بوابة الوفد:
2024-09-10@14:21:18 GMT

ليس بخالدٍ ولا منتصرا!

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

أتعجب من هؤلاء الذين يحكمون على من يتحلى بأى مظهر من مظاهر التدين بأنه تدين شكلى لا يمس الجوهر.. سبحان الله، وهل شققتم عن صدور هؤلاء لتحكموا عليهم سواء كان تدينهم شكليا أو حقيقيا؟ وماذا تعرفون عن العقيدة وصحيح العقيدة لتنصًبوا من أنفسكم حكامًا على ما يدور فى صدور الناس من مجرد شكلهم الخارجى؟ لماذا يؤذيكم رؤية شاب يبدو على شكله التدين أو فتاة تعتقد أن حفاظها على دينها يستلزم عليها أن تغطى شعرها أو وجهها؟ أليس هذا من صميم الحرية الشخصية التى ندافع عنها كلنا ونطالب بها للجميع بغض النظر عن العرق أو الدين أو الطائفة التى ينتمى إليها؟

محمد السيد الشاب المصرى البطل الذى حصل على ميدالية فى لعبة السلاح بأولمبياد باريس,عندما سأله أحد الصحفيين فى المؤتمر الصحفى عن أسباب فوزه قال إنه مع التدريب الجيد والتركيز فى المواجهات التى لعبها فى الأولمبياد استعان بالدعاء لله عز وجل وقيام الليل وقراءة القرآن.

كلام جميل، ولفتة رائعة أراد من خلالها التأكيد على أن أى نجاح فى أى مجال مرجعه لله سبحانه وتعالى مع الأخذ بالأسباب. البعض لم يعجبه هذا الكلام وراح يسخر منه مؤكدًا أن البطل الكورى يحصد ميداليات بدون الاستعانة ببوذا,أحدهم قال نصًا: ( أبطال الصين واليابان الكفرة قاعدين يحصدوا الميداليات، وماحدش لا قال بوذا ولا شنتو ولا بنتو!!!، وميخاين لوبيز المصارع الكوبى الأسطورة اللى من دورة 2008 حتى الآن بيحصد الذهبية فى سابقة لم تحدث, كل ده بدون ما يقوم الليل). ما الذى يدفع أى شخص لمثل هذه السخرية التى وصلت به أن يساوى بين الله سبحانه وتعالى وبين بوذا مثلًا أو غيره ولماذا يجعل نفسه صاحب الحقيقة المطلقة ويوزع صكوك العقاب والثواب مثلما انتقد من قبل لاعبًا رفض الحصول على جائزة من شركة خمور ساخرًا منه بأنه يعتقد أن رفضه سيدخله جنات فيها خمر؟!

نفس الشىء حدث منذ أيام عندما نشرت باحثة منتقبة صورة لها عقب حصولها على الدكتوراة مع استاذها الملتحى، فإذا بأحدهم يعيد النشر الصورة ساخرًا من شكلهما, ما الذى يؤذيك فى مثل هذه الصورة لأستاذ جامعى هو حر فى إطلاق لحيته أو حلقها، وما الجريمة التى ارتكبتها باحثة حصلت على الدكتوراه وما دخل نقابها بالموضوع، اليست هى حرة فى ارتدائه أو خلعه, هل قالت مثلا أن النقاب هو سبب نجاحها فى الدكتوراة أو نصحت غيرها بارتدائه لو كن يردن النجاح فى الحياة العملية؟!..أبدًا لم يحدث أى شىء من هذا القبيل ومع ذلك تعرضت الصورة لكمية تعليقات سخيفة لا حصر لها حتى أن أديبًا كبيرًا من المفروض أنه مفكر وباحث أيضا فى التراث والأدب لكنه يستنكر أن يكون الناجح عليه أى علامات تدين مثل اللحية أو النقاب! وبدلًا من أن يقوم بالدفاع عن الباحثة وتهنئتها إذا به يسخر منها ومن استاذها معلقًا بعبارة لا يليق أن تصدر من مفكر مثله حيث كتب تحت الصورة: يالهوى يامصر! ولا أدرى ما الذى يضير مصر من مثل هذه الصورة. والغريب أن الذين اتبعوا من سخر من اللاعب ومن الدكتورة لم يذكر أى منهم كلمة واحدة عن انجازهما فى وقت عزت فيه الانجارات.. تركوا الفعل وركزوا على الشكل الذى يرونه معوقًا للتقدم والتنمية!!.

