وأعرب مشرعون ومسؤولون سابقون عن "إحباطهم" بسبب التكاليف العالية لمعركة البحر الأحمر وعدم القدرة على حسمها.

ونشرت مجلة "ناشيونال إنترست" هذا الأسبوع تقريراً سلطت فيه الضوء على تقنيات الأنظمة الدفاعية التي تعمل بالليزر، والتي تم الترويج لها في العديد من التقارير باعتبارها البديل الأنسب للصواريخ الدفاعية باهظة الثمن التي تستخدمها البحرية الأمريكية في مواجهة الطائرات المسيرة اليمنية في البحر الأحمر.

وأكدت المجلة أن القوات المسلحة اليمنية "نجحت في استهداف السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية في البحر الأحمر وخليج عن بالصواريخ والطائرات بدون طيار" مشيرة إلى أن التكلفة العالية لاستخدام الصواريخ الدفاعية ضد هذه التهديدات "تثير المخاوف".

وكانت صحيفة "بوليتيكو" قد نقلت قبل أيام عن أعضاء في الكونغرس الأمريكي ومسؤولون سابقون في البنتاغون قولهم إن معركة البحر الأحمر تستنزف "عشرات مليارات الدولارات بدون نهاية واضحة في الأفق" مشيرة إلى أن هذه التكاليف تصيب الكونغرس "بالإحباط".

وقالت "ناشيونال إنترست" إن "أسلحة الليزر التي يتم الترويج لها كبدائل فعالة من حيث التكلفة، تعتبر في مرحلة التطوير ولكنها تواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك متطلبات الطاقة العالية والمدى المحدود".

وأشار التقرير إلى أن "أنظمة الليزر الحالية، مثل نظام الدفاع الليزري الطبقي من إنتاج شركة (لوكهيد مارتن) ونظام (دراجون فاير) من إنتاج المملكة المتحدة، تعتبر واعدة ولكنها غير قادرة بعد على استبدال أنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية".

وذكّر التقرير بأنه "في العام الماضي فقط اقترب صاروخ من المدمرة الأميركية (يو إس إس غرافلي) وكان على بعد ثوانٍ فقط من ضرب السفينة الحربية" مشيرا إلى أن تلك كانت "عملية صعبة للغاية".

ونظرا لهذه العملية أوضحت المجلة أن أسلحة الليزر لن تكون بديلاً نافعاً؛ وذلك "لأن مدى هذه الأسلحة يقل عن ميل واحد، والصاروخ استهدف السفينة (يو إس إس غرافلي) كان على بعد ميل واحد، أي على بعد ثوانٍ فقط من الاصطدام".

وأشار التقرير إلى أن أسلحة الليزر تتطلب طاقة كهربائية عالية لا يمكن إنتاجها على متن السفن الحربية الأمريكية، كما تحتاج إلى أن تبقى موجهة نحو الهدف بشكل مستمر، وهو ما لا يمكن تحقيقه لأن المدمرات تضطر للتحرك بسرعة عالية على الماء.

وقالت المجلة: "ببساطة، لا تمتلك أغلب السفن الحربية التابعة للبحرية الأميركية القدرة الكافية لإطلاق ليزر قادر على تدمير صاروخ على الفور، ومن المرجح أن يتطلب ذلك مفاعلات نووية، مثل تلك الموجودة على حاملات الطائرات العملاقة، كما يتعين على الليزر أن يظل موجهاً نحو الهدف، وهو ما قد يشكل مشكلة للسفن الحربية التي تتحرك بسرعات عالية في البحار الهائجة".

وخلص التقرير إلى أن "التغلب على كل هذه المشاكل قد يستغرق سنوات، ومن المرجح أن يتم استخدام الليزر كمنصات دفاعية أرضية قبل فترة طويلة من استخدامها على السفن الحربية، وحتى في هذه الحالة، فمن المرجح أن تكون جزءًا من دفاع متعدد الطبقات، يُستخدم جنبًا إلى جنب مع أنظمة أسلحة أخرى قريبة مثل (فالانكس)".

