«الموروث الشعبى وأثره على الذائقة الفنية المصرية».. ندوة باتحاد كتاب مصر
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
تحت رعاية الدكتور علاء عبد الهادى رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.
أقامت لجنة «التذوق الأدبى والفني» برئاسة الشاعر هشام الدشناوي، وعضوية الشاعر حسام العقدة، والشاعرة نيڤين الطويل، والكاتبة شيرين غالب، ندوة بعنوان: « الموروث الشعبى وأثره على الذائقة الفنية المصرية»؛ حيث استضافت الناقد المسرحى د.
بدأت الأمسية بترحيب الشاعر هشام الدشناوى بالحضور، مؤكدًا خصوصية الموضوع المطروح لمناقشته؛ لمحاولة إيجاد صيغة حول ماهية الموروث الشعبى وهل هو ذاته الموروث الشعري، أم الأدبي، أم الفني؟
مضيفًا أنه ولا شك يحمل بين طياته تلك الخيوط جميعها؛ فلا أحد ينشأ من دون جذور؛ إذ امتدت حضارتنا المصرية لأكثر من عشرة آلاف عام، لم نتأثر بالمحتل؛ وإنما نؤثر ونقاوم بما يحفظ هويتنا، مضيفًا أن علم «الأنثروبولوجي» من أهم العلوم التى تعنى بماهية الموروث، من عادات وتقاليد، ووصف الندوة: أنها ندوة علمية فنية؛ لما تزخر به من تنوع معلوماتى وفني، وفى التفاتة إنسانية طالب الحضور بالوقوف وقراءة الفاتحة على روح الشاعر أمين الديب؛ نظرًا لمكانته الشعرية المميزة، وأشعاره التى تحمل عبق الموروث الشعبى والبيئة الريفية، وأشار إلى أن سبق وعقدت النقابة العامة لاتحاد الكتاب احتفالية بمناسبة عيد ميلاده.
ثم قدمت الكاتبة شيرين غالب، السيرة المهنية والإبداعية للدكتور محيى عبدالحي، ومن الجدير بالذكر أنه قد حصل على دكتوراه فى الدراسات الإفريقية، وليسانس آداب قسم حضارة، ودبلوم الدراسات العليا من المعهد العالى للنقد الفني، ودبلوم الأنثروبولوجيا، وتقلد العديد من المناصب منها: مدير تحرير سلسلة روائع الإبداع العالمي، ورئيس تحرير مشروع المعرفة، وهو عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، وعضو نقابة المهن التمثيلية، وقدم العديد من الأبحاث العلمية المهمة، والأعمال الإبداعية فى مجال المسرح، كما شارك بالتمثيل فى عدد من الأعمال الفنية،
وفى كلمته حرص «عبدالحي» على توجيه الشكر إلى اللجنة وللنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر لطرحهما هذه الموضوعات المهمة التى تخص التراث وانعكاس هذه الأهمية على المجتمع، كما وجه شكره إلى د. محمد أمين عبد الصمد رئيس لجنة التراث بالمركز القومى للمسرح والسينما، لما يبذله من جهد مشكور فى أبحاثه، ولدعمه الدائم لأصدقائه، وذكر أن لدينا إشكالية فى علم المصطلح، وقد يحدث الخلط بين التراث، والمأثور، والثقافة الشعبية، وذكر أن علم المصطلح هو ما يستخدمه الباحث من أجل الوصول إلى المعنى المراد الحديث فيه، وتحدث عن الطقوس التى يمر بها الإنسان من الميلاد حتى الوفاة، وذكر أن مصطلح التراث قد بدأ فى عام ١٨٠٤م على يد الألمان الذين استخدموه لتوضيح مفهوم الثقافة الشعبية، ثم ظهر مصطلح فلكلور، وبدأت الترجمات تروج لهذا المصطلح والذى يعنى « حكمة الشعب»، وعرف كذلك بالتراث الشعبي، وأوضح الخلاف بين آراء بعض الباحثين حول الفلكلور، هل هو تراث أم ثقافة شعبية، أم فنون شعبية؟ وعدد أسماء كبار الباحثين الذين لهم باع كبير فى هذا المجال، وذكر كيف لخص كل واحد منهم ما التراث وتصنيفاته، وقد اختلفت التصنيفات، وأوضح أن التراث أشمل من كلمة الموروث، وهو كل ساكن فى علم التاريخ؛ بينما الموروث يمثل الجزء الحى من التراث، وأعطى بعض الأمثلة التوضيحية على التطور فى فن العرائس والأراجوز وغيره.
