كاغامي يؤدي اليمين رئيسا لرواندا لولاية جديدة
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
أدى الرئيس الرواندي بول كاغامي، اليوم الأحد، اليمين الدستورية لولاية رابعة من خمس سنوات بعد فوزه في انتخابات 15 يوليو الماضي بغالبية ساحقة بلغت 99,18 بالمئة من الأصوات.
وحضر عدد من الزعماء الأفارقة مراسم التنصيب في ملعب يتسع لـ45 ألف مقعد في كيغالي حيث بدأت الحشود تتجمع منذ الصباح الباكر.
وتعهّد كاغامي في قسمه "المحافظة على السلام والسيادة الوطنية وتعزيز الأمن الوطني".
ويمسك بول كاغامي (66 عامًا) بزمام السلطة في رواندا منذ أطاح مع تمرد الجبهة الوطنية الرواندية في تموز/يوليو 1994 بحكومة الهوتو المتطرفة التي نفذت حملة إبادة خلّفت وفق الأمم المتحدة 800 ألف قتيل معظمهم من أقلية التوتسي.
ويحظى كاغامي بشعبية كبيرة كونه أعاد البلاد إلى مسار التنمية بعد الإبادة، ويقدّمه قادة غربيون وأفارقة على أنه نموذج للتنمية، لكنه يتعرض أيضا لانتقادات لافتقار البلاد إلى الانفتاح الديموقراطي ويتهم بإسكات الأصوات المعارضة.
وسجل نمو قوي في رواندا (7,2 % في المتوسط بين 2012 و2022) مصحوبًا بتطوير البنى التحتية لا سيما الطرق والمستشفيات، بالإضافة إلى نمو اجتماعي واقتصادي خصوصًا في مجالَي التعليم والصحة.
وسُمح لمرشحَين فقط بمنافسة كاغامي هما فرانك هابينيزا، زعيم حزب المعارضة الوحيد المصرح به (الحزب الديموقراطي الأخضر) وحصل على 0,50 بالمئة من الأصوات، والمستقل فيليب مباييمانا وحصل على 0,32 بالمئة.
فاز كاغامي بكل انتخابات رئاسية خاضها وحصل في كل مرة على أكثر من 93 في المئة من الأصوات.
وأشرف في 2015 على تعديلات دستورية مثيرة للجدل قلّصت الولاية الرئاسية من سبع إلى خمس سنوات، لكنها سمحت له بالبقاء في السلطة حتى العام 2034. أخبار ذات صلة الحكومة المؤقتة في بنجلاديش تؤدي اليمين الدستورية اليوم الإمارات ترحب بوقف إطلاق النار بين رواندا والكونغو الديمقراطية المصدر: آ ف ب
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: بول كاغامي رواندا اليمين الدستورية حفل تنصيب
إقرأ أيضاً:
محاولة إيرانيَّة.. لتبادل تسليم المعارضين مع نظام صَدام
آخر تحديث: 3 فبراير 2025 - 9:47 ص بقلم:رشيد الخيُّون بعث التقارب بين العراق وإيران، بعد حرب الكويت(1991)، إلى أواسط عقد التسعينيات، مِن القرن الماضي، شيئاً من القلق لدَّى المعارضة الإسلامية العراقية، التي اِتَّخذت من طهران مقراً لها، ولم يكن هذا القلق مِن فراغ، بل اُسدل السِّتار على أوجاع الحرب بين البلدين، وانتهت الحاجة للإسلاميين بخصوص العِراق، فأخذت الوفود تتبادل الزِّيارات، على مستويات عليا مِن الدَّولتين، فمهما كانت العقائد وحرارة الالتزام بها، تبقى المصالح هي الأساس لدى الإيرانيين والعراقيين آنذاك، حتى لو تمت التضحية بالمعارضة التي حاربت إلى جانب الجيش الإيرانيّ ضد العراق، طوال حرب السَّنوات الثَّمان(1980- 1988)، وعادةً لا تتقيد المصالح السِّياسية بعقائد، فلا شعار تحرير القدس عبر كربلاء، ولا تحرير الأحواز من اِحتلال فارسي، ولا بوابة غربية ولا شرقية، له قيمة، يمكن التخلي عن كلّ ذلك في أي لحظة؛ هذا، وما حدث لحزب الله والنّظام السوريّ، صار لا يستحق المغامرة مِن قِبل الولي الفقيه.
