ورش عمل للعائلات في مهرجان مكتبة الإسكندرية.. «فاصل من اللحظات السعيدة»
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
بين أحضان الساحة الخارجية لمكتبة الإسكندرية، عاش آباء وأمهات لقُرابة 150 أسرة مصرية، 4 ساعات من المحبة والفرحة مع أطفالهم خلال فعالية «يوم العيلة» ضمن مهرجان الصيف الدولي فى نسخته الحادية والعشرين، بهدف تعزيز الروابط الأسرية من خلال الأنشطة الفنية والثقافية المتنوعة.
اليوم تضمَّن 12 ورشة عمل فنية قدَّمت تجارب فريدة للأطفال وذويهم، ما سمح لهم بالاستمتاع بتجربة إبداعية مشتركة، كان من بين الورش التي لاقت استحسان الحضور ورشة فن طي الورق «الأوريجامى»، حيث اجتمع الآباء والأبناء لتشكيل مجسمات ورقية متنوعة، فى حين جذبت ورشة «تشكيل الأسلاك» عشاق الحرف اليدوية الذين أبدعوا فى صُنع تصاميم مختلفة.
حرص مصطفى محمد، ولىّ أمر، على مشاركة طفلتيه ذلك اليوم رفقة والدتهما من أجل التقارب الأسرى: «بسبب الانشغال الكبير فى الحياة لما تيجى فرصة زى اليوم ده نتجمَّع فيه بتبقى فرصة ماتتعوضش لأنى كأب مهما أعمل لهم من فلوس أو أأمّن لهم حياة لو ماعشتش معاهم لحظات حلوة يبقى تربيتى لهم ناقصة كتير».
على طاولة مجاورة كانت ورشة الخزف، فقد تعاونت الأسر على تشكيل وتصميم قطع فنية من الطين، ما أتاح لهم فرصة لاستكشاف مهارات جديدة معاً، فوقف الأطفال يتعلمون ويصنعون، بينما جاورتهم الأمهات لتصويرهم وتوثيق لحظاتهم السعيدة.
لم تقتصر الفعالية على الأنشطة اليدوية فقط، بل شملت أيضاً ورش عمل موسيقية أضافت جواً من المرح والإيقاع فى ورشة الإيقاع، انطلقت الضحكات بين أفراد العائلة وهم يجربون العزف على الطبول وآلات الإيقاع المختلفة، ما عزَّز من شعورهم بالانسجام والتعاون.
فاطمة أحمد، ولىّ أمر، شاركت طفلتها العزف وتعلُّم أولى خطوات الإيقاع وسط سعادة كبرى، وتحكى لـ«الوطن» أنها عاشت طفولتها مجدداً فى هذا اليوم: «لعبنا موسيقى واتعلمنا حاجات جديدة ورسمنا على وشنا» وتصف شعورها: «مفيش أجمل من إن الأم تصاحب بنتها وتشاركها كل حاجة، وده اللى بيقوى العلاقة بينهم من صغرها ولحد ما تكبر».
كما كانت ورش العمل المسرحية محط اهتمام كبير، حيث شاركت الأسر فى حكى القصص المسرحية، ليجدوا أنفسهم فى تجربة تمثيلية ممتعة ومفيدة تعزز من مهارات التواصل بين أفراد الأسرة.
وصفت هبة مصطفى، ولىّ أمر مشاركة مع طفلها، التجربة بأنها رائعة، حيث أتيحت لها الفرصة لرؤية طفلها يبدع فى مجالات مختلفة، وشعرت بمدى تأثير هذه الأنشطة على تقوية علاقتها به.
وأكدت سلسبيل قاسم، رئيس قسم مدرسة الفنون بمكتبة الإسكندرية، لـ«الوطن»، أن نجاح اليوم جاء من خلال رصدها ردود فعل الأسر المشاركة الذين استطاعوا قضاء وقت ممتع ومفيد معاً فى ظل حياة يومية مزدحمة قد تفتقر أحياناً للتواصل الحقيقي، وأوضحت أن فعاليات مثل «يوم العيلة» هدفه توفير بيئة مثالية للتواصل، والتعاون، والتفاعل الإيجابي بين الآباء والأبناء.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مكتبة الإسكندرية مهرجان الصيف الدولي مهرجان مكتبة الإسكندرية مهرجان مكتبة الإسكندرية الدولي
إقرأ أيضاً:
الحياة ليست مجرد لحظات مثالية
في زمن أصبحت فيه التكنولوجيا جزءًا من كل تفاصيل حياتنا، أصبحت السوشال ميديا أحد الأبعاد الأساسية التي لا يمكننا الهروب منها. فهي ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل باتت منصة يشارك من خلالها الناس لحظاتهم الخاصة، يعبرون عن أنفسهم، ويتفاعلون مع العالم من حولهم. وعلى الرغم من فوائد هذه الوسائل في تقوية الروابط الاجتماعية، إلا أنها قد تتحول أحياناً إلى أداة تعزز من الصور المثالية فقط عن الحياة. يشارك العديد من الأشخاص على منصات مثل إنستغرام وفيسبوك واكس تويتر سابقاً ولينكدان لحظات الفرح، الإنجازات، والتجارب المثالية مثل السفر، المناسبات السعيدة، أو النجاحات الشخصية. ومع ذلك، فإن هذه المشاركات غالباً ما تكون بعيدة عن الواقع الكامل، إذ تقتصر على عرض جانب واحد من الحياة، متجاهلة جوانب أخرى مثل التحديات اليومية أو اللحظات الصعبة التي يمر بها الجميع.
