إحباط في هيئة أركان الاحتلال: نقاتل بلا هدف
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
#سواليف
قالت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، أنه بسبب #التوترات في الشمال ونقص القوات في الجنوب، اضطر #جيش_الاحتلال إلى تفعيل ألوية #الاحتياط في #غزة بسرعة، وسط تقارير من الجنود عن قيود خطيرة.
وتضيف الصحيفة العبرية، أن “حماس لا تزال تعمل كنظام ، ولم يحدد مجلس وزراء الاحتلال هدفًا طويل الأمد للحرب والقتال في غزة، مما أدى إلى #إحباط_الجنرالات، الذين أكدوا أنه “لا توجد قرارات واضحة، ونحن عالقون في الوضع القائم”.
وأشارت الصحيفة، إلى أن المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال يوم أمس السبت في #مدرسة_التابعين بحي الدرج شرق غزة؛ أعاد إلى الواجهة الصراع المستمر في غزة، والذي يدخل شهره الحادي عشر، حيث أطلقت طائرات جيش الاحتلال ثلاثة صواريخ صغيرة فجر السبت استهدفت المصلين في مدرسة التابعين.
مقالات ذات صلة جدعون ليفي: مجزرة مدرسة التابعين إبادة جماعية وجريمة حرب 2024/08/11وتوضح الصحيفة، أن جيش الاحتلال كان يشن غارات متكررة على المناطق التي تحاول #حماس إعادة بناء قدراتها عسكريًا فيها، وقد عادت الفرقة 98 في جيش الاحتلال إلى خان يونس، بعد إطلاق حوالي 60 صاروخًا من شرق المدينة باتجاه أهداف إسرائيلية، خلال أربعة أيام، وحلت الفرقة 252 الاحتياط محل الفرقة 99 في ممر نتساريم، وعندما حاولت القوات الدخول لخانيونس استقبلها مقاومو #حماس بالنيران الكثيفة و #الكمائن.
وبحسب الصحيفة؛ اعترف لواء المدرعات، بأنهم يواجهون حماس التي تعمل بمنطق عسكري منظم، وتستخدم تكتيكات الفرق الصغيرة واستراتيجيات الحفاظ على قوتها القتالية، حيث يقوم اللواء بشن غارات على مشارف صبرا والنصيرات لتدمير البنية التحتية لحماس، ويلاحظ كيف تتجمع عناصرها للدفاع قبل وصول الجيش للمنطقة.
وتقول، إن “الفرقة العاشرة وصلت إلى ممر نتساريم الشهر الماضي بشكل غير متوقع، مما يخالف خطط هيئة الأركان العامة، وتم استدعاء ألوية الاحتياط للعمل في غزة بشكل متكرر في الأشهر الأخيرة”.
وأكدت، أن جيش الاحتلال يواجه تحديات في الحفاظ على مستوى الاستعداد العالي بين قوات الاحتياط، حيث حضر حوالي 80% فقط من الجنود، مقارنة بما كان عليه الوضع في 7 أكتوبر.
وفي لواء “هرئيل”، قالت الصحيفة: “تم وضع خطوط حمراء للحفاظ على القوات، حيث يتم السماح لبعض الجنود بالعودة إلى منازلهم لقضاء عطلات أو التعامل مع أمور عائلية طارئة، ولمواجهة التحديات، تم تشكيل سرية مدرعة جديدة تتكون من 54 جنديا كحل محلي لتعدد المهام”.
أما المشكلة الرئيسية بحسب الصحيفة، فهي افتقار “إسرائيل” إلى هدف سياسي استراتيجي لتوجيه العمليات العسكرية، مما يفاقم الإحباط داخل القيادة العامة لهيئة أركان الاحتلال، خاصة وأن #حكومة_نتنياهو تخشى اتخاذ قرارات طويلة الأمد، مما يجعل من الصعب على الجيش إدارة قواته والتخطيط لبناء قوته في المستقبل.
