سودانايل:
2024-10-03@18:25:42 GMT

انضمام كيكل إلى الدعم السريع … بُعد جديد !

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

معطيات:
لم يكن الذين أشعلوا حرب الخرطوم مدركين أنها ستنتقل من ميادين الوغى،إلى ميدان المفاهيم لتروي أطروحات قديمة تيبست في أضابير الأنفس فأحيتها من رميم ... ،أطروحات تشرئب من حين لآخر، فتثور ثائرة الخرطوم مزمجرة تُجيش جيوشها على حساب مشاريع التنمية التي تعطلت طويلاً وتشتري السلاح بسخاء لإخماد أي حركات مطلبية على نحو باطش دون معرفة الاسباب.

..أطروحات الظلم والتهميش والاستبداد والانتقائية أو مايطلق عليها دولة 56، هذه الدولة فيما يبدو أن قوى الهامش أجمعت على تفكيكها في العقول والأفئدة وذلك من خلال المخاطبات الحثيثة أمام الجنود الأسرى وبعض المواطنينن يدعونهم إلى إلى الكفر بدولة 56 مبشرين بقرب إندثارها وقيام دولة المواطنة المتساوية ...،فهذه الحرب منذ تفجرها إتسمت بالعنف الكثيف المستمر،فلم يسمع في أيامها الأولى غير صوت الرصاص والقصف الشرس المتبادل،فلا مجال للحديث إلا لأزيز الطائرات والقذائف والدانات...بيد أنها بدأت رويدا رويدا بعد مائة يوم ونيف تأخذ طابعاً خطابياً،فتتحول أحياناً إلى أركان نقاش يتوسطها قائد ميداني دعامي أو مخاطبات جماهيرية يعتليها قائد آخر للحديث خاصة في الاحياء الطرفية،ومن خلال ذاك الاتصال الجماهيري ، حاول الخطباء تسليط الضوء على بعض المفاهيم والمقولات المتغلغلة في الرؤس،وظلت تسري صامتة في جسد المجتمع السوداني على مدى سنوات عجاف ذاق فيها شعبنا مرارة البؤس والشقاء والتشرد في دول العالم وصار بعض شبابها طعاما لاسماك القرش فهضمهم بحلامهم بواقع جديد في أروبا، ظلت بعض القضايا محرم على المواطنيين الحديث عنها جهرةً ،فغالبا ما يتداولها المهتمون بالشأن العام في جلسات أنسهم الخاصة فيتباوحون الأسى والزفرات....،ربما لاحظ الجميع وتابع المخاطبات التي يقوم بها بعض القادة الميدانيين للدعم السريع،ابرزهم المك أبوشوتال الذي إنضم مؤخراً لهذه القوات، وايضاً المقدم الفاتح قرشي وغيرهما،ولعل الحديث عن دولة 56 شكل قاسماً مشتركاً لأحاديثهم أمام الناس ،غير أن إنضمام أبوعاقلة محمد أحمد كيكل إلى قوات الدعم السريع في إعلان داوٍ الاثنين الماضي مرتجلاً خطبة حماسية يحفه جنده ورهط من قوات الدعم السريع الذين لم يكفوا عن التهليل والتكبير رافعين البنادق إحتفاءاً به ،فالرجل في حديثه حمّل الإسلاميين وزر إشعال الحرب،ودلف في الحديث عن الظلم الواقع على المهمشين في السودان في كل جنباته.ودعا إلى تفكيك دولة 56 الظالمة كما أسماها.
إن إنضمام كيكل يعطى بعداً جديداً للحرب ويشكل ضربة عاصفةلكل الذين ظلوا يؤكدون بإستمرار عدم سودانية منسوبي الدعم السريع هاهو إبن البطانة العريقة يعلن إنضمامه اليهم، تحدث الرجل وتسآءل ممتعضاً كيف لرجل غير سوداني أن يصبح نائبا للرئيس ؟... مستنكراً حديث من يقولون بأن الدعامة ليسوا بسودانيين.
يعطي إنضمام كيكل قائد قوات درع السودان - الذي كان محسوباً على الإسلاميين - يعطي مزيدا من البعد القومي لقوات الدعم السريع إلى جانب المك شوتال ،وهذه التطورات من شأنها سحب العديد من الكروت من يد الذين أشعلوا هذه الحرب،وأهمها كرت عدم قومية قوات الدعم التي ظلوا يلوحون بها لكسب التأييد والتعاطف...ظنا منهم ان ذلك سيشكل دافعا قويا يسند إصرارهم على استمرار الحرب مهما كلف وحتى ولو اريقت كل دماء السودانيين ...أو كما كان يقول الإسلاميون طوال الثلاثين عام وهاهى أمانيهم قد تحققت ..!
سيعطي أيضاً إنضمام الرجل دفعة معنوية وعسكرية قوية لقوات الدعم السريع ويقوي مركزها التفاوضي ،خاصة إذا فكرت قيادة الدعم إلحاق أبوشوتال وكيكل إلى اي مفاوضات قادمة في حال إستئنافها ،أما إذا قررت قيادة الدعم تنصيبهما نائبين لحميدتي فمن شأن ذلك إعطاء المزيد من الزخم والتأيد في مناطق أخرى بعيدة عن مناطق الحواضن التقليدية للدعم السريع ...
كل هذه المعطيات تعتبر مؤشراً قويا على اتساع رقعة المؤيدين للدعم السريع في مناطق نفوذ كيكل وابوشوتال،وربما قد تضرم مزيداً من نيران الحرب لا سيما أنها قد تفتح مياديين جديدة للقتال في مناطق ربما مازالت خارج دائرة ميادييين المعارك الحالية،فضلا عن ذلك، فانها لا تبشر بتاتا ً بنهاية قريبة للحرب البغيضة.