الحقيقة أن الحياة ليست مجرد لحظات مثالية، بل هي مزيج معقد من النجاح والفشل، الفرح والحزن، والراحة والضغط النفسي. ورغم ذلك، فقد أصبح هناك ميل ثقافي إلى مشاركة اللحظات الجميلة فقط، وهو ما قد يسبب شعوراً بالضغط الاجتماعي لدى الكثيرين. الكثير من الأشخاص يبدأون في مقارنة حياتهم بتلك الصور المبهرة التي يرونها على السوشال ميديا، فيشعرون وكأن حياتهم لا تتواكب مع الصورة المثالية التي يتابعونها.
يعود هذا الاتجاه إلى عدة أسباب. فالكثير من الناس يخشون الحكم السلبي إذا شاركوا تجاربهم الصعبة أو خيباتهم، مما يجعلهم يفضلون إخفاء هذه الجوانب من حياتهم. كذلك، هناك ضغط غير معلن يظهر في ثقافة التنافس على السوشال ميديا، حيث يطمح الجميع للظهور بأفضل صورة، سواء من خلال التفاخر بالإنجازات أو تجميل الصور الشخصية. وأيضاً يشعر البعض أن التعبير عن الصعوبات أو الحزن قد يضعف صورتهم أمام الآخرين، فيفضلون إبقاء معاناتهم بعيداً عن الأعين.
ورغم هذه المظاهر، فإن هناك تحولات بدأت تظهر على بعض منصات السوشال ميديا، حيث بدأ بعض الأشخاص يتحدون هذه الثقافة من خلال مشاركة لحظاتهم الصادقة، سواء كانت لحظات حزينة أو تجارب فشل. هذا الاتجاه يساهم في خلق بيئة أكثر واقعية، يعبر فيها الناس عن أنفسهم بدون تصنع أو تجميل. ويمكن أن تكون هذه الممارسة مصدراً للراحة والدعم للأشخاص الذين قد يشعرون بالعزلة بسبب المقارنات الاجتماعية.
مشاركة اللحظات الواقعية أو المثالية على السوشال ميديا يمكن أن يكون لها تأثير بالغ على حياتنا الشخصية والاجتماعية، إذا تم التعامل معها بوعي. من ناحية، يمكن أن تساهم اللحظات الواقعية في تعزيز التواصل الإنساني، حيث يشعر الناس بأنهم ليسوا وحدهم في معاناتهم. كما يمكن أن توفر هذه المشاركات الدعم والمساندة، خصوصاً لأولئك الذين يمرون بتجارب مشابهة. من جهة أخرى، يمكن أن تلهم اللحظات المثالية الآخرين وتحفزهم على تحقيق أهدافهم الخاصة، ما يساهم في نشر التفاؤل والإيجابية.
لكن، على الرغم من هذه الفوائد، لا يخلو الأمر من التأثيرات السلبية المحتملة. إذا كانت المشاركات غير متوازنة، أو إذا تم التركيز فقط على الجوانب المثالية في الحياة، قد يؤدي ذلك إلى تعزيز مقاييس الجمال أو النجاح غير الواقعية. هذه المقارنات قد تخلق شعوراً بالضغط النفسي، حيث يشعر البعض أنهم لا يواكبون الصورة المثالية التي يرونها على السوشال ميديا، ما قد يساهم في زيادة مشاعر القلق والإحباط.
تظل السوشال ميديا مرآة لعالمنا المعاصر. هي أداة قد تكون مصدراً للإلهام والتحفيز أو قد تؤدي إلى شعور بالضغط والتوتر، حسب كيفية استخدامنا لها. بينما تجذبنا اللحظات المثالية وتحتفل بنجاحات الآخرين، فإن اللحظات الواقعية هي التي تجعلنا نعيش حياة أكثر صحة نفسية وواقعية. علينا أن نتذكر أن الحياة ليست دائماً كما تظهر على الشاشة. هي رحلة مليئة باللحظات الجميلة والمرة على حد سواء، ومن خلال تقبل كل جانب من جوانبها، يمكننا أن نعيش حياة أكثر توازناً وصدقاً.