تحت رعاية الدكتور علاء عبد الهادى رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.

أقامت لجنة «التذوق الأدبى والفني» برئاسة الشاعر هشام الدشناوي، وعضوية الشاعر حسام العقدة، والشاعرة نيڤين الطويل، والكاتبة شيرين غالب، ندوة بعنوان: « الموروث الشعبى وأثره على الذائقة الفنية المصرية»؛ حيث استضافت الناقد المسرحى د.

محيى عبدالحي، وشارك بتقديم فقرات فنية.. عازف السمسمية الفنان محمد حجازي، وعازف الربابة الشاعر ناجح عمارة والطفلة رؤية عمارة، والفنانة الشعبية الحاجة سعدية، والفنان رجب علي، والفنان النوبى رضا أحمد.

بدأت الأمسية بترحيب الشاعر هشام الدشناوى بالحضور، مؤكدًا خصوصية الموضوع المطروح لمناقشته؛ لمحاولة إيجاد صيغة حول ماهية الموروث الشعبى وهل هو ذاته الموروث الشعري، أم الأدبي، أم الفني؟

مضيفًا أنه ولا شك يحمل بين طياته تلك الخيوط جميعها؛ فلا أحد ينشأ من دون جذور؛ إذ امتدت حضارتنا المصرية لأكثر من عشرة آلاف عام، لم نتأثر بالمحتل؛ وإنما نؤثر ونقاوم بما يحفظ هويتنا، مضيفًا أن علم «الأنثروبولوجي» من أهم العلوم التى تعنى بماهية الموروث، من عادات وتقاليد، ووصف الندوة: أنها ندوة علمية فنية؛ لما تزخر به من تنوع معلوماتى وفني، وفى التفاتة إنسانية طالب الحضور بالوقوف وقراءة الفاتحة على روح الشاعر أمين الديب؛ نظرًا لمكانته الشعرية المميزة، وأشعاره التى تحمل عبق الموروث الشعبى والبيئة الريفية، وأشار إلى أن سبق وعقدت النقابة العامة لاتحاد الكتاب احتفالية بمناسبة عيد ميلاده.

ثم قدمت الكاتبة شيرين غالب، السيرة المهنية والإبداعية للدكتور محيى عبدالحي، ومن الجدير بالذكر أنه قد حصل على دكتوراه فى الدراسات الإفريقية، وليسانس آداب قسم حضارة، ودبلوم الدراسات العليا من المعهد العالى للنقد الفني، ودبلوم الأنثروبولوجيا، وتقلد العديد من المناصب منها: مدير تحرير سلسلة روائع الإبداع العالمي، ورئيس تحرير مشروع المعرفة، وهو عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، وعضو نقابة المهن التمثيلية، وقدم العديد من الأبحاث العلمية المهمة، والأعمال الإبداعية فى مجال المسرح، كما شارك بالتمثيل فى عدد من الأعمال الفنية،

وفى كلمته حرص «عبدالحي» على توجيه الشكر إلى اللجنة وللنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر لطرحهما هذه الموضوعات المهمة التى تخص التراث وانعكاس هذه الأهمية على المجتمع، كما وجه شكره إلى د. محمد أمين عبد الصمد رئيس لجنة التراث بالمركز القومى للمسرح والسينما، لما يبذله من جهد مشكور فى أبحاثه، ولدعمه الدائم لأصدقائه، وذكر أن لدينا إشكالية فى علم المصطلح، وقد يحدث الخلط بين التراث، والمأثور، والثقافة الشعبية، وذكر أن علم المصطلح هو ما يستخدمه الباحث من أجل الوصول إلى المعنى المراد الحديث فيه، وتحدث عن الطقوس التى يمر بها الإنسان من الميلاد حتى الوفاة، وذكر أن مصطلح التراث قد بدأ فى عام ١٨٠٤م على يد الألمان الذين استخدموه لتوضيح مفهوم الثقافة الشعبية، ثم ظهر مصطلح فلكلور، وبدأت الترجمات تروج لهذا المصطلح والذى يعنى « حكمة الشعب»، وعرف كذلك بالتراث الشعبي، وأوضح الخلاف بين آراء بعض الباحثين حول الفلكلور، هل هو تراث أم ثقافة شعبية، أم فنون شعبية؟ وعدد أسماء كبار الباحثين الذين لهم باع كبير فى هذا المجال، وذكر كيف لخص كل واحد منهم ما التراث وتصنيفاته، وقد اختلفت التصنيفات، وأوضح أن التراث أشمل من كلمة الموروث، وهو كل ساكن فى علم التاريخ؛ بينما الموروث يمثل الجزء الحى من التراث، وأعطى بعض الأمثلة التوضيحية على التطور فى فن العرائس والأراجوز وغيره.

