لجريدة عمان:
2024-09-10@14:13:32 GMT

«يا نسيم الريح قولي للرشا»

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

بعض الأغاني العُمانية اشتهرت كثيرا داخل سلطنة عمان وخارجها، وبطبيعة الحال تلك الشهرة لها عدة أسباب في مقدمتها أسلوب الأداء، الذي هو هوية وثقافة.

ولكن من الملاحظ أن هذه الأغاني الشهيرة تبث بشكل متكرر في بعض البرامج الإذاعية الجماهيرية العُمانية بأصوات مطربين غير عُمانيين رغم اختلاف لهجاتهم وأساليب أدائهم مما قد يلغي طباعها الأصلي المحلي، من ذلك مثلا أغنية: «حلوة عُمان» التي لا أتذكر متى آخر مرة سمعتها عبر هذه القنوات الإذاعية بأداء المجموعة العُمانية التي غنتها بالأصل، وكذلك صوت ربوبة: «بعدت يا صولي» الذي شهره الفنان سالم بن علي، وغيرها من الأغاني العُمانية الجميلة.

في الواقع أساليب الأداء والمهارات الفنية تعكس ثراء الموسيقى ولهجتها وهويتها. وكما هو معلوم فإن الفنان هو صانع الحدث الموسيقي، والمتلقي يقيّمه ويستوعبه ويمنحه الحياة أو عكس ذلك. ولكن رغم أن المطرب صاحب الصوت الحسن هو محور العملية الغنائية إلا أن الحدث الفني الموسيقي لا يبلغ مداه إلا بمساعدة العازفين أصحاب المهارات العالية الذين يبلورون أساليب الأداء الفني والهوية الثقافية المحلية أو العالمية.

وفي موسيقانا العربية هناك الخاص المحلي والعام من الغناء المتقن الجامع للهوية والثقافة العربية. فكم هي تلك الأعمال الغنائية الخالدة التي ستبقى قرونا طويلة في ذاكرتنا كعرب، لن نتنازل عنها لأنها حافظة لهويتنا الثقافية ولغتنا الموسيقية وأساليب أدائها الفني الرفيع. إن مثل تلك الأعمال الموسيقية الخالدة وحدّت الذائقة العربية من البحر للبحر. فمَن لا يستمع إلى أغاني أم كلثوم أو عبدالوهاب أو فيروز وعبدالحليم حافظ وصباح فخري وغيرهم من عباقرة الموسيقى العربية ؟

يا فؤادي لا تسل أين الهوى

كان صرحا من خيال فهوى

اسقني واشرَب على أطلاله

واروِ عنّي طالما الدمعُ روى

وأنماط الغناء العربي كثيرة منها ما خرج من الباب الواسع إلى عالم العروبة شرقها غربها، ومنها ما ظل في الأرض القُطرية معبرا عن هويتها وخصوصيتها المحلية.

ومن أقدم أنماط الغناء العربي الأصيل الجامع للذائقة العامة ما يعرف بالموشحة أو الموشح، وهو نمط غنائي مشرقي ومغربي. والموشحات كثيرة ولعل من أشهرها موشح من عصر النهضة بعنوان: «ملا الكاسات» للملحن محمد عثمان، وقد أدى هذا الموشح الشهير الكثير من المطربين العرب في مقدمتهم المطرب صباح فخري، وأبياته الشعرية هي:

ملا الكاسات وسقاني

نحيلُ الخصرِ والقدِ

حياةُ الروح في لفظه

سباني لحظه الهندي

مليمي لا تسل عني

وخلني على عهدي

آمان يا مليمي

وفي الواقع عندما قررت مع أعضاء فرقة البلد الموسيقية (أول فرقة موشحات عُمانية) توطين الموشحات في الغناء العُماني المعاصر ما كنت متأكدا أن الجمهور العُماني سيتلقى موشحاتنا بالاستحسان والقبول بسبب حداثة هذا النمط الغنائي في الثقافة العُمانية. لقد كان هذا القبول مشجعا لنا كثيرا رغم ما واجهنا ونواجهه من تحديات، وأحدث موشحاتنا المنشورة بعنوان: «يا نسيم الريح»، للحسن بن منصور الحلاج:

يا نسيمَ الريح قولي للرشا

لم يَزِدني الوِردُ إلا عَطشا

وبطبيعة الحال معظم نصوص موشحاتنا من الشعر العُماني القديم والمعاصر، ونسعى باستمرار إلى اختيار المناسب منها، ومن أحدثها للشاعر دول اليعاربة محمد بن عبدالله المعولي مع بعض التصرف (المصدر ديوان المعولي):

قد طال يا ليلى علي نواك

حتى غدا قلبي قتيل هواكِ

والجسمُ مني ذائبٌ في حرِ

نارِ الشوق، هل لي مأملٌ بلقاكِ

لا تبخلي بالوصلِ إني عاشقٌ

مالي طبيبٌ في الأنامِ سواكِ

لولاكِ ما أبلى الهوى جسمي ولا

أمسيتُ صبّا في الهوى لولاكِ

فالله يرعى من يواصِلُ حبه

ورعى الذي يرعى الهوى ورعاكِ

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الع مانیة ع مانیة

إقرأ أيضاً:

"الأولمبية العُمانية" تشارك في "عمومية المجلس الأولمبي الآسيوي" بالهند

 مسقط- الرؤية

شارك طه بن سليمان الكشري أمين عام اللجنة الأولمبية العُمانية، في اجتماع الجمعية العمومية الرابع والأربعين للمجلس الأولمبي الآسيوي، والذي عقد في العاصمة الهندية نيودلهي، بحضور رؤساء وممثلي اللجان الأولمبية الوطنية الـ45 بالقارة الآسيوية، حيث شهد الاجتماع إعلان راندير سينغ رئيساً للمجلس الأولمبي الآسيوي، كونه المرشح الوحيد لهذا المنصب.

وتضمنت أعمال الجمعية العمومية انتخاب نواب رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي للمناطق الجغرافية الخمسة والمقسمة إلى شرق آسيا، وجنوب شرق آسيا، وجنوب آسيا، ووسط آسيا، وغرب آسيا، كما تم استعراض التقارير والعروض المرئية لآخر استعدادات اللجان المنظمة للدورات الآسيوية المقبلة ممثلة في دورة الألعاب الآسيوية للصالات المغلقة والفنون القتالية (الرياض 2025)، ودورة الألعاب الآسيوية الشتوية التاسعة في هاربين بالصين التي ستقام في شهر فبراير 2025م، ودورة الألعاب الآسيوية للشباب 2025 في طشقند بأوزبكستان، ودورة الألعاب الآسيوية العشرين في آيتشي ناغويا باليابان عام 2026م، وآخرها عرض اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك).

مقالات مشابهة

  • الرئاسة الفلسطينية: استمرار حرب الإبادة الجماعية جعل المنطقة في مهب الريح
  • "الأولمبية العُمانية" تشارك في "عمومية المجلس الأولمبي الآسيوي" بالهند
  • مشاركة عُمانية في فعاليات مهرجان المسرح الخليجي
  • محمد نور يؤدي مناسك العمرة.. تفاصيل
  • قيادي حوثي يكشف عن وجه القبح الحقيقي للمشاط: أموال الأيتام في مهب الريح
  • اليمن يُسقط الطائرة الثامنة خلال أشهر.. “إم كيو 9” في مهب الريح
  • أنوشكا: استقبال الجمهور «حسسني» بالدفء.. وابتعدت عن الغناء من أجل التمثيل
  • أنوشكا تكشف أسباب ابتعادها عن الغناء.. تفاصيل
  • مُصممة مجوهرات عُمانية تفوز بجائزة دولية في المجر
  • بالفيديو.. المدير الفني لسلة سموحة: هدفنا من البطولة العربية اكتساب الخبرات ولم نتعاقد مع محترفين