من سجن عكا إلى طلّت البارودة.. كيف خلدّت أغان شعبية مقاومة الفلسطينيين؟ (شاهد)
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
تشكل الأغاني التراثية الثورية، جزءا من تاريخ الشعب الفلسطيني، الذي يعاني من احتلال متواصل منذ أكثر من 100 عام، حيث لعبت العديد من الأغاني دورا في تخليد مقاومته وكانت أداة في تحفيزه على استمرار المواجهة لنيل حريته، وتصوير معاناته.
وعلى ومنذ احتلال فلسطين على يد البريطانيين، برزت عدة أغان، عبرت عن آلام الفلسطينيين، وتحدثت عن الوطن والكفاح والحنين للأرض والحرية والمقاومة، وبقيت في ذاكرتهم واستمروا في تردادها حتى يومنا هذا.
ورغم أن عددا من تلك الأغاني الشهيرة لثورة الفلسطينيين، كتب كلماتها شعراء إلا أن الأخرى، صيغت بعبارات عفوية شعبية على ألسنة من ذاقوا الويلات على يد الاحتلالين البريطاني والإسرائيلي، ونادوا بالثأر لدماء أبنائهم وأرضهم وتخليد قصص الشهداء.
سنتعرف في التقرير التالي على عدد من تلك الأغاني الخالدة في ذاكرة الفلسطينيين عن ثورتهم ومقاومتهم للاحتلال.
طلت البارودة والسبع ما طل
تعد هذه الأغنية، من أشهر أغاني فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين، منذ عشرينيات القرن الماضي، وترتبط بالثورة الأولى للشعب الفلسطيني، والتي ظهر فيها العمل المسلح بشكل كبير، عبر مجموعات الثوار في القرى والمدن الفلسطينية.
ورغم قلة الروايات حول هذه الأغنية، إلا أن أغلبها يتحدث عن قصة الثوار الذين كانوا يستشهدون في المواجهات مع البريطانيين، وتعود خيولهم وبواريدهم "البنادق"، المخضبة بدمائهم، إلى قراهم لتسلم إلى أهلهم، كعلامة على استشهادهم في ساحات المعارك.
وكان يطلق على الشبان الثوار وصف "السبع" (اسم للأسد)، فكان يوصف من ينخرط في الثورة ويحمل السلاح ضد البريطانيين بالسبع، دلالة على الشجاعة والقلب القوي للدفاع عن أرضه وعرضه.
هز الرمح بعود الزين
ومن الأناشيد في فترة الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، أغنية هز الرمح بعود الزين.. وانتو يا نشامى منين، والتي كانت أشبه بقصة تصور تفاصيل المعركة التي وقعت في بيت إمرين قضاء نابلس.
وتتعلق الأغنية بالمعركة الشهيرة، التي جرت في بين الثوار الفلسطينيين وبعض الثوار العرب وخاصة من سوريا، في منطقة بيت إمرين وجبال برقا، بعد محاصرتهم من قبل الاحتلال البريطاني، المدعوم بطائرات ومدرعات عسكرية وعدد كبير من الجنود.
ودارت معركة طاحنة في المنطقة، وصلت إلى حد إسقاط الثوار طائرتين للإنجليز، واستمرت ساعات طويلة، ورغم استشهاد عدد كبير من الثوار، إلا أن الاحتلال البريطاني تكبد خسائر كبيرة، أجبرته على الانسحاب من المنطقة.
ووصف من أرخ لتلك المعركة بأن نابلس تشهد مثلها من قبل، بسبب ضراوة الاشتباكات التي وقعت، ودفعت سكان المدينة إلى الفزعة للثوار، وهو ما وثقته الأغنية في كلمتها.
من سجن عكا طلعت جنازة
تعد أغنية من سجن عكا طلعت جنازة، واحدة من أبرز قصائد الثورة الفلسطينية، ورغم أنها كتبت في فترة الثورة كشعر يصور عملية إعدام المقاومين الثلاثة محمد جمجموم وعطا الزير وفؤاد حجازي على يد البريطانيين في سجن عكا، إلا أنها لم تلحن وتغنى بشكلها الحالي سوى إلا بعد عقود.
وعكف على تأليف قصيدة الرثاء الشاعر الفلسطيني نوح إبراهيم، والذي كان يطلق عليه تلميذ القسام، حين كان قائد الثوار في الثلاثينيات الشهيد عز الدين القسام ضمه إلى صفوفه، وكان بارزا في كتابة القصائد الحماسية وتلك التي تخلد شهداء الثورة وبطولاتهم.
وبقيت القصيدة توثيقا مكتوبا لتلك القصة المأساوية بإعدام الثوار في سجن عكا، حتى قام بلتحينها الفنان الراحل حسين نازك، وأداءها الفنان الراحل حسين منذر ولاقت صدى واسعا وبقيت في ذاكرة الفلسطينيين إلى يومنا هذا.
