أبوظبي (الاتحاد)
ثمَّنت القيادة العامة لشرطة أبوظبي عالياً رعاية ودعم القيادة الرشيدة للشباب وثقتها بدورهم في الإسهام في دفع مسيرة تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة وتحقيق رؤاها، وإيمانها بأن الإمارات دولة شابة، تسابق غيرها بروح الشباب، وأن شعلة الهمة والإرادة في قلوب شباب الإمارات تقود نحو آفاق عالمية جديدة.

وقال النقيب خالد محمد النعيمي، رئيس مجلس شباب شرطة أبوظبي «رواد أمن المستقبل» بدورته الرابعة، في تصريح بمناسبة احتفالية القيادة العامة لشرطة أبوظبي بمناسبة يوم الشباب الدولي الذي يصادف 12 أغسطس من كل عام، إن القيادة الشرطية تحرص على تمكين الشباب وحثهم على المشاركة في الأعمال التطوعية للإسهام في تحقيق أهداف رؤية إمارة أبوظبي عامة والقيادة العامة لشرطة أبوظبي خاصة وترسخ فينا قيمة الانتماء للوطن. 
وأوضح أن يوم الشباب الدولي يعد مناسبة دولية مهمة سنوياً لتأكيد دور الشباب في مسيرة العمل التطويري، لافتاً إلى أن مجلس شباب شرطة أبوظبي يهدف إلى تعزيز انتماء الشباب للوطن وتحقيق الولاء الوظيفي، إلى جانب دوره في التواصل مع مجتمع الشباب في الدولة وإمارة أبوظبي لبحث الموضوعات المتعلقة بطموحاتهم ومستقبلهم والتحديات التي تواجههم مما يعزز تحقيق الأمن المجتمعي. 
وذكر أنه يختص بإشراك العاملين من فئة الشباب في القيادة العامة لشرطة أبوظبي في تحديد متطلبات تطوير العمل الشرطي والمجتمعي وبناء المستقبل بما لا يتعارض مع الأنظمة والقوانين واللوائح والأوامر المعمول بها، والمشاركة الداخلية والخارجية في الفعاليات لفئة الشباب ورفع التقارير والتوصيات للجهات المعنية، إلى جانب التنسيق مع المجالس الشبابية على المستوى المحلي والاتحادي والدولي لتبادل المعرفة والخبرات، وتقديم الاستشارات والدراسات والحلول للتحديات الخاصة بالبيئة الداخلية والخارجية من منظور فئة الشباب. 
جهود
وأكد حرص المجلس من خلال كل أعضائه على بذل كل الجهد لاستمرار مسيرة الإنجازات التي حققها في دوراته السابقة منذ انطلاقه في عام 2017، فقد حصل المجلس على العديد من الجوائز، كما أنه أول مجلس شبابي إماراتي حصل على المركز الأول في جائزة الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، كما حصل منذ تأسيسه على 3 شهادات غينيس، وعلى 5 جوائز وأهمها الفوز بجائزة مسرعات التكنولوجيا لفئة الشباب 2022، والفوز بجائزة World Al Show لفئة الشباب 2023. 

