عربي21:
2024-09-10@14:04:58 GMT

حرية الأوطان لها أثمان

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

وتتوالى المجازر في غزة الأبية منذ مجزرة مستشفى المعمداني التي راح ضحيتها نحو 500 شهيد أغلبهم من النساء والأطفال، إلى مجزرة جباليا التي راح ضحيتها حوالي 400 شخص ما بين شهيد وجريح معظمهم من الأطفال، ومجزرة مدرسة الفاخورة التي أسفرت عن نحو 100 شخص ما بين شهيد وجريح، ومجزرة الطحين في دوار النابلسي حين قصفت الطائرات الإسرائيلية المنتظرين لوصول شاحنات المساعدات، ليسفر القصف عن استشهاد 118 شخصا وإصابة 760، ومجزرة مستشفى الشفاء التي أسفرت عن استشهاد 400 شهيد، ومحرقة الخيام في رفح عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية المنطقة التي طلب الاحتلال من السكان النزوح إليها، ليسفر القصف عن استشهاد 45 وإصابة 249 معظمهم من النساء والأطفال، ومجزرة مدرسة النصيرات التي نجم عنها استشهاد 40 وإصابة 74 نازحا، ومجزرة المواصي في خان يونس التي أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 90 شخصا وإصابة أكثر من 300، لنصل إلى مجزرة مدرسة التابعين في حي الدرج خلال صلاة الفجر السبت الماضي والتي أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 100 شهيد.



وفي كل مرة تقوم وزارات الخارجية في بعض الدول العربية بنشر بيانات الإدانة لخداع شعوبها، ولو استبدلت تلك البيانات الشكلية بعدد من أجولة الدقيق للتخفيف من حدة الجوع التي يعاني منها سكان غزة لكان ذلك أجدى وأنفع لهم، ولو أنفقت الدول العربية على مساعدات لغزة نصف ما أنفقته على مشاركتها بدورة الألعاب الأولمبية في فرنسا لتغيرت صورة الحياة في غزة، لكن تلك الدول العربية وخاصة دول الجوار لفلسطين تواصل تنسيقها مع إسرائيل والولايات المتحدة لإجهاض صمود المقاومة وسكان غزة بمختلف أشكال التواطؤ والخيانة.

إذا كانت تلك المجازر التي تكررت بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة، تستهدف الروح المعنوية للمقاومة وسكان غزة ونشر الإحباط واليأس بينهم، فليكن الهدف الرئيس حاليا هو التماسك والتمسك بالأمل في تحقيق أهداف المقاومة ومواصلة الصمود
لن يحرر غزة إلا أهلها

أما ما يسمى بجماعات حقوق الإنسان الغربية فلا أحد يسمع لها صوتا، بينما الولايات المتحدة التي أمدت إسرائيل بالصواريخ والقنابل التي تسببت بتلك المجازر تتبنى الرواية الإسرائيلية المُبررة لتلك المجازر، وتكافئها على جرائمها بالمزيد من الدعم المالي والعسكري، وتلغي ما زعمته من مواقف ضد تجاوزات المستوطنين، وها هي الآن مشغولة بالحيلولة دون حدوث رد إيراني على اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، سواء من خلال التجهيزات العسكرية لأساطيلها وقواتها في المنطقة، أو بزعم القيام بمبادرة جديدة لوقف إطلاق النار بمشاركة أمريكية مصرية قطرية، بينما عطلت صدور قرار من مجلس الأمن بذلك أكثر من مرة، ثم حالت دون تنفيذ قرار لمجلس الأمن بذلك، ولم تنفذ ما زعمت به من مبادرة سابقة لوقف إطلاق النار في أواخر أيار/ مايو الماضي، وأشركت مصر وقطر معها بالبيان الأخير من أجل المزيد من الضغط على المقاومة لقبول الشروط الإسرائيلية لوقف إطلاق النار.

وإذا كانت تلك المجازر التي تكررت بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة، تستهدف الروح المعنوية للمقاومة وسكان غزة ونشر الإحباط واليأس بينهم، فليكن الهدف الرئيس حاليا هو التماسك والتمسك بالأمل في تحقيق أهداف المقاومة ومواصلة الصمود، عملا بقوله تعالى: "فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين"، والإدراك بأن حرية الأوطان لها أثمان قاسية يجب دفعها، مثلما فعلت باقي شعوب العالم للحصول على حريتها في الجزائر وفيتنام وجنوب أفريقيا وغيرها، والإدراك بأنه لن يحرر فلسطين سوى كفاح ونضال وتضحيات أهلها، بعدما ظهر هذا الخذلان المفضوح لقادة الدول الإسلامية والعربية لها، ووعودهم الكاذبة في مؤتمراتهم المتعددة، وخضوع الدول الأوروبية للضغوط الامريكية، سواء أكانت إنجلترا أو فرنسا أو ألمانيا أو ايطاليا، أو حتى الدول التي أبدت بعض التعاطف مع معاناة سكان غزة، فلكل دولة مصالحها التي تسعى إليها والتي لن تضحي بجانب منها من أجل الدفاع عن سكان غزة، سواء كان ذلك مع روسيا أو الصين أو حتى إيران وقطر.

تخفيف المعاناة المهمة الرئيسية
سواء تمت الضربة الإيرانية المرتقبة لإسرائيل أو لم تتم، فإن أعباء وتكاليف المقاومة لن يتحملها سوى أبناء غزة
وسواء تمت الضربة الإيرانية المرتقبة لإسرائيل أو لم تتم، فإن أعباء وتكاليف المقاومة لن يتحملها سوى أبناء غزة، ولا بديل عن انتهاج سبيل المقاومة مع عدو لا يعرف سوى لغة القوة، ولا يلتزم بأية اتفاقات سياسية تم عقدها سواء في أوسلو أو غيرها من الاتفاقات.

