جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-10@14:16:23 GMT

معادلة الوقوف على رجل ونصف

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

معادلة الوقوف على رجل ونصف

 

د. قاسم بن محمد الصالحي

 

بالبث الحي المباشر يواصل الكيان الغاصب لفلسطين، عملية الإبادة الجماعية في غزة.. العالم يشاهد أكبر مأساة إنسانية، في غضون هذا المشهد تتحرك رمال العلاقات والتحالفات، ويحاول قادة الكيان تحويل المنطقة إلى قنبلة موقوتة إن صح التعبير لقيام حرب شاملة، بمساعدة الإنجيليين "دواعش أمريكا والغرب"، أصحاب الخطى الصليبية، فهم أيضاً يصبون الزيت على نار إشعالها.

.

الشرق الأوسط على حافة الهاوية، بعد أن أشعل شرارة الانفجار، رئيس الكيان الغاصب، باغتياله "لقائد من حزب الله في الضاحية الجنوبية، واختياره العاصمة الإيرانية طهران لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وقيامة بغارة على ميناء الحديدة في اليمن. عندما نقرأ التاريخ نجد أنه رغم أن السبب المباشر لنشوب الحرب العالمية الأولى، حادثة اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند مع زوجته، أثناء زيارتهما لسراييفو، من قبل طالب صربي يدعى غافريلو برينسيب، إلا أن الحرب بدأت أوروبية وانتهت عالمية، وحادثة الاغتيال مهدت لتغييرات سياسية كبيرة، وتوتر في العلاقات الدولية، صراعات على النفوذ، تزايد التنافس الاقتصادي والتجاري بين الدول الإمبريالية، لاقتسام النفوذ عبر العالم والسيطرة على الأسواق لتصريف فائض الإنتاج الصناعي والمالي، والتزود بالمواد الأولية، فضلا عن دخول الدول الإمبريالية في تحالفات سياسية وعسكرية، أدت إلى سباق تسلح بين الدول المتنافسة التي رفعت من نفقاتها العسكرية، فهل اكتملت دائرة التاريخ لقيام حرب كونية ثالثة؟

ما حدث ويحدث في المنطقة أمر له أبعاد متعددة، ومن الصعب الإحاطة بكل ما يحمله من نتائج.. لكن ما أشرنا إليه في مقدمة المقال قد يغطي الكثير من الأسئلة والإشكاليات، بعضها سياسي والبعض الآخر قراءة لما يحصل في الميدان، أو حتى دلالات ما نشاهده مباشرة من وجوه متعددة.. المخيف في هذه المشاهد هو إمكانية اشتعال فتيل حرب شاملة، يكون مسرحها الرئيس منطقة الشرق الأوسط، فالأحداث الجارية بمثابة قنبلة قد دقت ساعتها نتيجة للصراعات في العلاقات بين القوى الإقليمية والدولية، بعد أن حطمت المقاومة ثقة مخلب الغرب المتقدم.

إن 7 أكتوبر 2023، جعل الكيان الصهيوني يعاني مجددا شعور فقدان الثقة بالنفس الذي لازمه منذ اصطناعه في المنطقة من قبل القوى الغربية، فقدان الثقة هذا هو السبب الذي يكمن وراء الهجوم الوحشي على قطاع غزة، الهدف إبادة الرجال والنساء والأطفال، والرضع، والبهائم، واتلاف الأملاك، بحسب وصايا التوراة المحرفة، وذلك بسبب الصدمة التي أحدثها أبطال كتائب القسام.. والمقاومة في غزة عندما قامت بعملية 7 أكتوبر كان هدفها نصرة الإنسانية، بعد أن تملك الفلسطينيين الإحباط واليأس من علاقات دولية منحازة، انهارت فيها القيم والمثاليات، سادتها الحروب والتجربة بين الموت والبقاء.

قد يكون من الصعب استشراف مآلات وارتدادات ما يقوم به رأس الكيان خائر القوى من أفعال إجرامية.. غير أن نظرة سريعة للأحداث، تظهر الدور البارز لتلك الأفعال في إشعال فتيل حرب كبرى قادمة، لا سيما في ظل علاقات دولية تغيب فيها القيم والأخلاق، يسودها التوحش والجشع.. ربما يمكن القول إن تاريخ أثر هؤلاء القوم على إشعال الحروب، وإثارة الفتن، يعود إلى عصور أسلافهم الأوائل، فعندما نبحث في أقدم الحروب والجرائم، في الغالب نرى أن معتقداتهم ونظرياتهم قد لعبت دورا مباشرا في قيام أحداث كبرى في العالم، نستنتج أن رأس الكيان بمعتقدات أسلافه، يحاول خلق بطولات وهمية وأسطورية له شخصيًا، خلاصة ما يريد رسم صورة نمطية لتراجيديته الواهية في خلق ملاحم بطولية، وعندما نقترب من عصور أسلافه، نرى أن دائرة التوجه نحو الأماني في معتقداتهم الواهية. لذا نستطلع مغزى الإجرام والمذابح، وإشعال فتيل الحروب عندما تزداد اتساعًا بعد التطورات التي شهدتها المنطقة، ولا سيما في أعقاب الرعونة التي ارتكبها طالب الكيان الفاشل، في اليمن ولبنان وطهران، ظهرت على السطح علاقات دولية من نوع آخر، وبرزت مواقف مثالية داعمة للقضية الفلسطينية.

