الأسبوع:
2025-01-24@11:09:14 GMT

إسكندرية والمكتبة..

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

إسكندرية والمكتبة..

هى بحق عروس البحر المتوسط وتاج المدن المصرية على امتدادها شمالاً وجنوبًا، تمتزج فيها الثقافات والحضارات والمعاني والمعالم وحتى وجوه البشر، آسرة هى هذه المدينة التى تغني لها الشعراء، فلم تحظ مدينة أخرى بكل هذه المعاني والكلمات والألحان والشدو العذب من كبار المطربين من "شط إسكندرية يا شط الهوا" رائعة فيروز والأخوين رحباني، إلى "يا إسكندرية بحرك عجايب".

. بصوت الكينج محمد منير، إلى "عمار يا إسكندرية" بالصوت العذب لمحمد الحلو، وغيرها من الأغاني البديعة والكلمات المعبرة عن حالة العشق والإلهام التى استمدها المبدعون من معايشة التفاصيل فى المدينة الساحرة.

تتميز الإسكندرية بأن لها سحرًا خاصًّا يأخذك بمجرد أن تطأ قدماك أرضها، فى زيارتي الأخيرة إلى عاصمة الثغر أتيحت لى فرصة لزيارة لمكتبة الإسكندرية، هذا الصرح الذى تم افتتاحه، فى حفل عالمي فى 16 أكتوبر عام 2002، بمجرد دخولك إلى القاعة الرئيسية يأخذك جمال وروعة التصميم المعماري الذى نفذته إحدي الشركات النرويجية، بعد أن حصلت على المركز الأول فى المسابقة التى خصصت لاختيار أفضل تصميم، وحسبما ذكرت إحدى المشرفات على القاعة الرئيسية، فإن المكتبة يمكن أن تستوعب 5 ملايين كتاب ومواد أخرى مثل الخرائط والميكروفيلم، والمبني الرئيسي مكون من 11 طابقًا، وعندما تدخل من الباب إلى قاعة القراءة تجد نفسك تقريبًا فى منتصف المسافة بين هذه الطوابق، فهناك أربعة طوابق تحت سطح الأرض وتحت سطح البحر أيضًا، والملاحظ أن هناك سبعة طوابق بنفس اللون وجميعها مخصصة للقراءة والاطلاع، وهى أيضًا متاحة للجميع سواء باشتراك سنوي أو تذكرة دخول يومية، وهناك طابقان باللون الأبيض وهما مخصصان لورش العمل والندوات.

هناك أيضًا 60 عامودًا على شكل زهرة اللوتس وهى، كما تقول محدثتنا، تجسيد للحضارة المصرية القديمة، هناك أيضًا الفتحات فى الحائط الخارجي للمكتبة حيث نلاحظ تأثيرها عندما يتحدث الزائرون فى مكان متسع بدون صدى صوت، أما عن جدران الحوائط فهناك حائط بنوع من الجرانيت اسمه "زيمبابوي الأسود" وهو من أفخر الأنواع فى العالم وهو مفرغ من الداخل لامتصاص الصوت أيضًا، وفوقه حائط مصنوع من النحاس المؤكسد لأقصى درجة لمنع الصدى أيضًا، وحتى يحتفظ بلونه، وهو من الألوان المفضلة لدى القدماء المصريين، وكذلك يحتوى على فتحات صغيرة جدًّا تساعد على امتصاص الصوت والضوضاء.

فى القاعة الرئيسية مجسم للكعبة والمحمل الشريف بديع الألوان والتصميم وهو من إهداء اللورد ياشار حسن عباس حلمي فى عام 2021، تأخذك مكتبة الإسكندرية إلى عوالم من المعارف المختلفة على مر العصور، فمن متحف الآثار بقطعه النادرة إلى متحف المخطوطات بروعة مقتنياته وخاصة من المنمنمات إلى متحف الرئيس الرحل محمد أنور السادات الذى ضم الكثير من مقتنياته وحتى البدلة العسكرية التى كان يرتديها يوم اغتياله، إلى الجناح الخاص بمكتبة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل الذى تلمس أناقته المعتادة فى كل متعلقاته الشخصية ومكتبته.

مكتبة الإسكندرية لا تكفي السطور للحديث عن بهاء وروعة حضورها على شاطئ البحر.. يكفينا أن نقول إنها مفخرة نباهي بها.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

فى عيد الشرطة الـ73.. النقيب إسلام مشهور شهيد سطر ملحمة الواحات

فى 25 يناير من كل عام، تتجدد الذكريات، وتنبض القلوب بذكرى ملحمة الإسماعيلية التى سطر فيها رجال الشرطة أروع صور البطولة والتضحية، يومٌ وقف فيه الأبطال فى وجه الاحتلال الإنجليزى، صامدين كما الجبال، غير آبهين بالرصاص، متسلحين بعزيمة لا تلين وإيمان لا يتزعزع بوطنهم، كانت تلك المعركة علامة فارقة فى تاريخ مصر، شاهدة على أن كرامة هذا الشعب لا تُمَس.