كما تحدث عن دراسته لفن الأداء الحركى فى مجتمع النوبة، وعن رقص الرجال والنساء، كما شرح تفاعل وتأثر الإنسان النوبى بالنخلة، وفكرة السكون والحركة وتأثير جميع ما سبق على الذاكرة للعقل الجمعى المصرى.
وفى سؤال للشاعر هشام الدشناوى قال: هل الفنون القولية الموجودة فى صعيد مصر تعد من التراث أو الموروث الشعبي؟
ليجيب: إن اللغة متغيرة؛ إذ يطرأ عليها التطور فتندثر مفردات وتستحدث أخرى تبعًا للظروف؛ لذا فإن الموروث يهدف إلى تأويل تلك الصيغ الجديدة، كما تحدث عن موضوع الرقمنة والهيمنة الثقافية، وأكد أن الحفاظ على الذائقة الفنية يعد أمرًا مهما، وذكر أن هذه الذائقة لها شروطها الخاصة، وأعطى بعض الأمثلة الدالة على الموروث الحديث منها سماع أغنية «يا ليلة العيد»، وسماع فريد فى ليالى الربيع، وما يرتبط به من عادات، وزيارة مقابر الأولياء.. إلخ
فهذه كلها موروثات حية وفاعلة بيننا، وأكد أهمية حفاظنا عليها؛ خاصة بعد الانفتاح على العالم؛ يؤثر فى ميول شبابنا، وفى ختام كلمته أكد أن الموروث ليس ضد التغير والتنمية، بل يتفاعل ويتطور مع التقدم التكنولوجى والمعلوماتى المتلاحق؛ لمواكبته مع الحفاظ على منظومة اجتماعية لا تعصف بالهوية.
وقدم عضو اللجنة حسام العقدة، د. محمد أمين عبدالصمد، فقد حصل على الدكتوراه فى «الأنثروبولوجيا» الثقافية بمرتبة الشرف الأولى، وتقلد مناصب مهمة منها: مدير تحرير لمجلة ألوان من الفنون،
ومدير تحرير مجلة القرية الفلكلورية الإلكترونية، وعضو لجنة التراث غير المادي، الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للثقافة ٢٠٢٠م، وعضو لجنة الدراما بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، وقدم على المسرح «أحوال السلطنة آخر عكننة»، و«سيف على وتر الربابة»، و«البيانولا»، و«الحياة حدوتة»، و«العشاء الأخير»، كما كتب العديد من الأفلام التسجيلية منها سيد درويش رائد الموسيقى المصرية، الرقص الشعبى فن وثقافة، ونشر له مسرحية الخايب حسن، واحات الفن والجمال، والأغنية الشعبية فى الواحات البحرية بهجة للروح، وعضو مؤسس فى نقابة المبدعين الشعبيين.
وخلال كلمته أوضح عبدالصمد أن الفصيح صفة تصدق على ما هو شعبى وما هو رسمي، وذكر أن الرسمى يدخل فى إطار الكتب المقدسة والمكاتبات الرسمية على سبيل المثال، وأن الشعبى إنتاج تتدخل فيه روابط عدة، وإن افترضنا أننا نقرأ بعض الأبيات الشعرية القديمة ولم نستطع تأويلها؛ فهنا قد انتفت عنها صبغة الفصاحة، إذ إن الفصاحة تعنى إظهار المعنى وإبانته.
