ضريبة الإكرامية.. ترامب وهاريس يعيدان السجال الحاد
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
يثير الاقتراح الجديد لكل من للمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة، دونالد ترامب، ومرشحة الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، بإلغاء الضرائب على الإكراميات تساؤلات بشأن أهمية هذه القضية بالنسبة للعاملين بالولايات المتحدة، ومدى تأثيرها عليهم.
وقالت مرشحة الحزب الديمقراطي أمام تجمع انتخابي في لاس فيغاس، الجمعة، إنها تدعم إلغاء الضرائب على الإكراميات، وهو الموقف الذي أعلنه ترامب في يونيو الماضي، مما دعاه إلى اتهام منافسته بسرقة الفكرة منه، وكتب في منصته للتواصل الاجتماعي "تروث": "كامالا هاريس قامت للتو بنسخ سياستي الخاصة بعدم فرض ضرائب على الإكراميات، الفرق أنها لن تفعل ذلك، إنها تدلي بهذا الحديث فقط لأغراض سياسية".
وبموجب القانون الحالي، تُعامل الإكراميات باعتبارها دخلا عاديا يخضع لضرائب الدخل، وفقا للجنة الميزانية الفيدرالية.
وأي تغيير يطال ضرائب الإكراميات من شأنه أن يؤثر على الملايين الذين يعتمدون عليها. وتقدر هيئة إحصاءات العمل الأميركية أن هناك 2.24 مليون نادل في جميع أنحاء البلاد، تشكل الإكراميات نسبة كبيرة من دخلهم.
وأعلن ترامب عن خطته لإعفاء الإكراميات من الضرائب خلال تجمع حاشد في التاسع من يونيو في ولاية نيفادا، وهي ساحة معركة رئيسية في الانتخابات. وخلال جولته، طلب ترامب من أتباعه أن يكتبوا على فواتير المطاعم "صوتوا لترامب لأنه لا توجد ضريبة على الإكراميات".
واعتبر السيناتور الجمهوري من ويسكونسون، رون جونسون، أنها "فكرة ذكية للغاية. لأن الرجال والنساء الذين يعتمدون على الإكراميات في كسب دخلهم، يعملون بجد. هذا إصلاح ضريبي جيد للغاية ومستهدف".
وقدم أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون، بما في ذلك البارزان، تيد كروز من تكساس، وريك سكوت من فلوريدا، مشروع قانون لإعفاء الإكراميات من ضريبة الدخل الفيدرالية.
وكتب كروز في مشروع القرار: "يعتمد العمال الأميركيون في عشرات الصناعات على الأجور التي يتم إعطاؤها لهم لإعالة أنفسهم. واليوم، أقدم تشريعا لصالح العمال، وهو قانون عدم فرض ضرائب على الإكراميات، لضمان حصولهم على كل هذه الإكراميات. هذا التشريع مشروع قانون لصالح العمال من شأنه أن يساعد الأسر على التعامل مع التضخم التاريخي الناجم عن إدارة بايدن".
ومن المتوقع أن يناقش الكونغرس هذا المقترح أثناء النظر في "قانون تخفيضات الضرائب والوظائف" العام المقبل.
وقال النائب الجمهوري فيرن بوكانان، وعضو كبير في لجنة الوسائل والطرق في مجلس النواب، إن المشرعين سينظرون في التكلفة الإجمالية لمقترح الإكراميات، وكيفية تدبيره.
ورغم أنه سيفيد العاملين في قطاع الخدمات، أعرب بعض المشرعين عن تشككهم في الفكرة مع مخاوف زيادة الدين.
وبالنسبة للعمال، فإن الإعفاء يعني المزيد من الأجر الصافي، لكن بالنسبة للحكومة الفيدرالية، فقد يعني ذلك عجزا أكبر في الميزانية.
وقدرت دراسة للجنة الميزانية أن إلغاء ضرائب الإكراميات من ضرائب الدخل الفيدرالية وضرائب الرواتب من شأنه أن يقلل الإيرادات بمقدار 150 إلى 250 مليار دولار بين السنة المالية 2026 والسنة المالية 2035.
وقال سارو جايارامان، رئيس مجموعة المناصرة One Fair Wage، إن الاقتراح "قد يبدو مفيدا"، لكنه يصرف الانتباه عن "المشكلة الأساسية المتمثلة في الأجور المنخفضة".
وانتقدت هيئة التحرير في صحيفة "وول ستريت جورنا"ل الاقتراح، وقالت إنه سوف يؤدي إلى زيادات ضريبية أخرى، وأشارت إلى أن العمال المتضررين "يحتاجون إلى زيادة الدخول وفرص عمل أفضل".
وتشير أسوشيتد برس إلى أن الغاء الضرائب على الإكراميات قد يؤدي إلى نتائج عكسية فقد يقلل العملاء إكرامياتهم، وقد تقل الجهود المبذولة في بعض الولايات لزيادة الحد الأدنى للأجور.
