دبي: «الخليج»
شهد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، وفيصل نياز ترمذي، سفير جمهورية باكستان الإسلامية لدى الدولة، وعدد من المسؤولين، ونخبة من الدبلوماسيين والشخصيات، الاقتصادية والاجتماعية، من الجالية الباكستانية في الدولة، الاحتفالية الجماهيرية الضخمة التي أقيمت بمناسبة مرور 77 عاماً على استقلال جمهورية باكستان.

استقطبت الاحتفالية نحو 10 آلاف شخص، ونظمها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، بالتعاون مع صفحة «الإمارات تحب باكستان»، والجمعية الباكستانية في دبي، وشرطة دبي، ومركز دبي التجاري العالمي، بهدف الاحتفاء بالعلاقات الراسخة بين البلدين، وتعزيز روابط الصداقة الممتدة بين الشعبين.

قال الشيخ نهيان بن مبارك «روابطنا الثقافية، والسياسية، والتجارية، والشعبية، متأصلة بعمق، وتشكّل أساساً قوياً ومستقراً لعلاقاتنا الوثيقة، الآن، وفي المستقبل. نعمل بأمل وعزم قوي لتحقيق التقدم والسلام في جميع أنحاء العالم. ونحرص على الاستفادة من المكانة الخاصة والمتنامية لدولة الإمارات، وجمهورية باكستان على الساحة العالمية».

نهيان ين مبارك متحدثاً في الاحتفال

وأضاف «في هذه المناسبة، نفتخر بمشاركة الشعب الباكستاني الأمل، والتفاؤل بمستقبل بلدينا، ومنطقتنا، والعالم. نحن في دولة الإمارات فخورون بالعمل مع أصدقائنا في باكستان لتحقيق التقدم والازدهار، الإقليمي والعالمي».

واستقطبت الاحتفالية حضوراً كبيراً يعكس حرص دولة الإمارات على ترسيخ روابط التعاون والمحبة مع مختلف الدول، والشعوب، وترسيخ قيم التعايش بمشاركة مختلف شعوب العالم احتفالاتها ومناسباتها الوطنية، والتاريخية، والثقافية، ما يجسد النجاح والتفرد الذي حققته الإمارات، بتوفير مجتمع يستند إلى قيم وأسس التعايش، والأخوّة، والانفتاح، يتيح للجميع العيش بتعاون، وتناغم، وأمن، وأمان.

وأكدت عالية الحمادي، نائبة رئيس المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، أن الاحتفالية تعكس عمق العلاقات التاريخية، والشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات وجمهورية باكستان.

وأشارت إلى أن التعاون بين البلدين يمتد إلى مجالات متعددة، والإمارات تفتخر بدورها في دعم التنمية المستدامة في باكستان، عبر تنفيذ مشاريع كبرى.

وضم برنامج الاحتفالية التي أقيمت في «مركز دبي التجاري العالمي»، فعاليات ثرية، أضاءت على التنوع الثقافي لباكستان، ومواهب الجالية الباكستانية المقيمة في الإمارات، وإسهامات الجالية في مسيرة التنمية المستدامة التي تشهدها دولة الإمارات.

وتضمنت مجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والفنية، بما في ذلك العروض الموسيقية، والرقصات الفولكلورية، التي تعكس ثقافة جمهورية باكستان. واستعراض بعض الحرف اليدوية، وتقديم فقرات ترفيهية للأطفال.

وكرّم الشيخ نهيان بن مبارك، عدداً من الشخصيات الرائدة، وأصحاب الإنجازات النوعية من أبناء الجالية الباكستانية، الذين قدموا عبر عطائهم على أرض الإمارات نموذجاً للتميز والنجاح، في مختلف مجالات الاقتصاد، والخدمة الاجتماعية، والطب، والعلوم، والرياضة.

كما كرّم الدكتور فيصل إكرام، استشاري جراحة عامة/ جراحة الجهاز الهضمي، رئيس الجمعية الباكستانية في دبي (PAD)، حيث كان، بجهوده الفاعلة، وراء تأسيس أكبر مركز مجتمعي في العالم للباكستانيين في الخارج. وتحت قيادته، أسست الجمعية أول منشأة رعاية صحية غير ربحية في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث قدمت رعاية طبية ميسورة لآلاف المرضى المستحقين من نحو 90 جنسية، منذ تأسيسها عام 2020. كما تضم الجمعية المسرح الباكستاني الأول بسعة 750 مقعداً.

