حلم السنوار وحسابات نتانياهو.. إلى أين يتجه وقف إطلاق النار بعد الدعوة العاجلة؟
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
تكثفت الدعوات من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة، بعد جولات عدة من المحادثات لم تسفر عن نتائج إيجابية، ثم جاء الإعلان عن تعيين يحيى السنوار رئيسا لحركة حماس، في أعقاب اغتيال إسماعيل هنية، ليضيف مزيدا من الشكوك بشأن مستقبل الحرب.
وقال مصدر إسرائيلي لصحيفة هآرتس الإسرائيلية إن هناك مؤشرات على أن السنوار يسعى إلى التوصل إلى اتفاق، لكن من غير الواضح ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، يتبنى الموقف ذاته.
ويأتي هذا بينما تستمر الجهود الدبلوماسية لتجنب تصعيد عسكري في المنطقة بعدما توعدت إيران بالرد على اغتيال هنية في 31 يوليو في طهران، والذي حملت مسؤوليته لإسرائيل.
ووافقت إسرائيل على استئناف المحادثات بشأن هدنة في قطاع غزة، في 15 أغسطس، بناء على طلب دول الوساطة، الولايات المتحدة وقطر ومصر.
وكان زعماء الولايات المتحدة وقطر ومصر قد دعوا، الخميس، إسرائيل وحماس إلى استئناف المفاوضات إما في الدوحة أو القاهرة "لسد كل الثغرات المتبقية وبدء تنفيذ الاتفاق، دون أي تأجيل".
وجاء الهجوم على مدرسة التابعين في مدينة غزة، الذي أسفر عن مقتل 93 شخصا على الأقل، السبت، ليعقد من الموقف. وتقول إسرائيل إن المدرسة تضم مركز قيادة عسكريا تابعا لحركة حماس، لكن الهجوم أثار انتقادات دولية.
وأعلنت حماس، قبل أيام، تعيين السنوار، رئيسا جديدا لمكتبها السياسي خلفا لهنية، والسنوار هو العقل المدبر لهجوم الحركة في السابع من أكتوبر على جنوب إسرائيل. ولم يظهر علنا منذ الهجوم.
وبعد الإعلان توعد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، بالعثور على السنوار وتصفيته.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن مفاوضات غزة يجب أن تستمر بغض النظر عمن يقود حركة حماس. وأضاف "نحن في المراحل الأخيرة ونأمل بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وقطعنا شوطا طويلا للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة ".
وقالت صحيفة هآرتس إن إسرائيل تتوقع أن يضغط الوسطاء بقوة على الجانبين حتى يتراجعا عن مواقفهما االمتشددة بشأن المفاوضات، مما يؤدي إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن وتجنب التصعيد الإقليمي في مواجهة إسرائيل مع حزب الله وإيران.
ووفقا لمصدر إسرائيلي تحدث لهآرتس، تلقت إسرائيل مؤشرات على أن السنوار مهتم بالتوصل إلى اتفاق، و"السؤال هو ما إذا كان نتانياهو يريد ذلك، أم أنه سيلتزم بإنذار (إيتمار) بن غفير (وزير الأمن القومي المتشدد)، الذي وعد بحل الحكومة. هل يرتقي نتانياهو إلى مستوى الحدث ويقود إلى إطلاق سراح الرهائن، أم أنه يفضل إنقاذ حصته من الغنائم".
ورحبت عائلات الرهائن ببيان الدول الثلاث "لالتزامها بالإفراج عن الرهائن الـ115 الذين هم بالفعل في أسر حماس منذ 308 أيام"، وناشد البيان الحكومة ونتانياهو "إظهار القيادة" ووضع اللمسات الأخيرة على اتفاق "لعودة جميع الرهائن".
وجاء في البيان الثلاثي، الذي وقعه الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، "لقد حان الوقت لتقديم الإغاثة الفورية لسكان غزة الذين طالت معاناتهم، وكذلك الرهائن الذين طالت معاناتهم ومعاناة أسرهم".
وقال القادة: "ليس هناك مزيد من الوقت لإضاعته ولا أعذار من أي طرف لمزيد من التأخير. لقد حان الوقت لإطلاق سراح الرهائن، وبدء وقف إطلاق النار وتنفيذ هذا الاتفاق".