هاجر النعيمي.. كفاءة شبابية أمنية في تحليل الجرائم الرقمية دولياً 
أوفدت القيادة العامة لشرطة أبوظبي النقيب هاجر راشد النعيمي، مُحلِّل جرائم رقمية، «عضو في مجلس شباب شرطة أبوظبي في دورته الثالثة»، للعمل ضابط ارتباط لدى مركز الابتكار في منظمة الشرطة الدولية الإنتربول في جمهورية سنغافورة، بدءاً من شهر يونيو 2024 ولمدة ثلاث سنوات، بهدف اكتساب مزيد من الخبرات العملية العالمية في تحليل الجرائم الإلكترونية. 
وتُعدّ النقيب هاجر بذلك أول ضابط شرطة عربي إماراتي من الشرق الأوسط متخصص في مجال الواقع الافتراضي والواقع المعزز، وأول ضابط شرطة من العنصر النسائي على مستوى القيادة العامة لشرطة أبوظبي يعمل لدى المنظمة الدولية.
ويعمل مركز الابتكار في منظمة الإنتربول على إجراء البحوث، وتطوير أحدث الأساليب لمكافحة الجرائم الدولية، ويعمل فيه أكاديميون ومحللون وموظفون دوليون من أجهزة تطبيق القانون، إضافة إلى اختصاصيين في مجال التكنولوجيا.
يُذكر أن النقيب هاجر راشد النعيمي، خريجة ماجستير آداب الدبلوماسية بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف، وتحمل شهادة البكالوريوس في إدارة نظم المعلومات، وبدأت مسيرة عملها من خلال فحص الأدلة الجنائية الإلكترونية، ثم تسلمت منصب مدير فرع التدريب الدولي في مركز المشاركات والتعاون الدولي، وشغلت منصب رئيس قسم التدريب الافتراضي في أكاديمية سيف بن زايد للعلوم الشرطية والأمنية، وحصلت على عدد من الجوائز المتميزة، منها جائزة القائد العام كأفضل ضابط شرطة في القيادة العامة لشرطة أبوظبي في المجال الفني والتقني، وشاركت في العديد من المؤتمرات والمعارض المحلية والدولية، وكان لها دور بارز في مجلس شباب شرطة أبوظبي. 

أخبار ذات صلة الإمارات تحتفي بالشباب الأقمار الاصطناعية.. ركيزة لاستدامة البيئة والتنمية العمرانية

موسوعة غينيس
في دورته الثانية نظم المجلس 9 مبادرات خارجية وداخلية منها: فعالية اليوم العالمي للمسنين، وأطول سلسلة تصافح في العالم وتم خلالها كسر رقم عالمي لموسوعة غينيس بمناسبة مرور عام على توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية وشارك فيها أكثر من 5000 شخص وبالتعاون مع 50 شريكاً، إلى جانب مبادرة برنامج الجوجيتسو للشباب والتي تمثلت في تدريب عدد من منتسبي شرطة أبوظبي من فئة الشباب للترقية للحزام الأزرق في رياضة الجوجيتسو وتكللت بحصول 40 منتسباً على الحزام الأزرق.
أفكار واعدة وإنجازات متتالية
حقق مجلس شباب شرطة أبوظبي في دورته الثالثة العديد من الإنجازات، حيث نظم أكثر من 12 حلقة وملتقى شبابياً، ومن أبرزها: حلقة شبابية بعنوان «تدابير الخدمة المجتمعية للشباب لخدمة المجتمع»، وحلقة شبابية عن التقنيات الحديثة Chat GPT حضرها عدد 6 مجالس شبابية وأكثر من 600 موظف عن بُعد، وحلقة شبابية بعنوان «مستقبل العمل الجزائي من منظور الشباب» بالتعاون مع النيابة العامة، وحلقة شبابية حول «الميتافيرس تكنولوجيا المستقبل» بالتنسيق مع جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية ومشاركة أكثر من 50 شخصاً.

البرنامج النووي السلمي 
كما نظم المجلس العديد من الورش والمبادرات في دورته الثالثة منها: جلسة توعوية افتراضية عن البرنامج النووي السلمي الإماراتي بمشاركة 1936 شخصاً، ومبادرتا يوم الرياضة العالمي ويوم الصحة العالمي، ومبادرة التوعية لرواد الأعمال من شباب القيادة بالتنسيق مع صندوق خليفة لتطوير المشاريع، إلى جانب المشاركة في جلسة المخترعين الشباب بالتعاون مع دائرة التنمية الاقتصادية، والمشاركة في مبادرة «مواهب شبابنا» بالتنسيق مع وزارة الاقتصاد.
«حياتكم أفضل»
وشارك بعدد من الفعاليات ومن أبرزها: حملة «حياتكم أفضل» للإقلاع عن التدخين، وفعالية يوم الشباب الخليجي، وفعالية أبطال شرطة الغد بحضور أكثر من 400 شخص، والمشاركة في برنامج المحترفين الشباب بالتنسيق مع وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وتمثيل شرطة أبوظبي في مؤتمر الشباب في الشرق الأوسط، وملتقى استشراف جرائم المستقبل ضمن القمة العالمية الشرطية 2023 بمشاركة 1503 أشخاص، والمشاركة في ملتقى اليوم العالمي للشباب بمشاركة أكثر من 330 شخصاً.

ملتقيات شبابية 
أما في دورته الثانية فقد نفذ مجلس شباب شرطة أبوظبي عدد 7 حلقات وملتقيات شبابية، منها على سبيل المثال حلقة بعنوان مستقبل شرطة أبوظبي في عيون الشباب بمشاركة 80 شخصاً، وحلقة «حلول مبتكرة للسلامة المرورية - سلامتك غايتنا» والتي تم فيها عرض استراتيجية السلامة المرورية والأنظمة المعتمدة، وكذلك أهم التحديات التي تواجه الشباب وإيجاد حلول لخفض الحوادث المرورية، وذلك بمشاركة 235 شخصاً، وحلقة حول «صناعة الأمل للشباب المفرج عنهم» وهدفت إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي حول دمج الشباب المفرج عنهم وإيجاد شراكات لتوحيد جهود الرعاية اللاحقة وإيجاد الحلول الفعالة وشارك فيها 636 شخصاً، وغيرها من الملتقيات.
مبادرات تثقيفية
عمل المجلس على تنفيذ 3 مبادرات تثقيفية، هي ملتقى الشباب والتسامح، والتخطيط للخمسين «المرأة سند الوطن»، وكنوز المعرفة بمشاركة أكثر من 1600 منتسب وبالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، إلى جانب 3 مبادرات استثنائية خلال جائحة كوفيد- 19.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: شرطة أبوظبي الإمارات مجلس شباب شرطة أبوظبي القیادة العامة لشرطة أبوظبی شرطة أبوظبی فی بالتنسیق مع العدید من الشباب فی فی دورته إلى جانب أکثر من

إقرأ أيضاً:

أهمية الاعتدال في الدين وتعزيز العمل التطوعي.. نص خطبة الجمعة 21 فبراير 2025

خطبة الجمعة القادمة.. تهدف خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية، التي ستلقى غدا 21 فبراير 2025 (22 شعبان 1446 هـ)، بعنوان «إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلْ فِيهِ برِفْقٍ»، إلى التوعية بمخاطر التطرف والغلو في الدين، والتركيز على أهمية الاعتدال في فهمه وتطبيقه.

أبرز النقاط في الخطبة هي:

الدين أساس السعادة الأبدية: الدين هو المصدر الرئيس للسعادة في الدنيا والآخرة، وأساس الحياة الطيبة.

اتباع الدين برفق واعتدال: ينبغي أن نعيش ديننا برفق ولين، دون إفراط أو تشدد، لأن الدين ميسر وليس عسيرًا.

مخاطر الغلو والتطرف: المبالغة في الدين قد تؤدي إلى الشعور بالتفوق على الآخرين، مما ينتج عنه التطرف والتهجم على من يختلفون في الرأي.

أهمية العمل التطوعي: العمل التطوعي يُعتبر واجبًا إنسانيًا ووطنيًا، ويُظهر التكاتف والتراحم بين أفراد المجتمع.

نص خطبة الجمعة القادمة

وجاء نص خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف 21 فبراير 2025 الموافق 22 شعبان 1446 على النحو التالي:

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، الحَمْدُ للهِ غَافِرِ الذَّنْبِ، وَقَابِلِ التَّوْبِ، شَدِيدِ العِقَابِ، ذِي الطَّوْلِ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ المَصِيرُ، الحَمْدُ للهِ حَمْدًا يُوَافِي نِعَمَهُ وَيُكَافِئُ مَزِيدَهُ، نَحْمَدُكَ اللَّهُمَّ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ، وَنَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ الهُدَى وَالرِّضَا وَالعَفَافَ وَالغِنَى، ونَشْهَدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، ونَشْهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ وَخَلِيلُهُ، صَاحِبُ الخُلُقِ العَظِيمِ، النَّبِيُّ المُصْطَفَى الَّذِي أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:

فَإِنَّ الدِّينَ مَادَّةُ السَّعَادَةِ الأَبَدِيَّةِ، وَأَصْلُ الحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ، وَسَبِيلُ النَّعِيمِ العَاجِلِ وَالآجِلِ، شَرَعَهُ اللهُ تَعَالَى لِعِبَادِهِ سَهْلًا مُيَسَّرًا، وَحَدَّدَ اللِّسَانُ النَّبَوِيُّ الشَّرِيفُ مَعَالِمَهُ، وَأَرْسَى قَوَاعِدَهُ، وَبَيَّنَ مَرَامِيَهُ، فَقَالَ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ، فَأَوْغِلْ فِيهِ بِرِفْقٍ».

خطبة الجمعة القادمة

أَيُّهَا النَّاسُ، تَفَقَّدُوا لَذَّةَ الإِيمَانِ، وَحَلَاوَةَ الإِذْعَانِ، وَسِيرُوا فِي هَذَا الدِّينِ بِرِفْقٍ وَلِينٍ مِنْ غَيْرِ عَنَتٍ وَلَا تَكَلُّفٍ وَلَا تَشَدُّدٍ، وَلَا تُحَمِّلُوا أَنْفُسَكُم مَا لا تُطِيقُونَ، فَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَكُونَ التَّدَيُّنُ دَيْمُومَةَ الذِّكْرِ، وَإِدْمَانَ الفِكْرِ، وَالحِفَاظَ عَلَى الفَرَائِضِ، والتَّجَمُّلَ بِالنَّوَافِلِ، وإِخْلَاصَ النَّوَايَا، وَإِدَامَةَ العَطَايَا، مَقْرُونًا ذَلِكَ كُلُّهُ بِحَالِ الانْكِسَارِ وَالتَّذَلُّلِ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، فَهَذَا هُوَ مِعْيَارُ القُرْبِ، وَمَدَارُ الأُنْسِ، وَمِفْتَاحُ الوُصُولِ، وَسِرُّ القَبُولِ.

وَانْظُروا إِلَى حَالِ هَذَا الصَّحَابِيِّ الجَلِيلِ الَّذِي تَمَنَّى أَنْ يَقْبَلَ الرِّفْقَ النَّبَوِيَّ فِي العِبَادَةِ، وَنَدِمَ أَنْ حَمَّلَ نَفْسَهُ فَوْقَ طَاقَتِهَا، يَقُولُ سَيِّدُنا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بن العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: قَالَ لِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «يَا عَبْدَ اللهِ، أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ؟» فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ الله، قَالَ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «فَلاَ تَفْعَلْ، صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَوْجَكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإَنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإِنَّ بِحَسْبِكَ أَنْ تَصُومَ كُلَّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ لَكَ بِكُلَّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا، فَإِنَّ ذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ»، قَال عَمْرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: فَشَدَّدْتُ، فَشُدَّدَ عَلَيَّ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّي أَجِدُ قُوَّةً، قَالَ: «فَصُمْ صِيَامَ نَبِيَّ الله دَاوُدَ -عليه السلام-وَلاَ تَزِدْ عَلَيْهِ» قُلْتُ: وَمَا كَانَ صِيَامُ نَبِيَّ الله دَاوُدَ -عليه السلام-؟ قَالَ: «نِصْفَ الدَّهْرِ»، ثُمَّ تَأَمَّلُوا أَيُّهَا الكِرَامُ إِلَى هَذِهِ الكَلِمَةِ الَّتِي تُكْتَبُ بِمَاءِ العُيُونِ: «فَكَانَ عَبْدُ الله يَقُولُ بَعْدَ مَا كَبِرَ: يَا لَيْتَنِي قَبلْتُ رُخْصَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم»! فَالرِّفْقَ الرِّفْقَ عِبَادَ اللهِ!

وَيَدخُلُ رسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَسْجِدَ فَيَرَى حَبْلًا مَمْدُودًا بَيْنَ سَاريَتَيْنِ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»، قَالُوا: لِزَيْنَبَ، تُصلِّي، فَإِذَا كَسِلَتْ أَوْ فتَرَتْ أَمْسَكَتْ بِهِ، فَقَالَ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «حُلُّوه» ثُمَّ قَالَ: «لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، فَإِذَا كَسِلَ أَوْ فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ»، فَالرِّفْقَ الرِّفْقَ عِبَادَ اللهِ!

أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الإِقْبَالَ عَلَى التَّدَيُّنِ بِحَالٍ المُبَالَغَةِ وَالتَّشَدُّدِ يَقْذِفُ فِي القُلُوبِ الكِبْرَ وَالعُلُوَّ عَلَى خَلْقِ اللهِ، فيَنْبُتُ التَّكْفِيرُ وَالتَّطَرُّفُ وَالإِرْهَابُ، كَحَالِ ذِي الخُوَيْصِرَةِ وأَصْحَابِهِ، الَّذِي بَلَغَ بِهِ الاسْتِعْلَاءُ أَنْ يَظُنَّ نَفْسَهُ صَاحِبَ مِيزَانِ الحُكْمِ عَلَى النَّاسِ، حَتَّى عَلَى الجَنَابِ المُعَظَّمِ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، حَيْثُ قَالَ: «يَا مُحَمَّدُ، اعْدِلْ»، فَقَالَ لَهُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «وَيْلَك! وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟ قَدْ خِبْتَ وَخَسِرْتَ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ»، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَّ: «فَإنَّ لَهُ أَصْحَابًا يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَقْرَأُونَ القُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ»، فَكَانَ الخُسْرَانُ وَالخَيْبَةُ لِكُلِّ ذِي خُوَيْصِرَةٍ، يَعْقُبُهُ هَذَا الوَعِيدُ المُحَمَّدِيُّ الشَّدِيدُ «هَلَكَ المُتَنَطِّعُونَ».

وَهَذَا نِدَاءٌ إِلَى كُلِّ مُسْتَعْلٍ بِتَدَيُّنِهِ، مُغَالٍ فِي تَعَبُّدِهِ: لَا تَتَشَدَّدْ فَيُشَدَّد عَلَيْكَ، لَا تُضَيِّقْ فَيُضَيَّق عَلَيْكَ، تَأَدَّبْ بِالأَحْوَالِ النَّبَوِيَّةِ الشَّرِيفَةِ، تَتَبَّع الأَنْفَاسَ المُحَمَّدِيَّةَ المُنِيفَةَ، واسْتَشْعِرْ نِعْمَةَ التَّوْفِيقِ الإِلهِي، وَاشْكُرِ اللهَ تَعَالَى عَلَى مَا أَقَامَكَ فِيهِ، وَانْطَلِقْ بِلِسَانِ الخَاضِعِ لِمَوْلَاهُ الَّذِي لَا يَنْظُرُ إِلَّا إِلَى تَقْصِيرِ نَفْسِهِ، وَلا يَعْتَنِي إلَّا بِتَصْحِيحِ نِيَّتِهِ، وَلْيَكُنْ لِسَانُ حَالِكَ وَمَقَالِكَ «اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ».

وَاعْلَمُوا أَنَّ شَهْرَ شَعْبَانَ قَدْ تَسَارَعَتْ أَيَّامُهُ وَأَوْشَكَتْ لَيَالِيهِ الشَّرِيفَةِ عَلَى الانْقِضَاءِ، فَأَحْسِنُوا بِالخَيْرِ خِتَامَهُ، وَاسْتَعِدُّوا لاسْتِقْبَالِ شَهْرِ رَمَضَاَنَ المُعَظَّم، مَوْسِمِ الرَّحَمَاتِ وَالنَّفَحَاتِ وَالمَغْفِرَةِ وَالعِتْقِ {وَافْعَلُوا الخَيْرَ لَعَلَّكُم تُفْلِحُونَ}.