كما كرّم الشيخ نهيان بن مبارك، الدكتور يارجان عبد الصمد، العالِم المتميز في وكالة «ناسا»، وقدم إسهامات كبيرة في أبحاث الفضاء. وبرزت مسيرته عندما تعاقدت معه وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) للعمل على حل مشكلة واجهتها مع مركباتها الفضائية. وكان فريقه أول من أجرى تجربة باستخدام الجرافين (شكل من أشكال الكربون)، في أوضاع انعدام الجاذبية.

وكرّم محمد حبيب، مؤسس بنك «حبيب AG زيورخ»، حيث وسّع البنك ليصبح مؤسسة مالية دولية بارزة، تضم نحو 1000 فرع في العالم. وحصل البنك على جوائز لخدماته المالية.

كما كرّم تشودري عبد الواحد، وهو مؤسس مطعم «رافي»، وهو رائد في المطاعم بدبي. وأضاف بمطعمه المشهور بأطباقه الباكستانية الأصيلة معياراً جديداً في مشهد الطهو بدبي، حيث حصل المطعم تحت إدارته، على جوائز عدة.

كذلك كرّم حليمة جماني، المؤسسة المشاركة لشركة «كيبسونز»، حيث أدّت دوراً محورياً في تأسيس الشركة وتوفير نحو 400 وظيفة. وكان لقيادتها دور أساسي في توسيع «كيبسونز»، لتصبح اسماً رائداً في الأسواق الإماراتية. وتبرعت بمبلغ 100 ألف درهم لمؤسسة «غلف فور غود»، علماً بأنها تتبرع باستمرار لدعم قضايا ومؤسسات إنسانية، بما في ذلك الصليب الأحمر في لبنان.

ومن بين المكرمين مدثر شيخة، المؤسس المشارك لشركة كريم، وهو من رواد التحول في قطاع النقل بالمنطقة، بتطبيقه الذي استحوذت عليه شركة «أوبر»، فيما بعد مقابل 3.1 مليار دولار. وتحت قيادته حصلت شركة كريم على عدد من جوائز القطاع، بما في ذلك «أفضل خدمة نقل». وتوسعت الشركة في نحو 100 مدينة في 14 دولة.

وكرّم يحيى جان، رئيس ومدير التصميم في شركة «NORR»، الذي يتمتع بخبرة عالمية تمتد ل 36 عاماً، ويقود جهود التصميم في «NORR» في الشرق الأوسط وآسيا. وقد حصل على البكالوريوس والدراسات العليا في جامعة برينستون. ويقود الآن تصميم أحد مشاريعه الرائدة، وهو «برج سيل» بارتفاع 372 متراً، ومن المقرر أن يكون هذا البرج المميز في دبي، أعلى فندق في العالم، عند اكتماله.

كما كرّم سعد وعماد حق، مؤسسَي شركة «H&S» للعقارات، والتي كان لها دور مهم في تطوير بعض العقارات المميزة في دبي. وحصلت على المرتبة الأولى من «إعمار» ودائرة الأراضي والأملاك، في دبي، وتلال الغاف، وحققت أعلى مبيعات لدى جميع المطورين الرئيسيين في دبي.

وكرّم امتياز شيخ، الذي كانت جهوده الفاعلة وراء نجاح مجموعة «Tomini» التي امتلكت 120 سفينة على مدار 40 عاماً. وأسّس «Tomini Classics» في دبي عام 2014، لتصبح صالة العرض، والمعرض الكلاسيكي للسيارات الأفضل في المنطقة. وحصل على جوائز عدة، بما فيها جائزة الإنجاز المتميز في الصناعة البحرية.

