البنك الفيدرالي والأسواق وأسعار الفائدة
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
باري آيكنجرين
ترجمة ـ قاسم مكي
اضطربت أسواق الأسهم العالمية بسبب تقرير محبط عن الوظائف في الولايات المتحدة الأمريكية صدر يوم الجمعة قبل الماضي. وهنالك تكهنات شائعة كما هي الحال دائما في أعقاب مثل هذه التحركات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) سيخفض أسعار الفائدة.
اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة لديها خيارات قليلة مختلفة.
أولا، من المهم تَذكُّر، كما يفعل ذلك بنك الاحتياطي الفدرالي بالتأكيد، أن سوق الأسهم ليست الاقتصاد. فالبنك يستجيب للتضخم والنمو وليس لمستوى أو تقلُّب أسعار الأسهم. إنه يتفاعل مع سوق الأسهم فقط عندما يهدد تقلبُها الاستقرارَ المالي. وفي الوقت الحالي لا يوجد دليل على أن هذا هو ما يحدث.
كما أنه لا يوجد دليل على بداية انكماش اقتصادي. لقد سبق أن تنبأت سوق الأسهم بتسع حالات انكماش اقتصادي من جملة آخر خمسة انكماشات، حسب الملاحظة الشهيرة التي أدلى بها بول سامويلسون الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد. (بمعنى آخر أن أربعة تقلبات في أسعار سوق الأسهم من جملة تسعة تقلبات لم يعقبها انكماش اقتصادي. والانكماش الاقتصادي يُعرَّف رسميا بأنه تراجع النمو الاقتصادي خلال فترتين متتاليتين مدة كل منهما ثلاثة أشهر - المترجم) فتقلب سوق الأسهم ليس مؤشرا موثوقا على تراجع اقتصادي وشيك.
إلى ذلك، تقريرٌ سيئ واحد لا يصنع اتجاها. فأرقام الوظائف كانت جيدة حتى وقت قريب لا يتعدى شهر يونيو. وعلى الرغم من أن البطالة ارتفعت بحوالي 0.2 نقطة مئوية في يوليو إلا أن الاقتصاد أضاف 114000 وظيفة. ودخول المزيد من العاملين إلى قوة العمل ليس أمرا سيئا.
وفوق كل شيء من المهم أن نضع في البال، كما يفعل ذلك بنك الاحتياط الفيدرالي أيضا، أن أرقام الوظائف مشوّشة (تحتوي على قدر كبير من التباينات والعشوائية والأخطاء مما يجعل من الصعب تكوين صورة واضحة منها - المترجم). فأرقام شهر يوليو تأثرت بالاضطرابات التي تسبب فيها إعصار بيريل. ويمكن أيضا أن تخضع لمراجعات مهمة عندما يتوافر المزيد من البيانات. ومن المرجح أن ينتظرها بنك الاحتياطي الفيدرالي قبل أن يستخلص نتائج قاطعة.
ربما كان تقرير الوظائف الذي صدر يوم الجمعة قبل الماضية وراء ردَّ فعلِ الأسواق. لكن عوامل أخرى ساهمت في إثارة قلق المستثمرين.
فالهواء يتسرب من «فقاعة» الذكاء الاصطناعي مع تساؤل المستثمرين حول احتمال انفجار نمو الإنتاجية التوليدية حقا. وليس صدفة أن أسهُم شركات التقنية مثل انفيديا وسامسونج قادت الأسواق إلى الهبوط في الأسبوع الماضي. ثم هنالك الأزمة القائمة في غزة والضفة الغربية والحرب التي تتبدى في الأفق بين إسرائيل وإيران وتهدد بجرجرة بلدان أخرى إليها.
يقول البعض إن الإحباط من عائدات الذكاء الاصطناعي والمخاوف بشأن الشرق الأوسط سببان للاعتقاد بأن نمو الإنفاق سيتباطأ واقتصاد الولايات المتحدة سيدخل في انكماش. وهذا يقدم للبنك الفيدرالي حافزا إضافيا لخفض أسعار الفائدة.
