صحيفة الاتحاد:
2025-03-04@20:33:24 GMT

الكِتَاب.. صديق المبدع وبيت الأفكار المُلهمة

تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT

هزاع أبوالريش (أبوظبي)
«قل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت»، هذا القول الحكيم ينطبق على الجميع، لكنه في حالة الكاتب تتضاعف أهميته وتصبح القراءة ضرورة لازمة، إذ إنها تجعله متميّزاً بفكره، وطرحه، وكل ما يقدمه من إنتاج في مختلف الأجناس الأدبية، فلا نستطيع أن نتميز ونبدع دون قراءة وإطلاع دائم ومستمر. هكذا يظل الكتاب أيقونة للإبداع، ومصدر الأفكار الجديدة، والمفردات اللغوية المتنوعة التي تؤهل الكاتب لأن يتناول موضوعه بكل رشاقة وحيوية متنقلاً في بساتين المعرفة، محلقاً في فضاءات المعلومات التي ينهلها من ذلك الزخم الهائل، عبر أفكار الآخرين وكتاباتهم الملهمة.

يقول حسن بن شرفا: للكتب أهميّتها ومكانتها، وقيمتها الفكرية، وتعمل على إنارة العقل والأفكار، وإزاحة الغبار المتراكم في زوايا التفكير، فلا نستطيع أن ننتج ونبدع ونستمر في العطاء الفكري دون قراءة وإطلاع دائم ومستمر. فوجود الكتاب في حياة الفرد يحفز لديه طاقة الجذب للأفكار، والتنوع القرائي حصيلة فكرية معرفية ثقافية تثري الشخص وتجعله أكثر عطاء، ومن ثم يكون لديه كم هائل من المفردات وثراء لغوي كبير، ما يؤهله لأن ينتج ويبدع ويتميز.
ويتابع ابن شرفا: وما يميّز الكتاب أنه هو الصديق الذي إن لم ينفعك فلن يضرك، وهو دائماً يمثل الإضافة الحقيقية للقارئ، ووجوده يعزز من نشاط خلايا العقل والطاقة الإيجابية التي تجعلك أمام حالة من العطاء الفكري، والنشاط الحيوي الذي يشجعك على الكتابة في شتى الفنون الأدبية، ولكن الغريب في الأمر حين نشاهد بعض الكتّاب الذين لا يقتنون الإصدارات والمؤلفات ولا توجد لديهم مكتبة خاصة تحتوي على أمهات الكتب، فكيف يمكن أن يستمر في التألق الإبداعي وهو لا يقرأ أفكار الآخرين ولا يطلع على إبداعاتهم كي يستلهم الأفكار التي قد تميّز كتاباته، فالكتابات الأخرى تحفز قريحة المبدع وتستفز مشاعره لأن ينتج وتكوّن له حصيلة من الأفكار والمفردات والمعاني التي تثري إبداعه وتسهم في صقالة مهاراته اللغوية والفكرية.

أخبار ذات صلة تكريم متحدثي اللغات من الضباط المتميزين في «شرطة أبوظبي» «أبوظبي للغة العربية» يتعاون مع مدينة الشيخ شخبوط الطبية

عملية تكاملية 
من جانبها، تقول الشاعرة والكاتبة برديس فرسان خليفة: وجود الكتاب في حياة المبدع يحفزه لأن يقدم ما هو متميز ومنفرد، حيث يطلع على إبداعات الآخرين ويكون ملماً بمجريات الأفكار المختلفة والمتنوعة التي تجعله يقدم عملاً مختلفاً بعد اطلاعه على الأعمال الأخرى المتنوعة. فلا يستطيع المبدع أن ينتج عملاً ملهماً للآخرين دون الرجوع للأفكار السابقة وما طرح ضمن سياق الفكرة حتى يتمكن من تقديم عمل يعد إضافة حقيقية للقارئ، ملامساً الواقع بتجلياته وفصوله، متناولاً ما يثري مخيلة القارئ، مروراً بأفكار الآخرين، وصولاً إلى الأفكار الجديدة التي يمكنها أن تكوّن أفكاراً تثري الإبداع، وتكون ملهمة للآخرين، فالمسألة تكاملية، والجميع معني باستكمال المسيرة الإبداعية، ولا يأتي هذا التكامل إلا بالقراءة والاطلاع، وأن يكون للكتاب دور مهم في حياة المبدع. وتضيف برديس فرسان خليفة: يجب علينا أن ندرك أهمية الكتاب، ووجوده بيننا، وأن يكون أمامنا دائماً، سواء في مكتبتنا الخاصة أو منزلنا، أو في جهة عملنا، فبمجرد وجودة يعطينا الدافع لأن نستمر ويجعل مشاعرنا دائماً يقظة، وأفكارنا مستنيرة بما هو جديد يلهمنا لأعمال قادمة أكثر تألقاً وإبداعاً وتميزاً.

تنمية المهارات
الكتابة عائشة عبدالجواد الجسمي، توضح أهمية الكتاب العظمى في حياة الفرد بشكل عام، والمبدع بشكلٍ خاص، كونه يعد مصدراً رئيساً في تنمية مهارات الكاتب الإبداعية، سواء كانت لغوية أو فكرية، وفي ظل وجوده في أرفف المكتبات الخاصة وفي منازلنا، فهو يغذي حواسنا، ويجعل بصرنا متشبعاً بجمالية الأغلفة، وتنوع العناوين التي نمر عليها بشكل يومي، مما يعزز في داخلنا جملاً ومفردات وعناوين ترتسم في أذهاننا لأن تشكل في يوم ما عملاً إبداعياً، سواء كان تعقيباً على أفكار الآخرين أو استلهاماً منها، أو عملاً جديداً من خلال هذا الثراء المعرفي. فالفكرة لا تأتي إلا بحافز من فكرة أخرى، فجميع تلك الكتب عبارة عن مجموعة من الأفكار المتناثرة بيننا، ووجودها في الأساس اقتناص لفكرة ما، وقد تتشكل بطبيعة الحال لفكرة جديدة تواكب مرحلة وزمناً معيناً، وموقف قد يترك أثراً في نفسك لأن يكون الكتاب هو المرجع لاستفزازك على إنتاجية عمل جديد في مسيرة حياتك الإبداعية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: القراءة فی حیاة

إقرأ أيضاً:

مصطفى حسني يوضح سبب تسمية سورة الفاتحة بـ أم الكتاب

قال الداعية مصطفى حسني إنه عند قراءة سورة الفاتحة من كتاب الله، يجب التأمل في الحروف والكلمات، لأن القلب حينما يتعرض للقرآن، ويستمع السمع لآياته، يصبح الإنسان وكأنه في حضور كامل مع الله، وكأن الله يحدثه مباشرة.

وأضاف مصطفى حسني، خلال تقديمه بودكاست "حدثني ربي"، المذاع عبر "بودكاست المتحدة" برعاية البنك الأهلي المصري، أن سورة الفاتحة سُمّيت "أم الكتاب" لأنها جمعت كل معاني القرآن الكريم، فهي أصل القرآن، مشيرًا إلى أن تسميتها بهذا الاسم تعود إلى أنها تقدمت القرآن وبدأته، مثلما يُقال عن الإمام إنه "يؤم" المصلين أي يتقدمهم، وهكذا الفاتحة في مقدمة كتاب الله.

وأوضح أن النبي محمد ﷺ علّمنا قراءة الفاتحة 17 مرة على الأقل يوميًا، من خلال الصلوات الخمس المفروضة التي تضم 17 ركعة، حيث تُقرأ الفاتحة في كل ركعة. وهي السورة الوحيدة التي تتكرر في الصلاة بهذا الشكل، إذ يمكن للمصلي التنويع في السور التي يقرأها بعد الفاتحة، لكنها وحدها الثابتة في كل ركعة.

واختتم قائلًا: "عندما نقرأ الفاتحة، ينبغي أن نستحضر أن الله سبحانه وتعالى يكلمنا بها، وأن نعيش معانيها بقلوبنا وعقولنا".

مقالات مشابهة

  • هل يجامل محمد سامي زوجته مي عمر علي حساب الآخرين.. هالة صدقي ترد
  • مصطفى بكري ناعيا الإعلامي صلاح الدالي: رحل المبدع الإنسان إلى جوار ربه
  • "إيجاد" يشارك في مبادرة "صناع الأفكار" ضمن ملتقى "معًا نتقدم"
  • نتانياهو: ترامب "أعظم صديق" لإسرائيل
  • هيئة الكتاب تصدر «الخيال عند ابن عربي» لـ سليمان العطار
  • هيئة الكتاب تصدر «الخيال عند ابن عربي» لـ سليمان العطار
  • الشيخ محمد صديق المنشاوي.. انطلق من المنشأة بسوهاج إلى المساجد العالمية
  • «التعليم العالي» تُعلن نتائج مسابقة «معًا» للأفلام القصيرة بمشاركة 205 عملاً طلابيًا
  • مصطفى حسني يوضح سبب تسمية سورة الفاتحة بـ أم الكتاب
  • هل تمتلك المجتمعات العربية دراما تقاوم الأفكار الغربية المغلوطة؟.. ناقد فني يُجيب