وفق خبراء ومراكز دراسات.. سيناريوهات المواجهة المرتقبة بين إيران وإسرائيل
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
في ظل ترقب الرد الإيراني المحتمل على إسرائيل عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، على الأراضي الإيرانية، والانتهاك السافر للسيادة الإيرانية واستفزاز وتحدٍ للرد الإيراني، لاسيما بعد تعهد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن أي هجوم على إسرائيل سيواجه بالرد من الولايات المتحدة، بالتزامن مع حشد عسكري لأصول ومعدات وأسلحة أمريكية بالشرق الأوسط.
تعهد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، برد مؤلم على عملية الاغتيال، وجاء مقتل هنية بعد قيام جيش الاحتلال بقتل أحد كبار قادة حزب الله في بيروت، فؤاد شكر، وتعهد الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، برد قاسٍ، على عمليات الاغتيال التي انتهجها العدو الصهيوني مؤخرًا ضد قادة في حزب الله، ومع توتر الوضع واستنفار أمني وعسكري على الجانبين، عدد مراكز أبحاث وخبراء سيناريوهات المواجهة المحتملة بين طهران وتل أبيب.
أكد مسؤول بوزارة الدفاع الإسرائيلية لشبكة: إيه بي سي نيوز، أن الجيش الإسرائيلي ينسق مع البنتاجون للاستعداد لـ «سلسلة من السيناريوهات» التي قد تشن فيها إيران أو حزب الله، هجومًا أو سلسلة من الهجمات ضد إسرائيل.
وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أنهم يستعدون لهجمات إيرانية غير مسبوقة بالصواريخ الباليستية والمسيرات وصواريخ كروز وفي هذه الحالة سترد إسرائيل على إيران بهجوم مباشر، حيث يتوقع المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون أن الهجوم الإيراني سيختلف عن الهجمات التي شنتها إيران بالمسيرات على إسرائيل في أبريل الماضي ردًّا على قصف سفارتها في سوريا، حيث أثبت هذا الهجوم عدم فعاليته.
وقال الجنرال الإسرائيلي السابق، يوسي كوبرواسر، الذي كان مسؤولاً عن قسم الأبحاث بفيلق الاستخبارات التابع لقوات الدفاع الإسرائيلية، لـشبكة: «إيه بى سى» إن «هذه المرة يجب عليهم أن يفعلوا شيئًا مختلفًا، شيء من شأنه أن يتسبب في ثمن أكثر إيلامًا»، مشيرًا إلى أن الرد المتأخر من إيران كان جزئيًا لأن الإيرانيين أرادوا «التأكد من نجاحهم».
ومع ذلك، أشار إلى أن إيران كان عليها أيضًا أن تفكر في رد إسرائيل المحتمل على أي هجوم، وإذا قررت إسرائيل الرد فإن ذلك قد يتسبب في أضرار مؤلمة للغاية، ويتعين على الإيرانيين أن يأخذوا هذا في الاعتبار.
وتحاول الولايات المتحدة الضغط على دول إقليمية للمشاركة في صد الهجمات المرتقبة على إسرائيل كما حدث في أبريل الماضي، عندما تم اعتراض صواريخ ومسيرات إيرانية باتجاه إسرائيل، غير أن واشنطن وجدت هذه المرة صعوبة شديدة لإقناع تلك الدول لصد الهجمات المرتقبة حسبما أكد دبلوماسيون أمريكيون لشبكة: إيه بي سي، وبالفعل، فقد أعلن الأردن أنه لن يسمح لأي جهة استخدام أراضيه لشن هجمات على أي طرف.
تهديد عسكريتعد القوات المسلحة الإيرانية من بين أكبر القوات في الشرق الأوسط، حيث يبلغ تعدادها ما لا يقل عن 580 ألف فرد في الخدمة الفعلية ونحو 200 ألف فرد احتياطي مدرب مقسمين بين الجيش التقليدي والحرس الثوري، وفقًا لتقييم سنوي أجراه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في عام 2023، يمتلك كل من الجيش والحرس الثوري قوات برية وجوية وبحرية منفصلة ونشطة، حيث يتولى الحرس الثوري مسؤولية أمن الحدود الإيرانية، وتنسق هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة بين الفروع وتضع الاستراتيجية العامة.
