سودانايل:
2024-07-04@05:57:01 GMT

مع الدكتور/ الدرديري محمد احمد… مرة أخرى

تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم .

تعليق على مقال: "الدرديري محمد احمد..رجل انتهازي بامتياز!!"، المنشور بسودانايل بتاريخ 7/8/2023م للكاتب الزين الطيب.

اجدني مضطرا ان اعلق مرة اخرى على ماكتب عن الدكتور الدرديري محمد احمد ومقالتيه عن عرب الشتات ،فقد سبق ان كتبت مقالا بعنوان : دكتور الدرديري محمد احمد المفترى عليه"، نشر بسودانايل تاريخ: 22 July, 2023 .

حاولت ان ادفع عنه،ما اتهمه به الدكتور مرتضي الغالي،الذي سبق ان اورد نفس التهم التي يوردها المدعو الطيب الزين في مقالته المشار اليها اعلاه . ويستخدم الزين نفس اسلوب الغالي من التجريح الشخصي وعدم تناول القضية موضوع المقالات ( عرب الشتات مسارهم في التاريخ، ودورهم فيما يجري في السودان ).ومن الغريب ان يركز الكاتب مقاله -كما فعل الغالي-على شخص الدكتور الدرديري،و يصفه بالفاظ يعف اللسان عن ترديدها ، ويتهمه بالجهل رغم ان الرجل يحمل مؤهلا علميا ويعمل أستاذاً للقانون بجامعة الخرطوم، وحصل على درجات عليا في القانون الدولي، الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة ليستر البريطانية. والماجستير في القانون من جامعة لندن،وماجستير القانون الدولي لحقوق الإنسان من جامعة أكسفورد،كما مثل السودان في النزاع الحدودي بشأن منطقة أبيي لدى المحكمة الدائمة للتحكيم بلاهاي. الى غير ذلك من الوظائف التي عمل فيها بحكم تخصصه وتأهيله العلمي العالي ( انظر المقال اعلاه: دكتور الدرديري محمد احمد المفترى عليه )
.ومشكلة الدرديري،التي اثارت عليه الكاتبين، الموضوع الذي تناوله في مقالتيه ،وتتبعه لمن اطلق عليهم عرب الشتات ،ودورهم المدمر في التاريخ، وعرضه لبعض الدول والمجتمعات التي دمروها وخربوا بنيانها ،وتحذيره من تكرار هذه الممارسة في السودان،وان الحرب الدائرة الان مثال لذلك، واشارته الى ان هناك مؤامرة كبرى -كما يقول - تجري لإحلال رعاة دول الساحل الإفريقي مكان المجتمع السوداني.وكان يتوقع من الغالي ومن الزين، ان يتناولا هذه القضية ومدى مصداقية ما اورده الدكتور الدرديري من تاريخ لهذه الجماعات،ومن السعي لاحلالها محل الدولة السودانية ، ويجريا حواراًً علمياً وتقييماً دقيقاًً للمقالتين يستفيد منه القراء،ويسهم في معرفة طبيعة هذه المليشيا، ويسهم في تفسير ما يجري في الساحة السودانية . ولكن بدلا من ذلك جرى "الطيب الزين" على نهج زميله "الدكتور الغالي" ،فجعل من مقاله منبرا لهجوم شخصي على الدكتور الدرديري، فوصفه بخواء العقل وميتة الضمير. ،وان الدكتور بمقالتيه ، " كشف عن حجم التناقض بين اللقب الذي يحمله،والغثاء الذي سطره ،وان ما سطره من غثاء كشف عن جهله وتخلفه واكاذيبه وادعاءاته واوهامه،وانه في مقالتيه خلط الاوهام والاكاذيب والادعاءات،ونشرها على انها حقائق" الى غير ذلك من الاوصاف التي اطلقها الكاتب على دكتور الدرديري والتي يعف اللسان عن ايرادها .