أقول لكل هؤلاء أن الله سبحانه وتعالى لأنه العدل فهو يكافئ المجتهد حتى لو لم يكن مؤمنًا به وهناك مثلًا ملحدون فازوا بأكبر الجوائز. وتلك قضية اخرى. أما التربص بأى شكل من أشكال التدين فهو فعل الضعفاء الذين تصيبهم حساسية غريبة من مظاهر التدين فيواجهونها باستهزاء العاجز وهو تصرف إلى زوال، ليس بخالدٍ ولا منتصرا!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طلة هشام مبارك يحكمون سبحان الله

إقرأ أيضاً:

الحرب جاءت وعلمنا قيمة الأجهزة الأمنية كلها بالدولة

جاءت هذه الحرب وعلمنا قيمة الأجهزة الأمنية كلها بالدولة
أدركنا قيمة الشرطة التي أضعفت و جهاز الأمن الذي تم تفكيكه و أدركنا قيمة الجيش الذي شوهت صورته.
أدركنا أن بهذه الأجهزة رجالا مستعدون أن يقدموا أرواحهم فداء لحماية الناس.
أذكر في فترة كنت أمكث مع بعض الإخوة في واحدة من ارتكازات الجيش بالمدرعات المتقدمة،وكان فيها صول دائما ما يحذرنا من الجلوس معهم بقول لي نحن والله خلينا أولادنا و أهلنا و جايين عشان نحميكم و نحن في أي لحظة متوقعين نستهدف بتدوين أو هجوم عشان كده خوفا عليكم ما تقعدو معنا
و أمثاله كثير جدا
هؤلاء هم غالبية الأجهزة النظامية فهم أهلنا و إخواننا و بنو عشيرتنا
لكن للأسف في قلة قليلة
دخلت الأجهزة النظامية دي لمرض في أنفسهم
دايرين يستغلوها و يتكبروا بها على الناس
وديل حسي زاتو قتال ما بقاتلو
لكن بمشو محل الرشاوي و الكسرات و التضيق على المواطنين و التكبر عليهم للأسف ديل قلة و الله جدا بالنسبة للناس الطيبين البنعرفهم في القوات النظامية
أها ديل زاتو ما تستبعد انو يتعاونوا مع الميليشيا وفعلا فيهم من يتعاون مع الميليشيا
فهؤلاء نحن كمواطنين المفروض من الآن نحاربهم و نفضحهم و ما نساعدهم بالرشاوي و الكسرات و نرفع أمرهم للجهات المختصة لأنو في المقام الأول هم بشوهو صورة إخوانهم الطيبين المخلصين الصادقين و بخربو سمعة جهاز كامل بحاله
ياخ شرطة المرور دي عندها أدوار عظيمة جدا بتقوم بيها
حسي أيام السيول و الفيضانات دي تلقى رجال المرور خاتين نفسهم في موضع الخطر عشان ما تقع عربات المواطنين و يوضحوا ليهم الطرق السالكة
و ليهم الآن دور كبير جدا في حصر و جمع العربات التي تم نهبها وكثير من العربات بعد فضل الله عزوجل رجعت بسبب رجال المرور
أها ديل بسبب واحد لا خلاق له يعمل بالرشوى و الكسرة يخرب على عشرات العساكر الطيبين النزيهين الذين همهم في المقام الأول حماية و مصلحة المواطن
يعني عسكري قاعد في منطقة آمنة ممكن يخرب على عشرات العساكر في جبهات القتال القاعدين هناك وتركوا كل شيء حماية للمواطن
و رسالتنا لمثل هؤلاء اتقوا الله و لا تخربوا سمعة إخوانكم فتكونوا سببا في دمار البلاد و العباد
و الرسالة للمسؤولين كفوا أيدي هؤلاء عن المواطن المسكين
احتراما لهيبة هذه المؤسسات وتبرئة لآلاف الجنود الطاهرين الطيبين
وربنا يصلح حال البلاد والعباد

مصطفى ميرغني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الحرب جاءت وعلمنا قيمة الأجهزة الأمنية كلها بالدولة
  • الإطارى أو الحرب
  • د.حماد عبدالله يكتب: حضارة الأغنياء فى مصر القديمة !!
  • وليد عونى: ندعم القضية الفلسطينية بسلاح الفن
  • مشكلة الأخلاق
  • أما آن لكم أن تعترفوا بحقوق معلمات محو الأمية.؟!
  • تأثير مبادئ ثورة ١٩ وانتماء محفوظ للوفد على نظرته للصحافة
  • الديون الخارجية تتطلب استراتيجية فعالة تبنى على إعادة الهيكلة والخفض التدريجى
  • رسائل مزعجة ومشهد دراماتيكى فى إسرائيل
  • أمريكا.. الصديق الخائن