يا يمة في دقه ع بابنا
هذه الأغنية من أبرز الأغاني التراثية التي تحكي بطولات الفلسطينيين، وألمهم في فقدان الأبناء نتيجة المعارك مع الاحتلال، وعودة الغائبين، وهي لمنشد الثورة الفلسطينية الكبرى الفنان الراحل إبراهيم محمد صالح الشهير بأبو عرب.
وجاءت الاغنية التي أداها ولحنها أبو عرب، من قصة حقيقية وقعت مع شاب فلسطيني مقاتل، خلال السبعينيات من القرن الماضي، وهو شاب لاجئ من قرية بيت فجار قضاء بيت لحم، وأبعده الاحتلال إلى لبنان، وكان يحمل اسما حركيا "بلال".
وروى أبو عرب أن الشاب تمكن من دخول الأرض المحتلة، بعد إبعاده بسنوات، لتنفيذ عملية فدائية، ضد الاحتلال، وكان لدى أهله معلومات أنه استشهد سابقا، في معارك قلعة شقيف في جنوبي لبنان، لكنه تمكن من الوصول إلى قريته، وبيته في بيت فجار، وطرق على الباب وحين سألت أمه عن الطارق، قال لها أنا بلال.
وحين سمعت أمه الاسم، اعتقدت أنه من قوات الاحتلال، وجاء لاستدراجها للاعتراف، وقامت بطرده، لكن الشاب استعان بأهل القرية لإقناع أمه أنه بلال الحقيقي، وحينها فتحت الباب وقبلت بندقيته قبل أن تحتضنه.
طالعلك يا عدوي طالع
تعتبر هذه الأغنية من أبرز الأغاني الثورة الشعبية، وخلال فترة المواجهة مع الاحتلال إبان نهاية الستينات والسبعينات، لكنها ظلت عاملا محفزا على المواجهة، في العقود اللاحقة لذلك.
وكتب كلمات هذه الأغنية صلاح الدين الحسيني ولحنها الفنان الفلسطيني الراحل مهدي سردانة، والذي لحن العديد من الأغاني الثورية الفلسطينية، ومنها "ثوري يا جماهير الأرض المحتلة".
ثوري ثوري ثوري
تعتبر هذه الأغنية واحدة من أيقونات الانتفاضة الفلسطينية الأولى، والتي اندلعت عام 1987 ردا على مجازر الاحتلال في الأراضي المحتلة.
وكتب كلمات هذه الأغنية، الشاعر الليبي علي الكيلاني، وغنتها فرقة أجاويد، وقدم الشاعر فيها لوحات فنية، لبطولات المدن الفلسطينية من قطاع غزة والضفة الغربية، وتجاوزها إلى الجولان السوري المحتل وانتفاضة أهله ضد الاحتلال، ومجازر الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا ولبنان، وكان بقيت عقودا على لسان الفلسطينيين يرددونها في مواجهة الاحتلال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية الفلسطيني الاحتلالين فلسطين مقاومة الاحتلال اغاني تراثية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذه الأغنیة إلا أن
إقرأ أيضاً:
معاناة الفلسطينيين في القائمة القصيرة للأوسكار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في وقت لا يزال قطاع غزة يتعرض للإبادة الجماعية على مدى أكثر من عام، استطاعت السينما الفلسطينية أن تترك بصمتها على المشهد السينمائي العالمي.
إذ كشفت أكاديمية علوم وفنون الصور المتحركة القائمة القصيرة لعدد من الفئات المرشحة لجوائز الأوسكار في نسختها الـ97. والتي ضمت 3 أفلام فلسطينية لأول مرة في تاريخها؛ وهي: فيلم "من المسافة صفر" للمخرج رشيد مشهراوي، والفيلم التسجيلي "لا أرض أخرى"، والفيلم القصير "برتقالة من يافا" للمخرج محمد المغني.
ورغم أن القائمة ضمت صناع أفلام عرب من فلسطين فقط، باستثناء المخرج المصري إبراهيم نشأت المدرج ضمن ترشيحات أفضل فيلم وثائقي عن فيلمه الأفغاني " Hollywoodgate"، إلا أن جميع الأفلام الموجودة في القائمة نالت استحسانًا دوليًا.
ومن المقرر أن يقام الحفل في الثاني من مارس 2025 على مسرح دولبي في هوليوود، وسيتم الكشف عن الترشيحات النهائية في السابع عشر من يناير المقبل.
"لا أرض أخرى"
كان الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" للمخرجين باسل عدرا، ويوفال أبراهام، من أوائل الأعمال السينمائية التي أحدثت ضجة في الأوساط السينمائية العالمية بسبب موقفها التضامني مع القضية الفلسطينية؛ إذ شهد الفيلم عرضه العالمي الأول بمهرجان برلين السينمائي الدولي هذا العام، وحاز على جائزتي أفضل فيلم وثائقي وجائزة تصويت الجمهور، ووصلت عدد جوائزه حتى الآن نحو 50 جائزة عالمية.