يدير الحرس الثوري فيلق القدس، وهي وحدة النخبة المسؤولة عن تسليح وتدريب ودعم شبكة الميليشيات بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط والمعروفة باسم «محور المقاومة»، وتشمل هذه الميليشيات حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والجماعات المسلحة في سوريا والعراق، وحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني في غزة، وفي حين لا يتم احتساب الميليشيات بالوكالة كجزء من القوات المسلحة الإيرانية، يقول المحللون إنها تعتبر قوة إقليمية متحالفة جاهزة للقتال ومسلحة بشكل كبير وموالية أيديولوجيًا ويمكن أن تأتي لمساعدة إيران إذا تعرضت للهجوم.
أسلحة إيرانيةعملت إيران لعقود من الزمن على تطوير الصواريخ الدقيقة وبعيدة المدى والطائرات بدون طيار والدفاعات الجوية، وأنشأت أسطولاً كبيرًا من الزوارق السريعة وبعض الغواصات الصغيرة القادرة على تعطيل حركة الشحن وإمدادات الطاقة العالمية التي تمر عبر الخليج العربي ومضيق هرمز، وحسب خبراء أمريكيون فإن طهران تمتلك واحدة من أكبر ترسانات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار في الشرق الأوسط. ويشمل ذلك صواريخ كروز والصواريخ المضادة للسفن، فضلاً عن الصواريخ الباليستية التي يصل مداها إلى 2000 كيلومتر.
تتمتع هذه الصواريخ بالقدرة والمدى اللازمين لضرب أي هدف في الشرق الأوسط، بما في ذلك إسرائيل، كما جمعت إيران في السنوات الأخيرة، مخزونًا كبيرًا من الطائرات بدون طيار بمدى يتراوح بين 2000 كيلومتر و2500 كيلومتر، قادرة على الطيران على ارتفاع منخفض للتهرب من الرادار، ولم تخف إيران هذه القدرات، فقد عرضت مخزونها من الطائرات بدون طيار والصواريخ خلال العروض العسكرية، ولديها طموحات لتصدير أعداد كبيرة من الطائرات بدون طيار، وتستخدم روسيا طائرات بدون طيار إيرانية الصنع في أوكرانيا، كما ظهرت في الصراع في السودان، يقول الخبراء إن قواعد ومرافق التخزين في البلاد منتشرة على نطاق واسع، مدفونة عميقًا تحت الأرض ومحصنة بدفاعات جوية، مما يجعل من الصعب تدميرها بضربات جوية.
قدرات حربيةتتمتع القوات الإسرائيلية بميزة تكنولوجية هائلة على القوات الإيرانية، وهذا يرجع جزئيًا إلى الدعم العسكري والمالي من الولايات المتحدة، التي سعت منذ فترة طويلة إلى ضمان تفوق إسرائيل كجزء من التزامها بأمن الدولة اليهودية، على سبيل المثال، إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لديها مقاتلات إف-35 وتعتبر أغلى نوع من الطائرات على الإطلاق، كما تمتلك تل أبيب أسلحة نووية، رغم أنها لم تعترف بها.
لكن العقوبات والعزلة السياسية أعاقت وصول إيران إلى التكنولوجيا العسكرية الأجنبية، مما دفعها إلى تطوير أسلحتها الخاصة، بما في ذلك الصواريخ والطائرات بدون طيار التي أطلقتها ضد إسرائيل في أبريل، وعلى الرغم من العيب التكنولوجي، يُعتقد أن الجيش الإيراني لديه مخزون كبير من الصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة والمركبات الجوية غير المأهولة الرخيصة، أو الطائرات بدون طيار، التي نشرها ضد إسرائيل في أبريل، وتشمل ترسانة إيران الدفاعية أيضًا أنظمة صواريخ أرض جو، مثل إس-300 الروسية، لمواجهة الطائرات والصواريخ المجنحة ونظام أرمان المضاد للصواريخ الباليستية المصنوع محليًا.
