تقود مصر جهودًا مكثفة لإنقاذ ما تبقى من فلسطين المحتلة، وجاء البيان الثلاثي المشترك للرئيس عبد الفتاح السيسي، وجو بايدن وتميم بن حمد، كخطوة ربما تكون الأخيرة لإنقاذ المنطقة من حرب إقليمية شاملة يمكن أن تطال كل العرب، وإيران وربما تركيا.
وتمر المنطقة بأخطر أزماتها التاريخية، حيث يضع المجرم الدولي بنيامين نتنياهو يده على أقوى جيوش العالم أمريكا، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا، ويريد أن يدمر منطقتنا بجيوشهم، فهو احترف القتال بأسلحة الغرب وبجنوده، لأنه وجيشه لا يملكون شجاعة مقاومة أبطال غزة أو حتى نساء غزة، وهو اليوم أشبه بالكلب المسعور الذي ينهش عظام كل العرب بأسنان مسمومة ويحتمى بأسياده في واشنطن وعواصم الغرب.
وأمام هذه الأزمة الكبرى جاء البيان الثلاثي المشترك لمحاولة رفع يد نتنياهو عن الزنات ووقف أهدافه الرامية لتدمير كل العرب لأن الأسس الدينية التي ينطلق منها هذا المجرم وتابعيه في حكومته تقوم على منح جائزة كبرى لكل يهودي يقتل أو يغتصب عربي أو عربية فهو بطل يستحق التكريم في الدنيا والجنة في الآخرة وهذه العقيدة هي من تجعل الجيش الإسرائيلي يقوم بعمليات الإبادة الإجرامية على مدار الساعة في غزة لأكثر من 10 أشهر ويقتل ويغتال في كل عواصم العرب.
وهم يبالغون في خداع صناع القرار في القصور الملكية والجمهورية لحكام العرب، وقد نجحوا في ترويج أكذوبة أن هناك خلافًا بين نتنياهو الذي لا يريد وقف الحرب وصفقة تبادل الأسرى، وبين الأجهزة الأمنية الشباك، والموساد، والجيش الإسرائيلي، الذين يرغبون في عقد هذه الصفقة.
والواقع أن من يرتكب المجازر وعمليات الإبادة على مدار الساعة هو الجيش والأجهزة الأمنية، ومن يقوم بعمليات الاغتيال خارج فلسطين المحتلة هو الجيش والأجهزة الأمنية، ولكن لأنهم يستمتعون باستحمار العالم بزعم أن هناك خلافًا بين الطرفين.
وبالإضافة إلى كل ما سبق فإن أمريكا تعتبر نتنياهو بطلاً قوميًا وأوروبا تعتبر الدفاع عن إسرائيل أمرًا مقدسًا وهو ما يجعل من إمكانية الوصول إلى سلام ووقف الحرب في المنطقة شبه مستحيل لأن جميع النوايا انعقدت على تدمير المنطقة واستغلال ضعفها وغياب داعمين كبار مثل الصين وروسيا لها، إضافة إلى الانقسام الذي يضربها بين أثرياء وفقراء وبين عقلاء ومبصرين يرون الخطر المرعب القادم، وبين من أصابهم الله بالجهل والعمى فلا يرون شيئًا.
ويبقى أن التحرك المصري هو محاولة لمنح الجسد العربي قبلة الحياة كي يستفيق وينتفض واقفًا دفاعًا عن وجوده بالوعي والسياسة والمقاومة، وإن اقتضت الضرورة لاستخدام نفس أساليب الخداع التي أجادها العدو وحلفاؤه.
البيان الثلاثي إذن يمكن أن يتحول إلى قمة ثلاثية، ويمكن أن يجمع معه الاتحاد الأوروبي لفتح نافذة ولو صغيرة تمنحنا الأمل في الوقوف ضد هذا الطغيان الذي سبق له أمثلة كثيرة في التاريخ ونجحت أمتنا في تجاوزها والقضاء عليها، من التتار إلى المغول إلى المستعمر البريطاني والفرنسي وكل تلك المحاولات نجحنا في القضاء عليها.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
احمد هارون: عارفين الفرق بيننا وبين الملائكة؟ – فيديو
ما هو الفرق بيننا وبين الملائكة؟ ولماذا فضل ربنا سبحانه وتعالى الإنسان على الملائكة؟ يقول الدكتور أحمد هارون مستشار العلاج النفسي والزواجي والأُسري، إن الملاك لا توجد له نفس ليجاهدها، بينما نحن البشر نجاهد أنفسنا، وهذا يفهم عند الضعيف إنه ضعف، لكنه يفهم عند القوي إنها قدرة.
ويضيف رئيس المؤسسة العربية للعلوم النفسية: إن كل الناس تقدر تؤذي لكن لا أحد يستطيع أن يمنع نفسه من الأذى، وهي القدرة التي يحاكمنا بها ربنا سبحانه وتعالى.
شاهد الفيديو:
رصد وتحرير – “النيلين”
إنضم لقناة النيلين على واتساب