حماس تحمّل واشنطن مسؤولية المجازر في غزة
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
حمّلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الإدارة الأميركية المسؤولية المباشرة عن المجازر الوحشية في قطاع غزة، داعية الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومجلس الأمن الدولي إلى التدخل لوقف الإبادة الجماعية، وذلك في أعقاب مجزرة مدرسة التابعين أمس السبت.
وقالت الحركة في بيان إن "جرائم الحرب والإبادة الموصوفة التي تمارسها حكومة الاحتلال في قطاع غزة لم تكن لتتواصل لولا الدعم الذي تمنحه لها عواصم غربية وعلى رأسها واشنطن، سياسيا وعسكريا".
ودعت حماس جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى عقد اجتماع عاجل واتخاذ قرارات فاعلة تقود إلى وقف العدوان على غزة وإلى قطع أي علاقات سياسية أو تجارية أو تطبيعية مع الاحتلال.
كما دعت إلى تنفيذ قرارات القمة العربية الإسلامية التي عقدت في الرياض يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بكسر الحصار وإدخال المساعدات إلى غزة.
وكذلك، دعت حماس مجلس الأمن الدولي إلى عقد جلسة طارئة واتخاذ قرار تحت الفصل السابع يلزم الاحتلال بوقف العدوان والإبادة الجماعية.
دعوة لتحقيق دولي
وطالبت حماس المنظومة القضائية الدولية بإرسال لجنة تحقيق دولية لتأكيد مسؤولية حكومة وجيش الاحتلال الكاملة عن مجزرة مدرسة التابعين وكل المجازر بحق المدنيين العزل، وفقا للبيان.
واستشهد أكثر من 100 فلسطيني من النازحين في مدرسة التابعين بحي الدرج بمدينة غزة، عندما استهدفتهم قوات الاحتلال بـ3 صواريخ أثناء أدائهم صلاة الفجر في المدرسة، مخلفة مشاهد مروعة.
وتواصلت اليوم الأحد عمليات انتشال أشلاء الشهداء، وقال مراسل الجزيرة إن بعض النازحين الذين كانوا في المدرسة نزحوا إلى أماكن أخرى.
من جانبها، أكدت حماس في بيانها أن الاحتلال لن يفلح من خلال هذه الجرائم الوحشية في كسر إرادة وثبات الشعب الفلسطيني ومقاومته، مشيرة إلى أن هذه المجازر تهدف للترويع وإخضاع الفلسطينيين ودفعهم للهجرة عن أرضهم والتخلي عن خيار المقاومة.
ودعت الحركة "شعوبنا العربية والإسلامية وأحرار العالم، إلى تصعيد الحراك والتضامن مع شعبنا الفلسطيني، والعمل بكافة الوسائل لوقف المذبحة المتواصلة بحق الأطفال والنساء والشيوخ، والانتفاض في الشوارع والميادين".
وتواصل إسرائيل حربها على غزة بدعم أميركي منذ أكثر من 10 أشهر، وقد وصفها خبراء دوليون بالإبادة الجماعية حيث استشهد وأصيب وفقد عشرات الآلاف، معظمهم أطفال ونساء، ومحيت عائلات بأكملها من السجل المدني، ودمرت قرابة 70% من البنية التحتية المدنية من منازل ومدارس ومستشفيات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
تحولات كبرى في 2024.. ومن واشنطن يرصد حصاد عام استثنائي
وللوقوف على تأثيرات هذه الأحداث على المنطقة والعالم استضافت حلقة خاصة من برنامج "من واشنطن" -الذي يبث على منصة "الجزيرة 360"- الناشط الحقوقي الأميركي من أصول مصرية شريف منصور الذي عمل سابقا في لجنة حماية الصحفيين بنيويورك، لمناقشة أبرز الأحداث والتطورات.