تتمتع كل من إسرائيل وإيران بقدرات الحرب السيبرانية، وحسب تقييم صادر عن وكالة الاستخبارات الدفاعية الأمريكية في أبريل الماضي، فإن إيران قادرة على القيام بـ «مجموعة من العمليات السيبرانية، تتراوح من العمليات المعلوماتية إلى الهجمات المدمرة ضد الشبكات الحكومية والتجارية في جميع أنحاء العالم»، ووفقًا لمجلس العلاقات الخارجية، تشمل الهجمات السيبرانية التي شنتها إيران اختراقًا سعى إلى شل أجهزة الكمبيوتر وتدفق المياه لمنطقتين إسرائيليتين.
المواقع النوويةيؤكد خبراء عسكريون أن الهجوم الجوي الإسرائيلي على البرنامج النووي الإيراني سيكون أحد الاحتمالات، وهو الهدف الذي سعت إليه إسرائيل منذ سنوات ولكن تحت ضغط من الولايات المتحدة تراجعت تل أبيب، غير أن استهداف المواقع النووية للجمهورية الإسلامية فى الوقت الحالي يمثل تحديًا كبيرًا لأنها أصبحت عديدة ومتفرقة فى جميع أنحاء البلاد، وتم نقل أهمها تحت الأرض في السنوات الأخيرة، وأكد مسؤول عسكرى كبير مسؤول عن حماية البرنامج النووي الإيراني لوسائل إعلام غربية أن البلاد سترد بالمثل إذا استهدفت إسرائيل البرنامج النووي الإيراني.
اقرأ أيضاًالقاهرة الإخبارية: شهيدين جراء قصف الاحتلال منزل في حي الشيخ رضوان بغزة
حماس تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية المجازر التي ترتكب في غزة
الأونروا: 75 ألف فلسطيني في جنوب غزة نزحوا خلال أيام
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل إسماعيل هنية إيران الرئيس الأمريكي جو بايدن حزب الله حزب الله اللبناني حسن نصر الله الصواریخ البالیستیة الطائرات بدون طیار الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط من الطائرات على إسرائیل حزب الله فی أبریل
إقرأ أيضاً:
إيران تفتح باب التفاوض لبيع طائرات شاهد بعد عرض أمريكي.. ما الذي نعرفه؟
قالت وكالة "مهر" الإيرانية، إنّ البعثة الدبلوماسية الإيرانية لدى الأمم المتحدة قد ردّت عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "إكس" على عرض المسيرة الإيرانية الصنع التي يُطلق عليها: "شاهد"، وذلك خلال اجتماع للحزب الجمهوري الأمريكي.
وأوضحت "مهر" بأن البعثة الدبلوماسية الإيرانية أكدت في منشورها، أن طائرة "شاهد" بدون طيار، هي واحدة من أفضل أنواع الطائرات بدون طيار في العالم. فيما أشارت البعثة الدبلوماسية، في الوقت نفسه، إلى أن: طائرة "شاهد" تتمتع بقدرات ممتازة في الكشف والمراقبة والتشغيل، كما أنها ذات سعر معقول للغاية.
وأضافت البعثة الدبلوماسية الإيرانية، أنه لا يوجد أي موانع قانونية من أجل بيعها، موضّحة أنّ: "أي دولة تتعهد بعدم استخدامها في العدوان على دولة أخرى، بإمكانها أن تتقدم بطلب لشرائها".
تجدر الإشارة إلى أنه خلال اجتماع للحزب الجمهوري الأمريكي، قد تم الكشف عن طائرة "شاهد 236" المسيرة الإيرانية، باعتبارها "طائرة بدون طيار قاتلة".