msharafadin@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع دولة 56

إقرأ أيضاً:

عتاب وتساؤلات مفتوحة في بريد السيد مني أركو مناوي

السيد مني أركو مناوي، رئيس حركة/جيش تحرير السودان، "حاكم إقليم دارفور"
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما تعاظمت إرهاصات المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وعندما دنت سحائب الحرب من سماء الخرطوم، وفي لحظات الصدق من النفس، في فيديو مهم، وجهتم نصيحة غالية وصادقة للفريقين البرهان وحميدتي بعامية، قائلا فيما معناها: "أخوانا في القوات المسلحة، وأخوانا في الدعم السريع، أن الصراع المتصاعد، والذي نرى رويدا رويدا مستويات التحشيد العسكري ترتفع، والتحريض الداخلي من بعض الناس من الدولة القديمة يتزايد، ومن الهاويين للدولة الجديدة والذين يستثمرون في هذا الخلاف، نقول لكم أن هذه الخرطوم ستكمل وستفنى، قائلا، هذه الخرطوم حبيبتنا، وأرضنا، وأمنا وعاصمتنا، أن هذه الخرطوم مكاننا الذي يجمعنا كلنا، محذراً من التفريط فيها، والغناء بعد فوات الأوان: "في رمشة عين بعدوكِ يا حبيبة" مذكراً بأن المحرضين على المواجهة، لا يعرفون الحرب، وأنهم قد حاربوا بشرف بعيداً عن المدن والنساء والأطفال، وبعيداً عن المؤسسات الحيوية، في الجبال والأحراش، محذراً المحرضين والمستثمرين في الخلاف بين الرجلين، بأنهم أول من يلوذون بالفرار إذا اندلعت الحرب، وقد لا يجدون وسيلة للمغادرة والنجاة. مضيفاً أن الاستثمار في الخلاف، سيدمر البلد، وهو لا يريد تدمير البلد.
وقد ناشدتم القوات المسلحة والدعم السريع بعدم التحشيد في الخرطوم، لأنها تخص الجميع، فيها كل التاريخ، وجميع الشهداء، وكافة أمكانيات السودان،
ذاكراً، أنك لن تنصحهم بالمواجهة خارج الخرطوم، وإنما تنصحهم بعدم المواجهة، مضيفاً، "إذا أصبح الشكل عليكم فرضا، كلمونا عشان نخش وسطكم"
وهذه هي النقطة التي نود التركيز عليها، لأنها ثبتت موقفكم الحيادي مبكرا واستباقاً، في حال اندلاع مواجهة حتمية بين الجيش وقوات الدعم السريع. وقد حدث إلا أنك، طرحت ما وعدتم به لحظة صدق من النفس عرض الحائط!
السيد مني، هذا الموقف، إن قدر لكم الثبوت عليه، المثابرة والإصرار على روح الوساطة، والاحتفاظ بالمسافة الأخوية بين قائد الجيش وقائد الدعم السريع، لا يساورنا شك أن مجريات الحرب الحالية ستكون مختلفة، ليس لثقل قواتكم بالطبع، ولكنه بتخليكم عن الحياد، أصبحتم جزاءً من حرب، ليست حربكم، ولستم طرفا فيها في الأصل، فزدتم لها الحطب، وأضفتم لها الوقود، وساهمتم في ضراوتها، وعقّدتم من أبعادها. الحياد، الذي أعلنتم عنه مبكراً، كان سيضمن مستقبلاً لحركتم، بسهولة توفيق الأوضاع مع كافة السيناريوهات المتحملة لمآل الحرب الضروس.
السيد مني،
كم هو عار، أن يكون المرء "حجّازاً بين متحاربين، ويتضح أنه كان مخادعا، يدعي الحياد لتمكين أحد الأطراف من التقاط أنفاسه، وتعزيز قدراته القتالية، ثم فجأة، ينتقل للقتال إلى جانبه؟ من ذا الذي بإمكانه أن يسامحك في هكذا تصرف، إن كان منتصراً أو مهزوماً!
لو أنكم قد إنحزتم للقتال إلى جانب قوات الدعم السريع، قد لا تجد من يلومكم، لأن الشعار الذي يرفعه قائد قوات الدعم السريع، ربما بإمكانكم القول أنه يتسق مع مانفست حركته (تحرير السودان من الهيمنة المركزية)، ولأن الفريق البرهان وأعوانه من كتائب الإسلاميين، هم من أشعل هذه الحرب، وهم من يرفضون الجلوس للتفاوض ويصرون على مواصلة القتال لمئة عام، هذه مبررات كافية لانحيازكم لصف قوات الدعم السريع، إذا غلبكم البقاء على الحياد (المخاتل).