رأت إيران الإسلامية أنَّ نظام البعث بالعراق، بعد غزو الكويت(2/ 8/ 1990) ثم حرب تحريرها(17/ 1/ 1991)،وتحريرها (26/2/ 1991)، الأقرب إليها، ولم يبق أمام النظام العراقي غير إيران ملاذاً، ففتحت حدودها البرية لتحركه خارجياً، ويأتمنها على طائراته، بعد فتح صفحة جديدة معها.
أخبار المحاولة
تسربت في تلك الأثناء أخبار تفيد بطرح إيران لتبادل تسليم المعارضين؛ أو إخلاء البلدين مِن المعارضتين، بعد التّوظيف في الحرب بينهما، فالأحزاب الإسلامية العراقية انشأت معسكرات، مثل معسكر الصدر بالأهواز، جند فيه حزب الدعوة الإسلامية المقاتلين، وفيلق بدر(منظمة بدر حالياً)، التابع شكلياً إلى المجلس الإسلامي الأعلى،كغطاء لحقيقة أنه مِن فيالق الحرس الثوري الإيراني، وبالمقابل وجود معسكرات لمجاهدي خلق على الأرض العراقية ضد إيران.
قُدم استفسار، في التسعينيات، للسَّيد محمد باقر الحكيم(رئيس المجلس الإسلامي الأعلى للثورة الإسلاميةفي العراق، اغتيل 2003) في ما إذا واجهته ضغوط من الطرف الإيراني لإيقاف العمل ضد حكومة العراق، ومع أنه نفى تلك الضُّغوط تحرزاً، ونفى أنه اختار بيروت مقراً آخر له ولمجلسه، إلا أنَّ أنباءً وردت عن نية الحكومة الإيرانية، أو ما أشير إليها ببعض الأجهزة الأمنية الإيرانية، تسفير عراقيين من المقيمين في مخيمات اللاجئين إلى بلادهم، ومِن المعارضين، هذا ما نشرته جريدة المعارضة العراقية في حينها، “المؤتمر”، وهي الناطقة بلسان المؤتمر الوطني (أحمد الجلبي). وقتها لم نأحذ هذا الخبر، وتصريح محمد باقر الحكيم باهتمام(جريدة المؤتمر، العدد 105 المؤرخ في 16 حزيران (يونيو) 1995 اَحتفظ بنسخة من عدد الجريدة). ظناً أنه من تقولات أجهزة النّظام العراقي، وبهذا ضاعت علينا حقائق كثيرة.
حينها، لم يؤخذ هذا الخبر بنظر الاعتبار، ولم يهتم به أحدٌ، ولا من اِهتم بسبب ترك محمَّد باقر الحكيم لإيران، لفترة من الزَّمن، وإقامته بالكويت وبالمملكة العربية السعودية، على أنه أمر عادي لم يثر أي قضية، فالكويت والسعودية، في التسعينيات احتويتا المعارضة العراقية، وهناك إذاعة للمعارضة العراقية تذيع من مدينة جدة، وصارت الكويت بعد احتلالها وتحريرها داراً للعديد من المعارضين العراقيين، ما عدا مَن تورط، في الثمانينيات، بأعمال إرهابية داخلها، مِن قِبل إسلاميين عراقيين، كانوا ولائييّ الانتماء.
شهادة سبعاوي
لكن بعد سقوط النِّظام العراقي(2003)، ظهر ما يؤكد منشور جريدة “المؤتمر”، في ردها على ما تسرب مِن أنباء محاولة إخلاء البلدين من المعارضتين، فبعد تسليم السوريين مدير المخابرات العراقية، في تلك الفترة، سبعاوي إبراهيم الحسن، وهو أخو صدام حسين من أمه، بضغط أمريكيّ إلى العراق، وتقديمه إلى المحكمة ببغداد، في قضية قتل المنتفضين(انتفاضة 1991)، قدم معلومات خطيرة في هذا الشَّأن، جعلنا نعيد النظر في ما نُشرته جريدة المعارضة “المؤتمر”.
