وكالة أنباء سرايا الإخبارية:
2024-12-28@10:28:45 GMT
هل اقتربت الحرب حقاً؟ صحيفة بريطانية تشرح واقع توتر المنطقة
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
سرايا - في أعقاب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شكر، ساد شعور بالانتصار في إسرائيل، لكنه في الأيام التي تلت ذلك، وقع الإسرائيليون، والمنطقة بشكل أوسع، في قبضة الخوف، في انتظار ما تحمله الأيام التالية وسط دوامة خطيرة ومتصاعدة من العنف، حسب ما أفادت صحيفة "فايننشال تايمز".
وتعهدت كل من إيران والحزب بالرد على إسرائيل بعد اغتيال فؤاد شكر في غارة جوية في بيروت، واغتيال إسماعيل هنية في طهران.
وقالت الصحيفة البريطانية في مقال لها إنّ "الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون والعرب يعملون مرة أخرى بشكل يائس لتهدئة الموقف، خوفاً من خطر انزلاق الشرق الأوسط نحو حرب شاملة"، وأضافت: "إنه السيناريو الذي كانوا يخشونه منذ أن أدى هجوم حماس المروع في 7 تشرين الأول إلى إشعال فتيل الحرب في غزة".
وبحسب الصحيفة، فإنه "رغم الجهود الدبلوماسية التي بُذلت على مدى الأشهر العشرة الماضية والثقل السياسي المفترض لواشنطن ومحاولات كبح جماح ردة الفعل، فإن وقف إطلاق النار في غزة وعودة الرهائن الإسرائيليين هو السبيل الوحيد لمنع التصعيد، وقد حان الوقت لتفعيل ذلك".
كذلك، اعتبرت الصحيفة أن مصير المنطقة يقع بأيدي إسرائيل وحزب الله وإيران ويحيى السنوار في غزة، ما يجعل الوضع قابلاً للاشتعال ولا يمكن التنبؤ به.
بدأت أحدث موجة من التوترات بعد هجوم صاروخي طال بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل وأدى إلى مقتل 12 فتى في ملعب كرة قدم.
بدورها، اتهمت إسرائيل "حزب الله" بالهجوم، لكن الأخير نفى ذلك وأقر بأنه كان يطلق النار على منشآت عسكرية في المنطقة في ذلك اليوم.
وكانت مثل هذه المأساة حتمية حيث تبادل الحزب وإسرائيل إطلاق النار بشكل مكثف منذ أطلق حزب الله الصواريخ عبر الحدود في 8 تشرين الأول.
ووصف السّاسة الإسرائيليون الهجوم بالحادث العدائي الأكثر دموية في الأراضي الخاضعة لسيطرة إسرائيل منذ هجوم حماس. كذلك، أدركت واشنطن التهديد وضغطت على نتنياهو لإظهار ضبط النفس، لكن الأخير تجاهل النصيحة على ما يبدو حيث راهن على انتقام عالي المخاطر؛ فقامت القوات الإسرائيلية باغتيال شكر في جنوب بيروت، ثم تبع ذلك بساعات عمل تصعيدي مماثل أدى إلى مقتل هنية في طهران.
وبحسب الصحيفة، فقد "وجه الهجومان على هنية وشكر ضربات قوية لأعداء إسرائيل، وتركتهم هذه الأحداث في مأزق، فإما أن يستجيبوا ويخاطروا بحرب شاملة مع إسرائيل، وإما أن يظهروا ضبط النفس ويَظهروا عاجزين"، وأضافت: "تشير الخطابات في إيران وحزب الله إلى أنهما سوف يُقدمان على الرد، ربما بالتنسيق مع بعضهما، وسوف يكون حجم الرد مهما وسيحدد الخطوة التالية التي سوف تتخذها إسرائيل".
واستدركت الصحيفة بقولها: "لكن هناك مخرج يتمثل في الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق متعدد المراحل لتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة وإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس. وهذا هو مفتاح التوصل إلى اتفاق منفصل بوساطة الولايات المتحدة لإنهاء الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل. وفي حال أُعلن عن وقف إطلاق النار، فقد يسمح ذلك لإيران بإنقاذ ماء وجهها وإعادة النظر في ردها".
