هل تسعى أوكرانيا لفتح جبهة جديدة ضد روسيا بأفريقيا؟
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
كييف– في إطار سعي كييف لتعزيز حضورها المتنامي في أفريقيا وتلافي آثار قطع العلاقات معها من طرف دول أفريقية، أجرى وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا جولة جديدة في القارة السمراء، وشملت مالاوي وزامبيا وموريشيوس.
تأتي هذه الزيارة، وهي الرابعة لكوليبا إلى أفريقيا منذ اندلاع الحرب مع روسيا، بالتزامن مع قيام كل من مالي والنيجر بقطع علاقاتهما مع أوكرانيا، في ظل اتهام الأخيرة بدعم متمردين ضد قوات البلدين ومرتزقة "فاغنر" المساندة لها.
وشملت جولات كوليبا في أفريقيا على مدى عامين من الحرب 12 دولة، في موازاة 14 دولة زارها وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في القارة السمراء، في مشهد يجسد سباقا محموما بين كييف وموسكو على النفوذ والمصالح في القارة، وفق مراقبين.
بعد انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991، ورثت موسكو جميع المؤسسات الدبلوماسية في القارة الأفريقية؛ ورضيت كييف بهذه القسمة بدون أي امتعاض يذكر حينها، وعلى مدار 30 عاما قبل الحرب، كانت تملك سفارات في 10 دول فقط من أصل 54 دولة أفريقية.
لكن الحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا ذكرت كييف، على ما يبدو، بأهمية ذلك الجزء من العالم. وخلال عامين من الحرب، اتخذت خطوات كبيرة لتوسيع شبكة علاقاتها، وافتتحت 10 سفارات جديدة في دول أفريقية؛ الأمر الذي تنظر إليه موسكو "كجبهة ثانية" ضدها.
حصلت البلدان التي افتتحت فيها سفارات كييف الجديدة على مئات الآلاف من أطنان الحبوب الأوكرانية، في إطار ما عرف باتفاقية الحبوب، التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا بين روسيا وأوكرانيا بادئ الأمر، ثم في إطار "مبادرة الحبوب" التي أطلقتها أوكرانيا منفردة؛ فحدّت بذلك من "احتكار" روسيا لسوق الحبوب في أفريقيا بحسب خبراء.
وأبرمت أوكرانيا مع بعض الدول الأفريقية اتفاقيات تلغي نظام التأشيرة فيما بينها أيضا، كما حصل أخيرا مع جمهورية موريشيوس أثناء زيارة الوزير كوليبا.
الكاتب في صحيفة "أوبوزريفاتل" الأوكرانية، رومان بريادون، يعتقد أن أهمية أفريقيا بالنسبة لأوكرانيا تأتي من أن القارة السمراء تفتح أمامها آفاقا واسعة، فبعض دولها تظهر نموا اقتصاديا كبيرا، وفيها سوق استهلاكي ضخم وشاب، ووفقا للأمم المتحدة، بحلول عام 2050، "سيعيش ربع سكان العالم في أفريقيا".
وأضاف بريادون في حديث للجزيرة نت أن "نفوذ دول القارة في الساحة الدولية يتزايد، حيث تشكل 54 دولة أفريقية 28% من أعضاء الأمم المتحدة البالغ عددهم 193، والاتحاد الأفريقي يريد الحصول على عضوية في مجلس الأمن التابع للمنظمة، وهو بالفعل عضو في مجموعة العشرين".
ويوضح الكاتب بريادون ثقل وزن السياسة الأفريقية على المستوى الدولي بالنسبة لكييف بالقول: "عادة يصوت أكثر من نصف دول القارة بقليل لصالح القرارات التي تصب في صالح أوكرانيا، بينما يمتنع الآخرون عن التصويت رغبة في الحياد، أو لتجنب خلق توتر مع روسيا".
