سلطات المضيق الفنيدق ترد على اتهامات الإسبان حول تراخيها في مراقبة الحدود بتوقيف مئات المرشحين للهجرة إلى سبتة
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
كشفت مصادر أن السلطات العمومية بعمالة المضيق الفنيدق، تمكنت مؤخرا من توقيف 249 مرشحا غير للهجرة غير النظامية، في محاولة للحد من هذه الظاهرة التي تزداد حدتها تزامنا مع العطلة الصيفية والاقبال السياحي الكثيف على مدن الشمال والذي يبلغ ذروته خلال غشت.
لكن تزامن نشر السلطات لهذه الأرقام مع تزايد الانتقادات الصادرة عن السلطات الإسبانية على الجانب الآخر من الحدود، في سبتة حول تراخي السلطات المغربية في مكافحة الهجرة غير النظامية، لاسيما تلك التي ينتقل فيها مرشحوها سباحة.
في تفاصيل الأرقام التي قدمتها السلطات المغربية، يوجد بين الموقوفين، 159 مرشحا تم اعتراضهم في البحر من طرف فرق البحرية الملكية المرابطة قرب سواحل مدينة الفنيدق، أثناء محاولتهم التسلل الى سبتو سباحة.
وأبرزت أن بعض الشبكات التي تنشط في مجال الهجرة غير النظامية، تقوم باستغلال هذا الظرف والزخم الذي تعرفه شواطئ الإقليم في عطلة الصيف من أجل تحريض الشباب اليافع على ركوب البحر والمخاطرة بالنفس من أجل العبور بطريقة سرية نحو مدينة سبتة المحتلة، سواء سباحة أو على متن دراجات مائية.
وأوضحت أن من بين الموقوفين أشخاص من جنسية جزائرية، و 63 قاصرا قامت السلطات العمومية المختصة بنقلهم إلى المركز الإقليمي لإيواء القاصرين بمدينة مرتيل، حيث تم تسليمهم لأولياءهم، فيما تم توجيه البالغين إلى مدنهم الأصلية بواسطة حافلات تم إعدادها لهذا الغرض بعد استشارة النيابة العامة المختصة.
يشار أن السلطات المحلية في هذه العمالة، لاسيما في الفنيدق، تنشر وحدات من أعوان السلطة مدعومة بأفراد القوات المساعدة، تقوم بتمشيط المناطق القريبة من ساحل هذه المدينة الحدودية، وتقبض على الشبان الذين يجري الشك في كونهم يرغبون في الهجرة. عملياتت مثل هذه لقيت انتقادات واسعة بسبب النظرة المسبقة، وأيضا الجدل القانوني بشأن تطبيقها عندما يتعلق في الغالب، بالإمساك بأشخاص في الشارع العام، فقط لمجرد كونهم يافعين، أو لديهم عناوين سكنى بعيدة عن الفنيدق.
كلمات دلالية الحريك الفنيدق الهجرة السريةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الحريك الفنيدق الهجرة السرية
إقرأ أيضاً:
هل يشهد الجنوب الليبي صداما مسلحا بين قوات حفتر وموالين للدبيبة؟
أثارت حالة الصدام والتلاسن بين حكومة الوحدة في طرابلس برئاسة عبدالحميد الدبيبة ونظيرتها في شرق ليبيا بخصوص تأمين الحدود في الجنوب الليبي، وسط تساؤلات عن عودة الاقتتال بين قوات حفتر المتمركزة جنوبا وبين نظيرتها في غرب ليبيا.
وأكد الدبيبة خلال اجتماع أمني في طرابلس ضرورة تعزيز تأمين الحدود الجنوبية، واتخاذ إجراءات عاجلة تشمل تشديد الرقابة على مداخل المدن والطرق الرئيسية، مطالبا رئيس الاستخبارات العسكرية وآمر اللواء 444 اللواء محمود حمزة إلى الاستعداد للدفاع عن البلاد، في إشارة إلى احتمال تنفيذ عمل عسكري في المنطقة الحدودية الخاضعة لنفوذ قوات حفتر.
في حين أكد وزير الداخلية بحكومة الوحدة الليبية، عماد الطرابلسي، جاهزية الوزارة لتشكيل قوة أمنية متخصصة لحماية الحدود الجنوبية، وتنفيذ عمليات أمنية مكثفة لمكافحة الهجرة غير الشرعية، والتصدي لعصابات تهريب البشر، وتفكيك شبكاتهم.
"رفض حفتر"
في المقابل، رفض رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي، أسامة حماد هذه التهديدات من قبل الدبيبة والأولى له معالجة أوكار المهربين والمجرمين داخل العاصمة قبل التوجه إلى الجنوب، كون الواقع يشير إلى عدم سيطرة حكومته سوى على مقرها في طريق السكة داخل العاصمة طرابلس، وفق قوله.
وأكد رئيس الحكومة الموالية لحفتر أن "الادعاءات التي تروج لها حكومة الدبيبة حول ضرورة تنظيم وجود المهاجرين غير الشرعيين عبر إنشاء مناطق سكنية خاصة بهم خارج المدن ليست إلا الخطوة الأولى نحو عملية التوطين الفعلي، وهو ما يتناقض مع شعاراتها المعلنة ضد التوطين"، حسب قوله.
ما بين تهديدات الدبيبة ورفض حكومة حفتر.. هل يشهد الجنوب صداما مسلحا رغم وجود اتفاق وقف إطلاق النار؟
"فشل الدبيبة وضعف قواته"
من جهته قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، طلال الميهوب إن "الدبيبة عندما يتحدث عن سيادة الدولة وإحكام السيطرة على الحدود كان من الأولى له إحكام السيطرة على أقرب المنافذ لمقر حكومته، وأن هذه التهديدات بإرسال قوة للجنوب سيجد مقابلها الفعل على أرض الواقع وليس حصد نقاط على شبكات التواصل الاجتماعي.
وأكد في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أنه "لن يكون هناك قتال عسكري بين الشرق والغرب، كون الموجودون في الغرب الليبي ما هم إلا مجموعات تشكل ميليشيات تسترزق على المال الليبي وليس لديهم عقيدة الجيوش النظامية التي يأتمر أفرادها بأمر واحد، وعليه فلن تذهب هذه الميليشيات في اتجاه محاربة جيش نظامي مدرب ومجهز بشكل ممتاز (جيش حفتر) وهم يعرفون ذلك جيدا"، وفق كلامه.
وأضاف: "هذه التصريحات من قبل الدبيبة ووزير داخليته والتحريضات التي يقومون بها هدفها فقط كسر موجة غضب الشارع الليبي ضد حكومتهم بسبب مساعيهم لتوطين الأفارقة والمهاجرين الغير شرعيين"، كما رأى.
"عودة الاقتتال واردة"
في حين قال الباحث من الجنوب الليبي والمتخصص في الشؤون الأمنية، محمد السنوسي إنه " في ظل الانقسام السياسي العمودي في الدولة، وحالة عدم اليقين، والتوجس التي تسيطر على طرفي الصراع في ليبيا فإن حركة القوات الأمنية والعسكرية بين شطري البلاد دون ضمانات كافية، هي عملية محفوفة بالمخاطر بالنسبة للطرفين".
وأشار خلال تصريحه لـ"عربي21" إلى أن "أحد أهم مكاسب خليفة حفتر ومصادر قوته التفاوضية في أي تسوية سياسية، هو سيطرته الخالصة على جنوب ليبيا، المنطقة الهامة جيوسياسيا، فليس من السهل أن يسمح حفتر بأي قوات تشاطره السيطرة ما لم تكن تتبعه مباشرة، وتأتمر بأمره، ولن تجرؤ أي قوة من غرب ليبيا على التوجه للجنوب دون موافقة حفتر"، حسب تقديراته.
وأوضح السنوسي أن "عملية تأمين الحدود ليست مجرد قوات تنتقل من غرب البلاد إلى جنوبها، فهي عملية أكثر تعقيد مما يعتقد وزير داخلية حكومة الدبيبة، خاصة وأن تضاريس المنطقة صعبة وقاسية. ناهيك عن ضعف البنية التحتية بالمنافذ. وصعوبة تتبع مسالك الهجرة والتهريب، فالصحراء شاسعة ومترامية الأطراف.، لذا عملية تأمين الحدود والسيطرة على مسالك الهجرة والتهريب تحتاج إدارة استراتيجية مستدامة وليست استجابات طارئة ومؤقتة".
"تواجد حيوي"
وتابع الباحث في شؤون الأمن القومي أيضا: "لكن في ذات الوقت لو كانت وزارة داخلية حكومة الوحدة جادة في مواجهة تهديدات الهجرة غير النظامية، تبدأ عملية أمنية تهدف إلى تفكيك شبكات الهجرة والتهريب وتجارة البشر. فإذا نجت في ذلك يمكن أن تضرب هذه العصابات في مقتل. خاصة وأن هذه العصابات لها تواجد حيوي ومهم في مدن الساحل. من زوارة غرباً حتى الخمس شرقاً، مروراً بصبراته والزاوية. وكل هذه المدن تقع ضمن مناطق سيطرة حكومة الوحدة، أما فيما يتعلق بعودة الاقتتال بين الشرق والغرب فهو دائماً وارد وليست الهجرة السبب الوحيد لها"، كما صرح لـ"عربي21".
"تشكيل قوة مشتركة"
الصحفي من جنوب ليبيا، موسى تيهوساي قال إن "أي قوة لتأمين الحدود الجنوبية الغربية لليبيا لن تكون فعالة ومفيدة غلا إذا كانت موحدة ومدعومة من جميع الأطراف الليبية بشكل قوي، كون الحدود الجنوبية شاسعة للغاية وصعبة التضاريس مع تمرس شبكات التهريب في التخفي لتجاوز النقاط الأمنية".
وأضاف: "يحتاج الأمر تشكيل قوة مشتركة بعض الوقت لكنه أمر ممكن في حال اتفقت القوى الأمنية والعسكرية في جميع أنحاء البلاد على ذلك وتجاوزوا الخلافات السياسية وصراع النفوذ والسيطرة على الأرض وأن تكون إدارة هذه القوة مهنية لا توظف هذه الجهود لأهداف سياسية لأي طرف بعينه.
وتابع لـ"عربي21": "أيضا هناك أهمية كبيرة جدا لدعم إقليمي ودولي لهذا لان ملف الهجرة لديه جوانب أخرى سياسية معقدة حيث أصبح ضمن أدوات الصراع الغربي الروسي وعملت موسكو على مدى السنوات الماضية على إغراق أوروبا بالمهاجرين من آسيا وأفريقيا انطلاقا من ليبيا وهذا لا يزال مستمرا والسلطات الليبية شرقا وغربا لا تستطيع التعامل مع هذه المعادلة بشكل فعال، لكن أيضا عدم فعل أي شيء وترك الوضع كما هو الآن سيكون أمرا كارثيا لليبيا"، وفق تعبيره.