جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-07@16:31:54 GMT

البرمجة بالذكاء الاصطناعي

تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT

البرمجة بالذكاء الاصطناعي

 

 

د. عمرو عبد العظيم

 

 مع كل نقرة على لوحة المفاتيح وكل سطر كود يكتبه المبرمجون، يتسلل الذكاء الاصطناعي ليحدث ثورة في طريقة تطوير البرمجيات، فالبرمجة من خلال الذكاء الاصطناعي ليست مجرد تطور تقني، بل هي نافذة على المُستقبل، حيث تصبح البرمجيات أكثر ذكاءً واستقلالية، مما يفتح آفاقًا جديدة للإبداع والابتكار، وفي هذا المقال، سنستكشف كيف يُغير الذكاء الاصطناعي معالم البرمجة ويحولها إلى أداة أكثر قوة وفعالية.

وتشير البرمجة من خلال الذكاء الاصطناعي إلى استخدام أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين عمليات البرمجة التقليدية، وبفضل الذكاء الاصطناعي، يمكن لأجهزة الحاسوب تعلم الأنماط والتكيف مع البيانات المُختلفة، مما يسهل عملية البرمجة ويسرع من تنفيذها، ولم يعد المبرمجون مضطرين لكتابة كل سطر من الكود بأنفسهم؛ يمكنهم الآن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لتوليد كود فعال بناءً على المُعطيات والمتطلبات المقدمة.

وتستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي خوارزميات تعلم الآلة (Machine Learning) والتعلم العميق (Deep Learning) لتحليل الأكواد البرمجية والتعرف على الأنماط والهيكليات المتكررة، هذه الأدوات يمكنها بعد ذلك اقتراح أو كتابة أجزاء من الكود البرمجي تلقائيًا بناءً على البيانات المدخلة، على سبيل المثال، إذا كان لديك مشروع برمجي كبير ومُعقد، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتنبأ بالأخطاء المحتملة ويقدم لك الحلول قبل أن تحدث.

ومن إحدى الفوائد الرئيسية للبرمجة من خلال الذكاء الاصطناعي هي زيادة الإنتاجية وتوفير الوقت، وبدلًا من قضاء ساعات طويلة في كتابة الكود والتحقق من صحته، يمكن للذكاء الاصطناعي تقليل الوقت المطلوب لهذه العمليات بشكل كبير، فهذا لا يوفر فقط الوقت والجهد، ولكنه أيضًا يُقلل من احتمال حدوث أخطاء بشرية.

ويُمكن أن تكون البرمجة من خلال الذكاء الاصطناعي للمبرمجين الجدد وسيلة فعَّالة لتعلم أساسيات البرمجة والتطوير؛ فالأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تقدم تعليمات ومساعدات فورية، وتقدم تفسيرات للأكواد المقترحة، وهذا يتيح للمتعلمين فهم كيف يتم بناء البرمجيات بشكل أكثر فعالية وتطبيقها في مشاريعهم الخاصة.

ومن المتوقع أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى أتمتة العديد من جوانب البرمجة التقليدية، فعلى سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي توليد شيفرات برمجية تلقائيًا بناءً على وصف للمهمة أو المواصفات المطلوبة، كذلك، يمكنه فحص الأكواد لاكتشاف الأخطاء الأمنية وإصلاحها، وهذا يفتح آفاقًا جديدة في تطوير البرمجيات ويُقلل من الاعتماد على الخبرة البشرية بشكل كبير.

وبالرغم من المزايا العديدة للبرمجة من خلال الذكاء الاصطناعي، هناك بعض التحديات والمخاوف، من بينها الاعتماد المُفرط على هذه الأدوات مما قد يؤدي إلى تراجع مهارات البرمجة الأساسية لدى المبرمجين، وكذلك، قد تكون هناك مخاوف بشأن الخصوصية والأمان إذا لم يتم استخدام هذه الأدوات بحذر، فالذكاء الاصطناعي لا يزال في بداياته عندما يتعلق الأمر بالبرمجة، ولكن المُستقبل يبدو واعدًا، من المتوقع أن يصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من عملية تطوير البرمجيات، مما يمكن المطورين من إنشاء برامج أكثر تعقيدًا وفعالية، وقد نشهد يومًا ما حيث يصبح بإمكان الذكاء الاصطناعي تطوير برامج بشكل كامل دون تدخل بشري، مما يُعزز من قدرة الإنسان على الابتكار والتحول الرقمي.

في الختام، يمكننا القول إنَّ البرمجة من خلال الذكاء الاصطناعي مجالٌ مثيرٌ ومليء بالفرص، لكنه يأتي أيضًا مع تحدياته الخاصة، وبمرور الوقت، ومع تطور التكنولوجيا، سيصبح هذا المجال أكثر نضجًا وسيمكننا من الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بشكل كامل في تطوير البرمجيات وحل المشاكل المعقدة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الصين ترد على رسوم ترامب بأغاني وفيديوهات من إنتاج الذكاء الاصطناعي

في رد غير تقليدي على قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بفرض رسوم جمركية جديدة تهدد الاقتصاد العالمي، لجأت وسائل الإعلام الحكومية الصينية إلى أسلوب ساخر ومبتكر يعتمد على الذكاء الاصطناعي لانتقاد السياسة التجارية الأمريكية.

