بوابة الوفد:
2024-11-02@11:25:57 GMT

ليس بخالدٍ ولا منتصرا!

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

أتعجب من هؤلاء الذين يحكمون على من يتحلى بأى مظهر من مظاهر التدين بأنه تدين شكلى لا يمس الجوهر.. سبحان الله، وهل شققتم عن صدور هؤلاء لتحكموا عليهم سواء كان تدينهم شكليا أو حقيقيا؟ وماذا تعرفون عن العقيدة وصحيح العقيدة لتنصًبوا من أنفسكم حكامًا على ما يدور فى صدور الناس من مجرد شكلهم الخارجى؟ لماذا يؤذيكم رؤية شاب يبدو على شكله التدين أو فتاة تعتقد أن حفاظها على دينها يستلزم عليها أن تغطى شعرها أو وجهها؟ أليس هذا من صميم الحرية الشخصية التى ندافع عنها كلنا ونطالب بها للجميع بغض النظر عن العرق أو الدين أو الطائفة التى ينتمى إليها؟

محمد السيد الشاب المصرى البطل الذى حصل على ميدالية فى لعبة السلاح بأولمبياد باريس,عندما سأله أحد الصحفيين فى المؤتمر الصحفى عن أسباب فوزه قال إنه مع التدريب الجيد والتركيز فى المواجهات التى لعبها فى الأولمبياد استعان بالدعاء لله عز وجل وقيام الليل وقراءة القرآن.

كلام جميل، ولفتة رائعة أراد من خلالها التأكيد على أن أى نجاح فى أى مجال مرجعه لله سبحانه وتعالى مع الأخذ بالأسباب. البعض لم يعجبه هذا الكلام وراح يسخر منه مؤكدًا أن البطل الكورى يحصد ميداليات بدون الاستعانة ببوذا,أحدهم قال نصًا: ( أبطال الصين واليابان الكفرة قاعدين يحصدوا الميداليات، وماحدش لا قال بوذا ولا شنتو ولا بنتو!!!، وميخاين لوبيز المصارع الكوبى الأسطورة اللى من دورة 2008 حتى الآن بيحصد الذهبية فى سابقة لم تحدث, كل ده بدون ما يقوم الليل). ما الذى يدفع أى شخص لمثل هذه السخرية التى وصلت به أن يساوى بين الله سبحانه وتعالى وبين بوذا مثلًا أو غيره ولماذا يجعل نفسه صاحب الحقيقة المطلقة ويوزع صكوك العقاب والثواب مثلما انتقد من قبل لاعبًا رفض الحصول على جائزة من شركة خمور ساخرًا منه بأنه يعتقد أن رفضه سيدخله جنات فيها خمر؟!

نفس الشىء حدث منذ أيام عندما نشرت باحثة منتقبة صورة لها عقب حصولها على الدكتوراة مع استاذها الملتحى، فإذا بأحدهم يعيد النشر الصورة ساخرًا من شكلهما, ما الذى يؤذيك فى مثل هذه الصورة لأستاذ جامعى هو حر فى إطلاق لحيته أو حلقها، وما الجريمة التى ارتكبتها باحثة حصلت على الدكتوراه وما دخل نقابها بالموضوع، اليست هى حرة فى ارتدائه أو خلعه, هل قالت مثلا أن النقاب هو سبب نجاحها فى الدكتوراة أو نصحت غيرها بارتدائه لو كن يردن النجاح فى الحياة العملية؟!..أبدًا لم يحدث أى شىء من هذا القبيل ومع ذلك تعرضت الصورة لكمية تعليقات سخيفة لا حصر لها حتى أن أديبًا كبيرًا من المفروض أنه مفكر وباحث أيضا فى التراث والأدب لكنه يستنكر أن يكون الناجح عليه أى علامات تدين مثل اللحية أو النقاب! وبدلًا من أن يقوم بالدفاع عن الباحثة وتهنئتها إذا به يسخر منها ومن استاذها معلقًا بعبارة لا يليق أن تصدر من مفكر مثله حيث كتب تحت الصورة: يالهوى يامصر! ولا أدرى ما الذى يضير مصر من مثل هذه الصورة. والغريب أن الذين اتبعوا من سخر من اللاعب ومن الدكتورة لم يذكر أى منهم كلمة واحدة عن انجازهما فى وقت عزت فيه الانجارات.. تركوا الفعل وركزوا على الشكل الذى يرونه معوقًا للتقدم والتنمية!!.

أقول لكل هؤلاء أن الله سبحانه وتعالى لأنه العدل فهو يكافئ المجتهد حتى لو لم يكن مؤمنًا به وهناك مثلًا ملحدون فازوا بأكبر الجوائز. وتلك قضية اخرى. أما التربص بأى شكل من أشكال التدين فهو فعل الضعفاء الذين تصيبهم حساسية غريبة من مظاهر التدين فيواجهونها باستهزاء العاجز وهو تصرف إلى زوال، ليس بخالدٍ ولا منتصرا!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: طلة هشام مبارك يحكمون سبحان الله

إقرأ أيضاً:

في لبنان.. فاتورة بـ100 دولار على هؤلاء!

بدأ أصحاب مولدات في مناطق لبنانية عديدة باعتماد تسعيرات مرتفعة تُفرض على النازحين، حيث بات على هؤلاء دفع مبالغ تصل إلى 100 دولار من دون تركيب عدّادات. واشتكى الكثير من النازحين من هذا الأمر خصوصاً أن الكثير من العائلات ليس لديها مداخيل مالية حتى وإن كانت تقطن مجاناً ضمن شققٍ أو غرف صغيرة.     المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • واشنطن تواجه محور روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية.. الآلاف من القوات الخاصة الكورية الشمالية دخلوا إلى روسيا للانتشار في كورسك
  • في لبنان.. فاتورة بـ100 دولار على هؤلاء!
  • المساعدات مستمرة.. «التحالف الوطني» يقدم 54 ألف طن أغذية وأدوية وملابس لغزة
  • مايان السيد ليست الأولى.. نجوم تعرضوا للتنمر على السوشيال ميديا
  • الزناتى: السودان يتعرض لمؤامرة ومصر تتحمل عناء المواجهة الدبلوماسية لقوى الشر
  • الزناتى: السودان يتعرض لمؤامرة كبرى ومصر تتحمل عناء المواجهة الدبلوماسية لقوى الشر
  • الفقاعة «الحسينية»!
  • وداعاً «الوسيم» مصطفى فهمى..البرنس
  • الأقصر تعانى عجزًا فى أعداد المعلمين وكثافة طلابية داخل الفصول
  • عادل حمودة يكتب: ترامب يعرف أقصر طريق إلى البيت الأبيض