تدور أحداث الفيلم حول باسل عدرا، وهو ناشط فلسطيني شاب من مسافر يطا في الضفة الغربية، يقاوم منذ طفولته الطرد الجماعي لمجتمعه من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
يوثق باسل عمليات الإبادة البطيئة التي تتعرض لها القرى في منطقته حيث يقوم الجنود الذين نشرتهم الحكومة الإسرائيلية بهدم المنازل تدريجيًا وطرد سكانها. في مرحلة ما، يلتقي باسل بيوفال، وهو صحفي إسرائيلي، يدعمه في جهوده.
ينشأ تحالف غير متوقع. لكن العلاقة بين الاثنين متوترة بسبب التفاوت الهائل بينهما: يعيش باسل تحت الاحتلال العسكري بينما يعيش يوفال بحرية ودون قيود.
وخلال تسلمه الجائزة في ختام مهرجان برلين السينمائي، قال "أبراهام": "أنا إسرائيلي، وباسل فلسطيني، وفي غضون يومين، سنعود إلى أرض لا نتمتع فيها بالمساواة. أنا أعيش تحت القانون المدني وباسل تحت القانون العسكري.
نحن نعيش على بعد ثلاثين دقيقة من بعضنا البعض، لكن لدي حق التصويت وباسل لا يتمتع بحقوق التصويت. أنا حر في التحرك حيث أريد في هذه الأرض. باسل - مثل ملايين الفلسطينيين - محصور في الضفة الغربية المحتلة. يجب أن ينتهي وضع الفصل العنصري وهذا التفاوت بيننا".
كما عبر "عدرا" عن عدم قدرته على الاحتفال بالجائزة بينما يباد شعبه في قطاع غزة من قبل جيش الاحتلال. وأضاف أن طلبه الوحيد من ألمانيا بينما يقف في برلين هو أن تتوقف الحكومة الألمانية عن توريد الأسلحة لإسرائيل وأن تحترم نداءات الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار.
هذا الخطاب لم يمر بسهولة داخل الأوساط الألمانية المتطرفة، فغرد عمدة برلين على موقع إكس قائلا: "إن ما حدث في مهرجان برلين كان مقاربة غير مقبولة، لا مكان لمعاداة السامية في برلين، وهذا ينطبق على الفن أيضا". كما وصف وزير الألماني حفل الختام بأنه امتلأ بـ"البروباجندا المعادية لإسرائيل".
"من المسافة صفر"
ومن بين المرشحين لفئة أفضل فيلم دولي، الفيلم الفلسطيني "من المسافة صفر"، وهو عبارة عن مختارات من 22 فيلمًا قصيرًا من اختيار المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي تصور الحياة اليومية لسكان غزة الذين يعانون وسط الحرب الإسرائيلية الوحشية على القطاع.
تعرض الأفلام القصيرة مجموعة متنوعة من الأساليب التي يقدمها صانعو الأفلام الفلسطينيين الموهوبين، بما في ذلك الرسوم المتحركة والأفلام الوثائقية والخيالية، وتحكي قصصًا شخصية عن الخسارة والصمود في ظل الحصار الإسرائيلي.
شهد الفيلم عرضه لأول مرة في مهرجان عمان السينمائي الدولي هذا العام، كما عرض لأول مرة في أمريكا الشمالية في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، وحصل على عدد من الجوائز في مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام.
وكان من المنتظر أن يُعرض الفيلم لأول مرة في مهرجان كان السينمائي، قبل أن يقرر المنظمون إلغاء العرض لأسباب سياسية. واحتجاجًا على القرار، عرض مشهراوي الفيلم بنفسه في خيمة قريبة من قاعة لوميير الكبرى.
"برتقالة من يافا"
منذ عرضه الأول بمهرجان كليرمون فيران، الحدث السينمائي الأهم للأفلام القصيرة، استطاع المخرج الفلسطيني محمد المغني، حجز مكانة كبيرة له في الأوساط السينمائية العالمية بفيلمه المثير للاهتمام "برتقالة من يافا" الذي يشارك في بطولته النجم كامل الباشا، وعرض مؤخرًا بمهرجان الجونة السينمائي ونال جائزة نجمة الجونة الفضية.
تدور أحداث الفيلم، الذي دخل القائمة القصيرة للأوسكار بفئة أفضل فيلم قصير، حول شاب يحاول عبور إحدى الحواجز الحدودية على مشارف مدينة يافا حتى يلتقي بوالدته، ولكن الرحلة لا تمر بسهولة.
فالنقطة الحدودية الموجودة بالقرب من قرية حزما التي تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة القدس، تشهد إجراءات أمنية بالغة الصعوبة مما سيقع محمد فريسة لقوات الاحتلال المتمركزة هناك رفقة سائق التاكسي فاروق، في رحلة شديد العذوبة والقسوة توضح مدى المعاناة الذي يشهده سكان الداخل مع الاحتلال بصورة يومية.