السيد مني،
يضاف إلى ما سبق أنكم، قد خسرتم من قبل في أبوجا رفيقكم في الدرب والسلاح المناضل المبدئي عبدالواحد محمد، ووضعتم يدكم في يد قادة المؤتمر الوطني، الذين يتحكمون في قرارات قادة الجيش الحالي، قد غدروا بكم، وقتلوا قواتكم شر قتله في حي المهندسين، ثم اضطررتم مغادرة القصر الجمهوري، لاستئناف القتال مرة أخرى، فلم لا تتعظ من تلك التجربة الفاشلة؟ ولم تدخل رأسكم مرة أخرى في نفس الجحر؟ لتلدغ لا محالة لدغة أخرى، ربما تكون هذه مميتة هذه المرة،
جاء في الأثر النبوي الشريف "لا يلدغ المؤمن من جحرٍ واحدٍ مرتين"
وما المقصود "بالسودان" الذي تعاهدتم على تحريره، حسب تسمية حركتكم (حركة/ جيش تحرير السودان) وهل تم تعديل "مانفست" الحركة، قبيل الانخراط في القتال في صفوف الجيش السوداني؟
والسؤال الذي نطرحه، عليكم السيد مني أركو مناوي، ما هي مبرراتكم، لمغادرة موقف الحياد، الذي أعلنت عنه، مبكراً، وقد أشاد به العقلاء من الناس، ومن ثم تواثقت عليه مع مكونات وأطراف أخرى مهمة، بما فيها قوات الدعم السريع؟
وماذا جنيتم حتى الآن من خوض غمار الحرب في صفوف الجيش السوداني، ضد قوات الدعم السريع؟ وأنت أول من يعلم، أن كليهما قوات نظامية، بنص وثيقة ثورة ديسمبر المجيدة، ووفق قوانين القوات المسلحة السودانية؟ وكم ممن تثقون في رجاحة عقولهم، أسدوا لكم النصح، بأن هذه الحرب، ليست حربكم، وأنتم تعلمون أطرافها الظاهرة والخفية، ومن أشعل فتيلها، وما هي غاياتهم منها ومن الذي يصر عليها، ولماذا؟
هل أفلحتم في إيفاق اكتساح قوات الدعم السريع لولايات جديدة منذ أرسال قواتكم للصفوف الأمامية، نيابة عن الجيش، وإلى متى تعتقد باستطاعة قواتكم الصمود في الفاشر؟
السيد مني،
لقد رفضتم خلال مخاطبتكم المشار إليها قبيل اندلاع حرب 15 أبريل تدمير الخرطوم، إلاّ أنكم أصبحتكم سبباً في تدمير الفاشر، وقلت أن الشجعان، لا يحاربون أمام الأطفال ووسط النساء والشيوخ، وفي أحياء المدن، وإلاّ أنكم فعلتم ذلك في الفاشر!
أتنه عن خلق وتأتي مثله X عار عليك إذا فعلت عظيم
فقد بدأ التدمير الفعلي لمدنية فاشر السلطات بعد مغادرة "المشتركة" موقف الحياد، والانخراط في القتال في صفوف الجيش الفاسد، والفضيحة ستكون "أب جلاجل" إن تم تحرير الفاشر، وكل المؤشرات تؤكد قرب هذا الحدث المزلزل.
من المعلوم أن لحركة "جيم" تار قديم، وغبن مرير مع قوات الدعم السريع لم يدفن بعد، ومن حسن الطالع، خرجت حركتكم من حرب دارفور، معافاة إلى حد كبير من مثل هذه الاحتقانات السياسية، وكان الأولى أن تستثمر هذه الوضعية، لصالح أطفاء نيران الحرب، أو تقليل ضراوتها، والاحتفاظ لحركتكم بمستقبل ما بعد الحرب، لكن بكل أسف، يبدو أن د. جبريل "لعب بيكم سياسة" وأوردكم مرود الهلاك، في غير غبينة، والمال لن يعوضكم هذه الخسارة بكل تأكيد.
لا نظن أن الأوان قد فات، لتصحيح هذا الموقف، لكن الإصرار على المضي قدماً في الموقف الخاطئ، حماقة، كلفتها فاضحة. مالكم ومال ما سميت بـ "حرب الكرامة" الكيزانية المضللة!
أخوكم/ إبراهيم سليمان
المملكة المتّحدة/ 29 سبتمبر 2024
//إقلام متّحدة ــ العدد ــ 169//