لكن، مرة أخرى، من المرجّح أن يتمهل أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في اتخاذ قرار حولها. إنهم يدركون أن خفضا لسعر الفائدة في الفترة بين اجتماعاتها الدورية أو حتى خفضا أكبر من الخفض المتوقع بمقدار 50 نقطة أساس في شهر سبتمبر غالبا ما سيثير ذعر الأسواق ولن يهدِّئها. فهي ستستنتج أن البنك الفيدرالي يشاطرها تشاؤمها أو حتى يفوقها تشاؤما.
أخيرا، يدرك رئيس البنك جيروم باول وآخرون أن الولايات المتحدة في مخاض حملة رئاسية. ربما يصرح دونالد ترامب علنا بتأييده لخفض أسعار الفائدة. لكن من المؤكد أنه سيشكو من أي شيء يفعله البنك الآن لتنشيط الاقتصاد وسيعتبره مسعى لطبخ الانتخابات لصالح كمالا هاريس والديمقراطيين.
يدرك ترامب أن الإدارة الأمريكية الحالية تُعتبر، سواء عن حق أو عن باطل، مسؤولة بالكامل عن الوضع الحالي للاقتصاد. وكلما ساء أداء الاقتصاد والأسواق بين الوقت الراهن وشهر نوفمبر القادم كلما كان ذلك أفضل للمرشح المنافس في انتخابات الرئاسة الأمريكية.
بنك الاحتياطي الفيدرالي غير سياسي (محايد سياسيا ولا يتخذ مواقف أو قرارات سياسية - المترجم) فهو لا يستجيب لضغوط الساسة. وهذا الواقع ظل باول يُجهد نفسه كثيرا في تأكيده. وإذ قلنا ذلك فإن استقلال البنك المركزي الأمريكي والذي هو شرط لبقائه بنكا غير سياسي ليس مطلقا. فالحفاظ على مثل هذا الاستقلال الذي يتمتع به البنك الفيدرالي يتطلب عدم إثارة اهتمام ونقد سياسيَّين لا مبرر لهما الآن أو في المستقبل.
هذا بدوره يعني أن البنك غالبا ما سيتحرك بحذر وتدريجيا. لقد قاد إرشاده للأسواق إلى توقع خفض في سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر. وربما يعقبه خفضان إضافيان بحوالي 25 نقطة أساس بعد الانتخابات. ومن المستبعد أن يخيِّب البنك هذه التوقعات على نحو أو آخر.
ربما يتوصل المؤرخون إلى أن البنك تحت رئاسة جيروم باول كان بطيئا أكثر من اللازم في تخفيف السياسة النقدية (خفض سعر الفائدة) استجابة لضعف الاقتصاد في عام 2024، تماما كما كان بطيئا بذات القدر في تشديدها (رفع سعر الفائدة) استجابة للتضخم في أواخر عام 2021.
سيتضح ذلك بمرور الوقت وستكشف عنه البيانات القادمة. كل ما نعرفه على وجه اليقين أن باول سيلزمه توضيح الكثير عندما يعدّ العدّة في جاكسون هول للندوة الاقتصادية السنوية التي يستضيفها بنك كانساس سيتي الفيدرالي بعد أسبوعين من الآن.
باري ايكنجرين أستاذ الاقتصاد بجامعة كاليفورنيا، بيركلي
الترجمة عن «الفاينانشال تايمز»
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الولایات المتحدة بنک الاحتیاطی أسعار الفائدة سوق الأسهم نقطة أساس
إقرأ أيضاً:
خبراء: 2024 عام التيسير النقدي عالميا.. والأسواق الناشئة ما زالت تعانى من التضخم المرتفع
عقد المركز المصري للدراسات الاقتصادية، اليوم الأربعاء، ندوة بعنوان: "نظرة على الأسواق المالية بالربع الثالث من عام 2024"، تم خلاله عرض ومناقشة ما حدث فى الأسواق المالية عالميا وتأثيراتها على الأسواق الناشئة والاقتصاد المصري خلال الربع الثالث من 2024، وهو التقرير الذى بدأ المركز إعداده شهريا اعتبارا من يناير، ويتم عرض ومناقشة نتائجه بصورة ربع سنوية، بهدف فهم الأسواق المالية فى ظل التشابكات الكبيرة لها وتأثيراته عالميا وإقليميا ومحليا.