كما تحدث عن دراسته لفن الأداء الحركى فى مجتمع النوبة، وعن رقص الرجال والنساء، كما شرح تفاعل وتأثر الإنسان النوبى بالنخلة، وفكرة السكون والحركة وتأثير جميع ما سبق على الذاكرة للعقل الجمعى المصرى.

وفى سؤال للشاعر هشام الدشناوى قال: هل الفنون القولية الموجودة فى صعيد مصر تعد من التراث أو الموروث الشعبي؟

ليجيب: إن اللغة متغيرة؛ إذ يطرأ عليها التطور فتندثر مفردات وتستحدث أخرى تبعًا للظروف؛ لذا فإن الموروث يهدف إلى تأويل تلك الصيغ الجديدة، كما تحدث عن موضوع الرقمنة والهيمنة الثقافية، وأكد أن الحفاظ على الذائقة الفنية يعد أمرًا مهما، وذكر أن هذه الذائقة لها شروطها الخاصة، وأعطى بعض الأمثلة الدالة على الموروث الحديث منها سماع أغنية «يا ليلة العيد»، وسماع فريد فى ليالى الربيع، وما يرتبط به من عادات، وزيارة مقابر الأولياء.. إلخ

فهذه كلها موروثات حية وفاعلة بيننا، وأكد أهمية حفاظنا عليها؛ خاصة بعد الانفتاح على العالم؛ يؤثر فى ميول شبابنا، وفى ختام كلمته أكد أن الموروث ليس ضد التغير والتنمية، بل يتفاعل ويتطور مع التقدم التكنولوجى والمعلوماتى المتلاحق؛ لمواكبته مع الحفاظ على منظومة اجتماعية لا تعصف بالهوية.

وقدم عضو اللجنة حسام العقدة، د. محمد أمين عبدالصمد، فقد حصل على الدكتوراه فى «الأنثروبولوجيا» الثقافية بمرتبة الشرف الأولى، وتقلد مناصب مهمة منها: مدير تحرير لمجلة ألوان من الفنون،

ومدير تحرير مجلة القرية الفلكلورية الإلكترونية، وعضو لجنة التراث غير المادي، الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للثقافة ٢٠٢٠م، وعضو لجنة الدراما بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، وقدم على المسرح «أحوال السلطنة آخر عكننة»، و«سيف على وتر الربابة»، و«البيانولا»، و«الحياة حدوتة»، و«العشاء الأخير»، كما كتب العديد من الأفلام التسجيلية منها سيد درويش رائد الموسيقى المصرية، الرقص الشعبى فن وثقافة، ونشر له مسرحية الخايب حسن، واحات الفن والجمال، والأغنية الشعبية فى الواحات البحرية بهجة للروح، وعضو مؤسس فى نقابة المبدعين الشعبيين.

وخلال كلمته أوضح عبدالصمد أن الفصيح صفة تصدق على ما هو شعبى وما هو رسمي، وذكر أن الرسمى يدخل فى إطار الكتب المقدسة والمكاتبات الرسمية على سبيل المثال، وأن الشعبى إنتاج تتدخل فيه روابط عدة، وإن افترضنا أننا نقرأ بعض الأبيات الشعرية القديمة ولم نستطع تأويلها؛ فهنا قد انتفت عنها صبغة الفصاحة، إذ إن الفصاحة تعنى إظهار المعنى وإبانته.

وذكر أن اللغة الرسمية غالبا تكون للنخبة، وأن الشعبى هو إنتاج لمجموع الناس فى إطار التراكمات المعرفية وتواتر علم اللسانيات وغير ذلك من تطورات تلحق باللغة الأم، كما تحدث عن علاقة علم «الأنثربولوجي» بعلم الآثار، وبدايتهما مع بداية المقدس وربطهما فى بعض الأحيان بالمثيولوجيا، مؤكدًا أن كل شىء فى إطار العلم يخضع للأسئلة الخمسة المعروفة «من، وما، ومتى، وأين، وكيف.. حدث ذلك؟»، وتحدث عن الفقرة الفنية التى سبقته على آلة السمسمية بعزف الفنان محمد حجازى معرفًا بخصوصية الآلة وخصوصية الظرف التاريخى لعزف مقطوعة «آه ياللى يا للي»، موضحًا أن منطقة القناة تجمع مصر كلها فى فنونها؛ وهذا ناتج منذ فترة حفر قناة السويس فى القرن الـ ١٩ م، كان يوجد ما يعرف بـ.. «الضمة» التى يقدم من خلالها عمال القناة فنونهم، فى مقابل عزف أصحاب العمل على الآلات الحديثة، وتحدث عن وجود اللون وتأثيره على الموروث الشعبي، وفى إطار الرؤية النخبوية، كما تحدث عن مكاتبات حكام مصر لشيوخ القبائل للحفاظ على سلامة المحمل وقت الحج، مستشهدا ببعض الأقوال المأثورة على لسان السيدات والتى يتضح من خلالها استخدام اللون فى الدلالة على معنى ما فى الحكمة أو المأثور الشعبي.

