حفلات تعذيب سادية.. ماذا يجري للأسرى داخل سجون إسرائيل؟
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
#سواليف
تتفق روايات #الأسرى ممن أفرج عنهم أخيراً مع آخرين عايشوا بدايات الثورة الفلسطينية، بأن #سجون_الاحتلال الإسرائيلي تشهد أنواعًا من #التعذيب هي الأكثر فظاعة بشاعة وسادية، بشكل لا يتصوره عقل، لكن شهادات أسرى ما بعد السابع من أكتوبر تختلف تماماً عما عايشه الأسرى قبل بدء #حرب_الإبادة الإسرائيلية على #غزة.
يقول أحد أسرى غزة المفرج عنهم في سجون الاحتلال الإسرائيلي، إن نحو 30 جندياً تناوبوا على ضربه خلال وقت قصير من اعتقاله في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
كشف تقريرٌ للأمم المتحدة الإثنين عن اغتصاب جنود الاحتلال أسيرتين من غزة على الأقل وتعرض أخريات للتحرش. هذه الجرائم الجنسية وهذا الانتهاك الفظيع طال أسرى أيضاً، فالوضع في سجون الاحتلال منذ 7 أكتوبر عبارة عن جحيم مستمر من التعذيب.. pic.twitter.com/z2BymYFdZO
مقالات ذات صلة تنقلات بين كبار ضباط الأمن العام / أسماء 2024/08/11 — متراس – Metras (@MetrasWebsite) February 20, 2024ووثق المركز الفلسطيني للإعلام شهادة المحرر زين الدين، والذي اكتفى بالتعريف عن اسمه الأول، مبيناً أنه أمضى 25 يوماً في سجون الاحتلال دون أن يعرف المكان الذي احتجز فيه.
ويروي الشاب أنه تعرض لأنوع مختلفة من التعذيب والحرمان، كالشبح المستمر طوال أسبوع والضرب على مختلف أماكن جسدنا، والحرمان من قضاء الحاجة أو الحصول على الماء.
شهادات أسرى غزة ما بصدقها العقل
كل أساليب الاجرام الي ممكن الشخص يتخيلها ممارسينها عليهم
بشربوهم حبوب هلوسة وطالبين منهم "يعوو" غير الضرب اذا حدا طلب منهم يشرب وغير تعريتهم وكهربتهم وحرقهم واطفاء السجاير على اجسادهم وحتى بمشوهم على الزجاج
ضرب مبرح على كل مكان وبأعنف قوة. pic.twitter.com/oLdtvTrxKu
يقول: “طلب ذات مرة من أحد الجنود الماء. سألني الجندي عن حاجتي للماء حقاً، فأخبرته بأنني أشعر بالعطش، فطلب مني فتح فمي وبصق بداخله”.
خسر زين الدين 20 كجم من وزنه في السجن وبصحة متردية وبعظام مكسرة، مبيناً أن الأسرى يحرمون من تناول الطعام لفترات طويلة، “يعطوننا طيلة اليوم قطعة من الخبز، مع قطعة صغيرة من الجبن، بالكاد تكفي طفل صغير، إضافة لحرماننا من النوم ومن الاستحمام”.
ضرب وتعرية وشتم..
شهادات أسرى فلسطينيين يروونها وهم في حالة صدمة بسبب ما عاشوه من تفاصيل أيام عصيبة قضوها في قبضة الجيش الإسرائيلي الذي اعتقلهم من منازلهم في غزة..
الشهادات تأتي بعد أيام من نشر صور اعتقال جيش الاحتلال لفلسطينيين بالجملة وإجبارهم على خلع ملابسهم بشكل شبه كامل… pic.twitter.com/vypvedmOY0
ويصف الشاب الأيام التي قضاها في المعتقل بأنها “جنهم”، مشددا أن كل ما يمكن تخيله من أساليب #تعذيب تعرض لها رفقة الأسرى، من ضرب همجي وسب وشتم، وإجبار على ترديد مسبات للأمهات والأعراض، وتعمد بعض السجانين شتم ديننا والنبي محمد”.
ويلخص زين الدين شهادته عن سجون الاحتلال بأن “الداخل إليها مفقود، والخارج منها مولود، لهول ما يتعرض له الأسرى من بشاعات وانتهاكات وظلم كبير لا تطيقه الجبال”.
