نيوزيمن:
2025-04-27@03:02:17 GMT

ولادة مشوَّهة لحكومة ذراع إيران في صنعاء

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

بعد 11 شهراً، خرجت ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، بحكومة إرهابية بامتياز عقب تعيين القيادي أحمد غالب الرهوي، أحد القادة المتورطين في تجنيد الأطفال رئيسياً لما أسموها حكومة "التغيير والبناء".

ولادة مشوَّهة للحكومة التي قال عنها زعيم الميليشيات إنها تأتي ضمن ما أسماها "التغيرات الجذرية" عقب الإطاحة بحكومة الانقلاب التي كان يترأسها عبدالعزيز بن حبتور في سبتمبر العام الماضي.

حيث يؤكد التعيين أن الحكومة الحوثية الجديدة ما هي إلا تبادل أدوار لاستكمال قبضة الميليشيات على مفاصل الدولة من القواعد الدنيا إلى العليا.

وظلت الميليشيات الحوثية تماطل في تسمية رئيس الحكومة الجديد، في حين أن مخططاً آخر كان يُدار خلف الستار والمتمثل في تعيين الكثير من المسؤولين الحكوميين والموظفين الموالين لهم داخل القطاع العام. هو ما يؤكد أن تعيين القيادي الرهوي ما هو إلا تحصيل حاصل لاستكمال الأدوار وتمرير المشروع الطائفي الذي يهدف إلى تدمير اليمن وليس لإنقاذ وانتشال من الوضع المزري كما يحاول زعيم الميليشيات الحوثية تصويره.

ورئيس الحكومة الحوثي ينحدر من محافظة أبين، وهو عضو لجنة دائمة حزب المؤتمر الشعبي العام- جناح صنعاء الموالي للميليشيات الحوثية. وهو أحد أبرز الأدوات التي يستخدمها الحوثيون داخل الحزب لتفكيكه وتمزيقه خصوصاً عقب اغتيال زعيم الحزب الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح. كما وُجهت اتهامات كثيرة للرجل بالوقوف وراء عملية تفكك الحزب وتمزقه وتخبط قراره، وكذا تورطه في حملة الاعتقالات التي طالت الكثير من قواعد حزب المؤتمر ووضع قياداته تحت الإقامة الجبرية.

وفي العام 2021، كشف تقرير حقوقي صادر عن منظمة ميون لحقوق الإنسان، حقيقة الرجل وما يقوم به من خلال ضم اسمه إلى قائمة اللائحة السوداء المتورطة في عملية تجنيد أطفال اليمن والزج بهم في محارق الموت. حيث احتل الرهوي المرتبة العاشرة في القائمة التي تضم 125 قيادياً مرتبطين بزعيم الحوثيين ويتولون مباشرة تجنيد الأطفال والزج بهم في جبهات القتال. القائمة التي أعدتها المنظمة الحقوقية المعنية بمراقبة تجنيد الأطفال خلال الحرب في البلاد جاءت بتنسيق مع جهات أممية، وهو ما يؤكد أن الرجل تحت المهجر الحقوقي على مستوى العالم.

الولادة الصورية للحكومة الحوثية الجديدة، لقيت انتقادات واسعة من قبل سياسيين وكُتاب في اليمن حتى من الموالين للميليشيات الحوثية، الذين وصفوا القرار بأنه ليس تغييراً جذرياً كما تم الترويج له من قبل زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي في خطاباته المتكررة، مشيرين إلى أن ما حدث هو تبادل أدوار، وأن الأوضاع المتدهورة سوف تستمر.

وقال الكاتب والسياسي، آزال جاوي، في تغريدة له على صفحة في "إكس"، إن تعيين الرهوي رئيساً للحكومة ليس تغييراً جذرياً كما وعد زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي، واصفاً التعيين بأنه جرعة تخديرية وعلى طريقة "ديمة وخلفوا بابها".

ومخاطباً الحوثي: أين الجذري؟! هناك "تغيير" لكن ليس هناك "جذري"، سيستمر الوضع المزري، كون تسمية رئيس الحكومة الجديدة من نفس المنظومة وبنفس العرف المتبع منذ سنوات وبنفس منطق المحاصصة القاضي بأن يكون رئيس الحكومة مؤتمرياً ومن الجنوب".

وأشار إلى أن "الأمور تسير بنفس النمطية ونفس العقلية وبنفس التكرار، ثم يريدوننا أن نتوقع نتائج مختلفة عن السابق؟!". وأوضح أن "الرهوي لم يكن فعالاً وهو في المجلس السياسي الأعلى، فكيف سيكون فعالاً وهو رئيس الحكومة"؟! وأضاف: "الأمر ذاته ينطبق على ابن حبتور، لكن بشكل معكوس".

في حين عضو مجلس نواب صنعاء، أحمد سيف حاشد، وصف القرار بأنه قرار تشكيل حكومة تغيير وبناء "مشاطية". في إشارة إلى من قام بإصداره القيادي الحوثي "مهدي المشاط" رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى.

وقال حاشد على حسابه في موقع "إكس": "لا تغيير ولا بناء، ولا رواتب، ولا حيلة، كله وهم على وهم، والأيام بيننا"، مضيفاً: " أي حكومة تأتي ولم يكن من أولوياتها صرف المرتبات وتحسين معيشه الناس مرفوضه ولا داعي تكسروا رؤوسنا بالتغيير والشعارات المزيفة".

بدوره الكاتب والسياسي محمد المقالح قال إن المشكلة ليست في تبديل المواقع والأشخاص بل في الخط العام للسلطة الحاكمة- في إشارة إلى سلطة الحوثيين المسيطرة على الوضع، مضيفاً: "ما يجري لن يحدث فرقاً".

وقال في تعليقه على قرار تعيين الرهوي رئيساً للحكومة في صنعاء: "لو سألت نفسك ما الفرق إذاً بدلت أحدهما مكان الآخر لما وجدته. وطالما أن أحدهما لم يحدث فرقًا في موقعه السابق فلن يحدث فرقًا في موقعه اللاحق، نقطة من أول السطر". وأضاف: "المشكلة ليست في تبديل مواقع البيادق بل في الخط العام للسلطة، وعليها أن تمتلك إرادة التغيير أولًا، وأن تعطي من تكلفه السلطة الكافية لتنفيذها".


المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: رئیس الحکومة

إقرأ أيضاً:

الكشف عن الأهداف التي طالها القصف الأمريكي في صنعاء اليوم

مقاتلات أمريكية (وكالات)

في تطور ميداني يعكس تصعيدًا عسكريًا لافتًا، شنت مقاتلات أمريكية، فجر اليوم الخميس، تسع غارات جوية استهدفت مناطق شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، في إطار ما وصفه مراقبون بأنه حلقة جديدة من التصعيد المزدوج الذي تتعرض له البلاد من قبل القوات الأمريكية والإسرائيلية، في ظل تزايد الدعم اليمني للقضية الفلسطينية وقطاع غزة.

وبحسب مصادر محلية، فقد استهدفت ست غارات جوية منطقة "براش" الواقعة شرقي جبل نقم، وهي منطقة تشهد بين الحين والآخر نشاطًا عسكريًا محدودًا لجماعة الحوثيين. كما طالت ثلاث غارات عنيفة جبل نقم نفسه، وسط سماع دوي انفجارات ضخمة في أرجاء العاصمة، ما أثار حالة من الهلع في أوساط السكان المدنيين.

اقرأ أيضاً تصعيد أمريكي غير مسبوق: أكثر من 20 غارة على 5 محافظات يمنية خلال ساعات 24 أبريل، 2025 انهيار قياسي جديد للريال اليمني.. الدولار يلامس سقفًا غير مسبوق في عدن اليوم 24 أبريل، 2025

هذه الضربات الجوية تأتي بعد أقل من 24 ساعة على غارات إسرائيلية شنتها طائرات حربية على محافظة صعدة شمال البلاد، والتي شهدت تسع ضربات جوية استهدفت مواقع متفرقة، وفق ما أفادت به مصادر إعلامية.

وتأتي هذه الهجمات في سياق متواصل من الضغوط العسكرية التي تمارسها واشنطن وتل أبيب على قوات صنعاء، في محاولة – كما ترى أوساط سياسية – لثنيها عن موقفها المناصر لفلسطين، لا سيما بعد تصاعد الهجمات التي تنفذها جماعة الحوثيين ضد المصالح الإسرائيلية والغربية في البحر الأحمر وخليج عدن.

وتعتبر صنعاء أن دعمها لغزة هو "جزء من واجبها القومي والديني"، وقد تبنّت منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع سلسلة من المواقف والخطوات التصعيدية، شملت تهديد الملاحة الإسرائيلية وشن هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ بعيدة المدى.

الضربات الجوية الأخيرة أثارت موجة استنكار واسعة في الأوساط الشعبية والرسمية داخل اليمن، حيث اعتُبرت الهجمات انتهاكًا صارخًا للسيادة الوطنية، واستمرارًا لما تصفه صنعاء بـ"العدوان الأمريكي-الإسرائيلي المشترك" على الشعب اليمني.

منظمات حقوقية نددت أيضًا بما أسمته "الاستهداف المتعمد للأحياء السكنية"، مشيرة إلى أن العديد من هذه الضربات تخلف أضرارًا كبيرة في الممتلكات، وتؤدي إلى سقوط ضحايا من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، ما يفاقم الوضع الإنساني المتدهور أصلًا في البلاد.

مقالات مشابهة

  • مقتل جنود حكوميين جراء قصف لجماعة الحوثي شرقي اليمن
  • مقاتلات أمريكية تضرب معاقل الحوثي في صنعاء وصعدة ومأرب… ومقتل قيادات عسكرية
  • عاجل .. غارات أميركية بقنابل خارقة للتحصينات تدك مواقع مليشيا الحوثي بالعاصمة صنعاء واستهداف لمنازل قيادات حوثية
  • هذه آلية تعيين مدير عام الضمان الاجتماعي
  • تعيين الدكتور أحمد المحلاوي مديرًا لمستشفى نجع حمادي العام
  • غروندبيرغ يلتقي مسؤولين عمانيين وقيادات الحوثي في مسقط ويطالب بالإفراج عن الموظفين الأمميين في صنعاء 
  • اعتقالات وإجراءات أمنية تواكب محاكمة زعيم المعارضة بتنزانيا
  • وزير الدفاع اليمني: ''الحوثي يتلقى الأوامر مباشرة من إيران ولا بد من دعم القوات المسلحة لإستعادة الدولة''
  • الكشف عن الأهداف التي طالها القصف الأمريكي في صنعاء اليوم
  • جماعة الحوثي تعلن إحصائية أولية لضحايا الغارات الأمريكية على صنعاء وصعدة