ومن ثم يصبح واجب الشعوب الإسلامية الرئيس هو تخفيف المعاناة عن سكان غزة، بمحاولة توصيل الطعام والمال والدواء والوقود إليهم بأية وسيلة ولو من خلال عمليات التهريب، والتصدي للحرب النفسية التي تقودها القنوات الفضائية التابعة للإمارات والسعودية وغيرهما، وكذلك المغردين التابعين لها على مواقع التواصل الاجتماعي، واستمرار الدعاء لسكان غزة بالثبات والنصر، ومقاطعة بضائع الدول والشركات المناصرة لإسرائيل، ومحاولة الضغط بقدر المستطاع على النظم الرسمية في البلدان العربية والإسلامية للسعي لإدخال أي قدر من المساعدات لسكان غزة، ليصبح الجانب العملي والمادي لإدخال المساعدات هو القضية الرئيسية لنا.

فلن يسد بيان الأزهر لإدانة مذبحة مدرسة التابعين جوع سكان غزة، ولن تنفعهم قرارات محكمة العدل الدولية التي تحولت إلى مجرد حبر على ورق، أو حتى قرار مجلس الأمن بوقف الحرب والذي لم يجد مجالا للتنفيذ، بينما يحتاج هؤلاء إلى كافة مستلزمات الحياة بداية من توفير مياه الشرب إلى الغذاء، وحتى أقمشة الأكفان التي لم تعد كافية لمواجهة تتالي المجازر كثيفة الضحايا.

x.com/mamdouh_alwaly

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المجازر غزة الاحتلال المقاومة الدعم غزة الاحتلال المقاومة مجازر الدعم مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التی أسفرت عن تلک المجازر عن استشهاد سکان غزة

إقرأ أيضاً:

الصين طوق نجاة لمانشيني

مواجهة من العيار الثقيل، تجمع المنتخب السعودي بنظيره الصيني على ملعب الأخير. يسعى الصقور لتحقيق نتيجة إيجابية ومصالحة الجماهير بعد السقوط على ملعبهم وبين جماهيرهم، في فخ التعادل خلال الجولة الأولى أمام إندونيسيا.

وتزداد مهمة الأخضر صعوبة في موقعة اليوم الثلاثاء أمام التنين الصيني؛ نظراً لحدة وحساسية المقابلة، حيث تدخل كتيبة روبرتو مانشيني اختبارًا صعبًا، على ملعب «داليان سيووان» ويمثل هذا النزال الأهم في مشوار الإيطالي مع الأخضر السعودي بعدما زادت نغمة الانتقادات الحادة الموجه له عقب التعثر الأخير، وكانت شرارة النقد تشتعل في السابق عطفاً على المشوار المتواضع لهذا المدرب، الذي يبدو أنه عنيد التعامل على الرغم من امتلاكه سجلًا حافلًا، وتاريخًا ناصعًا بالبطولات الكبرى سواء مع أندية أو منتخبات، ولا زال يصر على سلخ جلد الأخضر بطريقة دفاعية، لا تتناسب مع قدرات اللاعبين، ولم تطبق بالشكل الملائم؛ لأنهم لم يتعودوا عليها، سواء في أنديتهم أو مع المنتخب سابقًا، وقد خاض الإيطالي (15) مباراة مع الأخضر، فاز بست، وتعادل أربع وخسر خمس، وهذا الرقم الضعيف لم يتجسد خلاله مستويات فنية مقنعة، ويبدو أن موقعة اليوم مفترق طريق في استمرارية هذا المدرب أو رحيله، والمضيف هو الآخر يسعى لرتق الصدمة التي تلقاها في الخطوة الأولى بعد خسارته بسباعية من جاره الياباني، ومن هنا تكمن صعوبة الموقف، فهل يخرج لاعبو الأخضر من النفق المظلم وينقذون مدربهم، أم يكون الفرح للصينيين ويعالجون أوضاعهم، تلك التفسيرات سنشاهدها بعد المباراة التي لا تحتمل أنصاف الحلول. فنياً الدفاع السعودي وحراسة المرمى ينتظرهم مد صيني قادم من العمق، علاوة على سرعات الأطراف، التي ستكون رحبة إذا واصل المدرب الطريقة التي يلعب بها، ويتعين اليوم أن يهتم المدرب بتأمين الدفاع والاعتماد على الهجمات المرتدة، والأهم ألا يسجل أصحاب الأرض؛ لأن التسجيل في مرمى الخصم ليس صعباً في ظل تواجد أكثر من لاعب يملك القدرة على ترجمة الفرص بقيادة سالم الدوسري صاحب الخبرة ورفاقه.

مقالات مشابهة

  • حماس: الحكومة الإسرائيلية تعرقل التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين بارتكاب المجازر
  • فصائل فلسطينية تعقب على مجزرة مواصي خان يونس فجر اليوم
  • لجان المقاومة: مجزرة خانيونس حلقة جديدة بمسلسل الإبادة
  • حماس: الاحتلال ماض في حرب الإبادة ويتعمد ارتكاب أبشع المجازر دون اكتراث
  • الصين طوق نجاة لمانشيني
  • ما هي الدول التي فازت بكأس العالم للسيدات؟
  • من الإخوان الإرهابية.. إلى السودان... لكِ الله يا مصر ( ٦ )
  • (المدارس ليست صالات حفلات )
  • كيف اختير السنوار رئيسا لحماس وما التغييرات التي شهدتها الحركة؟
  • ردا على إيهود يعاري: الدفاع عن حرية فلسطين شرف يتمنّاه كل حر