وفيما كانت العديد من التقارير قد ذكرت أيضاً أن البنتاغون يعمل على مشروع لإنتاج عدد كبير من الزوارق والغواصات البحرية المسيرة، كبدائل لمواجهة "التهديدات المتزايدة"، فإن أفق هذا النجاح للمشروع لا يختلف كثيراً عن أسلحة الليزر، إذ يؤكد تقرير نشره موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي قبل أيام أن هذا المشروع يواجه العديد من التحديات أبرزها "الميزانية، وجهود البحث والتطوير والاختبار والتقييم وتدريب الطواقم، والمشتريات".

وأضاف الموقع إلى أنه "سيتعين على البنتاغون أيضًا الاعتماد على مصنعي المركبات غير المأهولة الأميركيين، أو غير الصينيين لبناء أسطوله المستقل، وهو الأمر الذي قد يستغرق وقتًا أطول نظرًا لهيمنة الصين على سوق هذه المركبات التجارية".

ونقل الموقع عن سام جراي، الضابط المتقاعد في البحرية، والذي يشغل الآن منصب المدير التنفيذي لمجموعة الدفاع في وادي السيليكون، قوله:"يمكن أن يكون الأمر سريعًا، أو رخيصًا، أو جيدًا، ويمكن اختيار اثنتين فقط من هذه الميزات"، وهو ما يعني أن المشروع لن يوفر بدائل فعالة أو أقل تكلفة للصواريخ الدفاعية باهظة الثمن.

وتوضح هذه المعلومات انسداد الأفق أمام البحرية الأمريكية فيما يتعلق بتخفيف التكاليف الباهظة لمعركة البحر الأحمر والتي تعتبر "خسائر" مباشرة نظراً لعدم وجود أي إنجازات حقيقة على الميدان، حيث يواصل قادة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط التأكيد مرة بعد مرة على استحالة ردع القوات المسلحة اليمنية وإيقاف العمليات المساندة لغزة.

وبدأ المسؤولون الأمريكيون منذ أشهر بالتعبير بصراحة عن مخاوفهم من التكاليف العالية والاستنزاف الذي تتعرض له ذخائرهم وأصولهم العسكرية في البحر الأحمر، بما في ذلك إنهاك السفن الحربية وطواقهما كما حدث مع حاملة الطائرات "ايزنهاور" التي تنتظر الآن فترة صيانة طويلة ومكلفة لم تكن بالحسبان، وفي ظل انعدام الخيارات البديلة لتخفيض التكاليف وتخفيف وتيرة الاستنزاف، فإن التداعيات السلبية تستمر بالتراكم وترفع وتيرة "الإحباط" المعلن لدى العدو الأمريكي.

ويعزز هذا المشهد حقيقة الانتصار الكبير الذي حققته القوات المسلحة اليمنية في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، حيث استطاعت وبجدارة التغلب على فوارق الإمكانات في مواجهة أسطول البحرية الأمريكية، ودفعت واشنطن إلى الاعتراف بالعجز عن تحقيق الأهداف، وعن إيجاد أساليب بديلة لمواصلة المعركة بنفس الوتيرة.

وقد انعكس هذا مؤخراً على خارطة انتشار السفن الحربية الأمريكية في المنطقة، حيث تقلص عددها في البحر الأحمر بشكل غير مسبوق منذ بدء المواجهة، ومنذ مغادرة حاملة الطائرات الفارة "ايزنهاور" بعد مطاردتها بعدة هجمات يمنية، لم تجرؤ أي حاملة طائرات أخرى على الاقتراب من منطقة العمليات اليمنية، بما في ذلك الحاملة "روزفلت" التي كان يفترض بها أن تحل محل "ايزنهاور"، والتي تم إعلان استبدالها بعد أسابيع قليلة بحاملة الطائرات "لينكولن" التي لم تصل بعد.

 

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: فی البحر الأحمر السفن الحربیة أسلحة اللیزر الأمریکیة فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

البحرية الأمريكية تكشف عن سبب سقوط طائرة إف 18 في البحر الأحمر

كشفت البحرية الأمريكية عن سبب سقوط طائرة مقاتلة من طراز F/A-18 سوبر هورنت تابعة لها فُقدت في البحر بعد سقوطها من حاملة الطائرات "يو.إس.إس. هاري ترومان" في البحر الأحمر غرب اليمن.

 

وقال مسؤول أمريكي إن التقارير الأولية من موقع الحادث أشارت إلى أن حاملة الطائرات "هاري ترومان" انعطفت بشدة لتجنب نيران الحوثيين، وهو ما ساهم في سقوط الطائرة المقاتلة في البحر، وفقا لشبكة سي إن إن عربية.