وذكر أن اللغة الرسمية غالبا تكون للنخبة، وأن الشعبى هو إنتاج لمجموع الناس فى إطار التراكمات المعرفية وتواتر علم اللسانيات وغير ذلك من تطورات تلحق باللغة الأم، كما تحدث عن علاقة علم «الأنثربولوجي» بعلم الآثار، وبدايتهما مع بداية المقدس وربطهما فى بعض الأحيان بالمثيولوجيا، مؤكدًا أن كل شىء فى إطار العلم يخضع للأسئلة الخمسة المعروفة «من، وما، ومتى، وأين، وكيف.. حدث ذلك؟»، وتحدث عن الفقرة الفنية التى سبقته على آلة السمسمية بعزف الفنان محمد حجازى معرفًا بخصوصية الآلة وخصوصية الظرف التاريخى لعزف مقطوعة «آه ياللى يا للي»، موضحًا أن منطقة القناة تجمع مصر كلها فى فنونها؛ وهذا ناتج منذ فترة حفر قناة السويس فى القرن الـ ١٩ م، كان يوجد ما يعرف بـ.. «الضمة» التى يقدم من خلالها عمال القناة فنونهم، فى مقابل عزف أصحاب العمل على الآلات الحديثة، وتحدث عن وجود اللون وتأثيره على الموروث الشعبي، وفى إطار الرؤية النخبوية، كما تحدث عن مكاتبات حكام مصر لشيوخ القبائل للحفاظ على سلامة المحمل وقت الحج، مستشهدا ببعض الأقوال المأثورة على لسان السيدات والتى يتضح من خلالها استخدام اللون فى الدلالة على معنى ما فى الحكمة أو المأثور الشعبي.
واستكمل حديثه مشيرا إلى فرقة «أولاد الأرض» وعن قيمة الدور الذى قام به كابتن غزالي، وعن توظيف السمسمية فى شرح وإعلاء قيمة المقاومة فى خط القنال، وعن قيمة فن السمسمية وما بثته من رسائل سواء للمقاومين أو المهجرين، وذكر أن الفن والمأثور الشعبى أكثر الفنون ارتباطًا بالمصريين، وأعطى مثالا لحادثة دنشواى وكيف عبر عنها كل من أمير الشعراء أحمد شوقى بقصيدة فصحى بدايتها «يا دنشواى على رباك سلام»، كما عبر عنها الفنان الشعبى بقوله: «من بعد حكم المحاكم والشاويش والباش»، متحدثًا عن الرؤية التاريخية للحدث، فالنخبة تتلقى نص شوقي، والجماعة الشعبية سوف تتبنى نص الجماعة الشعبية، كما تحدث عن موضوع مجموعة الصيغ الشفاهية وإعادة بنائها، وهذا ما يجعلنا نتفاعل عند استماع آلة السمسمية حين يعزف عليها أناشيد تمثل الارتباط بحقبة زمنية معينة؛ فالموروث الشعبى يستطيع أن يبنى أمة من خلال البحث عن المشترك.
وخلاصة القول إننا لو فهمنا الموروث لاستطعنا التعاطى معه.
كما عدد التنوع الثقافى فى مصر نفسها حسب التقسيم الجغرافى للأماكن مما يخلق بعض الفروق الثقافية حسب طبيعة كل منطقة، فذكر أنه من باب أولى دراسة مأثور الآخر الثقافى حتى نتمكن من فهم منطلقاته ودوافعه وتفكيره، وأعطى المثال بدراسة كل من الاحتلالين الفرنسى والإنجليزى لنا، ودلل بطول فترة بقاء الاحتلال الإنجليزى فى مصر لأنهم قاموا بدراسة الشخصية المصرية، وفهموا ثفافتنا جيدا، وذكر د. محمد عبدالصمد أن المربع والواو وغيرها من أشكال الفنون القوليه ما هى إلا قوالب يتنوع فيها المحتوى حسب الظرف الذى يؤدى إلى كتابته.
وتحدث عن العبقرية المصرية فى التعبير الشعبي، وتساءل هل ابن عروس شخصية حقيقية أم متخيلة؟ وطالب الحضور بأهمية البحث عن مربعات سيدى عبد الرحمن المجذوب، وتحدث عن مفهوم البطل الشعبي، مؤكدا أن كل الثقافات الشعبية لديها (ميكانزيمات) آليات للتعامل مع نفسها والتفاعل مع أمورها الحياتية.