وانكر الزين -على الدكتور- وصفه لقوات الدعم السريع بعرب الشتات،وهذا الوصف لن يغير من حقيقتها التي تقول- وفقا لعبارته- انها تتكون من ابناء وبنات السودان. وحقيقة لم يتجاوز الدكتور الدرديري في مقالتيه-ايراد الحقيقة التي يعرفها كل الناس ما عدا الكاتب- من ان قوات الدعم السريع تتكون في اغلبها من مرتزقة اجانب: جاؤوا مِن تشاد ،والنيجر، والكاميرون، وأفريقيا الوسطي، وجنوب ليبيا ،وبوركينا فاسو ،ونيجيريا ،وموريتانيا وحتي السنغال في أقصي غرب أفريقيا، اضافة الى قليل من السودانيين.ونسبة السودانيين فيها لا تتجاوز 40%،،ومعظمهم من اعراب غرب دارفور،اما الاخرون من مناطق السودان الاخرى، فكما هو معلوم انضموا الى الدعم السريع ابان فتح المجال لحميدتي ليجند لقواته من مختلف انحاء السودان،مستغلا غفلة العسكر وتوهمهم انه يكون بفعله هذا رصيدا للقوات المسلحة،وما ظن احد انه يعد لمشروع دولته القادمة وتحقيق احلامه الطائشة.
وكشف الكاتب عن انتمائه الصريح للجنجويد حين وصف ما قاموا به ثورة ،يبذل الجنجويد في سبييلها المهج والارواح،وانهم يسعون الى تخليص البلاد من الكيزان،وبناء دولة تسع الجميع من غير اقصاء لاحد، ،ووصف ما كتبه الدرديري بأنه "مجموعة من الأكاذيب والإدعاءات بهدف تشويه الثورة التي يكتب صفحاتها أشاوس قوات الدعم السريع بدمائهم وأرواحهم للتخلص من بقايا الكيزان في داخل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وبناء دولة جديدة تسع الجميع، بلا تمييز أو إقصاء. وان أشاوس الدعم السريع قد أدوا القسم إما نصر لصالح الشعب وإما شهادة تغيظ الأعداء."،ورغم الاختلاف مع الكاتب فيما ذهب اليه ،فمن حقه ان يتخذ الموقف الذي يراه،ولكن وصفه للجنويد بهذه الصفات مجرد وهم تردده ابواق الجنجويد، ويحاولون اقناع الناس به. وهو وهم تكذبه اعمال الجنجويد،وممارساتهم . ومن الافضل ،ردا على تلك الاوهام ،ان نورد مرة اخرى ما ذكره دكتور الدرديري عن ما سماه بالمؤامرة الكبرى التي تستهدف الدولة السودانية، ويقف خلفها قوى اقليمية ودولية ، تهدف الى خلق دويلة تحقق طموح بعض الأسر ،ومصالح دول اقليمية ودولية، الامر الذي ينكره الطيب الزين ،وانكره من قبل مرتضى الغالي، ، ،وهو امر لم ينفرد به الدكتور الدرديري ، بل اصبح حقيقة يسندها الواقع وتحركات الدعم السريع وقبائل الشتات، وما تجمعاتهم في معسكر العوينات الذي دمره نسور الجو، وما روى من أنه كان فيه أربعين ألف مقاتل بعدتهم وعتادهم وتاتشراتهم! ،وما روي عن تجمعاتهم في الكفرة واجدابيا، ودعواتهم في تجمعاتهم،بالنيجر وتشاد وافريقيا الوسطى،بالنصر للجنجويد،وسرورهم لاخبارهم حين ينتصرون،واستعدادهم للحاق بهم من تشاد والكميرون وافريقيا الوسطى، حين تحل بهم الهزائم ،الا خير دليل على ابعاد المؤامرة واهدافها. ،فضلا عما كشفته خيوط المؤامرة ،وما اعده حميدتي في معسكرات قواته- التي بلغت احد عشر معسكرا والمنتشرة في اماكن استراتيجية في مختلف مداخل العاصمة - من ذخاير وآليات عسكرية مختلفة الانواع ،ومؤن غذائية تكفي لعدة اشهر، اعد كل ذلك في غفلة من اجهزة الرقابة،مما يدل على انه كان يعد لحرب يتوقعها، وتخطط للانقضاض على الدولة السودانية وتفكيكها ،واقامة "مملكة الجنجويد" او "مملكة آل دقلو" مكانها،; اما الشعارات التي رفعها حميدتي من انه حامي الديمقراطية،وانه يسعى لاقامة حكم مدني، ومحاربة الفلول،واصبحت ترددها ابواقهم ، طمعا في تولي السلطة،او لكسب سياسي اومادي آن او مرتقب.فهي شعارات اطلقها الجنجويد بعد فشل مخططهم او الخطة ( أ) كما قال عثمان ميرغني.والتي كانت تهدف الى القبض على راس الدولة ( البرهان) او قتله. وبعد ان سقط شعارهم ودعوى انهم يحاربون من اجل حماية الدولة المدنية،وجلب الديمقراطية،وراى الناس ان من يقومون بتلك الجرائم لا يمكن ان يؤسسوا لنظام ديمقراطي او يحمونه،لجأوا هم ومن يقف من ورائهم ويشجعهم، الى الدعوى انهم يحاربون الفلول او الكيزان ،واالى رفع شعار آخر اكثر غرابة واكثر ايهاما، وهو تصفية ما أسموه (دولة ٥٦ )، دون أن يعطوا تعريفاً محدداً لماهية تلك الدولة، ومَن هي القوى التي يجب أن تُصفى بموجب تصفية تلك الدولة.. ولصالح مَن؟!
,والحمد لله الان بعد ان خارت قواهم وطاشت احلامهم تحولوا لعصابات تنهب وتغتصب وتعتدي على المواطنين بالقتل ومصادرة اموالهم واحتلال مساكنهم،وتعطيل المستشفيات وتحويلها الى ثكنات عسكرية،وتدمير المنشآت الاقتصادية من مصانع وبنوك ،الى غير ذلك من الجرائم التي مارسوها من قبل في دارفور ويمارسونها الان في العاصمة السودانية.ووضعوا بذلك حاجزا بينهم وبين المواطنين،مما يجعل من الصعب قبولهم ضمن القوات المسلحة السودانية، او ادراجهم ضمن المسار السياسي.
وفي الختام ادعو الكاتب ومن على شاكلته من المثقفين والساسة ان يتبينوا الحقيقة قبل فوات الاون ويدركوا ما يهدف اليه الجنجويد ،وان يؤجلوا مشاريعهم السياسية ايا كانت، وان يوحدوا صفوفهم ،ويعملوا يدا واحدة على منع الجنجويد من تحقيق اهدافهم ،لان في تحقيق تلك الاهداف نهاية للدولة السودانية،ووجود السودانيين كشعب له هوية وثقافة وذاكرة تاريخية. وليس من سبيل الى تفويت الفرصة على الجنجويد،وافشال مشروعهم وما خططوا له، الا بالاصطفاف مع القوات المسلحة،لانها هي الجهة الوحيدة الوطنية التي تتصدى لذلك المشروع ،ولا خيار للناس سوى الاصطفاف مع القوات المسلحة، ،لانه اذا انتصر حميدتي وجنجويده، لا قدر الله ، فسيصبح مستقبل السودان في مهب الريح. ولن نجد سودانا نختلف حوله او عليه.
*ولا ادري ما يعنيه في نهاية مقاله بعبارة :( لذا ( أصحى يا بريش) قد ولى عهد تغييب العقول.)
أ.د. احمد محمد احمد الجلي
Ahmed Mohamed Ahmed Elgali
ahmedm.algali@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