وأضاف: "كوسطاء، إذا لزم الأمر، نحن على استعداد لتقديم اقتراح تقريبي نهائي يحل مسائل تنفيذ الاتفاق المتبقية بطريقة تلبي توقعات جميع الأطراف”.
ورد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على الفور، قائلا إن فريق التفاوض سيُرسل إلى الاجتماع من أجل "الانتهاء من تفاصيل تنفيذ اتفاقية الإطار".
وقد تشمل الجولة المقبلة من المحادثات "محادثات تقارب"، حيث يجلس الفريقان في غرف متجاورة، ويعقدان محادثات بوتيرة متسارعة من خلال وسيط يتنقل بينهما ذهابا وإيابا، وفق هآرتس.
ومن المتوقع أن يزور فريق رفيع المستوى من الإدارة الأميركية المنطقة، خلال الأيام المقبلة (حيث يذهب كل عضو إلى وجهة مختلفة في أيام مختلفة).
ويشمل هذا الفريق وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ومنسق شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي، بريت ماكغورك، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، وليام بيرنز، الذي سيشارك في استئناف المفاوضات وسد الفجوات القائمة بين مواقف إسرائيل ومصر بشأن مراقبة ممر فيلادلفيا ومعبر رفح الحدودي.
وأعربت مصادر إسرائيلية للصحيفة أيضا عن قلقها من أن المواجهة مع حزب الله وإمكانية الرد الإيراني قد تتسبب في تغيير موقف حماس.
وقال أحد المصادر: "إن حلم السنوار رؤية وحدة الجبهات وتحويل المواجهة التي بدأها إلى مواجهة شاملة مع إسرائيل. لقد تراجع السنوار باستمرار عن المحادثات في كل مرة كانت هناك فرصة لضرب إسرائيل دبلوماسيا أو عسكريا، وليس من المؤكد أنه لن يفعل ذلك هذه المرة أيضا".
وكان نيكولاس هيراس، من معهد نيو لاينز في واشنطن، قال لموقع "صوت أميركا" إن تعيين السنوار بالإجماع رئيسا سياسيا لحماس يُظهِر أن غزة أصبحت الآن في مركز الصدارة، وليس قطر، حيث كانت القيادة السياسية متمركزة.
وأضاف: "الآن، تُصدر حماس بيانا واضحا للغاية للعالم، ليس فقط لإسرائيل والولايات المتحدة وقطر ومصر بأن الطريق أمام حماس يمر عبر غزة وأن حماس مستعدة للقتال حتى النهاية المريرة للغاية، ليس فقط من أجل بقائها باعتبارها منظمة، ولكن من وجهة نظرها من أجل مستقبل الشعب الفلسطيني".
وقال هيراس إن "حماس ترسل إشارات إلى الإسرائيليين، وكل من يعمل معهم، بأنه لا توجد وسيلة لفصل غزة ومستقبل غزة عن حماس".
وقال خالد حروب، المتخصص في شؤون حماس في جامعة نورث وسترن في قطر، لصحيفة لوموند الفرنسية: "إذا كانت إسرائيل والولايات المتحدة وحلفاؤهما في المنطقة وخارجها يأملون في إخضاع حماس بالقوة، فإن الرد سيكون حماس أكثر تطرفا".
وقالت سينزيا بيانكو، المتخصصة في شؤون الخليج بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية لموقع "صوت أميركا" إن "قطر حاولت لمدة ثمانية أشهر أن ترى حدوث اتفاق، لكن حماس تأخذ إشاراتها حقا من إيران".
وقالت بيانكو: "إنهم يستجيبون فقط لإيران وربما لداعمين خارجيين آخرين إلى حد ما، روسيا والصين أيضا. القضية السياسية والقضية العسكرية الآن واحدة. وهذا يعني أن نفوذ قطر أصبح أقل الآن".
وقال ضباط استخبارات إسرائيليون وأميركيون لصحيفة نيويورك تايمز إن استراتيجية السنوار هي "إبقاء الحرب في غزة مستمرة لأطول فترة ممكنة لتمزيق إسرائيل على المستوى الدولي... إنها تهدف إلى إلحاق الضرر بسمعتها وإلحاق الضرر بعلاقتها مع حليفها الأساسي، الولايات المتحدة".
