محمد نجيم (الرباط)

د. وفاء الشامسي، كاتبة وأكاديمية، ورائدة أدب الطفل واليافعين على مستوى سلطنة عُمان، حازت مؤخراً «جائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية» في دورتها الخامسة، وعن ذلك تقول لـ«الاتحاد»: هذا الفوز، كونه في مجال البحث، هو تتويج لاجتهادي وعملي البحثي في مجال أدب الطفل واليافعين، وهو دافع لاستمرارية العمل في هذا الحقل المهم، إذ إن التحليل والنقد وتناول الظواهر بالدراسة والتمحيص ينعكس إيجاباً على الناتج الأدبي خصوصاً والثقافي عموماً، فيعمل على تجويده وتأصيله، والخروج به عن دائرة التقليد والمحاكاة والمعالجات المتكلفة في بعض الأحيان، وتضيف «أن هذا الفوز يحمّلني مسؤولية كبيرة تجاه أدب الطفل واليافعين، ويدفعني لمزيد من العطاء واستمرارية الاشتغال خصوصاً على مختلف الإنتاج الأدبي في قطاع الطفولة».


عناصر القوة
وأشارت الشامسي، قائلة «قمت باختيار المسرحيات التي فازت في جائزة الشارقة للإبداع العربي في دورتها الـ 22، نظراً لأهمية هذه الجائزة، وأهمية الأعمال التي تحصد المراتب الأولى، خصوصاً الأعمال الموجّهة للأطفال، وقد جاء هذا البحث ليتناول سيمياء الشخصيات الموجودة في المسرحيات الأربع من خلال تحليلها، والوقوف على سماتها، بدراسة أنماط الشخصية المسرحية التي اعتمدت في تصنيفها إلى شخصية البطل، والشخصية النامية، والشخصية الثابتة، والشخصية الرمزية، وقد تنوّعت الشخصيات في ملامحها، إلا أنها لم تخرج من إطار الشخصيات المألوفة لدى الطفل في معجمه المعرفي، وإن كانت بعض هذه الشخصيات خيالية إلا أنها ما زالت ضمن معجم الطفل القارئ أو المشاهد للعروض، وهذا يعتبر من عناصر القوة في النصوص التي تناولها البحث».
مغامرة مفضوحة
وعن أدب وكتب الطفل ومسرحيات الطفل واليافع في الخليج العربي عموماً، تقول الشامسي: مسرح الطفل من المجالات التي تحتاج لعناية خاصة وكبيرة فنحن جميعاً نعلم أهمية المسرح كونه «أبو الفنون»، وبتركيز حديثنا على مسرح الطفل، فإنه ليس مكاناً مناسباً لمن يبحث عن مغامرة الكتابة، فالمغامرة هنا مفضوحة، وهذا من الخصائص التي يتسم بها المسرح، إذ إن الكاتب الحقيقي والمتمكن هو من يستطيع أن يقدم نصاً قوياً وعميقاً ومتماسكاً للطفل، لأن الأصل أنك تكتب عملاً يتم تحريكه على الخشبة، وهذا التحريك يتطلب مهارة وتقنيات على الكاتب أن يضعها في عين اعتباره حين يبدأ في معالجة أي فكرة موجهة للأطفال معالجة مسرحية حقيقية، فما يوجد في الساحة الثقافية الخليجية متنوع ومتميز، ولكن أدوات الكتابة الحقيقية والواعية قليلة نوعاً ما، وإن كانت هناك زيادة ملحوظة في مجال الكتابة والتأليف، فغالبية الموجود متشابه في الطرح، عدا بعض الأعمال التي يمكننا العثور عليها فوق رفوف دور النشر المتخصصة في مجال النشر للطفل واليافع. 
أفكار جديدة
تقول الشامسي: «نحن نحتاج إلى مصادر تواكب التطوير والتجديد، وتعزّز لدى الكاتب الصاعد مهارات الكتابة الإبداعية التي من خلالها يعالج الأفكار بطريقته هو لا بطريقة الآخرين، لذا نحتاج للدماء الجديدة، وللأفكار الجديدة في معالجة مختلف القضايا التي تهم الطفل، ومع ما لاحظته من اهتمام دول الخليج بأدب الطفل واليافعين، إلا أن الأمر ما زال في إطار المسابقات والجوائز ومعارض الكتب الدولية، وهذا ليس بالأمر السيئ، لكنه يبقى أقل من المأمول.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مسرح الطفل فی مجال

إقرأ أيضاً:

رحيل أنطوان كرباج.. أيقونة المسرح اللبناني بعد صراع مع الزهايمر

توفي الفنان اللبناني الكبير أنطوان كرباج عن عمر يناهز 90 عاماً، بعد معاناة طويلة مع مرض الزهايمر، الذي حال دون تفاعله مع محيطه في السنوات الأخيرة، تاركًا خلفه إرثاً فنياً غنياً في المسرح والتلفزيون والسينما.

