تقبع في شمال مصر مدينة ذات بحر فيروزيّ يبهر الناظر إليه بدرجات من اللون الأزرق يندر وجودها إلا هنا، في مرسى مطروح.
مطروح حيث الذكريات الصيفية النائمة في خزائن وجداني، مغامرة السفر عبر طريق يفتقد الخدمات في عصر ما قبل احتلال الساحل الشمالي (الكارتة) يجرها حمار هزيل تشعر بالأسف لحاله، سوق ليبيا القديم و(كلوب) الكيروسين برائحته المميزة، صخرة ليلى مراد بشاطئ الغرام، حمام كليوباترا، كهف روميل، ومنطقة عجيبة البكر بتكويناتها المنحوتة بيد الطبيعة.
لقد تغيرت المدينة كثيرا، فتوسعت وتم إنشاء كورنيش جديد، وإضافة شواطئ جديدة، لكن للأسف، صارت المدينة صاخبة وكأنها تنافس الإسكندرية في زحامها وضوضائها!! ظهر التاكسي والميكروباص، والمعارض الموسمية، والملاهي، والسيرك، والمحلات والمقاهي والمطاعم، وأقيمت الفنادق الفاخرة، وارتفعت أسعار الخدمات رغم سوء جودتها.
ونتج عن وجود الفنادق الكبرى واتباع سياسة البوفيه المفتوح Open buffet ظهور مشكلة السلوك الاستهلاكي المبالغ فيه، الذي يؤدي إلى إهدار كميات هائلة من الطعام يوميا، وهي مشكلة تعاني منها الفنادق في كل مكان، فالبعض لا يختار أصنافا معينة لتناولها وإنما يغترف من كل ما يجده أمامه وبكميات تكفي عائلة وليس فردًا!!
في هذا الصدد أقترح أن تتبنى الفنادق فكرة محاسبة النزيل على تكلفة الكميات الزائدة على حاجته والتي تركها في الأطباق، فمن حقه تناول ما يكفيه من الطعام بأي كمية لكن لا يحق له إهداره.
وللحديث بقية..
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
حشود النازحين عند تكية توزع الطعام بمخيم النصيرات
مراسل الجزيرة رصد لنا عمل إحدى التكيات الخيرية، تقدم الطعام للنازحين في مخيم النصيرات.
16/4/2025