ونقلا عن أحد الجنرالات في هيئة الأركان العامة، فإنه يمكن بناء مراكز استيطانية في ممر نتساريم كحل طويل الأمد، أو إنشاء حكومة عسكرية إسرائيلية تسيطر على الموارد التي تدخل إلى غزة، ويمكن أيضًا دفع السلطة الفلسطينية لتحل محل حماس بدعم إقليمي، لكن لا يوجد قرار بهذا الشأن حتى الآن.
وأردفت: ناقش المستوى السياسي حلاً طويل الأمد في نوفمبر، لكنه رفض اقتراحًا من يوآف غالانت للبدء في صياغة حكومة فلسطينية أخرى، وفي الوقت الذي يخشى فيه السياسيون من تحديد هدف سياسي، يستمر الجنود في قطاع غزة في القتال ضد “عدو” يستفيد من الوضع الراهن، وهو بعيد عن الأهداف السياسية المطلوبة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف التوترات جيش الاحتلال الاحتياط غزة مدرسة التابعين حماس حماس الكمائن حكومة نتنياهو جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
رسالة إلى الداعية ياسر برهامي
لا نعتقد أنّ هناك حركة مقاومة أو تحرّر في التاريخ قد تعرّضت إلى حملة تشويه وشيطنة وتحامل وتثبيط من بني جنسها، مثلما تعرّضت له المقاومة الفلسطينية، ولاسيما منذ 7 أكتوبر 2023 إلى اليوم، ولم يقتصر الأمر على الأنظمة العربية المتصهينة ونخبها المأجورة، بل امتدّت حتى إلى عدد من الدعاة الذين حمّلوا بدورهم المقاومة كل المصائب والبلايا التي حلّت بغزة، ومن ثمّة، تبرئة الاحتلال من أيّ مسؤولية عما يرتكبه منذ 18 شهرا من مجازر وإبادة وتدمير وتجويع منهجي…
آخر هؤلاء الدعاة المتحاملين على المقاومة، هو الشيخ ياسر برهامي، رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية في مصر، الذي أبى إلا أن يردّ على فتوى الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين بوجوب الجهاد في غزة، بفتوى مضادّة وضع فيها ضرورة احترام معاهدات التطبيع مع الاحتلال فوق نصرة أهل غزة المستضعفين، كما تجنّى على المقاومة وحمّلها مسؤولية مجازر الاحتلال!
أوّلا: بدل أن يصدع برهامي بالحقّ وينتقد تمسّك الدول العربية المطبّعة باتفاقات العار مع الاحتلال، ويطالبها بالتخلي عنها، وطرد سفرائه من عواصمها، والإسراع إلى إغاثة سكان غزة الذين يتعرّضون لحرمان تامّ من الغذاء والماء والدواء والكهرباء منذ 2 مارس إلى اليوم، نراه يتحجّج بهذه الاتفاقيات المخزية للتذرّع بخذلان المقاومة وأهالي غزة.. ترى، أيّ قيمة لهذه المعاهدات مع الاحتلال وهو يواصل حربه النازية ضدّ الأطفال والنساء ويرتكب المجازر الوحشية بحقّهم كل يوم ويحرمهم من أبسط المساعدات الإنسانية، في مخالفة صريحة للقانون الدولي الإنساني الذي يعدّ اتخاذ التجويع سلاحا لجريمة حرب مكتملة الأركان؟ هل بقي أيّ معنى لمعاهدات “السلام” الذليلة مع الاحتلال بعد أن صرّح وزير المالية الصهيوني سموتريتش بأنه “لن تدخل حبة قمح واحدة إلى غزة”؟ أمثل هذا العدو الفاشي المجرم نحترم معه المعاهدات والمواثيق ونتّخذها ذريعة لخذلان أشقائنا الفلسطينيين؟