وعبرت مصادر إسرائيلية في تقرير "هآرتس" عن تشاؤمها بشأن القدرة على التوصل إلى تفاهمات مع حماس في المستقبل القريب.
ويشير شخص مطلع على المحادثات إلى "العديد من القضايا التي لم يتطرق إليها الجانبان حتى الآن. وتشمل قائمة بالرهائن الأحياء الذين ترغب حماس في إطلاق سراحهم، ونسبة إطلاق سراح السجناء الأمنيين في المقابل، وهوية هؤلاء السجناء، وخيار استخدام إسرائيل لحق النقض بشأن بعض الأسماء، وما إذا كان من الممكن ترحيل بعضهم إلى دولة ثالثة، وهذه ليست سوى بعض القضايا، وكل منها قد يؤدي إلى انهيار المحادثات".
من ناحية أخرى، لم يتراجع نتانياهو عن الخطوط الحمراء التي رسمها علنا. وليس واضحا ما إذا كان سيستمر في المطالبة بإنشاء جهاز أمني في قطاع غزة، وهو مطلب أصر عليه وتمت صياغته بشكل غامض في الاقتراح الإسرائيلي الأخير الذي تم نقله إلى حماس.
ويهدف هذا الجهاز إلى منع تحرك المسلحين من الجزء الجنوبي من قطاع غزة إلى الجزء الشمالي منه، ويحافظ على الوجود الإسرائيلي على طول ممر فيلادلفيا بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
وقدرت مصادر إسرائيلية، ومصادر أخرى، شاركت في المحادثات في الأشهر الأخيرة، أن نتانياهو "يماطل في دفع الصفقة إلى الأمام"، بسبب قلقه على مستقبله السياسي وانهيار ائتلافه.
ووفقا لهذه المصادر، فإن عطلة الكنيست، التي تستمر حتى أكتوبر، قد توفر له شبكة أمان للمضي قدما في الصفقة.
وقال أحد المصادر: "إن فرص التصويت على إسقاط الحكومة خلال العطلة ضئيلة. يستطيع نتانياهو إزعاج وزير الأمن القومي (بن غفير) ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، في الأسابيع المقبلة دون القلق من أن يؤدي هذا إلى انتخابات".
وسارع سموتريتش، الجمعة، إلى الإشارة إلى أنه يرفض الصفقة على الفور. ووصف الإعلان المشترك للوسطاء بأنه "فخ خطير"، وحث نتانياهو على عدم الوقوع فيه والموافقة على أي تحرك، حتى لو كان بسيطا، يخرج عن الخطوط الحمراء التي حددها مؤخرا.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: إطلاق النار إطلاق سراح ما إذا کان إلى اتفاق قطاع غزة من أجل
إقرأ أيضاً:
إسرائيل توجه طلباً إلى مصر.. والأخيرة تردّ!
طلب مسؤولون إسرائيليون خلال المحادثات بين جهاز “الشاباك” والمخابرات المصرية إجراء، مباحثات حول قضية وقف إطلاق النار في غزة.
وكشفت صحيفة “يسرائيل هايوم” الإسرائيلية، أن “مصر لم تحدد موعدا رسميا لزيارة جديدة من الشاباك لمناقشة وقف إطلاق النار”.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أن “المصريين طلبوا، في نقاش آخر مع الأمريكيين، إعادة النظر في إمكانية التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة يومين أو ثلاثة أيام لأسباب إنسانية”.
وكانت وسائل إعلام اسرائيلية، كشفت “عن زيارة سرية قام بها رئيس الشاباك الإسرائيلي إلى تركيا بهدف التباحث مع نظيره التركي حول صفقة تبادل أسرى محتملة مع حركة “حماس”.
ووفق موقع “والا” العبري، |فإن رئيس الشاباك رونين بار، زار تركيا سرا يوم السبت الماضي، والتقى رئيس الاستخبارات التركية إبراهيم قالن، لبحث صفقة التبادل مع حركة ح”ماس”.
وبحسب صحيفة “معاريف”: “على الرغم من التوترات بين القيادة التركية والحكومة الإسرائيلية، عمل رئيس الشاباك في الأيام الأخيرة على تسخير الأتراك ضد “حماس، إذ تستضيف تركيا العديد من كبار قيادات “حماس” وتتمتع بنفوذ كبير على المنظمة”.