وفي عام 2022، تبنت غالبية كبرى من المقترعين في العاصمة واشنطن، وهي معقل للديمقراطيين، مشروع قرار لصالح حصول الموظفين (الذين يعملون للحصول على إكرامية) لكسب الحد الأدنى للأجور البالغ 16.10 دولار في الساعة، بحلول عام 2027.
وهؤلاء الموظفون الذين يعملون بشكل أساسي في صناعة الخدمات الغذائية كانوا يحصلون على الحد الأدنى، البالغ 5.35 دولار في الساعة.
ووافق ناخبو نبراسكا على مبادرة مماثلة من أجل رفع الحد الأدنى للأجور في الولاية، من 9 دولارات إلى 15 دولار بحلول 2026.
ويقول منتقدون لفكرة إلغاء الضرائب على الإكراميات إن مشروع القانون المقترح في مجلس الشيوخ يستبعد أكثر من 95 في المئة من العمال ذوي الأجور المنخفضة والمتوسطة الذين لا يعملون في مهن يحصلون من خلالها على إكراميات.
وفي كثير من الحالات، ستكون التخفيضات الضريبية التي سيوفرها للعمال ذوي الأجور المنخفضة والمتوسطة الذين يحصلون على إكراميات، صغيرة أو غير مؤثرة.
وقضية الأجور من القضايا التي تشهد سجالا حادا بين الديمقراطيين والجمهوريين.
وفي حين يفترض ترامب أن خفض الضرائب من شأنه أن يساعد العمال، يؤيد الديمقراطيون عموما الجهود الرامية إلى زيادة الأجور.
وبعد تعليقاتها في تجمع لاس فيغاس، أوضح مسؤول في حملة هاريس أن سعيها إلى إلغاء الضرائب على الإكراميات يتطلب تشريعا، وهو ما ستعمل عليه لو انتخبت رئيسة.
وعندما سُئلت في يونيو عن اقتراح ترامب، أشارت لايل برينارد، مستشارة بايدن البارزة في البيت الأبيض، إلى أنه "ناضل من أجل حلول حقيقية تعالج بالفعل الحاجة المشروعة للعمال للأجور العادلة"، وهو يقترح زيادة الحد الأدنى للأجور.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الحد الأدنى للأجور من شأنه أن
إقرأ أيضاً:
لهذه الأسباب سيكتشف ترامب مدى حاجته إلى المكسيك
بعد الكثير من التردد، أعلنت إدارة الرئيس دونالد ترامب عن موعد فرض التعريفات الجمركية بنسبة 25% على معظم السلع القادمة إلى الولايات المتحدة من المكسيك وكندا.
وقد تم تحديد الرابع من فبراير/ شباط ليكون "يوم التعريفات"، وهو اليوم الذي تدخل فيه بعض الإجراءات الانتقامية من جيرانها حيز التنفيذ أيضًا.
الآن، يستعد الأميركيون لموجة ارتفاع الأسعار المتوقعة على السلع المستوردة. وحتى الآن، ركزت وسائل الإعلام الأميركية بشكل أساسي على أمثلة خفيفة، مثل التكيلا والأفوكادو والبيرة، مما قد يؤدي إلى التقليل من التأثيرات الحقيقية لهذه التعريفات. ومع ذلك، فإن الأسر الأميركية ستشعر بتأثير هذه القرارات بشدة، ليس فقط في مشروباتها الكحولية والبقالة، ولكن في جوانب اقتصادية أوسع بكثير.
ضربة للتجارة المتكاملة في أميركا الشماليةفي الحقيقة، فرض تعريفات جمركية في منطقة تعتمد على تكامل تجاري عميق هو وصفة لكارثة اقتصادية. لنأخذ مثالًا على العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والمكسيك. فالمكسيك هي أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة، حيث تمر سلع بقيمة تتجاوز 1.2 مليون دولار عبر الحدود المشتركة كل دقيقة.
ومع ذلك، يتم التقليل من أهمية المكسيك اقتصاديًا باستمرار؛ بسبب تصويرها في الإعلام الأميركي كدولة فقيرة وفاشلة تعاني من انتشار تجارة المخدرات. وهذا التصوير بالضبط هو ما احتاجه ترامب لتبرير استخدام صلاحيات الطوارئ لفرض هذه التعريفات.
إعلان ترامب يخطئ بشأن المكسيكيخطئ الرئيس الأميركي عندما يقول إن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى المكسيك. ففي الواقع، عبر فرض هذه التعريفات، فإنه لن يتسبب فقط في التضخم، حيث سيدفع الأميركيون أكثر مقابل السلع التي لا تنتجها بلادهم، ولكنه أيضًا سيقوض الصناعات نفسها التي يسعى إلى حمايتها. كما أن أي تدابير انتقامية قد تتخذها الحكومة المكسيكية ستجعل الوضع أسوأ بالنسبة للمستهلكين والصناعات الأميركية.
