كيف يمكن إيقاف التمادي الإسرائيلي؟.. محللون يجيبون
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
في حين تؤكد حالة التمادي التي ذهبت إليها إسرائيل الاستهانة بكل الأعراف والقوانين في التعامل مع المدنيين بقطاع غزة، يواصل جيشها غاراته على مناطق القطاع، مخلفا المزيد من الشهداء والجرحى والدمار.
ووفق تصريحات أدلى بها مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة لقناة الجزيرة، فإن الجيش الإسرائيلي نفذ 155 غارة على مدارس القطاع، منذ بداية حربه، وقام بتدمير 112 مدرسة.
ومن ناحيته، أعلن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، أن إسرائيل تسببت خلال الأيام الماضية فقط، في تهجير أكثر من 75 ألف شخص، في جنوب غرب غزة وحده.
وكان أكثر من 100 فلسطيني من النازحين قد استشهدوا في مدرسة التابعين بحي الدرج بمدينة غزة، عندما استهدفتهم قوات الاحتلال بـ3 صواريخ أثناء أدائهم صلاة الفجر في المدرسة، مخلفة مشاهد مروعة.
وفي تفسيره للتمادي الإسرائيلي، قال لكس تاكنبرغ، أستاذ القانون الدولي الإنساني ومدير العمليات السابق لوكالة الأونروا، إن إسرائيل التي تأسست على حساب نكبة الفلسطينيين، قامت على مر العقود ببناء موقع لها يسمح لها أن تتصرف وكأنها طرف فوق القانون الدولي، ولذلك ارتكبت خروقات فاضحة للقانون الدولي من خلال عمليات الاحتلال والاستيطان.
ولفت إلى أن الحرب في غزة سلطت الضوء على سياسة الكيل بمكيالين التي تمارسها الدول الغربية، حيث سارعت في الحرب الأوكرانية الروسية إلى فرض المقاطعة والعقوبات على روسيا، ولكنها في حالة غزة دعمت -وخاصة نخبها السياسية- إسرائيل بكل الطرق، سياسيا وماليا ودعائيا.
وفي ذات السياق، قال الكاتب والباحث في الشؤون الدولية، حسام شاكر -في حديثه لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- إن حرب الإبادة التي يمارسها الاحتلال ضد الفلسطينيين في غزة يدعمها الحلف الغربي عسكريا وسياسيا، وما كان جيش الاحتلال ليشن الحرب الوحشية على غزة لولا الظهير الدولي الذي يستند إليه، والذي يوفر له المبررات للجرائم التي يرتكبها.
وفي تقدير الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، فإنه يوجد سببان لتمادي إسرائيل، أولهما أنها تجاوزت الخطوط الحمر في حربها على غزة دون عقاب دولي لها، وثانيهما أنها لا تملك أي أخلاق تستند إليها في تعاملها مع الفلسطينيين، على مستوى الدولة والمجتمع، والدليل أن مشاهد القتل في غزة وقصف المدارس ومخيمات اللجوء لا تثير أي نقاش داخلي. لافتا لوجود انهيار أخلاقي داخل إسرائيل.
رسالة غضب
وعن كيفية إيقاف التمادي الإسرائيلي في غزة، يعتقد الدكتور مصطفى أن الدول العربية المطبعة مع الاحتلال يمكنها أن تؤثر في مجريات الحرب، لأن إسرائيل تعتبر علاقاتها مع تلك الدول لها أهمية إستراتيجية، وبالتالي تريد الحفاظ عليها، وقال إن مصر بالنسبة لإسرائيل هي كنز إستراتيجي، وإنها تفاجأت من موقفها بشأن احتلال محور فيلادلفيا ومعبر رفح.
وتعول إسرائيل على علاقاتها مع الدول المطبعة في مسألة اليوم التالي للحرب، ويذكر الأكاديمي أن هناك جهات إسرائيلية تقول إن الدول العربية المطبعة معنية هي الأخرى بالقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وفي تقدير الكاتب والباحث في الشؤون الدولية شاكر، فإن المعادلة يمكن أن تتغير لو أرسل العالم العربي، على المستويين الرسمي والشعبي، رسالة غضب إلى العالم، تقول إنه لن يقبل باستمرار المذبحة في غزة، وحمَّل الأطراف الداعمة لإسرائيل المسؤولية عن تلك المذبحة، وأنه يمكن الإضرار بمصالحها في المنطقة.
أما أستاذ القانون الدولي الإنساني ومدير العمليات السابق لوكالة الأونروا، فأعرب عن تفاؤله بأن المعادلة بدأت تتغير في الدول الغربية نفسها، مشيرا لظهور أميركيين يعترضون على دعم بلادهم لإسرائيل، كما تحدث عن تغيير بعض الدول الأوروبية موقفها من الحرب خاصة بعد المجازر التي يرتكبها الاحتلال، بالإضافة إلى التحركات الجارية على مستوى المجتمع المدني المطالبة بإنهاء الحرب.
كما شدد على أهمية تحرك جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل، وتحركات المحكمة الجنائية الدولية، وقال إن هناك محامين كثُرًا يعملون على جمع الأدلة وتصنيفها من أجل تقديمها للعدالة بغرض محاسبة إسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی غزة
إقرأ أيضاً:
الحشيمي ردا على عطالله: عزل لبنان عن محيطه لا يمكن تغطيته بمنشورات ساخرة
رد النائب بلال الحشيمي على النائب جورج عطا الله، وقال في بيان: "يبدو أن بعض النواب لا يرون في أزمات لبنان المتفاقمة سوى فرصة للسخرية والهروب من الواقع بدلًا من تحمل المسؤولية. إذا كان همّ النائب جورج عطا الله هو تصفية الحسابات السياسية على حساب القضايا المصيرية، فنحن نذكره أن اللبنانيين لن ينسوا العهد القوي، الذي كان عهدًا مظلمًا بكل ما للكلمة من معنى، وهو الذي أوصل البلاد إلى جهنم باعتراف صاحبه عندما قال في كلمته الشهيرة: "إلى جهنم". الانهيار الاقتصادي، وتهجير اللبنانيين، وضياع أموال المودعين، والهيمنة على قرار الدولة وقطع العلاقات مع الدول العربية والدولية، وعزل لبنان عن محيطه، ليست أمورًا يمكن تغطيتها بمنشورات ساخرة أو تعليقات سطحية".
أضاف: "أما عن دور المرأة، فهو أكبر وأسمى من أن يكون مادة للتهكم، فهي عماد المجتمع وأساس التغيير، وليست وسيلة للتغطية على فشل السلطة في إدارة البلد. واليوم، في ظل عهد الرئيس جوزاف عون ودولة الرئيس القاضي نواف سلام، هناك محاولات جدية لإعادة لبنان إلى خارطة الاهتمام الدولي، وترميم العلاقات مع الدول العربية والدولية، وإخراج اللبنانيين من مستنقع الانهيار الذي خلفه العهد السابق".
وختم الحشيمي: "لكن يبدو أن البعض لا يزال يفضل الغرق في الماضي بدلًا من مواجهة الحقيقة والعمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه".