جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-10@14:19:33 GMT

لماذا اختارت "حماس" السنوار رئيسًا

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

لماذا اختارت 'حماس' السنوار رئيسًا

 

ناجي جمعة البلوشي

 

في الحقيقة هناك تساؤل يدور في ذهن الكثير من النَّاس حول اختيار حركة حماس ليحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي والممثل لرأس هرمها في وقت تقاتل فيه الحركة العدو الصهيوني في أرض غزة والتي لا يزال يرأس إدارة شأنها الداخلي حتى اليوم السنوار ذاته، كما إنه يعتبر القائد الأعلى لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة، وهذا الجناح لا يعمل ولا يتواجد إلا في غزة فقط، وبذلك يكون السنوار هو رئيس حركة حماس وحاكم غزة والقائد الأعلى للقوات العسكرية في غزة.

هنا يتعقد المشهد الذي وضعت الحركة السنوار فيه؛ لأنه يعني بصراحة أن غزة السنوار والسنوار غزة حتى وإن كان يقطنها أكثر من مليوني إنسان؛ فالوضع يقول إنَّ ما يرضي السنوار يرضي غزة وما يوافق عليه السنوار توافق عليه غزة؛ فالحركة تريد أن تضع الواقع هو الفيصل والحكم؛ فإن انتصر السنوار انتصرت غزة وإن هزم السنوار هزمت غزة، لذا فإن السنوار سيكون صارمًا في التفاوض وفي الميدان العسكري، ولا يمكن لأي طرف أيًا كان أن يضغط عليه حتى حركة حماس وممثليها في الخارج أو الضفة أو الوسطاء أو أمريكا أو الداعمين للحركة.

السنوار الآن يتحمل مصير الأرض والإنسان وليس حركة المقاومة الإسلامية فقط، كما إن الحركة تنظر إلى المصالحة الأخيرة التي وُقِّعَت في الصين بين جميع الفصائل الفلسطينية نظرة مغايرة عما ينظر إليها المراقبون فالحركة ضحت برجالها ونسائها وقادتها، وكل ما تملك من الغالي والنفيس، وتستحق مع هذا كله أن تحصل على ما يقابله من تقدير من الجمهور الفلسطيني الذي سيكن لها كل التقدير والاحترام إذا ما حصلت فلسطين على استقلالها وعلى الدولة التي طال انتظارها فترشيحه لرئاسة الوزراء أو ترشيح الحركة له بعد أن تحصد نتاج كل ما قدمته لهذا المنصب سيجعل الحركة محل تقدير من الشعب الفلسطيني، وهذا أمر مشروع تسعى لبلوغه الحركة.

كما إنَّ السنوار عندما يكون رئيسًا لحماس في هذا الظرف يجعل منه أيقونة المقاومة ونبراسها فلا يمكن أن يتجاهله فلسطيني فاليوم الدول جميعها تسعى في أن تضع حل الدولتين محل جد ونهاية للمشهد الذي طال انتظاره، وهذا يعني أن حركة المقاومة قامت بما لم يقم به غيرها من الحركات، وتجريدها من المشهد السياسي إلى المشهد الذي ترتضيه إسرائيل وغيرها من الدول الموالية في أن يقود فلسطين رئيس موالٍ لها؛ فهذا لن يكون محالًا، الحركة أيضًا وضعت كل ثقلها في السنوار ليكون المفاوض الأوحد فلا يرضى بما يصيغه الأمريكان والإسرائيليون؛ بل هو من سيفرض عليهم شروطه وإلّا لن يتوقف النزيف الإسرائيلي الذي طال أمده.

من الجانب الآخر، إسرائيل تفاجأت بتنصيب السنوار رئيسًا لحركة المقاومة الإسلامية حماس وهذا يعني لا مفر من شروط السنوار في التفاوض فهو يعرف الإسرائيليين كما يعرفونه، وإلّا فلا بُد من حسم المعركة ميدانيا وهذا صعب جدا على إسرائيل التي بات اسمها في محكمة العدل الدولية وهناك مطالبات في وضع رئيس وزرائها متساويًا هو والسنوار في طلبها لهم في جرائم الحرب، كما إن الاتحاد الأوروبي بدأ في مساواة إسرائيل المظلومة سابقًا في نظره بالفلسطينيين الذين وجدت أنهم على حق وأنهم يحتاجون إلى الدولة الفلسطينية التي هي حق مشروع، وهذا ما صرحت به بعض الدول الأوروبية الكبرى، وهو يعتبر ضغطا كبيرا على إسرائيل، وهناك أيضا الصين وروسيا ودول أخرى تضغط على إسرائيل للوصول إلى حل سلمي لا عسكري.

إيران وحزب الله وجماعة أنصار الله ومليشيات من العراق يشكلون ضغطًا متواصلًا على إسرائيل وأمريكا التي تفكر جيدا في مكانتها الأخلاقية التي وصلت إلى الانحطاط، بعد أن وصلت القضية الفلسطينة مقشرة إلى الإعلام الأمريكي والشعب الأمريكي؛ حيث قامت المظاهرات التي قادها طلاب الجامعات فلا يمكن لها أن تضغط على المحكمة الدولية في شأن إسرائيل لأن هناك دولا ستحاسبها على فعلتها المثل في مذكرة اعتقال الرئيس الروسي.

إذن السنوار سيكون قائدا للمرحلة بكل معنى أرتضته الحركة له وسيكون بطلا قوميا عربيا إسلاميا عالميا لكل أحرار العالم وهذا ما ترغب فيه فلسطين اتجاه إسرائيل فهو ليس من أولئك الذين تشوه عليهم إسرائيل إعلاميا أو بعض المتعاطفين معها ممن يسكنون الفنادق الفخمة والقصور في تلك الدول التي ترعاهم، كما أنها وأمريكا لا تستطيعان الضغط على الرعاة لإخراجهم من كنفها ودولها بل وليس بمقدورهما المساومة عليه في قتله كورقة سياسية قابلة للمناقشة أو حتى في اغتياله بمخطط العملاء والمتعاونين فهو في أرض القتال إما النصر أو الاستشهاد.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

لماذا تمسّك نتانياهو فجأة بمحور فيلادلفيا؟

يحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو العثور على طريقة لوضع حد لتظاهرات الاحتجاج على سياسته في غزة، والتودد إلى وزراء اليمين المتطرف ومنع حماس من إعادة التسلح.

صار الممر أيضاً درعاً سياسياً

ومضى حوالي أسبوع على العثور على جثث 6 من الرهائن الإسرائيليين الذين كانت تحتجزهم حماس، بعدما أمضوا 11 شهراً في الأسر، وقُتلوا قبل ساعات من محاولة إنقاذهم.
وأثار هذا الحدث موجة من الحزن في إسرائيل، حيث أقيمت جنازات مؤثرة وتفشى شعور باليأس.

تذكير ب7 أكتوبر

وكتب ياكوف كاتس في صحيفة "التايمز" البريطانية، أنه بالنسبة لإسرائيليين كثيرين، كان الألم تذكيراً بهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، عندما غزت حماس إسرائيل وقتلت 1200 وخطفت أكثر من 250 آخرين. ومع ذلك، فإن الغضب والإحباط لم يكن موجهاً هذه المرة فقط إلى حماس، وإنما في معظمه كان موجهاً ضد الحكومة الإسرائيلية.
وفي عيون الكثيرين، فإن الرهائن الستة جرى تجاهلهم من قبل قادتهم، الذين تركوهم يموتون في زنزانة لحماس.
وكان الرد سريعاً وشرساً، إذ نزل مئات آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع مطالبين رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، إما بالتنحي أو منح الأولوية لإنقاذ الرهائن على أية سياسة أخرى.

مخاطر سياسية

ورأى الكاتب أن الضغط على نتانياهو واضح. وهو يدرك المخاطر السياسية، خصوصاً وأن اثنين من الرهائن القتلى وهما هيرش غولدبرغ-بولين وكارمل غات- باتا رمزين عالميين.

وفي محاولة للتخفيف من ردود الفعل، عقد نتانياهو مؤتمرين صحافيين نادرين، لإدراكه أن الفشل في مخاطبة الرأي العام قد يجر إلى عواقب سياسية قاسية.
ولكن حتى لو كانت صفقة الرهائن معقولة وعلى الطاولة، فإنها تواجه ثلاث عقبات كبيرة بحسب الصحيفة. 