نساء في السودان بين العنف الجنسي والوصم الظالم من المجتمع

أجرت الحوار: ريم أباظة

تتعرض حوالي سبعة ملايين امرأة وفتاة في السودان لخطر العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي وفق ما أفاد به محمد الأمين ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في السودان، الذي قال إن تلك الجرائم- ومنها الاغتصاب الجماعي- تكررت وإن آثارها على الأفراد والمجتمع ستمتد لسنوات طويلة.

من بورتسودان تحدث السيد محمد الأمين مع أخبار الأمم المتحدة عبر الفيديو قائلا إن وراء كل ناجية من العنف الجنسي في السودان قصة مروعة. وذكر أن “بعض النساء صارت لديهن مواليد نتيجة لتعرضهن للاغتصاب وأن بعض الناجيات لم يفصحن عن تعرضهن لتلك الانتهاكات وأخفين الأمر عن أسرهن خوفا من العار والوصمة”.

وقال الأمين إن بعض النساء وصلن إلى مرحلة من اليأس دفعتهن إلى محاولة الانتحار، ولكن دعم صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركائه يحدث فرقا في حياة الضحايا سواء عن طريق توفير أماكن إيواء آمنة وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي أو إتاحة أنشطة مدرة للدخل ليتمكن من إعالة أطفالهن.

وشدد محمد الأمين على ضرورة إنهاء الحرب حفاظا على الشعب السوداني الذي يستحق حياة كريمة. وقد نشبت الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل 2023.

فيما يلي نص الحوار مع السيد محمد الأمين ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في السودان.

* حذر المسؤولون الأمميون مرارا من تفشي العنف الجنسي والعنف القائم على نوع الجنس في الصراع في السودان. أولا نبدأ بالبيانات، ما هي الأرقام التي تعكس ذلك؟

شكرا على إتاحة الفرصة لتسليط الضوء على هذا الجانب الأسود من الأزمة في السودان. طبعا من الصعب وجود إحصائيات دقيقة حول مدى انتشار العنف في السودان. لكن المؤشرات الموجودة تؤكد أن هناك حجما كبيرا من العنف في أماكن متعددة في السودان: في دارفور، في الخرطوم وغالبية المدن التي تعرضت لمعارك داخلية.

قبل بداية الصراع كانت تقديرات الأمم المتحدة في السودان تفيد بأن حوالي 3 ملايين امرأة وطفلة يمكن أن تكون عرضة للعنف القائم على النوع الاجتماعي سنة 2022. في الوقت الحالي سنة 2024، العدد بلغ تقريبا 6.9 مليون امرأة وفتاة من الممكن أن تتعرض لهذا العنف.

لكن الإحصائيات الدقيقة حول الناجيات غير موجودة لعوامل متعددة منها عدم وجود الفِرق في الميدان، ثانيا لحساسية الموضوع، ثالثا لأن أكثر الناجيات لا يبلغن عن ممارسات العنف التي يتعرضن لها.

* هذا يأخذنا إلى سؤل آخر وهو أن العنف الجنسي لا يقتصر فقط على النساء والفتيات، هناك أيضا عنف جنسي يمارس ضد الرجال. هل هناك أي أرقام أو معلومات عن هذا الأمر؟

حسب المعلومات الموجودة، هذا الأمر محدود في الفترة الحالية لأنه في الحروب بصورة عامة يعتبر العنف، خاصة الاغتصاب، سلاحا في الحرب. وهذا هو الملاحظ في الحرب في السودان في مناطق متعددة. طبعا الأكثرية التي تتعرض لهذه الممارسة هي النساء والفتيات، وبالنسبة للرجال فإن الأمر محدود.

* من هو المسؤول الرئيسي عن هذه الانتهاكات؟

طبعا دائما من الصعب تحديد المسؤول. هناك منظمات مختصة بهذا الأمر (تحديد المسؤولية). نحن في صندوق الأمم المتحدة للسكان نركز على المساعدة في تقديم الخدمات للناجيات والتنسيق الميداني مع الشركاء الذين يعملون في الميدان. وهناك جهات أخرى هي المعنية بالتقصي والتحقيق حول مرتكبي هذه الجرائم. وهذا التمييز بين أدوار منظمات الأمم المتحدة معروف من أجل حماية مقدمي الخدمات والناجيات.