تخلل الأمسية تقديم مجموعة من الفقرات الفنية لآلة السمسمية للفنان محمد حجازي،
كما أنشدت الطفلة رؤية عمارة مقتطفات من «السيرة الهلالية» بمصاحبة الربابة، كما قدمت الفنانة الشعبية الحاجة سعدية مجموعة من الأغنيات الريفية، وقدم بعض من الشعراء مجموعة من قصائدهم ليختم اللقاء الشاعر هشام الدنشاوى مقدمًا الشكر لكل من ساهم بالحضور وإثراء الأمسية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د كتاب مصر العامة لاتحاد کتاب مصر کما تحدث عن وتحدث عن فى إطار وذکر أن
إقرأ أيضاً:
فرقة الأقصر للفنون الشعبية| 16 عامًا من الإبداع والتميز.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعروض مميزة وألوان ملابس مبهجة وحركات إيقاعية تدغدغ الحواس، استطاعت فرقة الأقصر القومية للفنون الشعبية، على مدى 16 عامًا أن تخطف الأنظار من خلال تقديمها الموروث الثقافى لواحدة من أهم محافظات الصعيد.
وتضم العروض عددا من الشباب والفتيات من أبناء محافظة الأقصر، والذين شرفو مصر ورفعوا رأسها عاليًا في كافة المحافل المحلية والدولية، من خلال تقديم عروض فنية تحاكى تراث الأجداد وتستجدى قلوب وأجساد الجمهور، كما نجحت في تحقيق إنجازات كبيرة من خلال تقديم عروض الأقصر التراثية التي تكشف هوية وأصالة المجتمع الصعيدي والأقصري بشكل خاص.
40 شابًا وشابة يحيون التراث الصعيديبدأت فرقة الأقصر للفنون الشعبية بقصر ثقافة الأقصر، في عام 2009، حيث تلقت دعما كبيرا فى بداية نشأتها من اللواء سمير فرج محافظ الأقصر الأسبق، من خلال تقديم كافة الدعم المالى للفرقة بتوفير ملابس مميزة للغاية وإكسسوارات لكافة نجومها وكذلك معدات تليق بالفرقة، إلى أن تم اعتمادها رسميًا كفريق فنى واستعراضى تابع لوزارة الثقافة، لتصبح بعد ذلك أحد أفضل الفرق الفنية الخمسة الأوائل بمصر، حيث تلقى عروضها ومشاركاتها فى مختلف المهرجانات والفعاليات الفنية الدولية، كما أن الجمهور يتفاعل معها فور انطلاق عروضهم المتميزة للغاية، بالإضافة إلى اهتمام وتفاعل كبير من جانب لجان التحكيم في جميع المسابقات.
من جانبه، قال مصطفى برعي مدير ومدرب فرقة الأقصر للفنون الشعبية، إن الفنون ليست مقتصرة على أهالي القاهرة والإسكندرية، لكن أهل الصعيد لهم باع طويل في الفنون، فالفن المصري الأصيل راسخ فى وجدان وقلوب أبناء الصعيد منذ مئات السنين وحتى يومنا هذا، ومنذ تدشين الفرقة، فقد حققت نجاحات كبيرة وساعدت فى تعزيز ثقة العالم أجمع فى الفن المصرى والعروض الفنية التاريخية لها التي تمثل لونا من ألوان التراث المصرى والثقافة المصرية التى نريد أن يعلمها العالم أجمع، م ضيفًا أن تفاعل جميع المشاهدين معنا فى التابلوهات التي نعرضها يعطينا دفعة كبيرة لمواصلة جهودنا فى تقديم العروض.
وأوضح «برعي»، أن العروض التى تقدمها الفرقة تحظى بإعجاب كبير للغاية للمشاهدين لها فى أية مكان داخل الأقصر أو محافظات مصر وحتى الدول الأجنبية، وذلك لكون أعضاء الفرقة يتمتعون بلياقة بدنية مميزة للغاية تساعدهم فى تقديم كافة العروض بقوة وخفة فى الحركة، حيث أنه يتم تدريبهم بصورة أسبوعية على مسرح قصر ثقافة الأقصر، مشددًا على أن أى اختيار لفرقة الأقصر للفنون الشعبية، لتمثيل مصر فى أى مهرجان عالمى يعد مسئولية كبيرة للغاية ويتم الاستعداد له بكل قوة.