حتى المنتجات التي تم تسليط الضوء عليها في وسائل الإعلام الأميركية، مثل البيرة، توضح مدى خطورة هذا القرار. فالمكسيك تُعَدّ من أكبر منتجي ومصدري البيرة، لكنها تعتمد على شراء 75% من صادرات الشعير الأميركي للحفاظ على هذه الصناعة. وأي تراجع في إنتاج البيرة المكسيكية بسبب انخفاض الطلب الأميركي سيؤدي بلا شك إلى الإضرار بمزارعي الشعير الأميركيين. وينطبق الأمر نفسه على آلاف المنتجات الأخرى التي تعتمد على التوريد عبر الحدود.
الانعكاسات على صناعة السيارات الأميركيةقد يجادل مؤيدو ترامب قائلين: "تحملوا الوضع واشتروا المنتجات الأميركية، وسلاسل التوريد ستتعافى". ولكن هذا ليس بهذه السهولة. حتى لو كان من الممكن نقل جميع خطوط الإنتاج إلى الولايات المتحدة، فإن الأميركيين سيواجهون وضعًا كارثيًا.
خذ على سبيل المثال صناعة السيارات في أميركا الشمالية. فهي تعتمد على تكامل واسع بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، وفق اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA)، حيث تنتقل المركبات ذهابًا وإيابًا بين الدول الثلاث في كل مرحلة من مراحل الإنتاج، مما يضيف قيمة تدريجية لكل سيارة أو شاحنة. وفقًا لمنطق ترامب، ستجبر التعريفات شركات السيارات على إعادة الإنتاج بالكامل إلى الولايات المتحدة، مما يبقي جميع الفوائد داخل البلاد.
لكن هذا لن يحدث، والسبب في ذلك أنه في هذه الصناعة، توجد الوظائف الماهرة ولكن منخفضة الأجر في المكسيك، لأنها يصعب أتمتتها. لا يوجد عامل ماهر في الولايات المتحدة أو كندا سيقبل بأجور العاملين المكسيكيين، ومع ذلك، فإنهم يضيفون أجزاء حيوية في كل مرحلة من مراحل الإنتاج. النتيجة النهائية هي سيارة ميسورة التكلفة توفر أيضًا وظائف ذات أجور جيدة داخل الولايات المتحدة.
إعلانبفضل هذا النظام، أصبحت الولايات المتحدة خامس أكبر مصدر للسيارات في العالم، بينما تعد كندا والمكسيك من أكبر أسواقها. ويعتمد هذا النجاح بشكل كامل على العمال المهرة في المكسيك الذين يساعدون في إبقاء الأسعار منخفضة.
وإذا حاولت الولايات المتحدة فرض حظر كامل على استيراد السيارات، فإن الصين ودولًا أخرى متخصصة في تصنيع السيارات ستتفوق بسهولة على المركبات الأميركية، حتى مع التعريفات الجمركية العالية. النتيجة المفارقة هي عمالة غير موثقة داخل الولايات المتحدة.
الجدير بالذكر أنه إذا فُرض نقل المصانع إلى الولايات المتحدة، فقد تواجه البلاد مفارقة محزنة. فمع سياسات ترامب الصارمة بشأن ترحيل المهاجرين غير الموثقين، ستصبح الشركات الأميركية مدفوعة للاستعانة بعمالة غير موثقة، تمامًا كما تفعل قطاعات الزراعة والبناء حاليًا، لتجنب دفع الحد الأدنى للأجور وخفض التكاليف.
من يدعم من؟في النهاية، ترامب محق في شيء واحد فقط:
عندما يتعلق الأمر بالتجارة في أميركا الشمالية، هناك طرف يدعم الطرف الآخر. ولكن، لم تكن الولايات المتحدة هي التي تدعم المكسيك وكندا، كما يدّعي ترامب. بل على العكس، كان العمال المكسيكيون هم الذين دعموا الولايات المتحدة، من خلال تقديم عمل منخفض التكلفة لصالح الشركات الأميركية والمستهلكين الأميركيين.
لا تزال هناك فرصة لإصلاح هذا الوضع. بينما يُلقي ترامب والقوميون الاقتصاديون في الولايات المتحدة اللوم على المكسيكيين في سرقة الوظائف الصناعية، كانت المكسيك تعمل على تعزيز سلاسل التوريد في أميركا الشمالية، مع الاستجابة لمخاوف العمال الأميركيين بشأن تدني الأجور في المكسيك. وقد اتخذت الحكومة المكسيكية بالفعل خطوات برفع الحد الأدنى للأجور وتعزيز دور النقابات، مع الحفاظ على تنافسية تكاليف العمالة.
إذا كان العمال الأميركيون يريدون حقًا حماية وظائفهم دون الانجرار وراء خطاب ترامب المعادي للأجانب، فإن التعاون العابر للحدود بين النقابات العمالية في الولايات المتحدة والمكسيك هو الحل الأمثل لتعزيز حقوق العمال على جانبي الحدود.
إعلانمراجعة اتفاقية التجارة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA) عام 2026 ستكون الفرصة المثالية لمناقشة هذه القضايا. ولكن إذا لم تصمد الاتفاقية حتى ذلك الحين، فسيكون على العمال اتخاذ المبادرة بأنفسهم لإنقاذ سبل عيشهم في مواجهة قرارات ترامب الاقتصادية المتسرعة.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية