نمذجة “القاتل الإمبريالي”.. من إنسانية الصورة إلى قذارة المشروع.
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
إبراهيم محمد الهمداني
اعتمدت ماكينة الإعلام الإمبريالي، وأبواقها النفاقية العميلة، على الكثير من أساليب التضليل والخداع والزيف والكذب، عند تقديم الغرب الاستعماري، “القاتل الإمبريالي” الهمجي المتوحش، إلى الشعوب العربية والإسلامية، في صورة غاية في المثالية والإنسانية، بوصفه صديقا مخلصا ودودا متواضعا، لم يستنكف – رغم علو مكانته – من مصادقة شعوب العالم الثالث، والعمل على انتشالها، من مستنقعات تخلفها، وإلحاقها بركب مشروعه الحضاري، دفعة واحدة، وإذا كانت الشعوب، قد سهلت مهمة الإعلام الإمبريالي، وتواطأت ضمنيا مع سياسة حكامها العملاء، في قبول خداع صورة “القاتل المثالي”، فلأنها كانت تبحث عن أنموذج حكم مؤسسي إنساني، لم تجده في أنظمتها الحاكمة، التي سعت – بدورها – إلى إثبات فشل النموذج الإسلامي والنموذج القومي، لتفتح أنظار الشعوب على اتساعها، نحو أنموذج الحكم الرأسمالي المادي النفعي، بما يخدم مصالح ومشروع القوى الاستعمارية، في صورة مقززة من الانبطاح والخضوع والعمالة، أوصلت الشعوب إلى اليأس المطلق، من احتمال صلاح أو زوال حكامها، وبالتالي عدم جدوى الحلم، بالتغيير نحو مستقبل مشرق، لذلك مارست التواطؤ الضمني عمدا، ضد نفسها، من أجل تسهيل عملية “خداع العقل الجمعي”، وتنفيذ مشاريع الهدم المجتمعي، خطوة بخطوة، بهدف تعجيل الوصول إلى النهاية، مهما كانت نتائجها كارثية، على وجود واستقرار الكيان البشري، وتداعياتها عالية الخطورة، بحجم التهديدات الكبرى، التي تلحق بنية المجتمع البشري، في أصل تكوينها، بعد زرعها بمعطيات المشروع الحداثي الغربي، بوصفه بوابة الوصول، إلى المستقبل الحضاري المنشود، عن طريق اجتراح ثقافة الرفض والاختلاف، وتعزيز السلوكيات الأنانية والتسلطية، وتعليب المصلحة الشخصية، والنظرة المادية النفعية، كمبدأ أساس في الحياة.
علاوة على إشاعة حالة من السخط الشعبي، وتحويله إلى إعصار مدمر، في جميع الاتجاهات، وشحن الوجدان العام، بمشاعر الاستعلاء والحقد والكراهية، ونزعة العداوات والانتقامات البينية، والميل نحو الإجرام والتوحش والبهيمية، وصولا إلى تشجيع حالات التمرد والعصيان، والمجاهرة بالكفر بالله سبحانه وتعالى، ونسف كل الثوابت والمبادئ والقيم والأخلاق، واعتناق مشروع “الحداثة الغربية” نهجا وعقيدة، في سبيل الوصول إلى المشروع الحضاري الخاص، وتحقيق حلم الخلاص، القادم من الغرب، الأمر الذي جعل معظم الشعوب، تتحول إلى فريسة سهلة بين أنياب النفعية الإمبريالية، والتسلط والطغيان الاستعماري.
لم ولن تكون الأنظمة الحاكمة، هي سبيل الخلاص المنتظر، وإنما التعويل على صحوة الشعوب، التي بدأت تتنامى يوما بعد يوم، لإسقاط هذا المشروع الإمبريالي التسلطي الهدام في عقر داره.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
عبد الرحمن المطيري يشيد بالإنجازات التي حققها لاعبو ولاعبات الكويت في الأولمبياد الخاص “تورينو 2025”
أشاد وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبد الرحمن المطيري مساء الأحد بالإنجازات الكبيرة التي حققتها لاعبو ولاعبات الكويت في دورة الألعاب العالمية الشتوية للأولمبياد الخاص التي اختتمت مساء السبت في مدينة تورينو الإيطالية بمشاركة أكثر من 1500 رياضي ورياضية من 100 دولة.
واكد الوزير المطيري ل(كونا) ان تميز “أزرق المعاقين” يأتي نتاجا للرعاية والاهتمام من صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد وسمو الشيخ أحمد العبد الله رئيس مجلس الوزراء، مثمنا عاليا هذه الرعاية السامية لأبنائهم الرياضيين.
وقال ان فوز منتخبنا ب4 ميداليات متنوعة والذي تجسد بتتويج اللاعبة هاجر الرشيدي بميداليتين واحدة ذهبية واخرى برونزية وإحراز عبد الله العلي لميدالية فضية ومثلها برونزية، يعد تعبيرا عن الهمة العالية والعزيمة القوية التي يتمتع بها أبطال الكويت من ذوي الاعاقة الذهنية.
ونوه أيضا بجهود اللاعبة مريم ذياب التي أحرزت نتائج متقدمة في منافساتها وكانت قريبة من التتويج، مهنئا اللاعبين والطاقمين الإداري والفني والوفد المرافق لهم على هذا الفوز الكبير والذي يبشر بتحقيقهم نتائج جيدة في الاستحقاقات الرياضية المقبلة.
واشار الوزير المطيري إلى أن الهيئة العامة للرياضة وتنفيذا لإستراتيجيتها التي تتضمن تقديم كل دعم للاعبين من ذوي الاعاقة ستواصل دعمها لرياضة المعاقين سواء الذهنية أو الحركية أو الصم أو المكفوفين لتحقيق المزيد من الانجازات لاسيما أن الأبطال المعاقين لهم تاريخ حافل ورفعوا اسم بلادهم في أهم الاستحقاقات الرياضية العالمية.