 

وبحسب الشبكة فإن حاملات الطائرات التابعة للبحرية الأمريكية - هي أكبر السفن الحربية في العالم يبلغ طولها حوالي 1100 قدم، وإزاحة تقارب 100 ألف طن - بقدرة مناورة مذهلة بالنسبة لحجمها، وبفضل مفاعلين نوويين يديران 4 محركات دفع، يمكن لحاملات الطائرات من فئة "نيميتز"، مثل "هاري ترومان"، الوصول إلى سرعات تتجاوز 34 ميلا في الساعة.

 

وأوضحت الشبكة أنه لم يتم الكشف عن التفاصيل الدقيقة للانعطاف الذي قامت به حاملة الطائرات "هاري ترومان" لتجنب نيران الحوثيين، مشيرة إلى أن الصور ومقاطع الفيديو للسفينة وحاملات الطائرات الأخرى من فئة "نيميتز" على الموقع الإليكتروني لوزارة الدفاع الأمريكية، تُظهر أن السفن الضخمة يمكنها أن تتحمل درجة كبيرة من الانعطاف خلال السرعة العالية.

 

وزعم الحوثيون يوم أمس الأول، أنهم شنوا هجوما بطائرات بدون طيار وصواريخ على حاملة الطائرات، الموجودة في البحر الأحمر، في إطار العملية العسكرية الأمريكية الكبيرة ضد الجماعة المدعومة من إيران.

 

ويوم أمس، قالت البحرية الأمريكية في بيان لها، إن جميع الأفراد الذين كانوا على متن الطائرة بحالة جيدة، وأن أحد البحارة أُصيب بجروح طفيفة، بعد سقوط طائرة إف18.

 

وأضاف البيان: "كانت طائرة F/A-18E يتم سحبها بشكل نشط من حظيرة الطائرات عندما فقد طاقم النقل السيطرة عليها. وسقطت الطائرة وجرار السحب في البحر".

 

وأردف: "اتخذ البحارة الذين كانوا يسحبون الطائرة إجراءات فورية للابتعاد عنها قبل سقوطها في البحر. ولا يزال التحقيق جاريا".

 

وقال مسؤول أمريكي ثان لشبكة CNN إن الطائرة غرقت. وتبلغ تكلفة الطائرة المقاتلة الواحدة من طراز F/A-18 أكثر من 60 مليون دولار، بحسب البحرية الأمريكية.

 

وتنتشر مجموعة حاملة الطائرات "هاري ترومان" الهجومية في الشرق الأوسط، وكانت في البحر الأحمر وقت وقوع الحادث. وأكدت البحرية الأمريكية، الاثنين، أن المجموعة الهجومية وجناحها الجوي "لا يزالان في كامل جاهزيتهما للقيام بالمهام".

 

وفي ديسمبر الماضي، سقطت طائرة أخرى من طراز F/A-18 تابعة لحاملة الطائرات هاري ترومان "عن طريق الخطأ" من قِبل الطراد "يو. إس. إس. غيتيسبيرغ" في البحر الأحمر في ديسمبر/كانون الأول، وخرج الطياران سالمين.


مقالات مشابهة

  • هل سقطت «إف-18» فقط.. أم سقطت معها هيبة أمريكا في البحر الأحمر؟
  • الرواية اليمنية لسقوط الـ«F-18»… ضربة عسكرية ورسالة استراتيجية تعمّق الورطة الأمريكية
  • كيف سقطت “F18” الأمريكية في البحر الأحمر؟
  • كيف سقطت “F18” الأمريكية في البحر الأحمر؟
  • البحرية الأمريكية تكشف عن سبب سقوط طائرة إف 18 في البحر الأحمر
  • العميد راشد: إف 18 سقطت بنيران القوات اليمنية والرواية الأمريكية كاذبة
  • البحر الأحمر .. جحيم المقاتلات الأمريكية
  • وزارة الدفاع: لانستبعد إصابة حاملة الطائرات “ترومان” في عملياتنا الأخيرة ونتوقع مغادرتها مسرح العمليات
  • العميد راشد: “إف 18” سقطت بنيران القوات اليمنية والرواية الأمريكية كاذبة
  • سقوط “أف 18” يغرق هيبة أمريكا في البحر الأحمر