"تبولو عليهم وهددوهم بقتلهم برصاص مغموس بلحم الخنزير".. شهادات مروعة يرويها أسرى فلسطينيون لـTRT عربي عقب إفراج الاحتلال عنهم في غزة، ماذا قالوا؟ pic.twitter.com/iomqSMEZAH
— TRT عربي (@TRTArabi) February 9, 2024#حفلات_التعذيب
ووفق شهادات نشرتها هيئة شؤون الأسرى، فإن معظم أسرى قطاع غزة، تعرضوا للإغماء، عدة مرات خلال التعذيب، بينما بات شائعا في السجون ما يسمى بـ”حفلات التعذيب”، حيث يجمع سجانو الاحتلال الأسرى في ساحة معينة، ويمارس بحقهم تعذيبًا ساديا ووحشيا مروعًا.
ثلاثة من الأسرى زارتهم الهيئة ونقل عنهم محاميها شهادات مروعة، جاء فيها: “نتعرض لفاشية حقيقية، تعرية من الملابس، وضرب وتعذيب وتنكيل، وتقييد الأيدي والأرجل، وتعصيب العينين”.
"معصوب الأعين 24 ساعة، ومن 76 يوم من الاعتقال، اليوم تم فك الكلبشات"
"23 ساعة في مساحة 3 أمتار في ثلاثة"
شهادات صعبة من أسرى قطاع غزة، أفرج عنهم الاحتلال، اليوم، بظروف صحية ونفسية صعبة. pic.twitter.com/tAJkfHAe9M
ويضيف الأسرى الثلاثة أنهم حولوا إلى لفرائس لهذه الوحوش المسعورة، التي تتلذذ بجوعنا وعطشنا وصراخنا، ومرضنا، لدرجة أننا لسنا متخليين أننا على قيد الحياة.
وتتابع الهيئة سرد شهادة الأسرى: “رحلة الموت تبدأ من لحظة الاعتقال، مرورًا بالنقل في العربات والشاحنات العسكرية، وصولا إلى السجون التي تمنينا الموت قبل أن نصلها، لما رأيناه من حقد وجنون، من جنود في بدايات أعمارهم، ينكلون بنا، ويعذبونا بشكل لا يوصف”.
تغطية صحفية: شهادات أسرى من غزة نجوا من تعذيب الاحتلال. pic.twitter.com/CU7rcyZkSe
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) January 20, 2024ويضيف الأسرى الثلاثة: “منذ اعتقالنا، نقضي معظم وقتنا جالسين على أقدامنا، أو منبطحين على بطوننا، واستخدمت الكلاب في ترهيبنا، والاعتداء علينا، لا نبالغ إن قلنا أن معظم أسرى غزة فقدوا الوعي مرات عدة بفعل التعذيب الممنهج”.
تجويع وتعذيب وحشي
وتطابقت شهادات أسرى من غزة أفرجت عنهم سلطات الاحتلال قبل أيام، مع محررين آخرين أكدوا تعرضهم للتجويع وأنهم لم يشبعوا منذ 7 أكتوبر الماضي، “فما كان يقدم وجبات سيئة وبملاعق معدودة”.
توثيق | شهادات إضافية يرويها أسرى غزيون؛ تحقيق عن السنوار والأنفاق وتنكيل وإهانات#غزة #اسرى_فلسطين #تعذيب_تنكيل #السنوار #الأنفاق #السجون_الاسرائيلية pic.twitter.com/TeTGTAR62G
— موقع عرب 48 (@arab48website) July 3, 2024وأوضحوا أن الأسرى يحرمون من الماء لمدة 23 ساعة، وخلال ساعة واحدة عليهم قضاء كل احتياجاتهم من الماء شربًا ووضوء ونظافة.
ويشير الأسرى إلى استخدام جنود الاحتلال أساليب متعددة للشبح وبوضعيات مختلفة، ولساعات طويلة، أشدها قساوة أسلوب شبح “الموزة”، وتقييد أيدي الأسرى بأرجهم من الخلف وهم جالسون على الكراسي، وإجبارهم على الوقوف لفترات طويلة وقضاء حاجتهم وقت الشبح.
"ادعس على راسو زي ما دعس على راسي !"
لن تنتهي الحرب إلا بالنصر ، إسرائيل في ارهابها على غزة أنشأت جيش جديد اكثر قوة وفتكاً وعنفاً ووحشية وبلا رحمة ، في حرب الانتقام والتحرير .
إحدى مقاتليها مستقبلاً الطفل نمر ، والكثير الكثير مثل نمر . pic.twitter.com/WGgMvG2xGl
ووثقت تقارير حقوقية عديدة لمؤسسات نادي الأسير، وهيئة شؤون الأسرى، تعرض الأسرى لإهمال طبي كبير وحرمان من الرعاية الطبية تسبب بانتشار الأمراض الجلدية، وإطلاق الكلاب البوليسية الجائعة على الأسرى لنهشهم.
وبينت التقارير أن النتائج التعذيب الوحشي تسبب في استشهاد عشرات الأسرى، وبتر أعضاء وأطراف آخرين، وفقدان بعضهم الذاكرة، مشيرة إلى أن الأسرى الذي أفرج عنهم خرجوا بأجساد منهكة ونقصان مرعب في الوزن قد يصل 40 كيلو جرام في 6 أشهر.
شهادات أسرى من قطاع غزة أفرج عنهم الاحتلال صباح اليوم عند حاجز "كيسوفيم" العسكري شرقي دير البلح. pic.twitter.com/YGiFO5V5jr
— قدس فيد (@quds_feed) August 1, 2024“أهلا بكم في جنهم”
“أهلا بكم في جنهم”، هو عنوان تقرير موسع نشرته منظمة “بتسليم” الحقوقية الإسرائيلية، وهي الجملة التي استقبل بها أحد الجنود مجموعة من أسرى غزة، مؤكدة أن تحول السجون إلى شبكات للتعذيب الممنهج.
ويسرد التقرير بشكل مفصل أدوات التعذيب التي يستخدمها الاحتلال في سجونه، مثل: غاز الفلفل، وقنابل الصوت، الهراوات الخشبية والحديدية، ومسدسات صعق الكهرباء، الكلاب المتوحشة، والضرب، واللكم، والركل، والشبح، وتعصيب الأعين لساعات وأيام وأسابيع طويلة.
بعد انتشار أخبار الانتهاكات الجنسية التي يمارسها جنود الاحتلال التحقيق بحق الأسرى الفلسطينيين في معتقل "سيدي تيمان"..
هذه تفاصيل يرويها لنا المحامي الفلسطيني خالد محاجنة الذي كان أول من نقل شهادات الأسرى من هذا المعتقل بعد زيارته لهم. pic.twitter.com/4kPEKP7M3c
كما يشمل التعذيب تقييد الأيدي والأرجل على مدار الساعة ولأسابيع طويلة، وشدها بشكل يؤدي إلى تلف الأعضاء وبترها، وإجبار الأسرى على طأطأة الرأس في وضعية القرفصاء والنوم على البطون لفترات طويلة جدًا.
وأورد تقرير “بتسليم” أدوات أخرى للتعذيب، منها: الضرب الشديد بالهراوات، والأحذية العسكرية، وكوابل الكهرباء على مختلف أنحاء الجسد، وضرب الأسرى على المناطق الحساسة.
???? أسرى من قطاع غزة أفرج عنهم الاحتلال صباح اليوم يتحدثون عن ويلات وعذابات سجون الاحتلال
???? عاشوا ظروفا قاسية جدا
بحصل لهم أمور لا يعلم فيها إلا الله
يضربوهم على أماكن حساسة
✌️ لا حول ولا قوة إلا بالله ???? pic.twitter.com/Yx6gsCTijS
ووثقت المؤسسة الحقوقية تعرض أسرى لأساليب تعذيب مروع كسحب العضو الذكري والخصيتين، والضرب بالمطرقة على الظهر والخصيتين، إلى جانب الاعتداءات الجنسية بوضع عصي أو أدوات حادة داخل الدبر، أو حتى من الكلاب البوليسية.
وتفيد معطيات نادي الأسير الفلسطيني باستشهاد 23 أسيرًا من غزة عرفت هوياتهم تحت التعذيب في معسكر “سديه تيمان”، مؤكدة إخفاء الاحتلال هويات العشرات من معتقلي غزة الذين استشهدوا في سجونه ومعسكراته.
آثار التنكيل والتعـ،ـذيب على أسرى فلسطينيين من قطاع غزة أفرج عنهم الاحتلال يوم أمس. pic.twitter.com/MYh3tMr8ZY
— ق.ض ???? (@jalestinian) April 16, 2024في حين تؤكد تقارير حقوقية وإعلامية متطابقة، بأن الاحتلال قتل في سجونه بفعل التعذيب 60 فلسطينيًّا من قطاع غزة، فيما بدا سياسة انتقام واضحة بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر الماضي.
ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال 9900، يضاف إليهم أسرى من غزة اعترف بهم الاحتلال وصنفهم بـ”مقاتلين غير شرعيين”، وعددهم 1584، بالإضافة لعدد غير معلوم في المعسكرات التابعة للجيش.
تغطية صحفية: "يعانون ظروفاً مأساوية".. الأسير المفرج عنه من سجون الاحت.لال أحمد أبو عقل ينقل رسالة أسرى غزة الأطفال، والمعتقلين الأطباء من مجمع ناصر الطبي ويتحدث عن انتهاكات الاحت.لال بحق أسرى قطاع غزة. pic.twitter.com/Vv8LE7Zi3u
— القسطل الإخباري (@AlQastalps) April 16, 2024قوننة التعذيب
ووفق معطيات حقوقية نشرتها مؤسسة الضمير، أدخلت سلطات الاحتلال تعديلات على قانون “المقاتل غير الشرعي” الذي يحتجز أسرى غزة تحت مظلته.
وتؤكد المؤسسة أن هناك أساسا معقولا للادعاء بأن قوات الاحتلال تقوم بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بحق الأسرى من قطاع غزة، وبشراكة وتواطؤ من الحكومة والقضاة وسلطات إدارة السجون وقوات شرطة وجيش الاحتلال.
"أدخلوا خرطوم طفاية الحريق بمنطقة حساسة من جسد أسير وأفرغوها"..
محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين خالد محاجنة ينقل شهادات صادمة شملت وقائع اغتصاب وتجويع وقتل بحق أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال. pic.twitter.com/8nPh2WfQYC
واستناداً لقانون “المقاتلين غير الشرعيين” يخضع أسرى غزة مباشرة للجيش وليس لإدارة السجون، ويمنع أي تواصل معهم عن طريق الصليب الأحمر أو المحامين، ولا يصرح بأسمائهم أو ظروف احتجازهم.
ويتيح القانون المعدل اعتقال أي شخص دون عرضه على أي سلطة قانونية حتى 75 يومًا، من بداية الاعتقال، إضافة إلى عدم السماح بأي استشارة قانونية لفترة تصل إلى 6 أشهر.
"اليوم احنا صايمين، بنصوم يوم بعد يوم، لقلة الأكل بلكي قدرنا نوفر شوية أكل للأشبال"..
سيناريو مُتخيّل ليوم في حياة الأسرى خلال فترة من أقسى الفترات التي تمرّ عليهم، يستند في كل تفاصيله على شهادات حقيقية نقلها أسرى محررون.. pic.twitter.com/R2r8TkyhSj
كما أجرت سلطات الاحتلال عدة تعديلات على قانون “الاعتقالات 1996” والتي أتاحت تمديد التوقيف كل مرة مدة 45 يوما لأغراض التحقيق الذي قد يصل إلى فترة 6 أشهر، دون أدنى رقابة قضائية حقيقية خلال هذه الفترة على ممارسات التعذيب والمعاملة الحاطة من الكرامة.
واستناداً لهذه التعديلات تتبع إدارة السجون سياسة الحد الأدنى مع الأسرى الأمنيين، وذلك بتقليص الحيز المعيشي لهم، وحرمانهم الخروج من الغرف، والحرمان من التعرض للشمس، والحرمان من الملابس وتبديلها، والحرمان من قص أظافرهم ولحاهم، ومنعهم من الاستحمام.
#شاهد |غيض من فيض من الانتهاكات بحق الأسرى..
فيديو يرصد شهادات أسرى محررين من سجون الاحتلال حول الانتهاكات التي ارتكبت بحقهم.#فلسطين #طوفان_فلسطين #طوفان_الأقصى #اسرائيل_إرهابية #اسرائيل_كيان_قذر pic.twitter.com/mWr3Gk06YE
كما يتيح تعديل قانون أنظمة إدارة السجون لحالة الطوارئ الاعتقالية (قانون مؤقت/ السيوف الحديدية)، سحب كافة مقتنيات الأسرى، المنع من الصلاة، ومصادرة المصاحف، ومعاقبة الغرف التي يسمع فيها صوات الأذان، وسحب الأغطية والفراش، وكذلك اتباع سياسة القفل التي تتضمن إغلاق غرف السجن والعزلة التامة وإغلاق السجون أمام الزائرين من الأهل أو مندوبي منظمة الصليب الأحمر أو المحامين.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الأسرى سجون الاحتلال التعذيب حرب الإبادة غزة تعذيب غزة السنوار الأنفاق شاهد فلسطين طوفان الأقصى اسرائيل إرهابية أفرج عنهم الاحتلال فی سجون الاحتلال شهادات أسرى والحرمان من من قطاع غزة أسرى غزة pic twitter com غزة أفرج أسرى من تعذیب ا من غزة
إقرأ أيضاً:
هذا ما يجري في غرف إسرائيل المغلقة بشأن غزة وما يدور على الأرض
قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، صباح اليوم الخميس 21 نوفمبر 2024، إن الحديث عن تولّي شركة أميركيّة أمنيّة خاصّة، مهمة توزيع المساعدات على الفلسطينييّن الذين جوّعهم الاحتلال في قطاع غزة ، ليس بالجديد، غير أن ما يضفي على الموضوع أهميّة وجديّة هو إدراجه في مداولات الكابينت الإسرائيلي.
وأضافت الصحيفة، أن ذلك جاء بالتزامن مع اجتماعٍ عقده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، ووزير الجيش يسرائيل كاتس، ورئيس الأكان هرتسي هليفي، ووزير الماليّة بتسلئيل سموتريتش، في مقرّ "فرقة غزة" لبحث الموضوع نفسه.
إقرأ أيضاً: وزير الجيش الإسرائيلي يفرض عقوبات على "كيانات مرتبطة بحزب الله"
وتابعت الصحيفة "على أن إدخال شركة أمنيّة، بمعزل عن جنسيّتها، مسألة تشوبها بالفعل عراقيل قانونيّة، وفقاً لما كشفته بداية الأمر، صحيفة "إسرائيل اليوم"، والسبب في ذلك عائدٌ إلى الكيفيّة التي يعرّف بها القانون الدوليّ الاحتلال؛ إذ إن الشركة ستعمل فعليّاً، بالإنابة عن إسرائيل، المعرّف وجودها في غزة باعتباره قوّة احتلاليّة. وعلى هذا الأساس، يتركز النقاش في إسرائيل اليوم حول كيفيّة تخطي تلك العراقيل القانونيّة".
وتأتي هذه المناقشات في وقتٍ تخلط فيه إسرائيل الحقائق والوقائع على الأرض؛ فبعدما تأكد أن "خطة الجنرالات" المنفّذة في مناطق شمالي القطاع، وتحديداً في كل من جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، هدفها طرد السكان الفلسطينيين وتهجيرهم، بعد تجويعهم وتعطيشهم عن طريق الحصار الشديد، وقتل من لا "ينزح" منهم بالقصف المدفعي والجوي المكثّف، تدّعي إسرائيل، وفقاً لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أن عمليتها هناك هدفها "إخلاء المنطقة من المسلّحين".
إقرأ أيضاً: بالفيديو والصور: عشرات الشهداء والإصابات في مجازر إسرائيلية جديدة بغـزة وشمالها
وتؤكد الإذاعة نية إدخال شركة أمنيّة أميركيّة خاصّة تعمل بإشراف إسرائيلي، وتتولى توزيع المساعدات على السكان في الشمال، والذين بقي منهم بالفعل نحو مئات آلاف قليلة، بالمقارنة مع أكثر من مليون قبل اندلاع الحرب.
على أن ما تقدّم لا يحجب حقيقة أن إسرائيل تهدف من وراء الخطة، بالفعل، إلى تهجير أكبر قدرٍ من الفلسطينيين وإقامة المستوطنات على أراضيهم. إذ إن الشركة الأمنية المنويّ إدخالها ستنشئ ما يعرف بـ"الفقاعات الإنسانية"، وفقاً لنموذج سبق وأن طُبق في العراق إبان غزو الأخير واحتلاله.
إقرأ أيضاً: تفاصيل اتهام 3 فلسطينيين بالتخطيط لاغتيال بن غفير
وستقوم الشركة الأميركية بإنشاء مناطق مسوّرة محميّة بآلاف المرتزقة، ومزوّدة بقاعدة بيانات بيوميترية على أساسها تتحكم بدخول الفلسطينيين وخروجهم - سيكون عليهم أن يثبتوا عدم علاقتهم بتنظيمات المقاومة الفلسطينية -، ومنحهم الطعام والشراب. والحديث هنا يجري عن بشر جُوّعوا منذ أكثر من 400 يوم، وهم محاصرون أساساً منذ نحو 20 عاماً، وتتحكم إسرائيل اليوم بأجوائهم وبحرهم وبرهم.