* تحدثت عن زيادة كبيرة في أعداد من يتعرضن لهذه الانتهاكات. لماذا يتسم الصراع في السودان بتلك الانتهاكات، هل هناك تفسير لذلك؟

نعم، هناك تفسير. تاريخيا من فترة بدء الأحداث في دارفور بداية الألفية سنة 2003 و2004، كانت هناك ممارسات اغتصاب وعنف مبني على النوع في هذه المناطق القبلية المتداخلة. نفس الممارسات ظهرت في هذه الحرب حتى في المدن الكبيرة مثل الخرطوم وحتى في مناطق أخرى في الجزيرة وأيضا دارفور. هذه الممارسات ملاحظة وموجودة وهي كما أكدت في البداية تعتبر سلاحا في هذه الحرب للضغط على الأسر والمجتمعات وهذا نوع من امتهان كرامة الخصوم في هذه الحرب.

* ما الذي تسمعونه من الضحايا عما يتعرضن أو عما يتعرضون له، لأنكم تقدمون الدعم وتتعاملون معهم بشكل مباشر؟ ما القصص التي يمكن أن نشاركها الآن مع المستمع والقارئ كي يدرك حجم هذه الانتهاكات؟

والله للأسف لكل ناجية قصة مروعة حتى إن هناك قصصا عن ناجيات تعرضن لاغتصاب جماعي في مناطق في دارفور في الفترة الأولى من الصراع. حُبست 18 امرأة في فندق وتم اغتصابهن لمدة ثلاثة أيام. تعرضن لعنف نفسي وجسدي وإهانة للكرامة الإنسانية. هذه القصة تكررت في كثير من الحالات الفردية والجماعية. طبعا كثير من الناجيات نزحن إلى مناطق آمنة الآن وبدأنّ يتكلمن عنها.

بعض الناجيات، لأن الحرب زادت على سنة، صارت لديهن مواليد نتيجة لهذا الاغتصاب. إذا هي قصص مروعة. بعض الناجيات طبعا لم يتكلمن عن الموضوع وأخفين الأمر عن أسرهن وعن المجتمع خوفا من العار ومن الوصمة. ما يحدث هو عنف نفسي وجسدي وبدني وآثار ستمتد لسنوات طويلة على الأفراد وعلى المجتمع.

* ما الذي يحدث الآن بالنسبة لهؤلاء المواليد الذين لا ذنب لهم فيما حدث؟ ما نوع الدعم الذي يمكن أن يقدم لهؤلاء السيدات لرعاية مواليدهن؟ أو ما الذي يحدث على أرض الواقع بهذا الشأن؟

هذا السؤال له شقان أولا الانعكاس على الأم نفسها. هناك حالات في مناطق في السودان مثلا منطقة كسلا، وصلت نازحات من مناطق الصراع من الخرطوم إلى هذه المناطق الآمنة وبعد فترة عندما رُزقت بالمولود شعرت بأن هناك نفورا من المجتمع أو الجماعة الموجودة معها. يكون هناك نوع من الاستبعاد للمرأة الأم، هذا أولا واستبعاد ونظرة دونية من المجتمع.

النقطة الثانية هو مستقبل الولد أو البنت الذين يولدون ويبقون بدون هوية. لأنه من الناحية القانونية يجب أن يكون هناك دليل على معلومات عن الأب أو عقد زواج يبرهن على أن هذا المولود شرعي. هناك منظمات محلية سودانية قانونية تشتغل على هذا المجال لتتوفر أوراق ثبوتية لهوية الأولاد مؤقتا حفاظا على هويتهم ومستقبلهم.

* وما نوع الدعم الذي يمكن أن تقدموه لهذه الحالات الخاصة جدا؟ تحدثت عن الدعم للنساء بشكل عام، ولكن ما هو الدعم للأم التي أصبحت بلا داعم لها مع وجود طفل صغير؟

هناك برامج للدعم الاجتماعي لهذه الأمهات عن طريق أنشطة مدرة للدخل للأمهات لكي يكون عندهن نوع من الاستقلالية المادية. بالنسبة للمواليد طبعا هناك أماكن توفر لهم مثلا الرعاية الصحية وروضات الأطفال، وهناك أيضا متابعات أو مساعدات قضائية وقانونية لأن الأم في بعض الأوقات تحتاج لهذه المساعدة في المتابعات على مستوى الإدارات للحصول على الأوراق الثبوتية. هناك منظمات طوعية سودانية لديها خبرات قانونية وقضائية تساعدها في إطار التعامل مع المحاكم ومع الإدارات المدنية.