واستكمل حديثه مشيرا إلى فرقة «أولاد الأرض» وعن قيمة الدور الذى قام به كابتن غزالي، وعن توظيف السمسمية فى شرح وإعلاء قيمة المقاومة فى خط القنال، وعن قيمة فن السمسمية وما بثته من رسائل سواء للمقاومين أو المهجرين، وذكر أن الفن والمأثور الشعبى أكثر الفنون ارتباطًا بالمصريين، وأعطى مثالا لحادثة دنشواى وكيف عبر عنها كل من أمير الشعراء أحمد شوقى بقصيدة فصحى بدايتها «يا دنشواى على رباك سلام»، كما عبر عنها الفنان الشعبى بقوله: «من بعد حكم المحاكم والشاويش والباش»، متحدثًا عن الرؤية التاريخية للحدث، فالنخبة تتلقى نص شوقي، والجماعة الشعبية سوف تتبنى نص الجماعة الشعبية، كما تحدث عن موضوع مجموعة الصيغ الشفاهية وإعادة بنائها، وهذا ما يجعلنا نتفاعل عند استماع آلة السمسمية حين يعزف عليها أناشيد تمثل الارتباط بحقبة زمنية معينة؛ فالموروث الشعبى يستطيع أن يبنى أمة من خلال البحث عن المشترك.

وخلاصة القول إننا لو فهمنا الموروث لاستطعنا التعاطى معه.

كما عدد التنوع الثقافى فى مصر نفسها حسب التقسيم الجغرافى للأماكن مما يخلق بعض الفروق الثقافية حسب طبيعة كل منطقة، فذكر أنه من باب أولى دراسة مأثور الآخر الثقافى حتى نتمكن من فهم منطلقاته ودوافعه وتفكيره، وأعطى المثال بدراسة كل من الاحتلالين الفرنسى والإنجليزى لنا، ودلل بطول فترة بقاء الاحتلال الإنجليزى فى مصر لأنهم قاموا بدراسة الشخصية المصرية، وفهموا ثفافتنا جيدا، وذكر د. محمد عبدالصمد أن المربع والواو وغيرها من أشكال الفنون القوليه ما هى إلا قوالب يتنوع فيها المحتوى حسب الظرف الذى يؤدى إلى كتابته.

وتحدث عن العبقرية المصرية فى التعبير الشعبي، وتساءل هل ابن عروس شخصية حقيقية أم متخيلة؟ وطالب الحضور بأهمية البحث عن مربعات سيدى عبد الرحمن المجذوب، وتحدث عن مفهوم البطل الشعبي، مؤكدا أن كل الثقافات الشعبية لديها (ميكانزيمات) آليات للتعامل مع نفسها والتفاعل مع أمورها الحياتية.

تخلل الأمسية تقديم مجموعة من الفقرات الفنية لآلة السمسمية للفنان محمد حجازي،

كما أنشدت الطفلة رؤية عمارة مقتطفات من «السيرة الهلالية» بمصاحبة الربابة، كما قدمت الفنانة الشعبية الحاجة سعدية مجموعة من الأغنيات الريفية، وقدم بعض من الشعراء مجموعة من قصائدهم ليختم اللقاء الشاعر هشام الدنشاوى مقدمًا الشكر لكل من ساهم بالحضور وإثراء الأمسية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د كتاب مصر العامة لاتحاد کتاب مصر کما تحدث عن وتحدث عن فى إطار وذکر أن

إقرأ أيضاً:

من كتاب الحيوانسانية .. ما بعد الأغرودة !!

بقلم : حسين الذكر ..