البدايات.. موهبة مبكرة ومسيرة أكاديمية

وُلد أنطوان كرباج في بلدة زبوغة، عند سفح جبل صنين في لبنان، وسط عائلة لبنانية. تلقى تعليمه في المدرسة الرسمية ودرس التاريخ والجغرافيا في دار المعلمين، قبل أن يتخرج من الجامعة اليسوعية.

منذ طفولته، بدأ شغفه بالفن، فكان يؤلف ويؤدي الإسكتشات المسرحية في منزله مع جيرانه وأقاربه.


محطات فنية لامعة

انطلقت مسيرته الاحترافية في المسرح خلال أواخر الخمسينيات، حيث تألق في مسرح جامعة القديس يوسف، قبل أن يشارك في أول عمل مسرحي احترافي في المغرب من خلال مسرحية "أطلال وليل".

ثم واصل مسيرته مع المخرج منير أبو دبس حتى عام 1968، قبل أن ينضم إلى مسرح الرحابنة، حيث لمع نجمه كممثل بارع في المسرحيات الاستعراضية.
على صعيد السينما، شارك كرباج في أفلام بارزة مثل "غارو" (1965) و"سفر برلك" (1967)، بينما تأخر ظهوره التلفزيوني حتى عام 1974 من خلال مسلسل "البؤساء"، ليواصل بعدها مسيرة درامية حافلة.

في أواخر ستينيات القرن الماضي، انضم إلى مسرح "الرحابنة"، ولعب أدواراً رئيسية في العديد من المسرحيات الشهيرة تحت إدارة "الأخوين رحباني"، منها: "يعيش يعيش"، و"صح النوم"، و"جبال الصوان"، و"ناطورة المفاتيح"، و"المحطة"، و"بترا".

كما لعب أدوارًا رئيسية في العديد من المسلسلات اللبنانية والسورية، كـ"البؤساء"، و"البحث عن صلاح الدين"، و"عشتار"، و"الشحرورة".


حياة شخصية مستقرة

تزوج الراحل من الشاعرة والصحافية والرسامة لور غريب عام 1966، ورُزق بثلاثة أبناء: وليد، رولا، ومازن.

وداع مؤثر من نجوم الفن اللبناني

نعى العديد من الفنانين والإعلاميين اللبنانيين أنطوان كرباج بكلمات مؤثرة، مُشيدين بمسيرته الفنية العظيمة، معتبرين أن غياب الجسد لا يمحي الأعمال الجميلة التي طبعت في ذاكرة جمهوره ومحبيه، ومن أبرزهم نانسي عجرم، وباسم مغنية، ونزار فرنسيس، ونيشان، وغيرهم.




مقالات مشابهة

  • فعاليات للأطفال واليافعين على مسرح قصر الثقافة بحمص في الذكرى الـ 14 للثورة السورية
  • معرض توثيقي وفني في قلب حمص بذكرى انطلاقة الثورة السورية
  • مهاجرون يرفضون الإخلاء من مسرح في باريس.. والشرطة تتدخل
  • الاستثمار القومي ينظم حفل إفطاره السنوي بحضور عدد من الشخصيات العامة
  • مسلسل عايشة الدور الحلقة 3.. دنيا سمير غانم تقدم في مسرح الجامعة
  • أزمة الأهلي والزمالك.. هل تفتح الباب لمغامرة سعودية؟
  • رحيل أنطوان كرباج.. أيقونة المسرح اللبناني بعد صراع مع الزهايمر
  • إفطار رمضاني يجمع أبرز الشخصيات الاقتصادية في قصر المستشار أيمن حامد سليمان
  • “لمسة فن”.. بازار يدعم المنتجات الحرفية بالسويداء
  • “لمسة فن”… بازار يدعم المنتجات الحرفية بالسويداء