وفي نفس السياق، انضمت غانا وليبيريا والنيجر وكوت ديفوار إلى مؤتمر "منصة القرم" عام 2022، الهادف إلى إعادة شبه جزيرة القرم للسيطرة الأوكرانية؛ كما دخلت كينيا وليبيريا والمغرب وتونس مجموعة الدفاع عن أوكرانيا وفق صيغة "رامشتاين" (مجموعة الاتصال للدفاع عن أوكرانيا كانت قد التأمت أول مرة في برامشتاين الألمانية)؛ كما أيدت 10 دول أفريقية استبعاد روسيا من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة؛ لكن أيا من الدول الأفريقية لم تفرض أي عقوبات على روسيا منذ بداية الحرب، كما أفاد بريادون.
ورأى الكاتب الأوكراني أن "كييف تحتاج إلى تغيير هذه المعادلة لصالحها بقوة، وإلى مكافحة التضليل الروسي في أفريقيا؛ ومن الضروري زيادة الوجود الدبلوماسي، وتحفيز نشاط الشركات الأوكرانية في القارة".
بوابة للعالم الصامتوشكلت الحرب الروسية على أوكرانيا صدمة للقارة السمراء، لا سيما أنها دمرت طرق الإمدادات الغذائية التقليدية، ورفعت أسعارها بشكل حاد.
من هذا المنطلق، يرى خبراء أن أفريقيا أفضل بوابة تدخلها أوكرانيا لتأليب "العالم الصامت" ضد روسيا، وتغيير مواقف معظم دول آسيا وأميركا اللاتينية أيضا".
يقول الكاتب في موقع "كوروتكو" فيكتور تيموفييف إن "القادة الأفارقة يهتمون أكثر وأكثر بنهاية مبكرة للحرب، ويدركون بشكل عام حقيقة الوضع وعواقب تصرفات بوتين".
واعتبر تيموفييف في حديث للجزيرة نت أن "القمة الروسية الأفريقية التي عقدت في عام 2023 حملت مؤشرات جيدة لأوكرانيا، فقد ضمت 17 رئيسا فقط من دول القارة، بينما كان عددهم 43 في قمة 2019″، ورأى أن هذا يمهد لتغيير المواقف، والتحول حتى إلى الضغط وفرض العقوبات على روسيا.
تعد القارة الأفريقية جبهة مجدية لضرب المصالح الروسية في أفريقيا، التي تفوق حجما وكما واتساعا مصالح أوكرانيا، رغم أن ذلك لا يبدو سهلا.
يقول الكاتب تيموفييف: "القارة الأفريقية هي الآن منجم ذهب لروسيا، تحصل من خلاله على دخل أسود غير قانوني. هناك عدد من البلدان الخاضعة لسيطرة روسيا في أفريقيا، تعطي الكرملين أموالا مباشرة، وإمكانية استخراج الذهب والماس والمعادن الأخرى".
وتابع: "إبعاد روسيا عن الدول الأفريقية هو مسألة هيبة جيوسياسية بالنسبة لأوكرانيا، وحدّ من قدرة موسكو على تجديد مواردها لاستمرار الحرب".
ورغم نفي كييف تبنيها لهذا الأسلوب، لا يستبعد كثيرون أن تدعم أوكرانيا أي حراك ضد النفوذ العسكري الروسي في أفريقيا أيضا، حتى وإن انعكس ذلك سلبا على العلاقات مع بعض دولها. يقول بريادون: "بدعم روسي نفذت مجالس عسكرية انقلابات، ووصلت إلى السلطة في بعض بلدان أفريقيا، وتحاول الدفاع عن نفسها بمساعدة مدربين روس ومرتزقة فاغنر".