أغنية ساخرة بالذكاء الاصطناعي

في 3 أبريل، نشرت شبكة CGTN الصينية فيديو موسيقي مدته دقيقتان و42 ثانية بعنوان:“Look What You Taxed Us Through (An AI-Generated Song. A Life-Choking Reality)”، الأغنية التي تولدها الذكاء الاصطناعي تسخر من الرسوم الجمركية الأمريكية عبر كلمات تغنى بصوت أنثوي بينما تعرض لقطات للرئيس ترامب.

 ومن بين كلمات الأغنية:"أسعار البقالة تكلف كلية، والبنزين رئة. صفقاتك؟ مجرد هواء ساخن من لسانك!"

This is the story of T.A.R.I.F.F., an #AIGC sci-fi thriller about the relentless weaponization of #Tariffs by the United States, and the psychological journey of a humanoid????️ towards its eventual self-destruction. Please watch: pic.twitter.com/JkA0JSLmFI

— China Xinhua News (@XHNews) April 4, 2025

يختتم الفيديو بعرض اقتباسات من تقارير صادرة عن "Yale Budget Lab" و"الإيكونوميست" تنتقد بشدة سياسات ترامب التجارية، وتظهر كلمات الأغنية باللغتين الإنجليزية والصينية وكأنها موجهة مباشرة للرئيس الأمريكي من وجهة نظر المواطن الأمريكي المتضرر.

ووصفت CGTN الفيديو على موقعها بـأنه:"تحذير: المقطع من إنتاج الذكاء الاصطناعي، أما أزمة الديون؟ فهي من صنع الإنسان بالكامل".

الأمم المتحدة: الذكاء الاصطناعي يهدد 40% من الوظائف ويزيد الفجوة بين الدولتعرف على مميزاتها.. سامسونج تكشف عن أول غسالة بالذكاء الاصطناعيمايكروسوفت 365 Copilot يعزز قدراته بوكلاء ذكاء اصطناعي للتحليل والأبحاثآبل تطور وكيل ذكاء اصطناعي لتقديم الاستشارات الطبيةفيلم خيال علمي: الروبوت T.A.R.I.F.F.

وفي خطوة مشابهة، أطلقت وكالة أنباء الصين الرسمية شينخوا، عبر منصتها الإنجليزية "New China TV"، فيلماً قصيراً بعنوان “T.A.R.I.F.F".

يجسد الفيلم الذي يمتد لثلاث دقائق و18 ثانية روبوتاً ذكياً يدعى:"Technical Artificial Robot for International Fiscal Functions"أو "روبوت الذكاء الصناعي الفني للوظائف المالية الدولية".

في الفيلم، يتم تشغيل الروبوت بواسطة مسؤول أمريكي يُدعى "د. مالوري" ويبدأ مهمته في فرض رسوم على الواردات الأجنبية.

 في البداية، تأتي النتائج إيجابية، لكن حين يُطلب منه "تسريع الأداء"، يبدأ بتطبيق رسوم "عدوانية"، ما يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة وتكاليف المعيشة، وتفاقم الأزمات التجارية.

في لحظة ذروة درامية، يُدرك الروبوت أنه أصبح أداة لتدمير الاقتصاد الأمريكي ذاته، فيقرر تدمير نفسه وسحب "د. مالوري" معه، في مشهد رمزي يشير إلى عواقب استخدام الضرائب كسلاح اقتصادي.

فيديو ثالث على أنغام "Imagine" و"We Are the World"

في ذات اليوم، نشرت وزارة الخارجية الصينية فيديو مركباً مزيجاً من صور حقيقية وأخرى مُولدة بالذكاء الاصطناعي، على أنغام أغنيتي "Imagine" لجون لينون و"We Are the World".

يسأل الفيديو: "أي نوع من العالم تريد أن تعيش فيه؟"، مقدمًا مقارنة بين عالم تسوده "الطمع والرسوم" وآخر يُبشر بـ"الازدهار المشترك والتضامن العالمي".

خلفيات سياسية

تأتي هذه الإنتاجات في ظل التصعيد الأمريكي الأخير، حيث أعلن ترامب عن فرض رسوم جديدة بنسبة 34%، تضاف إلى رسوم سابقة بلغت 20%.

 وردت الصين على لسان مسؤوليها بأنها "جاهزة للمواجهة حتى النهاية"، سواء كانت حرب رسوم أو تجارة أو حتى مواجهة أوسع.

الذكاء الاصطناعي كأداة للدعاية السياسية

تظهر هذه الحملات كيف تستخدم الصين الذكاء الاصطناعي ليس فقط في الابتكار التكنولوجي، بل أيضًا كأداة ناعمة للدعاية السياسية الدولية، بأسلوب يمزج بين الترفيه والرسائل العميقة. 

وتبرز هذه الفيديوهات اتجاهاً متصاعداً نحو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى سياسي هجومي وساخر.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي العام (AGI) الخطوة التالية لقطاع التكنولوجيا..ما المخاطر؟!
  • DeepSeek تكشف عن طريقة جديدة للاستدلال بالذكاء الاصطناعي
  • رفاهية أكثر في «ياس» بالذكاء الاصطناعي
  • خدعة أبريل التي صدّقها الذكاء الاصطناعي
  • بيل غيتس يكشف عن 3 مهن ستصمد في وجه الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي جريمة معلوماتية!
  • تقرير أممي يحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعي على الوظائف
  • Copilot Search.. مايكروسوفت تنافس جوجل بإطلاق ميزة البحث بالذكاء الاصطناعي
  • الصين ترد على رسوم ترامب بأغاني وفيديوهات من إنتاج الذكاء الاصطناعي
  • كيف وقع الذكاء الاصطناعي ضحية كذبة أبريل؟