ومن بين المكرمين شايستا آصف، المؤسّسة المشاركة والرئيسة التنفيذية لمجموعة «Pure Health»، حيث كانت من المؤسسين الرئيسيين لأكبر منصة رعاية صحية في الإمارات. وصنّفت ضمن أقوى 10 سيدات أعمال من «فوربس». وتعد شركة الرعاية الصحية الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تضم 25 مستشفى، و100 عيادة، و160 مختبراً، فضلاً عن مقدمي خدمات التأمين الصحي، والصيدليات، وشركات التكنولوجيا الصحية، والمشتريات، والاستثمارات.

تكريم عدد من الرياضيين البارزين

شهد الحفل تكريم عدد من الرياضيين الباكستانيين البارزين، من بينهم نايلة كياني، وهي متسلّقة جبال رائدة، وأول باكستانية تتسلق إحدى عشرة قمة من أعلى القمم التي تتجاوز 8000 متر. وحصلت في مارس/ آذار 2024 على وسام الامتياز، أعلى وسام مدني في باكستان.

وكذلك تكريم شاهد أفريدي، اللاعب الأسطوري، المعروف بإنجازاته القياسية. وحصلت مساهماته في لعبة الكريكيت على جائزة «أفضل لاعب في العام من ICC».

ومن بين الرياضيين المكرّمين جهانغير خان، الذي أدرج في قاعة مشاهير «إسكواش» الدولية، حيث سجل سلسلة انتصارات بلغت 555 مباراة من دون هزيمة، على مدى خمس سنوات ونصف السنة. ويحمل الرقم القياسي في الحصول على 10 ألقاب بريطانية مفتوحة، و6 بطولات عالمية مفتوحة.

كما كرّم شهباز أحمد، المعروف ب«مارادونا الهوكي»، وهو واحد من أفضل المهاجمين في اللعبة. وهو اللاعب الوحيد في تاريخ هوكي الميدان الذي فاز بجائزتَي «أفضل لاعب في البطولة» في كأس العالم 1990 في لاهور، وكأس العالم 1994 في سيدني.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات باكستان الإمارات الشیخ نهیان بن مبارک دولة الإمارات فی دبی بما فی

إقرأ أيضاً:

فرضيات انهيار دول الشرق الأوسط

د. عمرو محمد عباس محجوب

منذ ١٩٥٦ عندما أمم جمال عبد الناصر قناة السويس وبدأ مشروعه الوطني في بناء السد العالي المائي للتحكم في الزراعة وتوسعها وزيادة الإنتاج الكهربائي وانجز الإصلاح الزراعي. حدث العدوان الثلاثي عام ١٩٥٦ في قناة السويس وكانت اول مواجهة تحذيرية في وجه بناء الدولة المستقلة من اكبر الدول العالمية من إنجلترا وفرنسا واسرائيل. هذه الحرب كانت ايضاً تسليم وتسلم قيادة العالم لأمريكا التي تدخلت لإيقاف العدوان. وبدات الناصرية كنظرية ومنهج في الانتشار في العالم العربي وفي أنحاء العالم. وبدأت في إبراز القوة والقدرة من إنشاء الصناعات الثقيلة، الحديد والصلب،صناعة السيارات، الأدوات الكهربائية، الغزل والنسيج وصناعة الملابس، صناعة السكر والأسمنت، الثورة العلمية والأبحاث والدراسات، ثورة السينما والمسرح والاداب والفنون وغيرها وغيرها.

عندما نتحدث عن دول الرؤية التي استطاعت تحويل هزيمتها إلى نجاح واستقلال من ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية وهكذا، فقد كانت مصر الناصرية احد هذه الدول. لكن الفرق بين تلك الدول التي وقعت تحت سيطرة الولايات المتحدة (في شكل وجود عسكري وتدخلات سياسية) لكن سمحت لها بالتطور العلمي والتكنولوجي ضمن السياق الامبريالي. هكذا نرى ان مصر تمت تصفية قدرتها وقوتها على ان تتطور وتصبح دولة زراعية صناعية مستقلة، وأصبح عليها فيتو ووضعت حولها كمية من الفخاخ والشراك من الإمبريالية والقوى الغربية واسرائيل ومن دول الخليج الغنية مع وجود التهديد الدائم من الاخوان المسلمين المتحالفين مع الإمبريالية واسرائيل.

