سواليف:
2024-09-10@13:57:59 GMT

غزة ما زالت تصلح للحياة

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

#غزة ما زالت تصلح للحياة

#الصحفي_احمد_ايهاب_سلامة

أتوق إلى الذهاب إلى غزة، تلك البقعة التي يتنفس فيها الإنسان حريةً بعمق البحر، ويزفر كرامةً بسمو الجبال، أرغب في أن أعيش هناك، حيث كل لحظة هي نشيد للمقاومة، وكل خطوة هي صلاة للدين وللوطن، أتجول بين حاراتها التي تحكي جدرانها قصص الصمود، أرى أمهات الشهداء، أجالسهن كأنني أجالس التاريخ نفسه، أقبل جباههن الطاهرة، وأرتشف من بركاتهن القوة والعزيمة.

أذهب إلى هناك ملثماً، أحمل بندقيةً كأنها قلم يخطّ أسطورة جديدة، أكتب بها نهاية حاقدة لعدو غاشم.

مقالات ذات صلة 5 شهداء بغارة إسرائيلية على سيارة في طولكرم 2024/08/03

أتزوج فتاة غزاوية، أبحث في عينيها عن شموخ النخيل ونقاء الينابيع، عيون فتيات غزة ليست ككل العيون؛ هي مرايا ترى فيها الحزن مجللاً بالكبرياء، ترى فيها الجمال مسورًا بالحياء..
والمتشح بالشموخ.. نعم عيونهن ليست كغيرها؛ نقية كالزمرد، عميقة كالبحر،
ترى فيها جمالاً تخلقه المعاناة.

أسير وأمضي في شوارع غزة، علني ألتقي بأبطال المقاومة، أولئك الذين يخطّون بدمائهم خريطة المستقبل، أحييهم تحية الأبطال لأبطال، أضمهم وكأنني أضم وطناً كاملاً، وليتني أنال شرف الانضمام إليهم، فأكون رصاصة في وجه الظلم.

يقولون إن غزة مدمرة ولا تصلح للحياة آه، كم يجهلون! ( نعم ) قد لا تجد فيها شواطئ باريس المترفة أو حدائق كاليفورنيا الباذخة، ولا مسابح لندن المضيئة ولا فنادقها الفاخرة، لكن في غزة، الحياة تنبض بإيقاع المقاومة، تنبض بقلب ينبض بالحرية.

لو أني هناك أستيقظ صباحاً، أحتسي قهوتي وأستقبل شمس غزة .. نعم، فشمسها ليست كأي شمس؛ هي شمسٌ تكافح كما يكافح أهلها، تدعو الأرض أن تصمد كما صمدت هي، أمشي على ترابها، وأشعر أنني أسير على جنةٍ من الحسنات،هنا استشهد بطل، وهنا جُرح آخر، وهناك بقايا مساجد تنطق بالإيمان، وبقايا بيوت تحفظ حكايات البطولة.

أتجول في أزقة الأحياء المدمرة، أبكي تارة وأبتسم تارة أخرى، لأنني أرى أرواحًا تضيء وسط الأنقاض، أرى بيوتهم المدمرة، لكنها قائمة بكرامة أهلها.

أمشي وأشعر بملائكة تحيط بي، لا مكان للشر هنا، فقط للخير، فالشر انهزم أمام إيمان أهل غزة .. ما بقي إلا شياطين الصهاينة، الذين يواجهون بالرصاص والصواريخ مقاومة لا تعرف الخوف.

أنظر إلى السماء في غزة، وأخاطبها، نعم أخاطبها كأنها رفيقة درب، فحتى السماء هناك تشهد وتتكلم، تبتسم لصمود أهلها، وتبكي بذات الوقت على ما حل بهم.

وفي غزة، رغم الدمار والجوع والحصار والعطش، هناك كنوز لا تملكها أي أرض أخرى، صحيح، لا توجد لديهم قطارات سريعة ولا ساعة بيج بن، ولا سور الصين العظيم، ولا شلالات فيكتوريا
ولا مطاعم فاخرة ومقاهي براقة، لكن لديهم الكرامة، والإنسانية، والحرية، ولديهم بطولات لا تعد ولا تحصى، في غزة، هناك الشهامة والمروءة، وهناك نساء يختلفن عن نساء العالم؛ جمالهن ينبع من الحياء والشموخ.

يوجد هناك أبو عبيدة الملثم، وهناك ضريح لأربعين ألف شهيد من أهل الجنة، سيشفعون 2800000 مليون من أهلهم وذويهم، هناك العدالة التي أنزلها الله في كتابه، هم يمشون عليها، هناك العجائز العابدون المخلصون، والرجال الأتقياء الذين يخلصون لدينهم وأوطانهم ومقدساتهم، هناك الشباب الثائرون المقاتلون لأعداء الدين والوطن، هناك أكثر من مئة ألف سيدة أنجبت مئات الآلاف من الثائرين الأحياء والشهداء الأبرار.