ثانيا: لقد تجنّى الشيخ برهامي على “حماس” حينما زعم أنّها لم تشاور من الدول الإسلامية إلا إيران في هجوم 7 أكتوبر 2023.. والواقع أنّ “حماس” لم تشاور أيّ دولة إسلامية من الدول الـ57 في ذلك، لا إيران ولا غيرها، ولو فعلت، لكانت الكثير من هذه الدول قد أسرعت كالبرق إلى إطلاع أمريكا على الهجوم المرتقب، ولفشل فشلا ذريعا. لقد أحسنت “حماس” صنعا حينما تكتّمت بشدّة على تفاصيل خطة الهجوم وتوقيته، ولم تطلع عليها أحدا، حتى حلفاءها في محور المقاومة، ولذلك نجح، ولو أطلعت عليه أحدا، لتكفّل العملاء المندسّون بتحذير الاحتلال منه. وللتدليل على ذلك، نذكّر بما وقع لـ”حزب الله” في لبنان الذي اتّضح من اغتيال كبار قادته، وتفجير معظم ترسانته الصّاروخية في مخازنها، أنّه مخترق استخباراتيا حتى النخاع، لذلك، فعلت “حماس” الصواب حينما تكتّمت على هجوم 7 أكتوبر وقامت به وحدها، وما ذكره الشيخ برهامي هو مجرّد تجنّ سافر على الحركة، تحرّكه خلفية طائفية مقيتة، والهدف منه الطعن في تحالفها مع إيران التي تزوّدها بالصواريخ والأسلحة المختلفة، وهو تحالف لا يعني البتّة التبعية العمياء لإيران وترك قرارات الحرب والسّلم بيدها.
ثالثا: على غرار الأنظمة المتصهينة، والآلاف من المثقفين والإعلاميين المرتزقة، والذباب الإلكتروني المأجور، وفقهاء البلاط.. حمّل الشيخ برهامي مسؤولية ما يقع في غزة من تدمير وإبادة وتطهير عرقي وتجويع وتنكيل بالفلسطينيين إلى “حماس” التي قامت بهجوم 7 أكتوبر، الذي عدّه الشيخ “تخريبا للبلاد” وتساءل مستنكرا “هل يتحقق النصر بهدم المساجد والمستشفيات والمدارس؟” وكأنّ “حماس” هي التي هدمتها وليس الاحتلال!
وبهذا المنطق المعوجّ، فإنّ مسؤولية تدمير 8 آلاف قرية جزائرية خلال الثورة التحريرية واستشهاد 1.5 مليون جزائري يتحمّلها بن بولعيد وبقية القادة الذين قرّروا تفجير ثورة 1 نوفمبر 1954، ولا يتحمّلها الاستعمار الفرنسي، ومن ثمّة، لا يحقّ لنا الآن مطالبته بالاعتراف بجرائمه والاعتذار عنها والتعويض للجزائر، وقس على ذلك بقية ثورات العالم التي قدّمت تضحيات كبيرة لتحرير أوطانها كالفيتنام وأفغانستان… أيّ منطق سقيم هذا؟ هل تتحرّر الشعوب من العبودية للمستعمرين وتستعيد البلدان المحتلّة سيادتها سوى بالتضحيات الشعبية الجسيمة؟
ثم، هل تقع مسؤولية ما يحدث في مخيمات الضفة الغربية؛ جنين ونابلس وطولكرم وغيرها، منذ أزيد من شهرين ونصف شهر، من قتل وتدمير وتهجير، على عاتق “حماس” أيضا؟ مالكم كيف تحكمون؟
كنّا نودّ لو وقف الشيخ برهامي مع المقاومة الشريفة في كفاحها من أجل القدس والأقصى نيابة عن ملياري مسلم، أو على الأقل يلزم الصمت على غرار آلاف الدّعاة الذين يخشون بطش أنظمتهم المطبّعة، لو سكت، لكان ذلك أهون من أن يطعن في المقاومة الشريفة، ويبرّر ضمنيّا جرائم الاحتلال ويخدم سرديته المقلوبة، للأسف الشديد، وهذا الموقف المخزي الذي يمالئ به الحكّام، سيسجّله عليه التاريخ إن لم يتراجع عنه، وسيحاسبه عليه الله، تعالى، يوم القيامة، يوم لا ينفعه حاكم يتزلّف إليه اليوم على حساب إخوانه المظلومين المستضعفين. وقفوهم إنهم مسؤولون.
(الشروق الجزائرية)