في الشرق الأوسط ودولها التي ارادت النهوض من مصر، الجزائر، العراق، ليبيا، السودان وسوريا وايران كانت أسباب التدخلات والتعويق مختلفة عن باقي العالم. لكل الدول التي ارادت بناء دولتها المستقلة منذ الخمسينات تم زرع دولة وتنظيم. منذ نهايات القرن الثامن عشر بدات نقاشات إنشاء وطن اليهود، ١٩١٧ صدر وعد بلفور وفي ١٩٢٢ أسقطت الدولة العثمانية وفي ١٩٢٨ انشأ تنظيم الاخوان المسلمين تحت رعاية الإنجليز وفي ١٩٤٨ انشات دولة اسرائيل. هذه الدولة والتنظيم هي التي تقف ضد بناء أي دولة مستقلة تنموية وقد افشلت المشروع الناصري والمشروع البعثي وبدايات مشاريع أخرى.

في كل الدول التي رغبت في بناء الدولة والاستقلال في الشرق الأوسط فقد أصبحت تواجه اماً باسرائيل مباشرة في مصر، سوريا، لبنان، العراق، ايران او غير مباشر في ليبيا والسودان. وفي كل الدول تم إنشاء تنظيم الاخوان المسلمين لكي تعمل ضد بناء الدولة المستقلة، بل اثبتت أنها في السودان قد دمرت كل مأتم بنائه من سكك حديد ومشروع الجزيرة وخدمة مدنية وجيش وشرطة وفصلت الجنوب وغيرها.

منذ ١٩٧٩ بدات امريكا والغرب دعم المنظمات الجهادية في افغانستان واستمرت حتى الآن، وبالتعاون بين امريكا ونتنياهو تم وضع لستة السبعة دول التي يجب تدميرها عن طريق دعم الإسلام المتطرف والسياسي للتدخل. ومن محمد مرسي في مصر ومحمد الجولاني في سوريا فقد مدت يدها للكيان الصهيوني وجرت معها تنظيم حماس التي سحبها خالد مشعل - بعد استشهاد يحي السنوار وهنية- المتحالف مع الدول العربية المطبعة التي خلعت مفاهيم القوة البناء والتنمية والاستقلال.

لقد تغيرت موجبات الرؤية من العمل المفهومي إلى التخلص من أسباب الخزي والخذلان والتعويق التي زرعت في العالم العربي. ان الاتجاه العام الهابط للإمبريالية في اقتصادها وسياستها وهيمنتها (أي ضعف الأمة الأمريكية كما أشار بوتين كعامل مهم لقيام روسيا قوية)، عامل مشجع على العمل في تغيير معادلات وجود اسرائيل في فلسطين (٢٤٪؜ فقط في اسرائيل يرون إسرائيل قوية) ضعيفة او قابلة للعيش مع الفلسطينيين او نهايتها بالكامل. العامل الثاني هو اجتثاث تنظيم الاخوان المسلمين فكرياً وتنظيمياً واتحاد الشعوب حول موقفها. جزء من هذا هو تفكيك الظاهرة الأردوغانية التي بنت مجدها وقوتها من تبني تنظيمات الاخوان المسلمين وضخت فيها أموالها المنهوبة تحت دعاوي اعادة الإمبراطورية العثمانية.

Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842  

مقالات مشابهة

  • ترامب قد يطلب من بنما تسليم القناة
  • الإمارات والسعودية تعززان الأمن السيبراني خلال 2024
  • ترتيب جواز السفر الأردني لعام 2024
  • حصاد 2024.. عام ثقافي حافل بالإبداع والإنجاز في الإمارات
  • فرضيات انهيار دول الشرق الأوسط
  • الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
  • استخدموا مواردكم لتخفيف معاناة السودان وليس تعميقها.. بلينكن يعلن هذا الإجراء الذي ستتخذه الولايات المتحدة حيال الأمر
  • «ريتش» يشجّع ريادة الأعمال لدى الشباب
  • حصاد 2024.. التزام إماراتي بتعزيز التضامن والعمل الإنساني الدولي
  • حل لغز أحجار ستونهنج.. نصب تذكاري حيّر العالم لمدة 5 آلاف عام