفي هذه النقطة فإن تحميل طوفان الأقصى وحركة خماس المسؤولية عن فتح معركة بهذا الحجم خطأ جسيم وتجاهل للحقائق والمعطيات، ناهيك عن معاناة الحصار على قطاع غزة منذ 27 عاما.
يتحدث نتنياهو في خطابه أيضاً عن هدف أعلى وهو تدمير ايران، وهو يضع 3 ركائر للقوة الإيرانية في المنطقة، أولاها المحور وثانيها ترسانة الصواريخ لدى المحور، والأمر الثالث البرنامج النووي، وتحدث نتنياهو إن المواجهة الحالية التي يديرها ضباط أمريكيون يتواجدون في قواعد بفلسطين المحتلة تتولي مهمة ضرب هاتين الركيزتين .
كما حذر نتنياهو من عدم التعامل مع الركيزة الثالثة البرنامج النووي الإيراني ويقول: التعامل مع هذا البرنامج يأتي لاحقا، وإذا لم نفعل تجاهه شيئا فهذا الأمر سيعيدنا إلى نقطة الصفر، ويتحدث نتنياهو قائلاً: إن هناك عمليات نفذت بغرض عرقلة البرنامج النووي الإيراني، وفي ذلك إشارة إلى اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين والهجمات الإلكترونية ضد المواقع النووية الإيرانية .
هناك ثمة حقائق ودلالات ظهرت من وراء خطاب المواقف هذا والذي أجبر نتنياهو على تقديمه تحت ضغط المعارضة والانقسام الذي يتسع يوما بعد آخر داخل الكيان، تتمثل في الآتي.
أولاً : لو لم يكن طوفان الأقصى لكانت حرب السيوف الحديدة وهي المسمى الذي أطقته إسرائيل على حربها على قطاع غزة قد وقعت، ولولم يساند حزب الله غزة ، لم يكن الصمت على الحدود ليمنع عن لبنان العدوان الإسرائيلي وبشكل مفاجئ، ولو لم يساند اليمن قطاع غزة لكان الهجوم الأمريكي واقعا تحت أي مبرر، جميع من سبق يعيشون خارج الفلك الأمريكي الإسرائيلي ويعارضون صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية وذلك غير مقبول في عرف أمريكا وإن صمتت عنه برهة من الزمن لترتب أوراقها ، وهي خاضت في سبيل ذلك تجارب مريرة كانت على المنطقة بدءا من حرب تموز 2006م والحرب الطائفية المدمرة على سوريا والعراق ، والعدوان السعودي الأمريكي على اليمن.
ثانيا: رغم الإنجازات التكتيكية التي حققها العدو في السنة الأولى للمواجهة، فإن الانقسام الحاد مؤشر على أزمة وجودية تتعاظم بوجه العدو وتوشك أن تنفجر آثارها داخليا، لا يمكن التصديق أو التفكير أن المعارضة الإسرائيلية تهتم لأمر الدم العربي، ذلك أخر ما يفكر به الإسرائيليون والصهاينة حول العالم.
ثالثا: في لحظات مفصلية من المواجهة، ظهرت أنظمة عربية مصطفة بشكل كامل إلى جانب العدو الإسرائيلي، ولعل مشهد العلمين المصري والإسرائيلي على المدمرة الإسرائيلية وهي تعبر قناة السويس أوضح صورة لهذا التحالف الذي بدأت مؤشراته من إغلاق بوابة رفح ومد الكيان بجسر بري عبر الأراضي الأردنية، تحالف ليس جديدا تحدث عنه الهالك جون ماكين السيناتور الأمريكي- مهندس ما عرف بالناتو العربي قبيل بدء «الحرب العربية» على سوريا في 2011م
ثالثا: محور الجهاد والمقاومة يمثل اليوم خط الدفاع عن فلسطين والأمة، وهو شكل منذ نشأته خطرا وجوديا على كيان العدو الإسرائيلي، وهو مطالب اليوم بالارتقاء إلى مستوى المعركة التي يخوضها ضد الكيان وهي الحرب الوجودية، ومستوى المواجهة المعلنة ضده بالأساس وقالها نتنياهو بوضوح « الحرب الوجودية لا تنتهي إلا ببقاء طرف واحد هو المنتصر، وحتى الآن لا تزال أوجه حرب الإسناد هي السائدة في مشهد المحور، ولا نعرف ما «إذا كان المحور يرتب أوراقه لجولة أخرى ويريد للجولة الحالية أن تهدأ، لكن المؤكد أنها حرب متصلة ستنتهي بزوال الطرف المهزوم « إسرائيل « وذلك وعد الله.