ففي بداية (تموز/يوليو 2008) ومن قاعة المحكمة الجنائية في قضية قمع انتفاضة آذار (مارس) 1991، كُشفت الاتصالات الأمنية بين البلدين، على أرفع المستويات، وهذا ما يجعل تلك الأخبار محتملة الصَّحة. قال سبعاوي، وبُث كلامه مباشرة مِن على الفضائية العراقية في مطلع تموز/يوليو 2008، ومِن داخل قاعة المحكمة: إنَّ مسؤولاً أمنياً إيرانياً وصل بغداد، نهاية العام 1990 عِقب اِحتلال الكويت، في غضون الاستعدادات للحرب على العِراق، وقدم مقترحاً بتسليم إيران للمعارضين العراقيين مقابل تسليمهم منظمة مجاهدي خلق، وقد رفض صدام ذلك المقترح بحجة أنه لا يُسلَّم الضَّيف! وربَّما سبب آخر لا علاقة له بالضيافة وهو عدم الثّقة بالجانب الإيرانيّ.
طلب سبعاوي الحديث عما يتعلق بالعبارة، التي تداولت آنذاك في الإعلام العراقيّ الرسميّ “صفحة الغدر والخيانة”؛ فسمح له القاضي محمد عريبي(تـ: 2021)، وحسناً فعل القاضي باعطائه الفرصة للبوح بما في جعبته، مما كان سراً بين المخابرات الإيرانيّة والمخابرات العراقيَّة؛ فما قاله كان يخص التاريخ، وهنا ننقل نص شهادته كما وردت على لسانه؛ دون تعديل وتصحيح، ماعدا توضيح المفردات غير المفهومة مِن قِبل غير العراقيين.
قال سبعاوي مدير المخابرات العراقيَّة: “عندي شيء للتاريخ، على موضوع صفحة الغدر والخيانة، تسمح بشيء مِن التّاريخ. بعد دخول العِراق في الكويت، وفي نهاية التاسع(سبتمبر/ أيلول) أوبداية شهر عشرة(أكتوبر/ تشرين الأول)، لا أذكر اليوم بالضَّبط، فوجئتُ بزيارة معاون رئيس المخابرات الإيرانيّ إلى بغداد. آنذاك كانت الأجواء السّياسيَّة مع إيران زينة(جيدة)، بعد دخول العراق إلى الكويت، فقد وجه الرئيس(صدام حسين) رسالة إلى رئيس إيران (كان هاشمي رفسنجانيّ يومها). يعني بدأت الأجواء السياسيَّة رطبة. أهلاً وسهلاً، طبعاَ السفارة العراقيّة (بطهران)، قالوا: إن رئيس المخابرات الإيرانيَّة يريد يزورك في بغداد، بموضوع عمل. استقبلناه وضيفناه، على الآخر، هكذا سمعتُ به معاون مدير المخابرات، وهو مدير المخابرات. قال: أنا جاي(قادم) أوجه لك دعوة لزيارة طهران، وحامل رسالة شفهية من القيادة الإيرانيَّة، باعتبارك أنت أخو للرئيس صدام ومدير المخابرات. طبعاً لا تخلو مِن الاهتمام به والحفاوة، وأنا مجتمع به، وآنذاك ليس عندي معاون، من الشَّهر العاشر والحادي عشر، ما عندي معاون. المهم فأنا مجتمع به، وأنا عملتُ له دعوة غداء. نعم إن شاء الله نزور طهران، ووجه لي دعوة”.
أردف سبعاوي قائلاً: “قال مِن القيادة الإيرانية إلى الرئيس صدام، نُسلم لكم كل قادة المعارضة، الذين عندنا في إيران، وأي اسم تضيفونه بكل أنواعهم؛ وتسلمونا قادة منافقي خلق، لم يقل مجاهدي خلق، أكون دقيقاً بالعبارة بالنص لم يقل مجاهدي خلق، قال منافقي خلق. الحقيقة، أنا فوجئتُ، حتى لو كان الأمر من صلاحيتي لقلتُ: انتظرني لفترة من الوقت، أفكرُ وأدانش(أراجع) نفسي، بس(لكن) مو (ليس) صلاحياتي، بس (لكن) أنا فوجئتُ. مجاهدي خلق ضيوف على العراق، وقادة المعارضة هم ضيوف على إيران، وبالأعراف، لا الدينية ولا العشائرية، أن يصير هذا، الواحد يسلم ضيفه، مثلما سلموني السوريون. وتكلمنا بهذا الاتجاه والكلام، قال: كل قادة المعارضة ومن الأسماء التي تضيفونهم مقابل منافقي خلق والأسماء التي نريدها”.
