لجريدة عمان:
2024-09-10@14:10:48 GMT

«الرجل الذي باع ظهره»

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

هل يولدُ أحدنا في الجانب الصحيح من العالم، بينما يولدُ الآخر في الجانب الخطأ منه؟ هل يولدُ أحدنا في رفاهية القوانين والحقوق، بينما يولدُ الآخر في الشقاء غير المنظور؟

أسئلة كهذه دارت بين الشاب السوري «سام علي» الذي يحمل مفردة «لاجئ» كذنب، وبين فنان مشهور يدعى جيفري غودفروي، يُحول الأشياء التي بلا قيمة إلى أشياء قيمة، في فيلم «الرجل الذي باع ظهره»، والذي كتبته وأخرجته التونسية كوثر بن هنية، ورشح لجائزة الأوسكار لعام2021، لنوع الأفلام الأجنبية في الدورة ٧٣.

فماذا عساهم يفعلون أولئك الذين لا يملكون أحصنة لعبور الحدود ولا ينتمون إلى عالم الجن ليقوموا بأعمال سحرية تنقذهم من جحيمهم؟ ربما يرضخون صاغرين لمن يقدم لهم بساطا سحريا، أو قد يتعاقدون مع «مفستوفيليس»، ذاك الذي يمنحُ شيئا ليقبض شيئا آخر كما حدث في قصّة فاوست.

اشترى غودفروي ظهر «سام علي» فجعل منه لوحة، رسم عليها وشم على هيئة فيزا شنجن، تلك العلامة بالغة الأهمية للغرباء الذين يتوقون للوصول إلى أوروبا بشكل قانوني.

أراد غودفروي أن يقول للعالم المتشائم الذي ظن بموت الفن بأنّ الفن لم يكن أكثر نبضا من الآن، «فنحن نعيش في عصر مُظلم، إذا كنت سوريا أو أفغانيا أو فلسطينيا، فأنت شخص غير مرغوب به، والجدران ترتفع من حولك»، ولذا فقد حوّل الفنانُ سام إلى سلعة!

يوقعنا الفيلم في غرائبية الحياة وتحولات قيمها، فتحويل الإنسان إلى نوع من البضائع، يجعله يستعيد حريته! «فتداول السلع أكثر حرية من حركة البشر»! يتحول سام من إنسان إلى مجرد قطعة في المتحف الملكي للفنون الجميلة في بلجيكا. هناك حيث يحظى برغد العيش، لكن في حياة باردة بلا طعم أو معنى، لا يملكُ الحق في التحدث إلى الناس، كما لا يملكُ حق الاعتراض على ما يحدث لجسده!

يظهر التناقض جليا، عندما يأتي رجل من حقوق اللاجئين من بلده الأصلي، ليُدافع عنه، ليُذكره بأنّه ليس حيوانا في سيرك ليلعب هذا الدور، وكالعادة يأتي حُماة الحقوق في المكان والوقت الخطأ!

يخبرنا غودفروي أنّ قصّته مع سام هي على نقيض قصّة الفنان بيغماليون الذي صنع تمثال امرأة وقع في غرامها وتمنى أن تُنفخ فيها الروح، فغودفروي جمّد الإنسان الذي يرى ويفكر ويتحرك وجعله لوحة ثابتة أمام الجمهور وكاميرات التصوير والإعلانات.

تبدو العلاقة والأحاديث بين غودفروي والشاب سام لافتة للغاية، لاسيما عند ظهور الدمامل التي شوهت اللوحة على الظهر الحي فتوجب عصرها!

تتصاعد المأساة عندما يُقرر أحد جامعي التحف أن يشتري اللوحة التي على الظهر، فرغم القلق من الدول المناهضة للإتْجار بالبشر، إلا أنّ هنالك دولا متقدمة في تشريعاتها كما يزعمون تقبل بهذا النوع من السلع البشرية! بل تفاوض حول الطرق التي ينبغي بواسطتها تأمين اللوحة!

تبدأ المساومة اللعينة في تلك اللقطة التي يُدير فيها سام ظهره، كما قد تفعل قطعة جماد عديمة القيمة والروح. لقد مرّ بين الزبائن دون أن يُذكر اسمه، تمّ تغييب كيانه، تحول إلى مجرد قطعة تحمل رقم 69. رمق سام العالم المتفرج بنظرة لوم، ثمّ سرعان ما استشرست نظرته.

ارتفعت أرقام المزايدة عليه حتى وصلت إلى خمسة ملايين، وعندما ملأ التصفيق المزاد وأصبح ثمّة مالك جديد له، صرخ صرخة مدوية. استدار فجعل الجمهور ينظر إلى وجهه، وكأنّه يذكرهم ببشريته البائسة التي تجاهلوها! تلك الالتفاتة والتحرك والصراخ الذي أحدثه سام، دفعهم للركض كأنّهم أمام قنبلة موقوتة!

عندما انتشر خبر مقتل «سام» على يد داعش، لم يكن هنالك من هو معني بإنسانيته الرخيصة، كان الأكثر أهمية هو الوشم الذي يعيش على ظهره، ولذا تحول موته إلى قضية سرقة تحفة فنية، رغم أنّه كان يضحك في جنته البعيدة قائلا: «كان عليّ أن أموت حتى أعيش».

لا نعرف على وجه الدقة إن كانت «لوحة فيزا شنجن» منحت سام القيمة أو سلبتها منه، لكن أكثر ما ينبغي أن يُشغل بالنا هو ذلك العيش في الأوطان التي تتدنى فيها شروط الحياة الطبيعة، تتدنى فيها الحقوق الحريات، فتدفع الناس للتعاقد حتى مع الشياطين!

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الدوري السعودي: حمدالله يوجّه رسالة إلى عمر السومة.. هذا ما جاء فيها

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- وجّه عبد الرزاق حمد الله، مهاجم الشباب، رسالة شكر إلى عمر السومة، مهاجم أهلي جدة السابق والعربي القطري في الوقت الحالي، لرفعه سقف المنافسة بين المهاجمين في دوري "روشن" السعودي.

يعتبر السومة أكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف في الدوري السعودي للمحترفين بـ144 هدفاً، بفارق 15 هدفاً عن صاحب المركز الثاني، حمد الله.

ويطمح المهاجم المغربي (33 عاماً) إلى تحطيم رقم نظيره السوري (35 عاماً) في الموسم الحالي 2025/2024.

قال عبد الرزاق حمد الله لبرنامج "أكشن مع وليد" عبر قناة "MBC": "من 2019 وأنا هنا (في السعودية)، هذا دليل على العمل الذي أقوم به، داخل الملعب وخارجه، دليل على الاحترافية التي تمكنك من الجلوس هنا لكل هذه المدة في دوري يعتبر من أفضل الدوريات العربية، كل يوم أستيقظ ويكون لدي أهداف أكثر من التي مضت".

وأضاف: "من أفضل الذكريات هي الفوز في الألقاب، لدي ذكريات مع ناديي النصر واتحاد جدة، والحمد لله سعيد بها، أنا راضٍ عما قدمته وسأسعى لتقديم الإضافة لنادي الشباب".

وأكمل: "أرغب بكسر رقم (عمر السومة)، في الحقيقة هو رقم كبير، وأشكر السومة لأنه رفع سقف المنافسة، ما شاء الله، مسجل 144 هدفاً، هذا أمر ليس بالسهل، أولاً أريد مساعدة الفريق ومباراة تلو الأخرى أريد أن أكسر هذا الرقم".

وقال المهاجم الذي انضم لفريق "الليوث" هذا الصيف: "أخترت اللعب للشباب لأنه نادٍ كبير، غني عن التعريف، له تاريخ وجماهير عريقة، مشروع النادي أعجبني وأشعر بالراحة".

مقالات مشابهة

  • كيف نظم الإسلام العلاقة بين الرجل والمرأة؟
  • امرأة تُـطـلـق 7 رصاصات على رجل أغواها وشَهَر بها
  • السوداني يؤكد على أهمية إنجاز المشاريع التي تعمل فيها الشركة في العراق
  • كيف يعاقب القانون على جريمة الهجرة غير الشرعية أو الشروع فيها؟
  • مختص يكشف عن الأعراض التي تسبق عجز الرجل في غرفة النوم.. كن حذرا
  • باحثون يكشفون آلية دفاع انتحارية للنمل الأبيض في مواجهة الأعداء
  • توم بيريللو المبعوث الأميركي للسودان يذكر بقصة زرزور
  • الدوري السعودي: حمدالله يوجّه رسالة إلى عمر السومة.. هذا ما جاء فيها
  • طرحه أرضًا.. دب يهاجم رجلاً ويعضه في منتزه بكرواتيا
  • نادين نجيم تطل في برنامج "بيت السعد" مع عمرو وأحمد سعد "الليلة" على "MBC مصر"