ويعتقد الكاتب بريادون أن ذلك وارد بالنسبة لأوكرانيا، وقد يشكل "تقاربا مع فرنسا" التي ساءت علاقتها مع تلك الدول؛ كما يشكل مصدر ارتياح للصين أيضا، التي تسعى إلى انتشار أوسع لنفوذها، الأمر الذي يتعارض مع وجود روسي كبير في القارة السمراء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات القارة السمراء فی أفریقیا فی القارة
إقرأ أيضاً:
دور أبطال أفريقيا.. الأهلي يواجه صن داونز في مباراة تاريخية وعينه على الأميرة الأفريقية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يخوض في السابعة مساء اليوم الجمعة، الفريق الأول لكرة القدم بنادي الأهلي مباراة صعبة وقوية وتاريخية، أمام فريق صن داونز بطل جنوب أفريقيا على ملعب استاد القاهرة، في إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا.
الجمهور كلمة السرويتسلح المارد الأحمر في هذا اللقاء بجمهوره الذي يمثل كلمة السر في أغلب انتصارات المارد الأحمر القارية على ملعب الرعب “استاد القاهرة” فالجمهور يملأ المدرجات ويلقي الرعب في قلوب المنافسين بأهازيجه وأغانيه التي لا تتوقف على مدار التسعين دقيقة.
وهو ما يعي إليه الجميع وسط مطالبات كبيرة من كل رموز الأهلي للجمهور بالتواجد في الاستاد والالتزام بالتشجيع المثالي لأن جمهور الأهلي قوة لا يستهان بها على ملعب استاد القاهرة، وكل القادمين من أفريقيا يعرفون جيدًا أنهم يواجهون جمهورًا قبل لاعبين.
فرصة تاريخيةوعلى صعيد المباراة نفسها، فقد أنهى المارد الأحمر تدريباته مساء أمس، في إطار معسكره المغلق الذي بدأه قبل المباراة بـ 48 ساعة، بهدف الاستعداد النفسي والبدني لبطل جنوب أفريقيا.
بالإضافة إلى فرض حالة كبيرة من التركيز على الجميع لأن هذه المباراة تحسمها التفاصيل الصغيرة في ظل النتيجة التي حققها المارد الأحمر في لقاء الذهاب.
وكثف السويسري مارسيل كولر المدير الفني للفريق من محاضراته الفنية مع اللاعبين على مدار الأيام الماضية لشرح نقاط القوة والضعف في الفريق الجنوب أفريقي.
حيث أكد على اللاعبين أنهم سيواجهون فريقًا مختلفًا تمامًا عن مباراة ذهاب، لأن صن داونز أقوى في هذا العام خارج أرضه عن داخل أرضه، والدليل هو انتزاع تذكرة التأهل إلى نصف النهائي بعد تخطي عقبة الترجي التونسي في قلب تونس.
كولر أكد على اللاعبين ضرورة الالتزام بالتعليمات الفنية، وإغلاق كل المساحات أمام لاعبي وسط صن داونز، ومنع التسديدات على مرمى محمد الشناوي، لأنها أهم الأسلحة التي يعتمد عليها الضيوف في ظل امتلاكه لأكثر من لاعب يجيدون التصويب من مسافات بعيدة، واعتمدوا عليها في أكثر من مرة في بريتوريا.
تعليمات خاصةومنح المدير الفني تعليمات خاصة إلى الثنائي رامي ربيعة وأشرف داري بضرورة التركيز وفرض رقابة لصيقة على مهاجمي المنافس، لا سيما وأنه سوف يعتمد في أوقات كثيرة على الكرات المرتدة والتحولات من الحالة الدفاعية إلى الهجومية.
لذلك لا بد أن يكون هناك تركيز شديد ورقابة لصيقة على المهاجمين لمنع تشكيل خطورة على مرمى الشناوي، والخروج بشباك نظيفة لأنه هذا هدف أهم في تلك المباراة.
ومن المنتظر أن يبدأ الأهلي المباراة بتشكيل مكون من محمد الشناوي في حراسة المرمى، وأمامه الرباعي مصطفى العش ومحمد هاني وأشرف داري ورامي ربيعة، وفي الوسط الثنائي مروان عطية وأحمد رضا خلف الثلاثي إمام عاشور وأشرف بن شرقي وطاهر محمد طاهر، وأمامهم المهاجم الصريح جراديشار.