ومن جهة أخرى، شهدت المنطقة نقلة نوعية في فرض معادلات جديدة في العلاقات، نتج عنها توحد الساحات والجبهات، فقارعت المقاومة الكيان بغضب، لكن بعقل وحكمة، فواجهت حربه العبثية الدامية ومآسيها.. بالرغم من أن قيادات الكيان اللقيط يفخرون بإجرامهم في حق الفلسطينيين، مستندين لدعم حلفائهم وأعوانهم الصهاينة، إلا أن المقاومة تمكنت من جعل كيانهم كله يقف على رجل ونصف، كمعادلة جديدة، في منطقة تشهد ظهور اشتعال فتيل حرب كونية ثالثة، في ظل علاقات دولية تنظر إلى المذابح الجماعية في غزة، من منطلقات أو ذرائع الكيان الغاصب فحسب.

لقد أجبرت تلك الأفعال الإجرامية المقاومة والأحرار على فرض معادلات جديدة في العلاقات الدولية، لوقف الإبادة الجماعية التي يتسبب بها رأس الكيان الصهيوني، وهو يبكي فوق أجساد قتلاه.. هل اكتملت دائرة التاريخ لقيام حرب كونية ثالثة؟!، أم سيلجم طالب الكيان الفاشل بالمعادلة التي فرضتها المقاومة بعلاقات دولية جديدة؟!

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

محمد عبد المجيد: العلاقات المصرية السعودية أخوية وتاريخية 

أكد الدكتور محمد عبدالمجيد، نائب رئيس كتلة الحوار، أن العلاقات المصرية- السعودية علاقة أخوية وتاريخية فهي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، ومحورية دور الدولتين كركيزة أساسية لاستقرار المنطقة، وخاصة في ظل التحديات الجسيمة والمتصاعدة التي تتطلب مواصلة وتكثيف التعاون بين البلدين، مضيفًا أن زيارة وزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، ووزير الدولة السعودي الدكتور عصام بن سعيد إلى مصر، ولقائهما بالرئيس عبد الفتاح السيسي وبحضور اللواء محمود توفيق وزير الداخلية المصري، تأتي في توقيت مهم، وتتضمن رسالة قوية بتعزيز العمل المشترك في مواجهة التهديدات الإقليمية.

الأمن والاستقرار في المنطقة

وأضاف «عبد المجيد»، في بيان، أن العلاقات المصرية- السعودية تمثل نموذجا يحتذى به لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات العربية في تعزيز التعاون والتنسيق المستمر، وعلى رأسها أهمية التنسيق المشترك وتطور الاستراتيجيات الأمنية المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية التي تشهدها المنطقة، مشيرًا إلى أن الدولتان حرصت دائمًا على تطوير العلاقات بينهما بشكل مستمر، بما يخدم مصالح شعبيهما ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وأشار نائب رئيس كتلة الحوار، إلى أنه على مر التاريخ وتتسم العلاقات المصرية السعودية، بخصوصية كبيرة ناتجة من الروابط التاريخية والشعبية القوية والمصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين، وفي المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، مضيفًا أن قوة العلاقة يرجع لدور مصر والسعودية فهما يمثلان حجر الأساس للأمن العربي والإقليمي.

تعزيز التكامل والتنمية

وأكد أهمية تكامل الجهود بين مصر والسعودية للحد من المخاطر ومواجهة التحديات الأمنية المعاصرة، التي أصبحت تتخذ أنماطًا جديدة ومتغيرة، مما يتطلب الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعزيز التكامل والتنمية لمواجهة التحديات المتزايدة التي تواجه المنطقة.

مقالات مشابهة

  • حمدان: نتطلع لأن يحقق اجتماع وزراء الخارجية العرب قطع العلاقات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع الكيان
  • اللون الأحمر يشعل فتيل أزمة بين مؤيدى الداعية عثمان الخميس ومعارضيه
  • المقاومة الشعبية تستعد لتحرير مديرية جديدة جنوبي اليمن وتصدر البيان رقم (1)
  • العدوان .. الكيان الصهيوني مندهش من ردة فعل الجماهير الاردنية التي تمجد الشهيد ماهر الجازي
  • الحرس الثوري الإيراني ينفي نقل صواريخ إلى روسيا
  • الخارجية الأمريكية: نبارك النتائج التي خلصت إليها الانتخابات الرئاسية في الجزائر
  • قائد الحرس الثوري الإيراني: الكيان الصهيوني محاصر من العراق واليمن ولبنان
  • محمد عبد المجيد: العلاقات المصرية السعودية أخوية وتاريخية 
  • كيف اختير السنوار رئيسا لحماس وما التغييرات التي شهدتها الحركة؟
  • قواعد الاشتباك تبدّلت؟