* ما هي الآثار النفسية، إلى جانب طبعا الجسدية التي شهدتموها؟ ذكر صندوق الأمم المتحدة للسكان أن بعض الناجيات حاولن الانتحار بسبب اليأس.

هناك بعض الناجيات اللاتي حاولن الانتحار لأنهن وصلن إلى مرحلة من اليأس والإحباط ومن فقدان أي أمل في الحياة، لكن بمساعدة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وليس فقط الصندوق- ولكن أيضا 41 شريكا يعملون في السودان لمساعدة الناجيات- هناك أماكن آمنة وقد استفدن من الدعم النفسي والدعم الطبي والسريري وكذلك الدعم الاجتماعي.

هناك مراكز للإيواء تمكن النساء من الرجوع إلى حياة شبه طبيعية في مجتمع أو مع مجموعات تساعدهن على استعادة بعض من المعنويات وبعض من الكرامة، لكن هناك قصص كثيرة لبعض الناجيات اللاتي حاولن الانتحار في مرات عديدة.

* وهذه الخدمات التي تحدثت عنها هل تُقدم داخل السودان، مراكز الإيواء الآمنة مثلا؟

هناك 42 مركزا في السودان بعضها في أماكن تتعرض للصراع، مثل مناطق قرب مدينة الفاشر، وسط الفاشر، هناك مراكز للنازحين قريبا من الفاشر مثل مركز زمزم. هناك مراكز للإيواء تساعد النساء والفتيات على البقاء في أماكن آمنة يتلقين فيها هذه الخدمات الصحية والنفسية وكذلك الخدمات الاجتماعية. ونتشارك مع منظمات أممية أخرى مثل برنامج الأمم المتحدة للأغذية الذي يوفر الغذاء، ومنظمة اليونيسيف التي تساعد الأطفال وكذلك منظمات غير حكومية دولية ومحلية.

* تحدثت عن الوصم ونظرة المجتمع السلبية. بعض مسؤولي الأمم المتحدة قالوا إن العنف الجنسي أثناء الصراع هو الجريمة الوحيدة التي أحيانا يلام عليها الضحية بنظرة المجتمع القاسية. ما الذي تفعلونه لمحاولة تغيير هذا الوضع؟

هناك جوانب متعددة لمعالجة قضايا العنف المبني على النوع. جوانب تتعلق بالاستجابة مثل تقديم الخدمات السريرية الصحية أو النفسية إلى آخره. لكن هناك جانب التوعية الذي يشمل حملات توعية لجميع فئات المجتمع من رجال ونساء وشباب حتى في المؤسسات التعليمية لتوعيتهم بشأن مخاطر العنف وبأن الناجيات لا يمكن أن يتعرضن للعنف ثم يعتبرن أيضا مسؤولات عن ذلك. كانت هناك حملات توعية حتى قبل الحرب واستمرت وتكثفت بعد الحرب وهي تُعنى بكل أفراد المجتمع ولا تخص النساء فقط.

* صندوق الأمم المتحدة للسكان معني بشكل رئيسي بمسألة تعزيز الصحة الجنسية والإنجابية. عندما نتحدث عن الدعم والاهتمام والتمويل من المجتمع الدولي. هل يذهب هذا التمويل لتوفير الغذاء والخدمات الصحية فقط، وإن كانت أمورا مهمة جدا، ما نصيب الأدوار التي تقومون بها من هذا التمويل؟

للأسف مجال المنظمات التي تعمل في مكافحة العنف ضد النساء يعتبر من أقل المحاور تمويلا في خطة الاحتياجات التي يتم اعتمادها سنويا من المنظمات الإنسانية في السودان. التمويل الآن يقارب حدود 18% من الحاجة المالية في هذه الفترة، وهي نسبة ضعيفة جدا.