The Israeli prime minister is trying to find a way to end nationwide protests against his policies in Gaza, appease far-right ministers and prevent Hamas from rearming https://t.co/s3zp7rtxUX

— The Times and The Sunday Times (@thetimes) September 8, 2024

أولاً، هناك المسألة الأمنية. فبينما إنقاذ بقية الرهائن يعد أمراً حاسماً، فإن إسرائيل يجب أن تضمن أمنها على المدى البعيد. والصفقة المحتملة تتطلب من الجيش الإسرائيلي الانسحاب من ممر فيلادلفيا، الذي يمتد بين غزة ومصر. وتعتبر إسرائيل أن التخلي عن هذه المنطقة سيتيح لحماس معاودة التسلح وإعادة بناء قدراتها واحتمال توجيه ضربات مجدداً، وهو ما تراه مخاطرة استراتيجية كبيرة، بحجة أن إنقاذ الرهائن اليوم قد يعني المساومة على أمنها مستقبلاً.
ويتمثل التحدي الثاني في الثقة، فإسرائيل تلقت في السابق وعوداً لم يتم الوفاء بها. ففي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تم التوصل إلى وقف للنار على أساس تفاهم يقضي بإفراج حماس عن كل النساء والأولاد. لكن في اليوم الأخير، غيرت حماس الشروط بإحتفاظها بعدد من النساء، والخوف الآن أن تنكث حماس بوعدها مجدداً.
والعقبة الثالثة هي سياسية. إذ أن نتانياهو، على رغم سمعته كمتشدد، فإنه الأكثر اعتدالاً في ائتلافه الحكومي. وقد أبدى اهتماماً باتفاق محتمل، لكنه يواجه تهديدات من الداخل. فقد أكد وزيرا اليمين المتطرف بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير بوضوح أنهما سيسقطان حكومة نتانياهو في حال وافقت على وقف للنار لا يشمل القضاء على حماس، وضمن هذا الإئتلاف، فإن النقاش في صفقة من الممكن أن يكون ضربة قاضية لنتانياهو.

قيمة استراتيجية

ويتساءل الكاتب: "لماذا أصبح ممر فيلادلفيا قضية بهذه الأهمية؟" ويجب قائلاً: "رغم أهمية المحور الاستراتيجية إلا أن نتانياهو جعله درعاً سياسياً، فمن خلال التركيز على أهميته، يمكنه تبرير تعطيل صفقة قد تبدو تنازلاً لحماس، وهو موقف يلقى دعماً واسعاً بين قاعدته اليمينية التي تفضل تدمير حماس بالكامل على إعادة الرهائن فوراً".

ويضيف الكاتب "مع ذلك، يتزايد الشعور بالغرابة حول موقف نتانياهو. طوال الفترة التي شغل فيها منصب رئيس الوزراء منذ فبراير 2009، باستثناء 18 شهراً، شنت إسرائيل ثلاث عمليات كبيرة في قطاع غزة، لكنه لم يرسل قوات إلى القطاع إلا مرة واحدة ولم يكن ممر فيلادلفيا جزءاً من تلك العمليات، وبدلاً من ذلك، كان نتانياهو وراء سياسة احتواء حماس، في محاولة للحفاظ على هدوء مؤقت، ولكن تبين لاحقاً أن هذه السياسة كانت قصيرة النظر وكارثية".  

Netanyahu looks to a corridor to escape his hostages dilemma https://t.co/svFG766MOH via ⁦@thetimes⁩

— Nino Brodin (@Orgetorix) September 8, 2024

وستظل ندوب هذا الصراع ماثلة، الأمر الذي يجعل من المستحيل تقريباً تصور مستقبل من السلام أو إعادة الإعمار ــ ليس فقط بالنسبة لإسرائيل، بل وأيضاً لغزة والعلاقة الأوسع بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

مقالات مشابهة

  • جدل واسع في الكنيست حول تسريب وثائق سرية لـ«حماس».. ما علاقة السنوار؟
  • السنوار يرسل برقية إلى جنبلاط ونجله
  • إسرائيل تنتظر خطأً واحداً من السنوار
  • الاحتلال يحقق في تسريب وثائق عن حماس تهدف لتشكيل الرأي العام في إسرائيل
  • غالانت ينتظر "خطأ" من السنوار وشقيقه للوصول إليهما
  • إسرائيل.. السلطات العسكرية تحقق في ملابسات تسريب وثيقة لحماس
  • لماذا تمسّك نتانياهو فجأة بمحور فيلادلفيا؟
  • غالانت يتوعد الأخوين السنوار
  • كيف اختير السنوار رئيسا لحماس وما التغييرات التي شهدتها الحركة؟
  • ماذا يجري بين السنوار وحزب الله؟ حماس تترقب!