الإنشاء والتأسيسوأوضح برعي، أنه تم إنشاء الفرقة بمدينة الأقصر فى شهر مارس 2009، وتـم أعتماد الفـرقة رسميًا فى شهر يوليو 2009، وهي تابعة للهيئـة العامة لقصور الثقافة، كإحدى أفضل الفـرق الفنيــة المتميزة بمصر ولها سمعة وصيـت محلي وعالمي مميز للغايـة رغم عمرها الفني القصير، وبالرغم مرور حوالي 15 سنة فقط على إنشائها إلا إنها شرفت الأقصر ومصر فى كافة أنحاء العالم، مضيفًا أن الفرقة الآن تضم نحو 40 عضوًا شابًا وشابة من محافظة الأقصر، وهم مجموعة متميزة من الراقصين الموهوبين، حيث يتم اختيار أعضاء الفرقة من خلال معايير محددة، من خلال اختبارهم من حيث التوافق العضلي والعصبي والذهني والموسيقي، ويبدأ ذلك من سن 14 عامًا، بالإضافة إلى فرقة موسيقية مصاحبة تضم عناصر فنية فريدة ومتميزة وذات موهبة وثقل فني.
وأشار «برعي»، إلى أن الفرقة تتميز فى مجالات الرقص الشعبى والرقص الحديث والدراما الحركية، فهى تشمل وتضم أفكار وسبل وطرق لتقديم العروض بصورة مرنة ومميزة للغاية ورقصاتها تعبر عن التراث الشعبى والحضارى لمحافظة الأقصر، وهى تمثل البيئة الصعيدية المميزة والمليئة بالتراث الشعبي وتستلهم رقصاتها من التراث الفرعونى الحضاري للمنطقة وكذا الامتزاج بالحياة النوبية الموجودة فى العديد من القرى، ولا تقتصر الفرقة على هذا فقط، بل تقدم الفرقة فنون وتراث الرقصات التى تمثل جميع أقاليم مصر.
الفرح والحجالة والغوازي والكف أشهر الرقصاتوتابع، أن الفرق الشعبية بمختلف محافظات مصر من المفترض أن تقوم بتقديم التراث الشعبى الخاص بالمنطقة التى تنشئ منها، مشيرًا إلى أن أبرز الاستعراضات والرقصات الفلكلورية التى تقدمها فرقة الأقصر للفنون الشعبية، والتي تجعل الضيوف يتمايلون على نغماتها ( الصعيدي - الفلاحي - التحطيب – الغوازي - الفرح (الكف) - النوبي – السيناوي - الحجالة - الإسكندراني - التنورة بنات وشباب - المسكات ( حسنين ومحمدين – الحصان)، وتقديم فقرة عن التراث الفرعونى ترتدى خلالها الفرقة الزى الفرعونى على أنغام المارش العسكرى لأوبرا عايدة، بالإضافة إلى الأوبراتات والعروض الفنية الخاصة بالمناسبات والأحداث العامة، وهي استعراض الليله المحمدية وهو استعراض ديني فى حب رسول الله يعبر عن حالات الذكر بمصر، واستعراض القدس زهرة المدائن يتحدث عن معاناة الشعب الفلسطيني، واستعراض خاص بالعيد القومى للأقصر وتحويلها الى محافظة مستقلة، واستعراض مصر تتحدث عن نفسها، والأوبريت الفني دم طاهر وهو استعراض يظهر ويجسد بسالة الجندي المصري وتضحياته من أجل الوطن وكفاح الشهداء منذ حرب 6 أكتوبر وحتى ثورتى يناير ويونيو.
