خبير عسكري يفند مزاعم حول قنبلة أميركية استخدمت بمجزرة الفجر
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
فنّد الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي الأقاويل التي قللت من تأثير القنبلة التي استخدمها جيش الاحتلال في قصف مدرسة تؤوي نازحين بحي الدرج شرقي مدينة غزة، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني.
وأشار الفلاحي -خلال تحليله المشهد العسكري بغزة- إلى أن الأضرار التي تخلّفتها هذه القنبلة ليست محدودة، إذ إن رأسها الحربي مصمم للاختراق أولا ثم يحدث الانفجار والتدمير لاحقا.
وكانت شبكة "سي إن إن" الأميركية قد ذكرت أن إسرائيل استخدمت قنبلة أميركية الصنع في قصف مدرسة "التابعين" بحي الدرج، مشيرة إلى أنها من طراز "جي بي يو-39" (GBU-39)، التي تصنعها شركة بوينغ، كما أنها ذخيرة عالية الدقة "مصممة لمهاجمة أهداف مهمة إستراتيجيا، مع التسبب في أضرار جانبية منخفضة"، وفق زعمها.
وأضاف الفلاحي أن هناك الكثير من العوامل التي تساعد على أن تكون الخسائر جراء القصف بهذه القنبلة أكبر بكثير مما يتوقع، لافتا إلى أنها قنبلة دقيقة وتوجه بثلاث طرق، إما بالليزر وإما بالأشعة تحت الحمراء وإما بـ"جي بي إس".
ووفق الخبير العسكري، تستخدم هذه القنبلة بشكل متعمد ولا مجال فيها للخطأ، "لذلك ارتكب جيش الاحتلال مجزرة متعمدة لضرب المدرسة بذريعة وجود بعض قيادات الجهاد الإسلامي في المبنى".
وبشأن مواصفات القنبلة، قال الخبير الإستراتيجي إن وزنها يبلغ 250 رطلا ويقدر رأسها الحربي بـ93 كيلوغراما، في حين يصل طولها إلى 1.8 متر وعمق تفجيرها إلى 2.4 متر، مؤكدا أنها تستخدم لضرب التحصينات الخرسانية ومهاجمة الأهداف المهمة والمعقدة.
عمليات تل السلطان
وفي تحليله للتطورات الميدانية، قال الفلاحي إن عمليات فصائل المقاومة في حي تل السلطان غربي رفح (جنوبي قطاع غزة) مكررة لكنها نوعية، وذلك بعد مرور أكثر من 3 أشهر على العملية العسكرية الإسرائيلية هناك.
وأثنى على مواصلة المقاومة ضرب أهداف ثابتة للاحتلال بمنطقة سكنية، مشيرا إلى أن هذه العمليات تؤكد قدرة المقاومة على التنقل بمناطق تخضع لوجود قوات الاحتلال.
وأشاد أيضا بنجاح المقاومة الفلسطينية في توظيف الجغرافيا بطريقة أدت لحصول خسائر كبيرة في جيش الاحتلال، مؤكدا في هذا الصدد استمرار شبكة الأنفاق في فعاليتها.
وعن طول مدة العملية الإسرائيلية برفح، قال الخبير العسكري إن الاحتلال يحاول التسويق لمعلومات استخبارية مغلوطة تزعم حسم المعركة.
وجاء تعليق الفلاحي على عملية استهداف كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قوة إسرائيلية متحصنة داخل مبنى بتل السلطان، إضافة إلى عملية ثانية مشابهة تم الإعلان عنها خلال تحليله العسكري.
وعن سر استخدام الاحتلال الطيران المروحي لإخلاء القتلى والجرحى، قال الفلاحي إن الإخلاء بالجيش الإسرائيلي يمر بمراحل عدة بدءا من حملة النقالات وصولا إلى المستشفيات، لافتا إلى أنها عملية تحتاج وقتا طويلا.
وبناء على ذلك، يلجأ الاحتلال -وفق الفلاحي- إلى الإخلاء عبر الطيران المروحي خاصة أن الطرق الرئيسية غير آمنة وتراقبها المقاومة، منبها إلى أن بعض عمليات الإخلاء قد تتطلب وجود طائرتين أو ثلاث بسبب الخسائر الكبيرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: حزب الله يفرض معادلة عاصمة مقابل عاصمة وقدراته الردعية متماسكة
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء محمد الصمادي إن حزب الله حقق توازن "قصف المدن" مع الاحتلال الإسرائيلي، وأثبت قدرته على الردع الإستراتيجي من خلال استهداف العمق الإسرائيلي ردا على أي تصعيد ضد لبنان.
وأضاف -خلال فقرة التحليل العسكري للوضع الميداني في لبنان- أن الرد السريع لحزب الله على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكنيست حول المفاوضات، باستهداف مركز إستراتيجي في قلب تل أبيب بصاروخ نوعي، أرسى معادلة "عاصمة مقابل عاصمة"، مؤكدا أن استهداف بيروت سيقابله استهداف تل أبيب.
وفيما يتعلق بالمعارك البرية على الحدود اللبنانية، أوضح الخبير العسكري أن جيش الاحتلال يسعى للسيطرة على منطقة الخيام نظرا لموقعها الإستراتيجي، مشيرا إلى أن سيطرة المهاجم على مثل هذه المواقع يجعل المدافع غير قادر على خوض معركة دفاعية ناجحة.
وأوضح الصمادي أن العقيدة القتالية لجيش الاحتلال تعتمد على التقدم عبر محور رئيسي ومحاور ثانوية، لافتا إلى أن الاحتلال حقق خلال الأسابيع الماضية بعض التوغلات المحدودة لكنه تعرض لخسائر دفعته للتراجع بقواته المدرعة والآلية، مما جعله يلجأ لاستخدام المشاة الراجلة في منطقة الخيام بعد تنفيذ عمليات استطلاع مسلح.
تماسك حزب الله
وأكد أن حجم الاختراق الإسرائيلي في المنطقة يتراوح بين 5 إلى 6.5 كيلومترات، مشيرا إلى أن نتنياهو يفضل الحل العسكري والأمني على الحل الدبلوماسي، لكن الواقع الميداني يفرض اتجاهات الحركة التعبوية لمواجهة المقاومة.
وحول إستراتيجية حزب الله في المعارك، أوضح الصمادي أنها حرب غير متماثلة بين قوة نظامية مسنودة بالمدفعية والطيران، وقوات حزب الله التي تعتمد على الرشقات الصاروخية والمسيرات الانقضاضية والقتال بمجموعات صغيرة باستخدام الصواريخ المضادة للدبابات.
وفيما يتعلق بمحور علما الشعب وتلة البياض، أشار إلى أن تقدم قوات الاحتلال باتجاه منطقة علما الشعب إلى حامول والظهيرة قوبل بقتال عنيف، موضحا أن الاحتلال يسعى لقطع الطريق الساحلي والبحث عن منصات إطلاق الصواريخ.
ولفت إلى أن الطبيعة الجغرافية في هذه المنطقة تخدم قوات الاحتلال لكونها مفتوحة وتحوي أودية تساعد على الحركة التعبوية، مؤكدا في الوقت ذاته أن قدرات حزب الله ما زالت متماسكة ومؤثرة وقادرة على تحقيق الردع.
وفي قراءة للواقع الميداني أشار الصمادي إلى أن الساعات القادمة كفيلة بإظهار نتائج المواجهة بين الطرفين، في ظل تصاعد المعارك على مختلف المحاور وتبادل الضربات الإستراتيجية بين الجانبين.