“قلتُ له: أنا ليس من صلاحيتي. قال: نعم نحن نعرف مو (ليس) من صلاحيتك، بس أحنا أجيناك، ونوجه لك الدعوة، وأنت خير من يوصلها لصدام حسين، لأَن أنت أخوه، ,وأنتمدير المخابرات، وأنا معاون رئيس المخابرات، بدل الطرق الدبلوماسية والسفارات، وسفير ووزير، ولكن أنت قدَّر ذلك. نعم، أنا أقدرها وأعرف”.
“كتبتُ رسالة، مو (ليس) كتاب رسمي للرئيس، وشرحتُ له الحال. أجاني (أتاني) الجواب، يعني بنفس الصيغة، التي تفاجئتُ بها. راح (غادر) الرجل ولم انطيه(أعطيه)، ولم أنطيه الرد، وكانت دعوتي إلى طهران، ولم أجيبهم عود (أي) انطيهم (اعطيهم) الرد. فدزيت (أرسلت) شخص ومعه رسالة، وقلتُ: لم تكن الموافقة إلى آخره”. (حديث سبعاوي على موقع اليوتيوب:https://www.youtube.com/watch?v=r1ehkjsewrw). المصالح فوق العقائد
بطبيعة الحال، مَن كانت وما زالت إيران الإسلامية عنده مقدسة، ولا يُصدق أنها تتجاوز إلى تسليم المعارضين الإسلاميين، الذي حاربوا معها، فيعتبر كلام مدير المخابرات العراقية كذباً، ولا يعني عنده ما لمحت إليه جريدة المعارضة العراقية شيئاً، قبل ما كشفه سبعاوي بنحو ثلاثة عشر عاماً، ولا يعنيه خروج محمَّد باقر الحكيم من إيران والمكوث موقتاً ببلدان أُخر، ولا إهمال الحكيم في خطبه، التي ألقاها، بعد عودته إلى العراق 2003، حتى آخر خطبة له بالنَّجف، الثناء على إيران وشكرها، مثلما شكر الكثيرين الذي وقفوا مع المعارضة، ومراجع النجف، فكانت خطاباته خالية مِن أي كلمة شكر أو تمجيد، أو اعتراف بفضل للجمهورية الإسلامية، ولا لآية الله روح خميني، ولا لآية الله علي خامنئي، مما يدل أن في قلب الرجل شيئاً من إيران، وما حصل بعد الصلح الإيراني العراقي، بعد وقف الحرب(1988)، ووفاة خميني(1989).
أما مَن يريد وجه الحقيقة، وما يهمه كتابة التاريخ، فربما سيهمل ما صرح به مدير المخابرات، فما هو إلا رواية من الروايات، ليس هناك ما يثبتها، لكن إذا وضع ما جاءت به جريدة “المؤتمر” وما صرح به أحد أخطر المسؤولين العراقيين، وهو مدير المخابرات العامة، وما علاقته برئيس النظام (أخوه غير الشقيق)، سينظر إلى ما حصل بمنظار آخر، فما قاله سبعاوي جاء تأكيداً لما لمحت إليه جريدة “المؤتمر”، وما انتشر مِن أنباء حينها.
أقول: لم يكن الإيرانيون يميليون لإسقاط النظام العراقيّ، فهم لا يعرفون ما هو نوع النظام الذي سيأتي به الأمريكان، فنظام ضعيف متوافق معهم، ليس له بالمنطقة ملاذاً غيرهم، أفضل من نظام يهندسه الأمريكان، لهذا، منذ اليوم الأول، بعد التاسع من نيسان 2003 جمعوا كلَّ قواهم لتأسيس ميليشيات موالية، ركزت على إخلاء العراق من مجاهدي خلق، فمهما يكن تبقى هذه المنظمة، خنجراً في خاصرة النِّظام الإيرانيّ، مثلما كانت المعارضة العراقية بالنسبة للنظام العراقيّ.
كانت إيران تنظر إلى المدى البعيد، فمنظمة خلق هي الجماعة الوحيدة المنظمة من المعارضة الإيرانيَّة؛ وفي أي لحظة تعيد أمريكا تهيئتها، بديلاً عن النظام، وتجربة العراق حاضرة، ففي 1991 اجتمعت المعارضة العراقيَّة، تحت المظلة الأمريكيَّة ببيروت، وتشكل منها المؤتمر الوطنيّ، وهذا ما قد يحصل لإيران، فمجاهدو خلق بمثابة النّواة. لذا؛ يُنظر للطلب الإيرانيّ، عبر جهاز مخابراتها، مِن العراق تسليم “مجاهدي خلق” خشية مِن مستقبل، كانت تفكر به، منذ ذلك الحين.