من جانبها، قالت نفيسة عبد الرحيم مدير قصر ثقافة الأقصر، أن فرقة الأقصر للفنون الشعبية، هى فرقة استعراضية فنية تتبع الهيئة العامة لقصور الثقافة، وشاركت بجميع الاحتفالات الثقافية التي تقام على أرض المحافظة أو مصر عمومًا، والخاصة بشهر رمضان المعظم واحتفالات أكتوبر والاحتفال بعيد العمال، وحفلات تنشيط السياحة بالأقصر والغردقة وشرم الشيخ، وكذلك الأعياد القومية لمحافظة أسوان والأقصر، وفعاليات تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني بمعبد أبو سمبل بأسوان، والمهرجان القومى للتحطيب بالأقصر، ومهرجان التجديف الدولى بمصر ومهرجان أيام كويتية فى مصر بمحافظة الأقصر، والاحتفال باليوم العالمى للفرانكفونية، وعرض أزياء لملكات الجمال بسافوى شرم الشيخ، ويوم السياحة العالمى بشرم الشيخ، وملتقيات الأقصر الدولية للتصوير، ومهرجان دمنهور الدولى للفولكلور، ودورات مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، وفعاليات تعامد الشمس على مجمع معابد الكرنك، وافتتاح مؤتمر الاتحاد العربى للمكتبات، ومهرجان الأقصر للفنون الشعبية، ومهرجان المرأة والسلام، ومهرجان الأسماعيلية الدولي، وحفل رسالة سلام للعالم أجمع من مصر بالغردقة، واحتفالات العام الثقافى المصري - الصينى 2016، ومهرجان العلمين في نسختيه السابقتين، حيث قدمت الفرقة عروضًا مميزة تعكس الطابع الخاص للمدينة، كما تقوم الفرقة بأعمال إستقبال الوفود الأجنبية والضيوف الأجانب، وكان الفنان العالمى دانى جلوفر قد أبدى إعجابه بها لدى مشاركته فى مهرجان السينما الافريقية.
وحول الأعمال الفنية والمشاركات الخارجية أوضحت مدير الفرع، أن أول عروض الفرقة كانت فى دولة روسيا وحققت نجاحًا باهرًا فى أول مشاركة دولية لهم، واستمروا عقب ذلك فى حضور المهرجانات الدولية خارج مصر، حثي شاركت الفرقة فى العديد من المحافل الدولية وقدمو عروضا فنية حققت نجاحًا باهرًا حيث انطلقوا عالميًا في فرنسا وبلجيكا من خلال مهرجان (FESTIVAL DES FOLKLORES DU MONDE A BRAY-DUNES ) في عام 2010، وافتتاح جناح مدينة الأقصر فى معرض وورلد إكسبو شانغهاى بالصين 2010، ومهرجان صباح الدول الدولى الثقافى بماليزيا عام 2011، وافتتاح فعاليات الدورة "31 " لمعرض الشارقة الدولى للكتاب بدولة الإمارات 2012، والمهرجان الدولى للواحات بتوزر بتونس 2013، ومهرجان الشرق السادس المقام بمدينة ميلانو بإيطاليا 2014، وعيد الاتحاد 43 اليوم الوطنى الإماراتي 2014، واحتفالات العام الجديد بإريتريا 2016، وأيام الشارقة التراثية الدورة "14 " بالإمارات 2016، ومهرجان الحضارة لدورته الـ 49 بمدينة كارديتسا باليونان 2016، والمشاركة بإحدى أكبر المهرجانات الفنية الضخمة في واشنطن بالولايات المتحدة 2016، وغيرها من المشاركات التي شهدتها الفرقة وقامت خلالها بأداء عروض فنية أبهرت جميع الحاضرين.
جوائز وتكريماتوحصلت الفرقة، على عدد كبير من الجوائز، من بينها جائزة أحسن أداء للفرقة فى مهرجان Bray-Dunes بفرنسا، والجائزة الأولى للموسيقى وجائزة أحسن أداء وتصميم وشهادات تقدير للراقصين فى مهرجان صباح الدول الدولى الثقافى بماليزيا، وكرمت الشئون الثقافية بدائرة الشارقة الفرقة على ماقدمته من عروض مميزة، كما تم تكريمهم لإحياء أماس جميلة مرافقة لمعرض الشارقة الدولى للكتاب وقدم شهادات تقدير إلى جميع أعضاء الفرقة، بالإضافة إلى تكريم من المستشار الثقافى المصرى بروما بإيطاليا ومدير البعثة التعليمية بإيطاليا على عروضهم المتميزة بمهرجان الشرق السادس المقام بمدينة ميلانو، وتقديم شهادات شكر وتقدير لأعضاء الفرقة لمشاركتهم وتعاونهم البناء فى الفاعليات التى ينظمها المكتب الثقافى المصرى فى إيطاليا، كما تم تكريمهم على المساهمة الفعالة فى إنجاح أيام الشارقة التراثية فى دورتها الرابعة عشر، ومنح وزير الثقافة الأسبق الكاتب الصحفى حلمى النمنم مكافأة قدرها 10 آلاف جنية عقب مشاهدة عروضهم الفنية في هامش افتتاح مؤتمر الاتحاد العربى للمكتبات فى دورته السابعة والعشرين.
