«تناكحوا تناسلوا تكثروا» أمر بالتعدد أم بكثرة الأبناء.. تعرف على الفهم الصحيح
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
يرغب الكثير من الرجال بإنجاب الكثير من الأطفال بغض النظر عن قدرتهم المادية والنفسيه والعقلية في تربيه هؤلاء الأطفال، مُعللين رغبتهم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، «تناكحوا تناسلوا تكثروا»، بل ويظن البعض أن الهدف منه التعدد، فما معنى حديث«تناكحوا تناسلوا تكثروا» بين تلك الظنون.
حديث فيه جوامع الكلمة وأساس كل خير.. تعلمه من رسول الله معنى حديث: "لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا" "تناكحوا تناسلوا تكثروا" أمر بالتعدد أم بكثرة الأبناء
قالت دار الإفتاء المصرية في فتواها رقم 5781 للدكتور محمد خاطر محمد الشيخ، أن حديث «تناكحوا تناسلوا تكثروا»، قدر ورد في "مصنف عبد الرزاق"، ومعنى «تَنَاكَحُوا» في الحديث: تزوجوا، وقد ورد هذا التفسير في حديث آخر وهو قوله: «تَزَوَّجُوا، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ» "سنن ابن ماجه".
وتابعت دار الإفتاء أن المراد من الحديث الحثّ على الزواج لما فيه من الإعفاف وعمران الكون؛ فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ -النكاح- فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ» رواه الجماعة.
"تناكحوا تناسلوا تكثروا" أمر بالتعدد؟
وأضافت دار الإفتاء مستشهدا بحديث الرسول عن أنس رضي الله عنه أن نفرًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال بعضهم: لا أتزوج، وقال بعضهم: أصلي ولا أنام، وقال بعضهم: أصوم ولا أفطر، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «مَا بَالُ أَقوامٍ قَالُوا كَذَا وكَذَا، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَنَامُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» متفق عليه.
وانتهت دار الإفتاء في فتواها مؤكده على أن الحديث لا يدل على تعدّد الزوجات، وإنما التعدّد قد أُبِيح شرعًا مما جاء بالآية الكريمة؛ وهي قوله تعالى: ﴿فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ [النساء: 3].
وأما مباهاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمته، فلا تكون من خلال كثرة أعدادهم من ناحية الكم والعدد وإنما تكون بما قدموا للبشرية من علم وحضارة وإنجاز، والإنجاب من ناحية الكم والعدد فقط، ذمه النبي صلي الله عليه وسلم، في حديث آخر حيث قال :(غثاء كغثاء السيل) أي العدد الكثير الذي لا وزن له.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التعدد صلى الله علیه دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
عضو بـ«العالمي للفتوى»: اختيار الزوجة الصالحة حق يجب أن يوفره الأب لأطفاله
قالت هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن حقوق الطفل تبدأ قبل أن يُولد، وتحديدًا قبل أن يختار الأب شريكة حياته، مؤكدة أن الأب يجب أن يبدأ بإعداد نفسه للزواج والأبوة بشكل متكامل، حيث ينبغي له تحسين نفسه روحياً وأخلاقياً ليكون زوجًا صالحًا وأبًا قادرًا على تحمل المسؤولية.
صلاح الأب يؤثر على الأبناءوأوضحت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإليكترونية، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج «حواء»، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن صلاح الأب يؤثر بشكل إيجابي على الأبناء، كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة الكهف: «وكان أبوهما صالحًا»، وبالتالي، يجب على الأب أن يحرص على إصلاح نفسه ليكون قدوة حسنة لأبنائه، مشيرة إلى أن اختيار الزوجة الصالحة من أهم الحقوق التي يجب أن يوفرها الأب لأطفاله، حيث يجب أن يبحث عن امرأة ذات دين وأخلاق، كما حثنا النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «فاظفر بذات الدين تربت يداك».
وأضافت أن إعداد الأب نفسه لا يتوقف عند تحسين الأخلاق فقط، بل يشمل أيضًا التأكد من قدرته على تحمل المسؤولية التي ستترتب على الزواج والأبوة، وعلى البحث عن شريكة حياة تكون قادرة على تربية الأبناء على القيم والأخلاق الحميدة.