وقع صوته لا يشبه بقية أقرانه ، ولا ما يعرفه أهل مملكته .. حيث حباه الله صوتاً رخيماً ، وموسيقى عذبة مع جمال أجنحته وشكله ،ما جعله مطمعاً للصيادين والحفاة والرماة .. هكذا اطلعت على سريرة البلبل في أول تغاريده التي عشقتها منذ زمن بعيد ، وكأنها تداعب خاطري ، وتنتشي بها روحي وقلبي ..
في واحدة من صباحات لا أنساها .. وجدته يقف على جدارنا الصامت الأجرد من كل شيء حتى من صخب العصافير .. جراء ما مر به بيتنا من ظروف عصيبة ، ويوميات معقدة شديدة الوقع حد الاعتصار ، وعسر الهضم .. لكن جمال منظر البلبل الحاطّ على غير العادة فوق جدارنا جعلني أقف مرتجفاً محاولاً اصطياده من دون الخوض في الأسباب والتداعيات .. الأهم أن يقع هذا الجميل الحر بين قبضة يدي ، ويدخل مملكتي الفارغة إلا من حب وأمنيات ، وبعض الدفاتر عتيقها وجديدها .
فكرت ملياً بكيفية القبض عليه بعد أن أصدر الضمير قراره بضرورة الضم بلا منازع ، ومن دون شوشرة ، فالتنفيذ واجب ، والقلب وجل حتى أدركه بين أناملي ، وأضعه بين محتوياتي التي لا محتوى فيها إلا من ذوق ما زال عاثر الحظ قابعاً في مسالك الجهل موغلاً بلا قرار وخارطة ..
المشهد برمته لم يطُل حيث مرت سيارة أمام بابنا أحدثت ضجيجاً طار على إثره مطلبي ، وعشت في دوامة جعلت نهاري مظلماً برغم حر الصيف الساطع ، ولهيب أشعته الذي لم يحرك ساكناً بي ، ولا أثر جفاف الأمنيات المحلقة وجفلها عني بعد أن طار بلبلي .
كان القلق يراودني حتى في المنام ، بل إن طيفاً منه خالج أحلامي حينما نعست عيناي ، فسمعت أنغامه مرة أخرى تملأ الزمكان .. حاولت أن أقفز في الاتجاهات كلها ، محاولاً الحصول عليه بأي ثمن ،فلم أعد أرى من بقية المخلوقات شيئاً سواه .. كم تطلعت تغلغلت في الماضي والحاضر لعلني أقبض عليه .. لم أجد مكانه ، سمعت ترانيمه ، موسيقاه ليست حزينة ، لكنها تحمل شجناً ما ، وإن كان فيه بعض الإغراء الذاتي لمنلوج غائص عصي الفهم .. هنا أدركت معاناة الفراق عنه ، قفزت بصرخة صحا على إثرها الأهل والجيران والأقارب والعالم برمته ، إلا الضمير بقي سادراً في متاهاته ، ما زال لم يصفِّ حساباته ، فأدركت أن محاولاتي فاشلة في ظل ضمير لا حياة فيه .
في اليوم التالي أخذتني قدماي ، أختط الطريق ذاته لعلني أجده على الإثْر ، أو أشعر بأثَره .
لم أتمالك نفسي ، بكيت تلك اللحظات التي كان فيها في المتناول، وها قد أصبح من الأمنيات الشاردة .. خرجت أبحث في البراري والحدائق والجنان .. صعدت القمم ، ونزلت الوديان ، شاهدت كثيراً ، والتقيت ملايين الطيور المشابهة ، وبعضها شاطرني الأسى ، وقدم نفسه طوعاً كبديل محتمل .. إلا أن مداركي لم تعد تعي إلا تلك اللحظة الجدارية الصباحية ، ولم تشفِ مسامعها ، ولا يطيب خاطرها إلا بتلك المقطوعة التغريدية البريئة التي عزفت على السليقة .
مرضت وضعفت ، وأدرك العالم سبب علتي ، لكنهم أخفقوا في مداواتي ، بعد أن تلقيت نصف أدوية العالم الذي غصصت بأغلب وصفاته .. مرت من قربنا عصفورة حكيمة همست في أذن أمي .. لا تخشي على الولد لن يموت ، فإنه يتبرعم ؛ إذ هناك مخاض أرضي آن له أن ينجب الآن .. وإن تعددت أسباب الموت وانحسرت فرص النجاة ّ!!

حسين الذكر

مقالات مشابهة

  • مركز النيل للإعلام بأسيوط ينظم ندوة تحت عنوان الذكاء الاصطناعي وأثره على التنمية البشرية  
  • التراث الإسلامي والموقف منه
  • "الفساد الإداري وأثره على عملية التنمية".. محاضرة بثقافة الفيوم 
  • من كتاب الحيوانسانية .. ما بعد الأغرودة !!
  • بمناسبة مهرجان ولي العهد للهجن 2024.. "سبل" يصدر طابعًا جديدًا
  • الاتحاد العراقي لكرة القدم يعلن تعليق كافة أنشطته باتحاد غرب آسيا
  • هيئة فنون العمارة والتصميم تنظم “مقهى العمارة والتصميم” في حائل
  • الاتحاد العراقي لكرة القدم يعلن تعليق كافة أنشطته باتحاد غرب آسيا لهذا السب
  • احتجاج وقرار عاجل.. العراق يعلق كافة أنشطته باتحاد غرب آسيا
  • التوتر الإثيوبي الصومالي المصري وأثره على استقرار القرن الإفريقي