ما زال في غزة المرابطون، المعاهدون، المجاهدون، وما زال فيها المثقفون. وما زال فيها عشرات الآلاف من الأطفال حفظة القرآن.

في غزة، ما زالت الحياة تزهر، بل إن كل الحياة تتلألأ في غزة .. نعم، الألم شديد، لكنه طريق الصبر والثبات الذي يقود إلى النصر القريب، والقوة، والتحرير .

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

شخصيات سياسية استنكرت جريمة استهداف عناصر الدفاع المدني: الاعتداءات الاسرائيلية ما زالت متفلتة

استنكر عدد من النواب الجريمة الإسرائيلية التي طالت عناصر الدفاع المدني اثناء قيامهم بواجبهم خلال إطفاء الحرائق جرّاء الإعتداءات الإسرائيلية.   فاعتبر رئيس لجنة حقوق الانسان النيابية النائب ميشال موسى في بيان أن "الاعتداءات الاسرائيلية ما زالت متفلتة من كل القوانين والاعراف والاخلاقيات، وآخرها القتل المتعمد لشهداء الدفاع المدني أثناء القيام بواجبهم".

ورأى أنها "جريمة أخرى برسم واضعي القانون الدولي الانساني ونحن في ذكراه الـ 75 وبرسم مجلس الامن المؤتمن على القانون الدولي وكل الدول التي تكيل بمكيالين".

بدوره، اعتبر عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم أن "استهداف العدو للدفاع المدني وسقوط شهداء وقبل ذلك قصف سيارات الاسعاف والمسعفين مما أدى الى سقوط شهداء وجرحى وتضرر آليات، يؤكد الطبيعة الهمجية للكيان الاسرائيلي الذي لا يميز ولا يقيم وزنا للعاملين في المجال الإنساني لأنه متفلت من كل القيم الاخلاقية والإنسانية".

وأشار إلى أن "كلمات العزاء لا تفي شهداء الدفاع المدني وفرق الاسعاف والذين نذروا انفسهم على مذبح الكرامة الإنسانية".   من جانبه، كتب اللواء عباس ابراهيم على حساباته عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "كل هذه الجرائم واستهداف المؤسسات المدنية والإنسانية، من الأونروا (171 موظفا منذ بداية حرب غزة) الى عمّال المطبخ المركزي الدولي (7) إلى قصف المدنيين في فلسطين وجنوب لبنان والبقاع (43 مدنيًا لبنانيًا) وآخرهم 3 من أبطال الدفاع المدني سقطوا في وادي فرون مع رفيقيهما الجريحين أثناء تبريدهم بقايا حرائق القصف الإسرائيلي، كلها محاولات لكسر صمود الصامدين في أرضهم، ولكن كل هذا التمادي لم يكن ليحصل لولا الضغط المستمر على المحكمة الجنائية الدولية".

وختم: "الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للجرحى، وستظل تضحيات أبطال الواجب وفرسان الانسانية وملائكة الرحمة نبراسا للشجاعة والاخلاص في خدمة الوطن والإنسانية".  

بالتوازي، اتصل النائب فريد هيكل الخازن بالمدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار معزياً بالشهداء الثلاثة للدفاع المدني في العدوان الاسرائيلي على بلدة فرون الجنوبية.

واستنكر الخازن "العدوان الاسرائيلي السافر الذي استهدف أبرياء عزّل في أثناء قيامهم بواجبهم في إخماد الحرائق، فهذا يشكّل اعتداء وحشياً على الانسانية وخرقاً فاضحاً للقرارات والقوانين الدولية". 

مقالات مشابهة

  • أميرة ويلز كيت تعلن عودتها للحياة العامة بعد أشهر من معاناة مخيفة مع السرطان
  • لطلاب المرحلة الثالثة من التنسيق.. أماكن خالية بكليات وبرامج الجامعات الأهلية
  • محافظ الأقصر: توفير 2000 فرصة عمل ضمن مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان»
  • صالح المطلق : منتخب الصين ضعيف وهناك تداخل عجيب في تصريحات مانشيني.. فيديو
  • روسيا.. اكتشاف فئة جديدة من المواد تصلح لاستخدامها في إنتاج البطاريات
  • مستشار تحول رقمي: الأخبار المزيفة تشكل تهديدا للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للدول (فيديو)
  • عضو “كنيست” بارز: نعرف مكان “نصر الله” وربما نقضي عليه وسنصل للسنوار قريبًا وهناك نية لشن حرب في الشمال
  • شخصيات سياسية استنكرت جريمة استهداف عناصر الدفاع المدني: الاعتداءات الاسرائيلية ما زالت متفلتة
  • المنتخب العراقي يبقى في البصرة استعداداً لمواجهة الكويت والتذاكر ما زالت متاحة
  • عامر حسين: حسام الزناتي كان يعتقد أن الأمور وردية في لجنة المسابقات.. وهناك أمور تتحكم في مواعيد المباريات