خطلة الجمعة القادمة

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:

فَاعْلَمُوا أَيُّهَا السَّادَةُ أَنَّ العَمَلَ التَّطَوُّعِيَّ نُبْلٌ إِنْسَانِيٌّ وَوَاجِبٌ وَطَنِيٌّ، وَدَلَالَةٌ مُضِيئَةٌ عَلَى شُيُوعِ التَّكَاتُفِ وَالتَّرَاحُمِ وَالتَّوَادِّ وَالتَّحَابِّ وَالتَّمَاسُكِ فِي رُبُوعِ المُجْتَمَعِ، وَالمُسْلِمُ مِفْتَاحٌ لِلْخَيْرِ، دَاعٍ إِلَيْهِ، مُسَارِعٌ فِيهِ، مُتَفَاعِلٌ مَعَ بَنِي وَطَنِهِ، وَرَائدُهُ فِي ذَلِكَ أَمْرُ رَبِّ العَالَمِينَ {وَتَعاوَنوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقوى وَلا تَعاوَنوا عَلَى الإِثمِ وَالعُدوانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَديدُ العِقابِ}.

أَيُّهَا الكِرَامُ، إِنَّ العَمَلَ التَّطَوُّعِيَّ مَطْلَبٌ شَرِيفٌ، وَعَمَلٌ مُبَارَكٌ، وَخَيْرٌ كَثِيرٌ يَنْشُرُهُ الـمُسْلِمُ سَخِيُّ الأَخْلَاقِ نَبِيلُ الطِّبَاعِ بَيْنَ أَبْنَاءِ وَطَنِهِ، حَتَّى يَتَحَقَّقَ الحَالُ الشَّرِيفُ الَّذِي بَيَّنَهُ لِسَانُ الجَنَابِ الأَنْوَرِ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «مَثَلُ المُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسّهَرِ وَالحُمَّى».

فَهَلُمُّوا أَيُّهَا السَّادَةُ لِلْمُشَارَكَةِ فِي المُبَادَرَاَتِ التَّطَوُّعِيَّةِ الوَطَنِيَّةِ، أَقْبِلُوا عَلَى دَعَوَاتِ الإِغَاثَةِ القَوْمِيَّةِ الَّتِي يَظْهَرُ فِيهَا تَكَاتُفُ الأُمَّةِ وَتَرَاحُمُهَا وَتَعَاوُنُهَا، وَانْطَلقُوا بِهِمَّةٍ عَالِيَةٍ إِلَى الإِسْهَامِ فِي كُلِّ خَيْرٍ، تنالوا كل خير وأجر وبركة، وصدق رب العالمين {فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ}، {وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}.

اللَهُمَّ اجْعَلْنَا لِلْبِرِّ فَاعِلِينَ وَأَصْلِحْ أَحْوَالَنَا أَجْمَعِينَ

وَاحْفَظْ بلَادَنَا فَأَنْتَ خَيْرُ الحَافِظِينَ.

اقرأ أيضاًصلاة التراويح.. وزير الأوقاف يُعلن إقامة الصلاة بـ20 ركعة بالمساجد الكبرى

وزير الأوقاف يلتقي رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالبحرين

مقالات مشابهة

  • شرطة أبوظبي توقع مذكرة تفاهم مع “العربية للطيران”
  • أهمية الاعتدال في الدين وتعزيز العمل التطوعي.. نص خطبة الجمعة 21 فبراير 2025
  • الجبهة الوطنية يعزز صفوفه بقيادات شبابية متميزة
  • شرطة أبوظبي تعرض مركبة الدورية المستقبلية ذاتية القيادة خلال “آيدكس”
  • "مؤتمر الحوار الإسلامي" يؤكد دور الحوار في تعزيز وحدة الأمة وترسيخ قيم التعايش ومعالجة القضايا الخلافية
  • شرطة أبوظبي تعرض «دورية المستقبل ذاتية القيادة» خلال «آيدكس 2025»
  • شرطة أبوظبي تعرض مركبة الدورية المستقبلية ذاتية القيادة و آلية نمر خلال آيدكس
  • 1400 شاب يستفيدون من برامج “شباب الشارقة” بدورته الـ 6
  • جامعة بورسعيد تستضيف مبادرة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ابني وعيك
  • جامعة بورسعيد تستضيف مبادرة تنسيقية شباب الأحزاب "ابني وعيك"