مطالب العارضينوتضم الفرقة بين أعضائها عدد من الراقصين والراقصات المميزات، ومن بين هؤلا العارضين، "أيمن عبد الرحمن" أقدم راقص بالفرقة حديثة النشأة، والذي قال "كنت من أوائل الراقصين الذين عملوا بالفرقة منذ أن تم اعتمادها فى عام 2009 كإحدى الفرق التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، وتركت مجالى كمحاسب وتوجهت للاشتراك بالفرقة بجانب عملى كموظف بقصر ثقافة أسوان، نظرا لعشقى للرقص الشعبى الذى يعد لغة تعبير هامة عن تاريخ وتراث ثقافى لم يتبدل بتغير الأحداث، مضيفا أن أدواتهم الموسيقية بسيطة ورغم ذلك تشعل حماس أى جمهور يعرضون أمامه أيا كانت جنسيته، فالمزمار والطبلة عندما يجتمعوا ينسجان ألحانا مميزة، فضلا عن الأداء الحركى المميز.
وأضاف أيمن، أن عرض التحطيب يعد أهم العروض الفنية التى نحرص على تقديمها فى أى مهرجان نشارك فيه فهو موروث ثقافى هام يعبر عن عادات وتقاليد المجتمع الصعيد للاحتفال، لذا فهذا العرض هو البطل لكل مناسبة فنية، ويثير انتباه الكبار والصغار لما يملكه من مواجهة تشعل حماس الجمهور، كما أن عرض "الغوازى" الذى يقدمه الراقصات بالفرقة من العروض الهامة حيث تتزين كل راقصة بالملابس اللافتة والخلخال والكردان، فى عرض راقص يثير انتباه وإعجاب الحاضرين.
وحول الأزمات التى تحيط عمل الفرقة ذكر أحد العارضين، أن من أهم المشكلات هو نقص العنصر النسائى نظرا لأن المجتمع الصعيدى يرفض عمل المرأة فى هذا المجال خصيصًا، وهذا ما يجعل بعض اللوحات الفنية تفتقر إلى العنصر النسائى، مشيرًا إلى حظر مشاركة الفتيات في الاحتفاليات الجماهيرية مثل المهرجان القومي والتحطيب أو تلك التي تقام في أماكن مفتوحة، بسبب العادات والتقاليد الصعيدية التي يتميز بها أهالي الأقصر، ولكن يتم مشاركتهن في الاحتفاليات الخارجية، أو الحفلات المغلقة.
وأضاف، أن من بين الأزمات أيضا عدم توافر ميزانية محددة تعمل على رفع المستوى للفرقة وتطوير أدواتها الفنية، مثل الآلات الموسيقية وتوفير الأزياء والملابس والإكسسوارات التى تعد أهم عناصر العمل الفنى، مؤكدًا أن دعم الفرقة ماديا يساعدها على إيصال فنها ومورثها الثقافى إلى كل العالم.
وشاركت إحدى الفتيات من أعضاء الفرقة تدعى "رشا"، حيث أوضحت أن الرقص الشعبي هو هواياتها الوحيدة منذ الصغر، مضيفة "كنت دائما أرى فى الفنانة نعيمة عاكف مثل أعلى وأتمنى أن أحظى بشهرتها وقدرتها على الأداء الحركى الناعم، ولكن هناك أزمة مجتمعية مع الرقص، فكل ما نهدف إليه هو التعبير عن فلكور بلدنا وهذا ليس عيبا أو حراما، لكن للمجتمع وجهة نظر أخرى فى الراقصات حتى الذين يعملون فى مجال الفن الشعبى فالنظرة اليهم ليست فى صالحهم على الإطلاق، لكننى تركت كل ذلك وراء ظهرى وتفرغت لهوايتى وحاولت إقناع أهلى بها حتى نجحت فى أن التحق بهذه المهنة، وطموحى هو تدريب فرقة فنون شعبية" إقناع من حولى بأهمية دور فرق الفنون الشعبية فى التعبير عن الثقافات المختلفة والحفاظ على الهوية.