ويركز التقرير على عدد من الدول لدراسة أسواقها، وهى الدول التى يركز المركز على دراستها فى تقاريره، وهى مجموعة الدول المتقدمة وتشمل أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي والصين وكندا، ومجموعة الدول المنافسة ودول الجوار وهى دول الأسواق الناشئة مثل البرازيل والهند وجنوب أفريقيا وتركيا والمغرب والإمارات، ويركز التقرير على دراسة المتغيرات التى تحدث فى الدول المتقدمة وتأثيراتها على الدول الناشئة والاقتصاد المصري، ولا يتضمن وضع توقعات مستقبلية.
التنظيم والإدارة يعلن إتاحة الاستعلام عن نتيجة المقابلة الشفوية للمتقدمين بـ3 مسابقات وظائف وزيرة التخطيط تشارك في إطلاق استراتيجية العمران الأخضر الإحصاء: 26.5 مليون دولار قيمة التبادل التجاري بين مصر واستونيا خلال 9 أشهروعرض عمر الشنيطي الشريك التنفيذي بزيلا كابيتال والاستشارى بالمركز المصري للدراسات الاقتصادية، أهم نتائج التقرير، فعلى المستوى العالمي شهدت فترة الربع الثالث من 2024 تباينا فى توجهات أسعار السلع العالمية، فلم تقفز أسعار البترول بشكل كبير خلال الـ13 شهرا الماضية وهذا يعنى أن سوق لا يرى حربا، ولكن مع تصاعد الصراع بين إيران والكيان المحتل قفزت أسعار البترول ثم عادت للانخفاض بشكل كبير، بينما ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي فى آخر شهرين بسبب النزاعات، وتراجع خام الحديد بسبب المخاوف من التباطؤ الاقتصادي، وهو ما يفسر قرار الفيدرالى الأمريكي بخفض الفائدة بنحو نصف بالمائة بأكثر من التوقعات نتيجة مخاوف الركود، وشهدت أسعار الذهب ارتفاعا كبيرا لتكسر حاجز الـ 2700 دولارا للأوقية بسبب تراجع أسعار الفائدة وقرب الانتخابات الأمريكية، ولكن من المتوقع انخفاض أسعار الذهب بعد فوز ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وفيم يتعلق بتطورات التضخم و أسعار الفائدة، فقد تحققت التوقعات بأن يكون العام الحالى هو عام التيسير النقدى، حيث تراجع التضخم خلال الربع الثالث من العام فى الولايات المتحدة وكندا وأوروبا مدفوعا بتراجع الأسعار، وهو ما نتج عنه خفض الفائدة الأمريكية بنحو نصف بالمائة، وهو ضعف النسبة المتوقعة، ومن المنتظر أن تتراجع الفائدة بنحو 2.5 – 3% حتى نهاية عام 2025.
وبالنسبة للأسواق المالية العالمية، أشار الشنيطي إلى أن السوق الأمريكي حاليا فى أعلى نقطة، وهذا يفسر الفقاعة التى حدثت فى شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، فعلى سبيل المثال فقدت شركة نفيديا تريليون دولار من رأسمالها فى أسبوع، بينما شهدت أسواق المال الصينية ارتفاعا خلال الفترة الماضية بسبب سياسة التحفيز التى أعلنت عنها الحكومة الصينية، وحدث نمو كبير بالصين، لكن أصبح لديها فقاعة عقارية منذ سنوات وانخفضت أسعار العقارات بشكل كبير وحدث ركود كبير لذا قررت الصين عمل سياسة تحفيزية وارتفعت بعض الأسهم بنسبة 70% ثم تراجعت، لافتا إلى أن تأثير الصين سيظهر على الدول الناشئة والقريبة مثل كوريا الجنوبية.
وفيم يتعلق بتكلفة الاقتراض، أوضح الشنيطى أنه رغم خفض الفائدة عالميا إلا أن هذا لم ينعكس على خفض تكلفة الاقتراض، وهناك ارتفاعا كبيرا فى آخر شهرين لتكلفة الدين فى أمريكا وكندا وألمانيا.
وحول التأثير على الأسواق الناشئة، فهناك دول لم تتأثر بتراجع الفائدة عالميا، ومازالت تعانى من ارتفاع التضخم ولم تخفض سعر الفائدة مثل تركيا والبرازيل، وهناك دول شهدت تراجع التضخم وقامت بتخفيض سعر الفائدة مثل الإمارات وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية. ومازالت الأسواق الناشئة تمر بضغوط على عملاتها بسبب التوترات السياسية.
وشهدت أسواق المال بالدول الناشئة حالة من الاضطراب فى الربع محل الدراسة بسبب التوترات السياسية، خاصة أسواق السعودية وتركيا والإمارات، في حين لم تتأثر السوق الهندية بالصين، بسبب وجود سياسة تصنيعية تصديرية جيدة جدا لدى الهند، وتعد سوق كوريا الجنوبية قصة نجاح ولكنها تأثرت بالصين بشكل كبير. ولم تنخفض تكلفة الدين بالأسواق الناشئة.
وعلى صعيد التأثير على مصر، أوضح الشنيطى أن الاتفاقيات الى وقعتها مصر مع صندوق النقد والاتحاد الأوروبي واتفافية مشروع رأس الحكمة ساهمت فى تراجع الدين الخارجي بشكل كبير جدا، ولكن هناك التزامات مالية بأرقام كبيرة على مصر حتى نهاية عام 2025، ونتيجة ذلك فإن تكلفة الاقتراض مرتبطة بحجم الدين واستقرار سعر الصرف والتصنيف والوضع العالمي، لافتا إلى أن تكلفة الدين ارتفعت فى أكتوبر الماضى بعد الانخفاض الذى شهدته خلال الفترة الماضية، وهو ما يرتبط برؤية المستثمرين للسوق ومدى ثبات سعر الصرف وما يحدث فى الإقليم. وأشار إلى أن رفع وكالة فيتش للتصنيف الائتماني مصر إلى B من B- مؤشر جيد ولكننا ما زلنا بعيدين ومازالت تكلفة الاقتراض مرتفعة جدا.
وتابع الشنيطي أن ارتفاع مستوى التضخم فى مصر، له عدة أسباب منها رفع أسعار المحروقات والطاقة، والتوسع فى طباعة النقود الذى يمثل جزءا كبيرا من المشكلة، وهناك توجه حاليا لسحب السيولة النقدية الزائدة من السوق، ولكن بعد 5 أشهر من التراجع بدأ التضخم يعاود الارتفاع بسبب رفع أسعار المحروقات، وهو أمر ليس جيدا.
ومازال سعر الفائدة ثابت، وهو السمة الغالبة فى الأسواق الناشئة، نتيجة استمرار ارتفاع التضخم، وهناك استقرار فى صافى الأصول الأجنبية بالقطاع المصرفي والذى كان مكشوفا بعجز بقيمة 27 مليار دولار فى الربع الأول، ثم تحول إلى فائض بعد توقيع الاتفاقيات الكبري، ولكن منذ نحو شهرين خرجت أموالا ساخنة من السوق ولكن استقر الوضع، وعلى مستوى سعر الصرف فقد ظل موحدا بعد التعويم ولكن حاليا ظهر تباين بين أسعار الصرف ولكنها فروقات منخفضة.
من جانبه عقب هانى توفيق رئيس مجلس إدارة المستثمرون الدوليون، أن هناك أداء سئ جدا لسوق المال المصري من ناحية نسبته للناتج المحلى الإجمالى والتى تبلغ نحو 17% فقط، فى حين أن هذه النسبة تصل فى بعض الدول إلى 60% ، وهذا يعكس انخفاض دور القطاع الخاص والاستثمارات الخاصة، لافتا إلى أن أداء سوق المال بالقيمة النقدية للأسهم فى تراجع عند تقييمه بالدولار، مؤكدا ضرورة الأخذ فى الاعتبار معدلات التضخم لنصل إلى القيمة الحقيقية للأسهم عند مقارنة الأداء لفترات طويلة، كما شدد على وجود علاقة مباشرة بين الاستثمار الأجنبي المباشر وتحسن أداء سوق المال.
وأشار توفيق إلى أن مستهدف الحكومة للنزول بمعدل التضخم إلى 10% فى نهاية 2025، يتعارض مع إجراءات الحكومة فى زيادة أسعار المحروقات التى ينتج عنها ارتفاع التضخم، وتعليقا على الأموال الساخنة أشار إلى أنها ليست كلها شر ولكن يجب أن يحسن استخدامها فى تمويل رأس المال العامل وتوفير واردات الخامات ومكونات الإنتاج حتى يمكنها تحقيق عوائد من التصدير، وأن يتم تجنيبها حتى لا تحدث أزمة عند خروجها مرة واحدة.
من جانبه قال الدكتور مدحت نافع أستاذ الاقتصاد ومساعد وزير التموين السابق، أننا نغذى التضخم برفع الأجور الاسمية دون إنتاج حقيقي ورفع الأسعار خاصة المحروقات، وهو ما يسهم فى زيادة التضخم وهو ما يتعارض مع سياسة التشديد النقدي، وأشار إلى أن الحكومة تتعامل بشكل خاطئ فى ملف الدعم، حيث أنها تعتبر كل زيادة فى التكلفة باعتبارها دعم، وفى ظل وضع احتكارى فى تقديم الخدمات، مؤكدا أن تحرير الأسعار يتطلب تحرير السوق، مطالبا بإعادة تعريف الدعم والتفرقة بين التكلفة لما هو مدعوم والتكلفة الناتجة عن انخفاض كفاءة الدعم وارتفاع الهدر والتسريب حتى يتم إظهار تكلفة الدعم الحقيقية.
وأشار نافع إلى أن توحيد سعر الصرف أمر هام ولكن الأهم هو توافر الدولار، لافتا إلى أن الطلب على الدولار هو طلب مشتق على الواردات وسداد الديون التى تنمو بشكل مخيف منذ عام 2017، وأصبحت نحو 47% من الموازنة العامة يوجه لخدمة الدين، مشيرا إلى أنه فى آخر سنتين ماليتين زاد حجم خدمة الدين والاستثمارات الحكومية فى الموازنة العامة مقابل تراجع كافة البنود الأخرى.
وأكد شريف سامى رئيس هيئة الرقابة المالية سابقا، على خطأ أن نعول على طروحات الشركات العامة فى البورصة، في حين أن شركات القطاع الخاص الكبيرة يجب أن تكون هى الوقود الذى يغذي البورصة، معربا عن اختلافه مع إعلان قائمة من الشركات العامة المزمع طرحها وفق جدول زمنى، لأنه فى حالة عدم تنفيذ هذه الطروحات فهذا يثير علامات استفهام عديدة، فى حين أن الأفضل هو طرح الشركة الجاهزة مباشرة عندما تأتي الفرصة لذلك، مع عدم طرح الكيانات الصغيرة أو المتوسطة لأنها لن تكون فكرة ناجحة.
وتعليقا على تحسن التصنيف الائتماني لمصر، أشار سامي، إلى أنه يمثل حلا لمشكلة آنية ولكن يجب التركيز على مقياس تدفق الاستثمارات الحقيقية واستثمار القطاع الخاص المصري بعيدا عن فكرة صفقات المرة الواحدة.
وعلقت الدكتورة عبلة عبد اللطيف المدير التنفيذي ومدير البحوث بالمركز، بقولها أن المشكلة الحقيقية للاقتصاد المصري تكمن فى عدم تحقيق الإصلاح المؤسسي وعدم تطبيق اللامركزية، بجانب عدم كفاءة منظومة الدعم، وهو ما يتطلب إصلاح هيكلى حقيقي شامل وفصل مقدم الخدمة عن تقييمها، معربة عن خلافها مع اعتبار عمليات الاستحواذ وبيع الشركات استثمارات، لأنها مجرد نقل ملكية لاستثمارات قائمة بالفعل وليست استثمارات جديدة. وأشارت إلى أن الحكومة توجهت لصندوق النقد الدولي لوجود مشكلة اقتصادية لدينا لكننا لا نتخذ أى إجراءات سوى زيادة الأسعار.