وفي حال تمكّنت إسرائيل من إيجاد مخرج قانوني لهذه المسألة، وهو ما يبدو غير مستبعد مع اقتراب دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، وموقف الحزب الجمهوري المناهض لـ"محكمة العدل الدولية" في لاهاي، ودعوات قياداته إلى فرض عقوبات عليها، فإن إدخال الشركة وتطبيق الخطة سيجري كتجربة أولى بداية في حي العطاطرة، وجباليا. وفي هذه الحالة، فإن بقاء قوات الاحتلال في القطاع (أو في المنطقة المذكورة تحديداً) سيستمر على الأقل نحو ثلاثة أشهر، لكي تتمكن الشركة من تنظيم أمورها، والشروع في العمل الذي يستلزم التزوّد بالعتاد والمركبات المصفّحة والأسلحة، فضلاً عن إنشاء مقر لها على أراضي القطاع.
وبالعودة إلى مشاركة وزير الماليّة بتسلئيل سموتريتش، في الاجتماع الذي انعقد في مقر "فرقة غزة" لمناقشة الموضوع، فذلك يتصل عملياً بالتكلفة الماديّة لهذه الخطة.
وفي هذا السياق، تشير إذاعة الجيش إلى أنه من غير الواضح من سيتولى مسألة تمويل الشركة، والذي يكلّف وفقاً للتقديرات الإسرائيلية ما بين 50 - 60 مليون دولار، تضع إسرائيل عينها على الإمارات أو دول أخرى لتأمينها. أيضاً، أشيع أنه بموازاة فحص كيفية تخطي العراقيل القانونية، تبحث إسرائيل في إمكانية تجنيد مؤسسات ومنظمات دولية لتمويل هذه الشركة، بهدف إضفاء شرعية عليها، كونها ستعمل بالوكالة عن الاحتلال الذي سبق وأن حظر نشاط "منظمة غوث وتشغيل اللاجئين" ( الأونروا )، بواسطة قانون شرّعه في الكنيست .
وفي الوقت ذاته أوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن هذه الخطة كانت إحدى "خُطط الدُرج" الإسرائيلية، وأن إخراجها يأتي في ظل تعميق جيش الاحتلال سيطرته الميدانية في القطاع، عبر توسيع أربعة محاور، وإقامة "بؤر استيطانية عسكرية"، بما يخدم عملياً هدف فرض حكم عسكري على الفلسطينيين.
وما تقدّم، حظي بحصة في المداولات التي أجراها كاتس وقادة المنظومة الأمنية في الأيام الأخيرة، وهدفت إلى الدفع بهكذا حكم.
وتنقل الصحيفة عن مصادر ضالعة في النقاشات قولها إن "عدداً من الضباط في قيادة المنطقة الجنوبية يدفعون إلى تطبيق حكم عسكري في القطاع، ويناقشون ذلك مع المستوى السياسي".
وتعزّز هذا الدفع عملياً بعد إقالة نتنياهو لوزير الأمن السابق يوآف غالانت، الذي سبق وأن أعلن معارضته لفرض حكم عسكري، نظراً إلى تكلفته العالية. كما تعزّز على خلفية فوز ترامب الذي سبق أن شرّعت بلاده "سيادة" إسرائيل على الجولان، وكانت على بُعد خطوة من تشريعها في الضفة الغربية المحتلة أيضاً.
وطبقاً للمصادر ذاتها فإن القرار الذي اتخذته إسرائيل يقضي بعدم الانتظار إلى حين تنصيب ترامب، في 20 كانون الثاني/ يناير المقبل، وإنما البدء في تنفيذ الخطوات الفعلية لفرض الحكم العسكري، بحيث يكون ثمة أمر واقع مفروض في قطاع غزة، لدى تسلّم ترامب مهماته. على أن المحرّك المركزي لما تقدّم، يبقى استقرار الائتلاف الحاكم، الذي يؤيد قطاع عريض منه الحكم العسكري وعودة المستوطنات.
المصدر : وكالة سوا - صحيفة الأخبار اللبنانية