وفيما يتعلق بملف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، توقع منصور استمرار عمل المحكمة الجنائية الدولية رغم التهديدات الأميركية، مشيرا إلى احتمال فرض الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب -بعد تنصيبه- عقوبات على المحكمة كما فعل سابقا في قضية أفغانستان.
وأضاف منصور أن المحكمة ستواصل عملها بدعم من جنوب أفريقيا وبعض الدول الغربية، مثل أيرلندا وإسبانيا وبلجيكا.
وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان طلب في 20 مايو/أيار الماضي إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" ارتكبها الجيش الإسرائيلي في حربه على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
كما شهد عام 2024 مقتل العديد من الصحفيين في غزة، من بينهم مصور الجزيرة أحمد اللوح.
في المقابل، حصل مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح على جائزة جون أوبشون لنادي الصحافة الوطنية بواشنطن اعترافا بتضحيته الاستثنائية في خدمة حرية الصحافة.
إعلانوفي كلمة خاصة للبرنامج، أكد الدحدوح على رمزية الجائزة التي تدل على أن الصحفيين الفلسطينيين ليسوا وحدهم في هذه المأساة.
دموع إنسانية
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف مساء الأربعاء 25 أكتوبر/تشرين الأول 2023 منزلا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة لجأت إليه عائلة الدحدوح، على اعتبار أنه من المناطق الآمنة، حيث طلب الاحتلال من سكان غزة النزوح جنوبا لتجنب القصف.
وبعد استشهاد عائلته قال الزميل الدحدوح "من الواضح أن مسلسل استهداف إسرائيل الأطفال والنساء والمدنيين مستمر"، مضيفا أن الاحتلال "استهدف عائلتي في منطقة بعيدة عن شمال غزة الذي طلب جيش الاحتلال إخلاءه"، وقال "بنتقموا منا بالأولاد، دموعنا دموع إنسانية وليست دموع جبن وانهيار، فليخسأ جيش الاحتلال".
من جهته، علق مدير مركز حرية الصحافة في نادي الصحافة الوطنية بواشنطن بيل مكارن على أهمية هذا التكريم، مؤكدا أن الديمقراطية الأميركية تعتمد على إعلام الجمهور الذي يقرر اختياراته، وأن غياب تدفق المعلومات يجعل من المستحيل ممارسة الحكم بالطريقة المبتغاة.
وفي سياق متصل، أحيا سقوط نظام الرئيس بشار الأسد الأمل بشأن مصير الصحفي الأميركي أوستن تايس الذي اختفى في سوريا قبل 12 عاما.
وكان الصحفي اختفى في سوريا يوم 14 أغسطس/آب 2012 أثناء تغطيته أحداث الثورة السورية، واتهمت واشنطن حينها نظام الرئيس المخلوع الأسد بالمسؤولية عن اختفائه.
تناقض الصحافة الغربية
وفي حديث خاص للبرنامج كشفت شقيقة تايس أن أخاها كان مهتما بمحنة الأطفال والشعب السوري، وأنه ذهب إلى سوريا في عام 2012 للتأكد من وصول الحقيقة إلى العالم.
وفي تقييمه لدور وسائل الإعلام في تغطية الحرب الإسرائيلية على غزة، أشار منصور إلى وجود تناقض واضح في تعامل الصحافة الغربية مع القضية، إذ برز التفاوت في مستوى التضامن بين الصحفيين الأوكرانيين والفلسطينيين.
إعلانولفت إلى أن الجزيرة كانت المؤسسة الإعلامية الدولية الوحيدة التي رفضت الرقابة الإسرائيلية على المحتوى.
وأفردت الحلقة فقرة لمداخلة للناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية الجنرال باتريك رايدر مع البرنامج تحدث فيها عن منظور إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لتطورات الحرب على غزة، في ظل اتهامات توجه إلى الإدارة بتوفير الغطاء العسكري والسياسي والدبلوماسي لإسرائيل في حربها.
26/12/2024