وصلت محادثات الرهائن إلى طريق مسدود منذ أشهر، حيث تصر حماس على أن أي اتفاق لابد وأن يضمن نهاية دائمة لحرب غزة، وهو ما يرفضه نتنياهو بشدة. ولكن في الأسابيع الأخيرة، خففت حماس من موقفها، واعترفت بأن تفاصيل كيفية إنهاء الصراع يجب أن تُناقش في نهاية المرحلة الأولى من الاتفاق، وليس قبل أن تبدأ.
واعتقد الوسطاء أن هذا قد أزال العقبة الأخيرة أمام التوصل إلى اتفاق، لكن نتنياهو صعب موقف إسرائيل، حتى مع دعم رؤساء أمنه للاتفاق. وكان اغتيال هنية، المفاوض الرئيسي لحماس، بمنزلة انتكاسة أخرى للمحادثات.
وكان قرار حماس بتعيين السنوار، كزعيم سياسي للحركة، إهانة لإسرائيل، وقد يؤدي ذلك أيضاً إلى تعقيد المفاوضات، ولكن نظراً لأنه ما يزال يسيطر على ما تبقى من حماس في غزة، فقد كان دائماً مفتاحاً للتوصل إلى اتفاق، بحسب الصحيفة.
وأشارت "فايننشال تايمز" أيضاً إلى أن إسرائيل استنفدت القدرات العسكرية لحماس بشدة، وأضافت: "لن تتمكن الحركة أبداً من السيطرة على غزة أو تكرار 7 تشرين الأول. كذلك، وجهت إسرائيل ضربات شديدة لحزب الله، وأظهرت لإيران أنها تستطيع أن تضرب قلب طهران".
وأكملت: "يثبت التاريخ أنه عندما يُقتل زعيم متشدد، يملأ آخر الفراغ، ويحتاج نتيناهو إلى الاستماع إلى جو بايدن وكذلك مسؤولي الأمن لديه واغتنام الفرصة لتأمين حرية الرهائن المتبقين. هذه هي الرسالة الحاسمة التي يطلقها الرئيس الأميركي".
ومن عجيب المفارقات هنا، تقول الصحيفة في ختام مقالها، إن إسرائيل وإيران وحزب الله يرغبون في تجنب اندلاع صراع إقليمي شامل، لكن كما أظهرت الأشهر الأخيرة، فإن المنطقة تنزلق ببطء وخطورة إلى الحرب.
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: إلى اتفاق حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
خطوة لو فعلها نصرالله لكان قد قلب موازين الحرب وأتعب إسرائيل.. خبير يكشف
أشار المحلل الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان إلى أن أمين عام حزب الله السابق، حسن نصر الله، ارتكب "خطأين استراتيجيين" في أعقاب هجمات السابع من تشرين الأول.وأوضح ميلمان في مقاله بصحيفة جويش كرونيكل أن الخطأ الأول كان قرار نصر الله بالهجوم على إسرائيل، أما الخطأ الثاني فتمثل في اقتصار الهجمات على الضربات الصاروخية والطائرات المسيّرة، دون اللجوء إلى شن هجوم بري متزامن.
ونقل عن مسؤول كبير في جيش الاحتلال الإسرائيلي قوله: "لو نفّذ حزب الله غزواً برياً بالتزامن مع حماس، لكان قد وصل إلى مناطق مثل طبريا وبحر الجليل، مما كان سيجعل إسرائيل في مواجهة معضلة كبرى للتعامل مع هجمات في الشمال والجنوب في آن واحد".
وفي سياق آخر، استعاد ميلمان الحديث عن عملية تفجير البيجر، التي وصفها بأنها واحدة من "أبرز إنجازات الموساد". وزعم أن العملية أسفرت عن تداعيات كبيرة، من بينها إضعاف حزب الله في لبنان، وزعزعة النظام في سوريا، والحدّ من طموحات إيران الإقليمية.
