خدعوك فقالوا

عزيزي طالب الثانوية العامة المقبل على مرحلة تنسيق الجامعة خدعوك فقالوا (كليات قمة). لا شيء اليوم بهذا المسمى، وإنما هو تراث قديم عفى عليه الزمن. القمة اليوم هي أن تدرس ما تحبه وما يحتاجه سوق العمل بغضِّ النظر عن اسم أو تصنيف تلك الكلية أو المعهد.لا شىء اليوم مثل سنوات مضت، فقد تغيَّر كل شىء ولم يعُد للقمة سوى معنى واحد هو أن تتميز في مجالك وتصنع لنفسك مكانًا يليق بك في بيئةِ عملٍ تعتمد في أغلبها على التكنولوچيا وريادة الأعمال ولا تمنح أسرارها للنمطيين المكررين، ولكن فقط لمَن يجيدون قراءة مشهد الحياة على هذه الأرض بعقلانية.

عزيزي الطالب.. لا تستمع لهؤلاء الذين يعيشون بعقلية الماضي، فهذا زمان مختلف يحترم مَن يقدم الجديد ومَن يمتلك أدوات هذا العصر. مهن كثيرة كانت رائجةً في الماضي قد اندثرتِ اليوم ولم يَعُد لها مكان في زمن التكنولوچيا، فلماذا ندرس علومًا لا عمل لها ولا مكان في سوق العمل؟!! العبرة هي اكتساب مهارات تؤهلك لأن تكون مطلوبًا وليس فقط لأن تحمل شهادة بلا قيمة أو ثمن. دعوة لجميع أولياء أمور طلابنا المجتهدين الذين نجحوا هذا العام في شهادة الثانوية العامة: اتركوهم يختارون ما يناسب عقولَهم واهتماماتهم وما يرونه صالحًا لبيئة وسوق العمل حتى لا نُخرج للمجتمع صفوفًا من العاطلين الجدد، وإنما نُخرج جيوشًا من المبدعين القادرين على بناء أنفسهم ورفعة شأن وطنهم. مبروك لكل ناجح، ولتحسنوا الاختيار، فهذا زمانكم أنتم غير زماننا الذي عشناه.

المصدر: الأسبوع