خالد يوسف يصف تصريحات «أبو نمو» بأنها مخيبة لآمال السودانيين
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
التغيير: كمبالا
وصف القيادي بـ”تنسيقية تقدم” خالد عمر يوسف تصريح رئيس وفد المشاورات مع الجانب الأمريكي في مدينة جدة السعودية، محمد بشير أبو نمو، بأنها موقف مخيب لآمال الملايين من السودانيين ممن شردتهم هذه الحرب ودمرت حياتهم.
وقال خالد يوسف، على حسابه اليوم بـ”فيسبوك” إن التصريح جاء غريباً إذ أنه حمل “توصية” للقيادة أعلنها عبر الإعلام، وإن كان الأمر أمر توصية لا زالت قيد النقاش، فمكانها هو قاعات الاجتماعات الداخلية وليس الوسائط الإعلامية.
وأضاف إن من المرجح هو أن هذا الإعلان يأتي في سياق الضغط على قيادة القوات المسلحة بعدم الذهاب للتفاوض، وهو أمر تزامن مع حملة ينظمها عناصر النظام البائد عبر القنوات الاعلامية ومنابر المساجد تسير في ذات الاتجاه الداعي لاستمرار القتال ورفض الحلول السلمية التفاوضية.
وتابع: تتخذ أطراف في معسكر القوات المسلحة مواقف ضد الحل السلمي التفاوضي لأسباب عديدة ليس من بينها النظر لمعاناة الشعب السوداني التي تطاولت بسبب استمرار الحرب.
وأردف بالقول: تروج هذه الأطراف للحل العسكري للنزاع وهذا المسار لم يقدم للناس سوى الموت والدمار والتشرد، فهذا النزاع لا حل عسكري له، وهو أمر يتضح يوماً بعد يوم لكل ذو عقل وحس سليم.
وقال خالد يوسف إن الخيار الآن لدى قيادة القوات المسلحة، فلتنظر لملايين السودانيين الذين يتطلعون لمفاوضات جنيف كبارقة أمل تنهي معاناتهم، فليستمعوا لأصوات الجوعى والنازحين واللاجئين والمرضى والذين يريدون العودة لديارهم وعيش حياة طبيعية دون حرب أو دمار.
وأضاف: هذه الأصوات هي التي يجب الاستماع لها وليس ضجيج من يريدون اتخاذ هذه الحرب كوسيلة لتحقيق مكاسب سلطوية بائسة لا قيمة لها.
يذكر أن رئيس وفد السودان للاجتماعات التشاورية مع الأمريكان بجدة، محمد بشير أبو نمو، أعلن اليوم الأحد، انتهـاء المشـاورات مـن غيـر الاتفـاق علـى مشاركـة الوفـد السودانـي فـي مفاوضـات جنيـف.
وقال نمو في تغريدة له: بصفتـي، رئيسـاً للوفـد الحكومـي فـي الإجتماعـات التشاوريـة مـع الأمريكـان فـي مدينـة جـدة السعوديـة، إنتهـاء المشـاورات مـن غيـر الاتفـاق علـى مشاركـة الوفـد السودانـي فـي مفاوضـات جنيـف – كتوصيـة للقيـادة- سـواء كـان الوفـد ممثـلا للجيـش حسـب رغبتهـم أو ممثـلا للحكومـة حسـب قـرار الحكومـة مـن الآن وصاعـدا، والأمـر كذلـك متـروك فـي النهايـة لقـرار القيـادة بتقديراتهـا، وهنـاك بالتأكيـد تفاصيـل كثيـرة قادتنـا إلـى هـذا القـرار بإنهـاء الحـوار التشـاوري دون إتفـاق.
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
في يومٍ واحدٍ نصرٌ عزيز… وخذلانٌ مبين
في يومٍ واحدٍ نصرٌ عزيز… وخذلانٌ مبين.
-عادل عبد الرحمن عمر –
إحساسان يختلفان طعمًا ولونًا ورائحة، ومشاعر اجتمعت في يومٍ واحد.
مثل برقٍ ورعدٍ ومطرٍ وثلجٍ، كل الفصول اختُصرت في يومٍ واحد.