الفرقة تشارك في مسابقة "فن بلدي"من جانبه، قال حسين النوبي مدير فرع ثقافة الأقصر، إنه يجري عمل فرز وفحص كامل للفرقة بشكل دوري للوقوف على متطلباتها وتوفيرها فى الحال لتسهيل أداء دورهم ومهمتهم فى تقديم عروضهم التى تلقى إعجاب كل من يشاهدهم، مشيرًا إلى أن الفرقة حصدت إعجاب لجان التحكيم خلال مشاركتها في فعاليات مسابقة "فن بلدي" التي أقيمت على مسرح قصر ثقافة الأقص بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان تامر عبد المنعم، وبمشاركة فرق الفنون الشعبية بمحافظات الصعيد الأقصر وقنا وأسوان والبحر الأحمر، والتي استهدفت النهوض بمستوى فرق الفنون الشعبية التابعة للهيئة، ودعمها بتذليل العقبات الفنية والإدارية كافة فى مختلف الفرق، بالإضافة إلى تفجير الطاقات الإبداعية للأعضاء والمدربين من خلال إيجاد روح المنافسة بين الفرق المشاركة.
وأضاف «النوبي»، أن فرقة الأقصر للفنون الشعبية قدمت خلال المسابقة، مجموعة من الفقرات الاستعراضية التي تمثل التراث الشعبى الخاص بالمحافظة، منها "الفرح الصعيدى - فقرة موسيقية بقيادة الريس قرشى العزب - رقصة الصعيدى والفلاحى والنوبى"، حيث عبرت التابلوهات والرقصات عن عادات وتقاليد المحافظة، موضحًا أن جميع التابلوهات والرقصات الموجودة داخل الفرقة لابد وأن تعبر عن عادات وتقاليد محافظتها، مضيفة أن الفرقة تقدم مختلف الرقصات والعروض بما يتلاءم مع طبيعة محافظة الأقصر الفرعونية التاريخية والصعيدية المميزة والامتزاج بالحياة النوبية فى عدد من قرى المحافظة.
DSC_1408 (Medium) DSC_1409 (Medium) DSC_1410 (Medium) DSC_1411 (Medium) DSC_1413 (Medium) DSC_1418 (Medium) DSC_1419 (Medium) DSC_1420 (Medium) DSC_1424 (Medium) DSC_1425 (Medium) DSC_1430 (Medium) DSC_1432 (Medium) DSC_3993 (Medium) DSC_3994 (Medium) DSC_3995 (Medium) DSC_3998 (Medium) DSC_3999 (Medium) DSC_4000 (Medium) DSC_4003 (Medium) DSC_4007 (Medium) DSC_4010 (Medium) DSC_4011 (Medium) DSC_4014 (Medium) DSC_4021 (Medium) DSC_4022 (Medium) DSC_4023 (Medium) DSC_4458 (Medium) DSC_4487 (Medium) DSC_4488 (Medium) DSC_4493 (Medium) DSC_4494 (Medium) DSC_4495 (Medium) DSC_4497 (Medium) DSC_4498 (Medium) DSC_4499 (Medium) DSC_4500 (Medium) DSC_4503 (Medium) DSC_4900 (Medium) DSC_4901 (Medium) DSC_4902 (Medium) DSC_8304 (Medium) DSC_8468 (Medium) DSC_8469 (Medium) DSC_8470 (Medium) DSC_8471 (Medium) DSC_8473 (Medium) DSC_8474 (Medium) DSC_8475 (Medium) DSC_8476 (Medium) DSC_8477 (Medium) DSC_8478 (Medium) IMG-20241214-WA0236 IMG-20241214-WA0239 WhatsApp Image 2024-12-05 at 9.49.00 PM (1) WhatsApp Image 2024-12-05 at 9.49.00 PM (2) WhatsApp Image 2024-12-05 at 9.49.01 PM (1)