المقال أثار الجدل حول القراءات الإسرائيلية للأحداث الإقليمية ومدى تأثيرها على الواقع الميداني.
حتى تلك اللحظة، كان حزب الله هو المسيطر على الحرب. وفي أعقاب الهجوم الذي شنته حماس على "إسرائيل" في السابع من تشرين الأول 2023 ــ وهو الحدث الذي أذهل الاستخبارات الإسرائيلية والقيادة العسكرية ــ فتح حسن نصر الله، جبهة ثانية.
في ضوء ما حدث، فإن نصر الله ارتكب خطأين فادحين؛ الأول كان قراره بمهاجمة إسرائيل، والثاني كان حصر هجومه في الضربات الصاروخية والطائرات بدون طيار بدلاً من نشر قوات برية أيضاً، حسب الصحيفة.
ـضتف: "لو شن حزب الله غزواً برياً إلى جانب حماس، لكان بوسعه الوصول إلى طبريا وبحر الجليل. ولكانت إسرائيل قد واجهت صعوبات في صد الهجمات المتزامنة في الشمال والجنوب". وبدلاً من ذلك، أطلق حزب الله على مدى أحد عشر شهراً خمسة عشر ألف صاروخ وقذيفة وطائرة بدون طيار استهدفت القواعد العسكرية الإسرائيلية ومراكز الاستخبارات ومقر الموساد شمال "تل أبيب" والمطارات والمجتمعات المدنية. وتم إجلاء سبعين ألف إسرائيلي، ليصبحوا لاجئين في أرضهم.
وبحسب ميلمان فقد ردت القوات الإسرائيلية بشن غارات جوية مدمرة، فدمرت قرى في جنوب لبنان. والأمر الأكثر أهمية هو أن إسرائيل نجحت بشكل منهجي في القضاء على مئات من قادة حزب الله من الرتب المتوسطة والعليا. وقد تمكنت إسرائيل من تحقيق هذه الضربات الدقيقة بفضل سنوات من جمع المعلومات الاستخباراتية المضنية؛ من خلال تجنيد عملاء لبنانيين إلى اعتراض الاتصالات.
وبعد أيام قليلة من عملية أجهزة النداء، حققت الاستخبارات الإسرائيلية نجاحاً كبيراً آخر. فقد تمكنت من اكتشاف مكان فؤاد شكر، "رئيس أركان" حزب الله، وقتلته في بيروت بغارة جوية.
ثم وجهت إسرائيل ضربة أشد تدميراً باستخدامها معلومات من أحد عملائها لاغتيال نصر الله. وقد كان ذلك ممكناً لأن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تمكنت من الحصول على الرسومات الهندسية والبنائية ومخططات مركز القيادة تحت الأرض التابع لنصر الله. ويرى ميلمان أن هذا جزء من الواقع الجديد الناشئ في الشرق الأوسط. والتطور الأكثر أهمية هو المأزق الإيراني.
ويرى ميلمان أنه في أعقاب التطورات الدراماتيكية في سوريا، تشعر أجهزة الاستخبارات في إسرائيل والولايات المتحدة ودول غربية أخرى بالقلق الآن من أن إيران قد تتمكن من تجاوز الحد - أي إنتاج ما يكفي من المواد اللازمة لصنع سلاح نووي وتجميع مثل هذه الأسلحة.
ووفقاً لأحدث تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقد نجحت إيران بالفعل في تجميع أكثر من مائة كيلوغرام من اليورانيوم المخصب إلى مستوى 60%. ويزعم ميلمان أنه لا يوجد أي مبرر علمي لتخصيب اليورانيوم إلى هذا المستوى من أجل تعزيز برنامج نووي مدني، وهذا يعني أن التفسير الوحيد هو أن التخصيب يهدف إلى استخدامه في صنع الأسلحة النووية. وفي غضون فترة قصيرة، في غضون أسابيع قليلة، تستطيع إيران تسريع وتيرة التخصيب وتخصيب اليورانيوم من 60% إلى 90%، وهو ما من شأنه أن يوفر المواد الانشطارية الكافية لتجميع خمس قنابل. (عربي21)