كان ذلك بالأمس، الجمعة 21 من مارس 2025م، الموافق 21 من رمضان 1446هـ، قبل أن يجف خطاب الهزيمة لقائد التمرد الميليشياوي (حميدتي)، الذي ألقاه قبل أيامٍ قليلة من دخول القصر الجمهوري عنوةً واقتدارًا، وببسالةٍ نادرة من القوات المسلحة والفصائل المساندة لها، ومن خلفهم الشعب كله بالدعوات بالنصر.
هذا الالتفاف المدهش، الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ السودان الحديث، قد أعزَّ به الله الشعب السوداني الذي ذاق مرارةً حامضةً من استكبار الميليشيا المتمردة، وتمثل ذلك في أوجه كثيرة:
القتل على الهوية، والاغتصاب، وحرق القرى عن بكرة أبيها، وإذلال الشيوخ والنساء، وسرقة ممتلكات الناس بغير وجه حق حتى أفقروهم تمامًا، فباتت بيوتهم خاوية على عروشها، غير ما سببته الحرب من نزوحٍ ولجوءٍ في بقاع العالم.
في أقل من عامين، انقلب حال أهل السودان من حالٍ إلى حالٍ آخر بفضل هذه الميليشيا الحاقدة، التي لم تستهدف الدولة السودانية فحسب، بل استهدفت غالب المواطنين، ولذا استحقت غضب الشعب ودعواته لها بالخيبة والهزيمة.
لم تُفِد الميليشيا كل ما هيّأت له من مراكز إعلامية متقدمة لتصبغ القوات المسلحة بفئة سياسية محددة؛ فقد أدرك الشعب مبتغى تلك المؤامرة التي تُحاك ضد قواته المسلحة، التي تمثل العمود الفقري للدولة السودانية، واكتشفنا الآن أنه لولاها لضاع السودان واحتلته المرتزقة وبقايا قبائل من شعوبٍ أخرى.
قصة معركة الكرامة، التي نعيش أحداثها الآن، هي قصةٌ من المفترض أن تُوثَّق توثيقًا تاريخيًا أمينًا بالصوت والصورة وبالأفلام الوثائقية؛ لترى الأجيال القادمة ماذا فعل الآباء والأجداد للحفاظ على الوطن الغالي في ظلِ هجمةٍ إقليميةٍ ودوليةٍ شرسة عليه.
ربما تولت دولةٌ كِبر المؤامرة، ولكن الخبث الأكبر كان وراء الصمت والضرب تحت الأحزمة؛ فقد تواطأت عددٌ من الدول القريبة والمجاورة للسودان، وعددٌ آخر من الدول الكبرى في العالم. ولكن بقدرة القوات المسلحة والشعب السوداني، وبعون الله من قبل ومن بعد، استطاع السودان الخروج منتصرًا، ومبتهجًا، وفرحًا بهذه النتيجة العادلة المشرفة: سقوطٌ وانهيارٌ كامل للميليشيا، وعلوُّ كعبٍ للقوات المسلحة وشعبها.
فقدنا عددًا واسعًا من الشهداء، وضاعت الممتلكات عبر سرقاتٍ ممنهجة من الميليشيا، وطُرد الناس عنوةً من بيوتهم بقوة السلاح، ولكن في ختام المطاف استعدنا كرامتنا كاملةً غير منقوصة، وذلك ببسالة جيشنا العظيم وقيادته الموحدة التي قادته باقتدار إلى هذا النصر المؤزر.
الآن، فليفرح الشعب بالانتصارات التي حققها جيشنا، والتي سيواصل فيها حتى خروج آخر متمردٍ من هذه الأرض الطاهرة، سواءً في الغد أو في أي بقعةٍ أخرى في السودان. وهذا بمثابة العيد الكبير لكل السودان.
التخلص من السرطان الذي انتشر في أجزاء واسعةٍ من البلد ليس سهلًا، ولكنه ممكن، وقد تحقق بفضل سواعد أبناء البلد، سواءً في قواته المسلحة أو القوات المساندة الأخرى.
هي تجربةٌ خطيرةٌ جدًا اجتازها أهل السودان بالصمود والتصدي، وبتر بعض أجزائه المعطوبة، والمتمثلة في تقدمٍ وصمودٍ ومضيٍّ إلى غايته لا يلوي عنقًا، ليلامس المجد من جديد
عادل عبد الرحمن عمر
إنضم لقناة النيلين على واتساب