ما الذي نعرفه عن "شاهد"؟
كان الحرس الثوري الإيراني، قد كشف عن هذا النوع من الطائرات بدون طيار لأول مرة خلال عام 2020، جرّاء مناورة عسكرية. ليظهر اسم هذه الطائرات لأول مرة أثناء هجوم جماعة الحوثي على منشآت النفط التابعة لشركة "أرامكو" السعودية قبل أكثر من عام.
كذلك، تردّد اسم الطائرة بدون طيار "شاهد 136" خلال مرّات كثيرة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك في الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك، في الهجمات التي شنتها جماعة الحوثي في اليمن على السفن التجارية.
وفي عام 2011، من قبل مركز جهاد الاكتفاء الذاتي وأبحاث الصناعة التابع لقوات الحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع مراكز مثل شركة القدس لصناعات الفضاء، قد تم تصميم النسخة الأولى من هذه الطائرة التي توصف أيضا بكونها: "الانتحارية المسيرة"، فيما تم بناؤها في منشأة شهيد لصناعات الفضاء، المستقلة عن شركة تصنيع الطائرات الإيرانية.
إلى ذلك، اجتازت هذه الطائرات مرحلة الاختبارات بقلب قاعدة نصر الجوية في كاشان. كما يقال إنّ: مهمة الإنتاج الضخم لهذه الطائرات بدون طيار تقع على عاتق شركة صناعة الطائرات الإيرانية التابعة لوزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة في شاهين شهر، أصفهان.
وتستخدم طائرات الاستطلاع الخفيفة والانتحارية بدون طيار، محركات وانكل، بالإضافة إلى مكابس ذات اسطوانتين وأربعة أسطوانات من صنع شركات مثل ليمباخ الألمانية.
ومنذ عام 2011، ضغطت الحكومة الأمريكية على الدول الأوروبية بغرض منع بيع المحركات المستخدمة في الطائرات الإيرانية بدون طيار. وفي هذا الصدد، تم أيضًا اعتقال رجلي أعمال إيرانيين ومحاكمتهما في ألمانيا خلال عام 2014.
وفي عام 2021، وضعت الولايات المتحدة كلاً من شركة "أوج برواز ما دو نفر" وشركة "كيميا بارت سوان"، على قائمة العقوبات؛ وهما على التوالي أهم موردي المحركات وأنظمة الملاحة للقوى الثلاث للحرس الثوري الإيراني.
وأُضيفت كذلك شركة "قدس لصناعات الطيران" إلى نفس قائمة العقوبات، في كانون الثاني/ يناير 2023؛ وعندما تم الكشف عن استخدام روسيا لطائرة شاهد 136 بدون طيار في حرب أوكرانيا، بات من الواضح أن هذه الشركة قد لعبت دورا كبيرا في توفير هذا النوع من الطائرات بدون طيار لروسيا.
جرّاء ذلك، أعلنت أوكرانيا، أن الحكومة الإيرانية قامت بتسليم 1700 طائرة بدون طيار إلى روسيا، واستخدمت المئات منها لاستهداف البنية التحتية المدنية، بما في ذلك نظام الكهرباء والمناطق السكنية في البلاد.
وما أثار النقاش آنذاك، هو ما كشفت عنه شبكة "سي إن إن" بناء على تقييم المخابرات الأوكرانية أنه من بين 52 قطعة أجنبية استخدمت في الطائرة الانتحارية شاهد 136، 40 قطعة صنعتها 13 شركة أمريكية مختلفة و12 قطعة صنعتها شركات من سويسرا وكندا واليابان وتايوان والصين.
وفي صيف عام 2023، نُشرت صور لطائرة بدون طيار تم إسقاطها في أوكرانيا، وأظهرت أن بعض أجزائها أيرلندية. وفيما يتعلق بهذه القضية، أبرزت صحيفة The Times of Ireland أن الطائرة الإيرانية بدون طيار التي أسقطت في أوكرانيا كانت تحتوي على جزء مكتوب عليه "صنع في أيرلندا" ومن المحتمل أن تكون من إنتاج أحد فروع شركة تيلوتسون للشركة الأمريكية في أيرلندا.