لكن بعض الشركاء يساعدون في التمويل ونشكرهم على ذلك. دعمهم السخي هو الذي ساعدنا على مواصلة الجهود في تقديم الخدمات للناجيات، لكن نعول على الكثير من المانحين لتوفير موارد مالية إضافية من أجل توسيع القدرة على الاستجابة.

* ليس خافيا على أحد أن اللاجئين عندما يتوجهون إلى دول قد تكون لديها بعض المشاكل الداخلية، أحيانا يكون اتجاه بعض الأشخاص تجاههم ليس إيجابيا بالقدر المطلوب، فما الذي يمكن أن تقوله لهؤلاء لتوضح لهم حقيقة العنف الذي يفر منه السودانيون وخاصة السيدات؟

أنا كنت في السودان قبل الحرب. وقعت الحرب عندما كنت في مدينة الخرطوم. السودان كان دولة تستقبل اللاجئين، كان يوجد به أكثر من مليون لاجئ من دول متعددة. لم نكن نتصور يوما ما أن نرى السودانيين لاجئين خارج السودان. إذا هذه ظاهرة يمكن أن تحدث لأي شعب وأي بلد.

حق التنقل والتحرك مكفول من مواثيق دولية وخاصة مـيثاق الأمم المتحدة. إذا الرسالة هي أن جميع الدول أو مواطني الدول التي تستقبل- وأكثرها يستقبل بحفاوة وبكرم- هؤلاء اللاجئين أن تأخذ بعين الاعتبار وضعيتهم الخاصة. لا يوجد شخص يخرج من بلده ابتغاء مرضاة نفسه. الناس الذين خرجوا من السودان، فعلوا ذلك نتيجة للحرب، نتيجة لعدم الشعور بالأمان، نتيجة لفقدان ممتلكاتهم والإحساس بالخطر عليهم وعلى حياتهم وحياة أسرهم وأبنائهم.

* السيد الأمين سمعنا أنك ستنهي فترة عملك في السودان قريبا. هل هذا مضبوط؟

صحيح.

* ما هي الرسالة التي تود أن توجهها قبل انتهاء فترة عملك للشعب السوداني أو بشكل عام؟

الرسالة التي أوجهها هي أولا وقبل كل شيء يجب أن تقف هذه الحرب، وقف الحرب ورجوع الأمن والأمان هو أول حل للمسألة. لا يمكن أن تُحل بالموارد المالية ولا بأي شيء، الحل الأول هو إيقاف الحرب والعدائيات، وبداية الرجوع لتفاوض محلي للوصول إلى اتفاق مشترك بين الأطراف المتحاربة من أجل حماية ما تبقى من المنشآت والممتلكات وحفاظا على الشعب السوداني الذي يستحق حياة كريمة في المستقبل.

* مركز أخبار الأمم المتحدة

الوسومالأمم المتحدة الحرب السودان العنف الجنسي النساء النوع الاجتماعي صندوق الأمم المتحدة للسكان محمد الأمين

مقالات مشابهة

  • ترك: الوقوف ضد القتلة ومجموعات السرقه والنهب وقوف ضد الباطل
  • الكلام ده اكبر من البرهان واكبر من حميدتي … لكن الله اكبر
  • محمد احمد فؤاد امين الخبير العقاري يحتفل بعيد زواجه التاسع وبتلك المناسبة يكتب لزوجته
  • المجرم جوليان أسانج مرحبا بك في السودان !
  • كيكل الشكرى …هل أكل تيرابه ام خرب جلدا يبقى له سقى (4)
  • أبرز الوزراء المغادرين لمناصبهم في التغيير الحكومي.. رسالتا شكر وداع
  • نساء في السودان بين العنف الجنسي والوصم الظالم من المجتمع
  • لا يحق لقائد الجيش تشكيل حكومة
  • استمع لسبب عداء الجنجويد لأنصار السنة
  • السودان… نزوح أكثر من 55 ألف شخص بسبب المعارك!