ebraheemsu@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • إنهيار مليشيا الدعم السريع في الخرطوم ودارفور
  • القوة المشتركة تعلن تحقيق “انتصار ساحق” على قوات الدعم السريع .. والأخيرة تنفي مؤكدة أنها هي من ألحقت تلك الأضرار بالطرف الآخر
  • حركات الكفاح:الجيش السوداني يحقق انتصارا ساحقا على قوات الدعم السريع في واحدة من أكبر المعارك
  • بالفيديو.. بعد انتصارات الجيش الأخيرة.. قيادي بارز بالدعم السريع ينهار في البكاء ويلوح بالانسحاب وساخرون: (أجي يا البكاء وبالنسبة لشندي القلتوا ماشين ليها والحكامة المنتظراكم حفيانة؟)
  • “القوة المشتركة” تزعم هزيمة الدعم السريع في شمال دارفور والأخيرة ترد بنفي الخسائر
  • حلفاء للجيش السوداني يعلنون تحقيق انتصار ساحق على قوات الدعم السريع
  • الجيش يقصف مواقع الدعم السريع بالخرطوم ويخوض معارك بالجنينة والفاشر
  • عتاب وتساؤلات مفتوحة في بريد السيد مني أركو مناوي
  • وزير العدل يعلن عن فقدان بيانات الدولة منذ 1902 بيد “الدعم السريع” ويلعن استعادة 80% منها
  • الحديث ان حرب الدعم السريع هي ضد المواطن وليس ضد الجيش امر لايمكن مغالطته