فى زخم المعركة التى لا تهدأ للدفاع عن وطن عزيز، سطر النقيب إسلام مشهور اسمه بحروف من نور فى سجل الشهداء، ليكون رمزا للشجاعة والإيمان بقضية الوطن، ضابط العمليات الخاصة الذى استشهد فى ميدان الواحات، كان أكثر من مجرد اسم على قائمة الخريجين، كان روحا تتوق للبطولة، وعقلا يفكر فى الوطن قبل نفسه.

إسلام، الذى كان أحد خريجى دفعة 2012، وتحديدًا الرقم 13 فى تلك الدفعة، كان يتمنى الشهادة كما يكتب فى أحد منشوراته قبل استشهاده: "الشهادة دى مش لأى حد وخلاص، ربنا دايمًا بيختار من يستحقها"، وهذا ما حدث، اختاره الله ليكون أحد الأبطال الذين يذودون عن تراب هذا الوطن.

قال عنه أحد أصدقائه: "إسلام كان يقول لنا: 'إحنا ندوس على الخطر برجلينا ولا بنخاف'. كلماتٌ بسيطة، لكنها تعكس معدنه الحقيقى، الشجاعة التى لا تعرف الخوف، والروح التى لا تقبل المساومة على الشرف والوطن".

وفى اللحظة التى فقد فيها الوطن أحد أبرز أبنائه، لم يكن والد إسلام مجرد والد لشهيد، بل كان أبا لشعب بأسره، مؤكدًا: "هو مش ابنى بس، ده ابن مصر، وأنا فخور بيه"، كلمات الوالد تكشف عن فخر شعبى بأبنائه الشهداء، أولئك الذين أصبحوا نبض الوطن فى لحظات المحن.

إسلام مشهور، استشهد وهو يحمل فى قلبه حب الوطن، وفى عقله صورة الأبطال الذين لا يهابون الخطر. سيكون ذكراه محفورة فى الذاكرة الوطنية، تتردد صداها فى قلوب الأجيال القادمة.

اليوم، ونحن نحتفل بالذكرى الـ73 لعيد الشرطة، نتذكر أرواح الشهداء الذين ضحوا بحياتهم ليظل الوطن شامخًا، ليظل حرا من قيود المحتل، ليظل الشعب المصرى الذى قاوم وصمد ولم يركع، نحن فى عيد الشرطة، لا نحتفل فقط بإنجازات رجال الشرطة، بل نستذكر بتقدير واعتزاز كل روح طاهرة ارتوت بدماء الشرفاء فى معركة الكرامة.

رسالتنا إلى أرواح الشهداء، أنكم نبض فى قلب هذا الوطن، ودماؤكم الطاهرة هى منارة تنير لنا الطريق فى كل لحظة، أنتم الذين غادرتم، ولكنكم لم تتركوا فراغًا، بل زرعتم فينا القوة والإصرار على أن نواصل مسيرتكم بكل فخر.

نحن هنا اليوم، نعيش بفضل تضحياتكم، نرفع علم الوطن عاليًا بفضل حمايتكم، وسنبقى نعمل من أجل وطنكم الذى أحببتموه حتى آخر لحظة فى حياتكم.

كل شهيد فى معركة الإسماعيلية، وكل شهيد من رجال الشرطة الذين سقطوا فى ميادين الحق والعدل، أنتم الأبطال الذين أضأتم ظلمات الزمن بنور الوفاء والكرامة، كلما مر الزمان، ستظل ذكراكم حية فى قلوبنا، فنحن أمة لا تنسى أبطالها، وتظل أرواحكم حاضرة فينا، تذكرنا دائمًا بأن الوطن غالٍ وأنه يستحق أن نضحى من أجله.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • أزهار شهاب تكتب: 470 يوما غيّرتني.. وللحياة بقية يا غزة
  • "برنامج زيارة العائلة " بمكتبة الإسكندرية
  • الأقصر تعد متحفًا مفتوحًا.. توقيع بروتوكول بين مكتبة الإسكندرية ومكتبة مصر بالأقصر
  • فى عيد الشرطة الـ73.. النقيب إسلام مشهور شهيد سطر ملحمة الواحات
  • معارك الاستقرار إقليميًا وداخليًا
  • هدنة محفوفة بالمخاطر!
  • «إيلون ماسك».. من أغنى رجل في العالم إلى «صداع مزمن»
  • رسالة لمناوى وجبريل ما تسقط الفاشر سقطت برلين
  • دنيا سمير غانم عايشة الدور
  • شعوب العصافير الملونة «الأخيرة»